قبل سنوات حكى لي صديقي الذي كان يدرس في بريطانيا قصة ذلك الشاب البريطاني الذي دخل الاسلام والحمد لله ، حيث قال لي :كنت في مدينة لندن أدرس بالجامعة دراسات عليا وأسكن في مبني من عدة طوابق ، وبه سكان من جميع الجنسيات المختلفة ، وهذا المبنى على الشارع الرئيسي عبارة عن دور أرضي وهو مجموعة من المحال التجارية من ( مواد غذائية ، وجزار ، ومحلات ملابس ، وعطور ، وغيرها ) وهناك محل غسيل الملابس يملكه صاحب المبنى ويشتغل به ابنه الوحيد الذي يعيش مع أمه ، أما أبوه فقد مات منذ زمن ، وهذا الشاب البريطاني مسؤول على استلام وتسليم الملابس للزبائن ، ولكنه سمع عن الاسلام والمسلمين وطريقة حياتهم الشيء الكثير ، فجاء رجل مسلم من بلد عربي يقطن في المبنى لغسل ملابسه بالمحل ، فتعرف عليه الشاب البريطاني ، وصار صديق له ، وكلما وجد الرجل وقتاً يذهب إلى الشاب البريطاني صاحب المحل ليسأله عن شيء ما أو يكلمه عن موضوع ما ، أو الخ ...، فتوطدت العلاقة بينهما وصار الشاب البريطاني يسأل الرجل عن بعض التصرفات التي يقوم بها المسلمين ولماذا ؟ والرجل يوضح له الأمر ، وهكذا حتى صار الشاب البريطاني يعلم الكثير ، ومع ذلك صار يراقب رائحة الملابس لجميع الزبائن التي تأتي لغسلها ويسأل صاحبها الشاب البريطاني ما هي ديانتك ؟ فيجيبه ويمشي ، وبدأ يميز رائحة الملابس ويعرف أن هذه الملابس صاحبها مسلم أو من ديانة أخرى ، إلى أن توصل إلى أمر وهو أن رائحة ملابس المسلمون بمجرد غسلها تصبح رائحتها زكية دون الحاجة إلى معطر غسيل أو طيب آخر ، بينما الملابس الأخرى التي أصحابها ذوي ديانات أخرى تحتاج إلى عطور كثيرة وطيب ومع ذلك تظل رائحتها كريهة حتى بعد كيها ، وقد حكى لصاحبه المسلم عن هذا الموضوع ، فقال له الرجل المسلم : نحن نأكل كذا وكذا ، ولا نأكل مثلاً لحم الجيف من الحيوانات بل نذبح الحيوان ليطهر من الدم نهائياً ثم نأكله بعد طبخه ، ولا نأكل لحم الخنزير لأنه محرم علينا لما فيه من أضرار ، ولا نأكل بعض الحيوانات كالسباع وآكلة اللحم أبداً ، وصار يخبره بكل شيء ، وعندما وصل إلى قناعة نهائية وعرف أن دين الاسلام هو أنظف الأديان على الاطلاق قرر أن يدخل في دين الاسلام ، فأخبر الرجل المسلم بذلك ، وقد علمه كيفية ذلك فأعلن اسلامه فوراً ، وقد حسن اسلامه ومازال مثابر على دين الاسلام إلى يومنا هذا .
فأنظر طريق الهداية لهذا الشاب البريطاني كانت عن طريق رائحة الملابس التي تغسل عنده في محله.
تعليق