بسم الله الرحمن الرحيم
((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ))
ألوذ وألتجئ وأحتمي برب الصبح الذي شق عموده، ورفع بالضياء جنوده، فهو خالق هذا الصباح المنير الذي يضيء الأرض بسناه، ويعمر الكون بضياه، والصباح آية من آيات الله؛ حيث الحياة تدب، والضياء يشع، والنور يسري، والأطيار تشدو، والدواب تزحف، والخليقة تسرح، والأنعام تمرح، والأفنان تندى، والنسيم يهب.
((مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ))
أستجير به من شر الأشرار، ومكر الفجار، وكيد الكفار، أحتمي به من الشرور والمكايد، وألوذ به عند الحوادث والكوارث، وأسأله الحماية من شر كل شرير، وبغي كل باغ، وعدوان كل معتد، ومكيدة كل كائد من إنسان وجان وحيوان.
((وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ))
وهو الليل إذا أقبل يحمل في طياته الدواهي، وتتأبط تحت جناحه الطوارق والحوادث، فنلوذ من هوله إلى الله، ونستعيذ من شره بالله، فلن يطرق طارق إلا بإذنه، ولن يقع حادث إلا بعلمه.
((وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ))
وأعوذ بك من شر السواحر إذا نفثوا في خيوطهم، ومكروا مكرهم، وكادوا كيدهم، فهم يعطفون بسحرهم ويصرفون، يفرقون بين المرء وزوجه، والقريب وقريبه، ويفسدون القلوب، ويهدمون البيوت، فهم جند من جنود إبليس استخفهم فأطاعوه، ودعاهم فاتبعوه.
((وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ))
إذا أظهر حسده، وعمل بمقتضاه، وصار عدواً للنعمة، ونسي الله، حينها يسعى في النيل من المحسود؛ لأنه ازدرى نعمة المعبود، فهو في شغل شاغل من صاحبه النعمة حتى تزول، يصول ويجول؛ لينفذ طمعه، ويسدد سهمه، وينفث سمه، ويحقق أمنيته، فالله الكافي منه، الدافع له، الحسيب عليه.
تعليق