بسم الله الرحمن الرحيم
((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ))
ألتجئ وألوذ وأحتمي بالرب القوي، والملك الغني، فهو ولينا فنعم الولي، من الذي سأله فما أعطاه؟
ومن الذي دعاه فما لباه؟
ومن الذي طلبه فما حباه؟
نصرة كل مظلوم، وعون كل مضيوم، وعزة كل مهضوم.
((مَلِكِ النَّاسِ))
ملك الملوك بيده المقاليد، عنده مفاتح الغيب، لديه تصريف الأمور، له كل شيء، إليه ترجع الأمور، منه يبدأ الأمر وينتهي، ملكه عام دائم قاهر، دنيا وأخرى، جناً وإنساً، مسلمين وكافرين.
((إِلَهِ النَّاسِ))
المستحق لعبادة العبيد، المنزه عن مشاركة الصنديد والنديد، المحبوب بالأيادي إلى العباد، المعروف بالإحسان لدى الحاضر والباد، إليه تسكن القلوب، قابل توبة من يتوب، غافر الذنوب، علام الغيوب، محبوب بالصفات والأسماء، والنعم والآلاء، والجود والعطاء.
((مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ))
نعوذ بالله من شر الشيطان إذا وسوس، والخبيث إذا هوجس، والمارد إذا لبس؛ لأنه لا يأمر إلا بشر، ولا يدعو إلا إلى ضر، فهو يحارب الخير والإحسان والبر، يجثم على القلب فيغطيه، ويشير على الإنسان فيرديه، ويراوغ العبد ليضله ويشقيه.
((الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ))
يثبطهم عن الطاعات، ويقودهم إلى المحرمات، ويدعوهم إلى الموبقات، بضاعته الشرور، وسكناه الصدور، وزاده الغرور، ومركبه الفجور، وخطبته الكذب والزور.
((مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ))
فللجن والإنس شياطين، وفي الفريقين طائفة من المارقين، فشياطين الجن مردة مختفون، وشياطين الإنس مجاهرون ظاهرون، وشيطان الجن يدفع بالدعاء والأذكار، والاستعاذة بالملك القهار، وشيطان الإنس يدفع بالتوكل على الجليل، والصبر الجميل، والدفع بالحسنى، والأخذ بالفعل الأسنى.
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
تعليق