بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين : أما بعد:
عذاب القبر من أهم المسائل الغيبية التي يؤمن بها أهل السنة والجماعة ويصدقون بها تصديقا حقيقيا بعيداً عن الاحتمالات العقلية أو اتباع الهوى لأجل ذلك لابد من هذه الوقفات :
أولاً : الإيمان يقوم على ستة أركان هي :
الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره .. وانكار ركن واحد من هذه الأركان كفر وخذلان - نسأل الله الحماية - ..
ثانياً : الإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان السته التي يجب على العبد الإيمان بها .. ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بما يكون فيه من أحوال وأهوال .. ومن هذه الأحوال الإيمان بعذا ب القبر إذ القبر أول منازل الآخرة والإيمان به تحقيق لتمام الإيمان باليوم الآخر .
ثالثاً : عذاب القبر من الأمور الغيبية غير المشاهدة لذلك الإيمان بأحداث عذاب القبر لا يخضع إلى تصورات عقلية سابقة لهذه الأحوال والأحداث .. وعليه فثبوت عذاب القبر لا يثبت إلا من طريق الوحيين ( الكتاب والسنة ) ولا دخل للعقل في ذلك إذ لا قدرة للعقل أن يتصور ما لا عهد له به في هذه الدار والإيمان بالغيب من أعظم ما مُدح به مؤمن .
رابعاً : دليل ثبوت عذاب القبر : تواترت الأخبار عن جمع من صحابة الرسول المختار صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر فممن روى ذلك من الصحابة : أنس بن مالك ، وابن عباس ، والبراء بن عازب ، وعمر بن الخطاب ، وابن عمر ، وعائشة ، وأسماء بنت ابي بكر ، وأبو ايوب الأنصاري ، وأبو هريرة ، وأبو سعيد الخدري ، وسمرة بن جندب ، وعثمان وعلي ، وزيد بن ثابت ، وجابر بن عبد الله ، وسعد بن أبي وقاص ، وزيد بن أرقم ، وأبو بكرة ، وعبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبو قتادة ، وعبد الله بن مسعود .. ... رضي الله عنهم أجمعين - انظر معارج القبول للحكمي 2 / 721 -
دليل الكتاب : قول الله تعالى : " وحاق بآل فرعون سوء العذاب . النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ."
* دليل السنة منها : ما ورد في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على قبرين فقال : ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة بين الناس .. )
ومن خلال هذا المقال سنقوم بطرح عذاب القبر ونعيمه بصيغة سؤال وجواب
وعلى بركة الله نبدأ ...
تعليق