يشكل المسلمون 60 بالمئة من سكان ماليزيا
متحف القرآن الكريم بماليزيا مقصد رئيسى للباحثين عن التاريخ الإسلامي
يعد متحف علوم القرآن الكريم فى ولاية ملقا الماليزية وهى أول ولاية وصل إليها الاسلام مقصدا رئيسيا للباحثين عن التاريخ الإسلامى فى ماليزيا وعن كيفية اتساع هذه الحضارة لتنتشر فى الدول الآسيوية الأخرى.
ويقع المتحف فى "مجمع العظيم" حيث يجمع فيه كل ما يتعلق بعلوم القرآن الكريم وفن كتابته ويعرض فيه أيضا فن كتابة المصحف على الطراز الماليزى والمصاحف التى تكتب بالخط اليدوى القديم ليشاهدها الزوار والباحثون فى هذا المجال.
وقد هدف انشاء هذا المتحف إلى رفع مستوى فهم القرآن الكريم لدى المسلمين لاسيما وأنه يعتبر مركزا لمعرفة أسرار القرآن الذى انزله الله سبحانه وتعالى هدى للعالمين ومرشدا للأمة الاسلامية إلى طريق الهدى والرشاد.
ويرى القائمون على هذا المتحف أن فى القرآن العظيم معلومات كثيرة يتطلب بحثها بصفة مستمرة لمعرفة أسرارها ضمن مساع لاكتشاف المزيد من عجائب هذه المعجزة التى أنزلها الله سبحانه وتعالى على عباده.
كما يحتضن المتحف عددا من المصاحف القديمة والنادرة فى المنطقة بالإضافة إلى مجموعة خاصة من كتب عين التقوى وفنون كتابة المصاحف.
ويتوقع لهذا المتحف الذى انشىء حديثا أن يستقطب السائحين كما أنه يعد إضافة جديدة إلى الموارد السياحية التاريخية فى ولاية ملقا المعروفة بتاريخها العريق الذى ضم الحضارة الصينية والاسلامية والمالاوية والتى كانت تعتبر ميناء تجاريا امتزجت فيه كل هذه الحضارات.
ويعد متحف القرآن الكريم مركزا للدعوة الاسلامية فبإمكان المواطنين المشاركة فى البرامج المنظمة من قبل إدارة المتحف والتى تحتوى على الندوات الخاصة فى كتابة الخط القرآنى وفصول تعليم الخط "الجاوي" العربى لاسيما وأن اللغة المالاوية الأصلية تكتب بالحروف العربية مع زيادة بعض الحروف لتناسب النطق والمخرج للمتحدثين بهذه اللغة.
يذكر أن اللغة المالايوية "الماليزية" تكتب بالحروف اللاتينية والحروف العربية أيضا إلا أن النطق والقراءة لا يتغيران.
ويحتوى المتحف أيضا على برامج وفصول لدراسة القرآن الكريم تلاوة وبحثا وفهما ويأتى ذلك انسجاما مع سياسة ماليزيا الهادفة إلى انشاء جيل جديد من ختمة القرآن.
ومن التقاليد الموروثة فى ماليزيا أن الأولاد بنين وبنات لا بد وأن يختم الواحد منهم القرآن الكريم قبل سن البلوغ حيث يحتفل بعض الناس بهذا الختم فى مجالس خاصة يقرأ فيها الأولاد المحتفل بهم القرآن على يد أحد الوالدين أو الأساتذة.
ويأتى انشاء هذا الصرح المهم فى ولاية ملقا التاريخية من منطلق اهتمام الحكومة الماليزية بوجه عام وحكومة ملقا خصوصا بنشر تاريخ القرآن الكريم وما يحمله من معجزات وقيم ومفاهيم وأسرار بعضها لم يكتشف حتى الآن إلى جميع المهتمين بهذا الشأن من مختلف بقاع العالم حيث يحظى المتحف بكل الاهتمام والرعاية والتقدير من قبل القائمين عليه وهو نموذج صريح لاهتمام الشعب الماليزى بدينه وتراثه الاسلامي.
تعليق