طرح الباحث المصري في علم المصريات بسام الشماع علامات استفهام عديدة بحاجة لدراسة وبحث وإعادة قراءة للتاريخ المصري القديم، ودلل بالوثائق والاستقراء العمق التاريخي للحضارة المصرية.
وألقى الضوء على العديد من الكنوز المصرية التي لم تكتشف بعد، وعلى كنوز في حضارات أخرى تمثل تراثا إنسانيا مشتركا.
وكشف الشماع عن لوحتي "كانوب" اللتين تكونتا في منطقة "كوم الحصن" غربي الدلتا، ومكتوب عليهما "النص المكتوب على حجر رشيد سوف ينقش بالحروف المقدسة والديموطيقية واليونانية على أحجار صلدة في فئات ثلاث من المعابد الملكية والنبلاء والشعب".
ويؤكد هذا أن مصر فيها 14 نسخة من حجر رشيد اثنان منها في "كوم الحصن", والبقية تنتشر في المعابد المشار إليها في النص, الذي يصف مكانها بوضوح.
صور نادرة
ونبه الأثري المصري في محاضرته المثيرة للجدل بمركز ساقية الصاوي الثقافي بعنوان "غرائب الأخبار في علم الآثار" إلى أنه في منطقة أبيدوس شمالي الأقصر -أقصى جنوب الصعيد- توجد معابد صغيرة, وفيها مقبرة "الملك أوج", وفي مقبرته وجدت مئات الآثار -عرض الشماع صورها النادرة- وبها عظام وثقوب وحيوانات ونباتات ورموز مكتوبة ومرسومة, تعود إلى ما قبل الأسرة الفرعونية الأولى بـ150 عاما.
وهذا يؤكد في نظر الشماع ضرورة إعادة تأريخ العمق التاريخي لمصر، فهذه هيروغليفية قبل الهيروغليفية التي بدأت منذ 3100 عام قبل الميلاد، ودلل أيضا بمقولة شامبليون أن الأهرامات أقدم بآلاف السنوات مما نتخيل.
وعرض الباحث صورة نادرة لمقبرة بلا اسم رقمها مائة، وعصرها يرجع إلى ما قبل الأسر الفرعونية الحاكمة بمئات السنين.
كما عرض صورة لقوارب ومحاربين وحيوانات ورجال يعملون في فترة ما قبل مجيء الملوك, بها رموز رؤساء قبائل تثبت أن المصريين هم من صنعوا حضارتهم ومهدوا لها.
النقوش التي وجدت تثبت أصالة الحضارة المصرية القديمة
حريق الإسكندرية
ولفت الشماع إلى أن حريق مكتبة الإسكندرية هو السبب في انهيار الحضارة المصرية القديمة, حيث أحرقت روما -حتى لا تنافسها حضارة أخرى- خمسمائة ألف لفافة, كل لفافة تعدل ثمانية مجلدات، ما تسبب في انهيار معرفي وفجوة علمية أثرت على الأجيال التالية.
وعرض الأثري المصري صورة لأبي الهول عليه كتابة تجمع بين الكتابة السينائية -نسبة إلى سيناء- والكتابة الهيروغليفية, تؤكد بكل ما عليها من حيوانات -بعضها موجود للآن- ورموز وأسماء أن سيناء مصرية خالصة.
وطالب في حديثه للجزيرة نت بضرورة الكشف عن 70% من الآثار التي لا زالت مدفونة تحت الرمال المصرية، كما طالب بعودة البرديات والآثار المصرية من الخارج "باعتبارها جزءا من هويتنا وقوة مستقبلنا".
42 ألف بردية
وكشف الشماع أن هناك حوالي 42 ألف بردية لم تترجم حتى الآن, وهي تصلح للتوثيق الحضاري لتثبت وجودنا وعمقنا التاريخي.
صورة لأبي الهول وعليها نقوش هيروغليفية قديمة (الجزيرة نت)
وأعرب عن سعادته للمسعى الحكومي لاستعادة "حم أيونو" وهو تمثال نادر لمهندس الهرم، وموجود الآن بمتحف أوروبي، وهو في تقدير الشماع أهم من حجر رشيد.
ونبه إلى أن لوحتي "كانوب" أهم من حجر رشيد، لأنهما أقدم منه وتنتمي لعصر بطليموس الثالث، ورشيد ينتمي لعصر بطليموس الخامس.
ودعا الشماع للمزيد من الكشوف الأثرية خاصة في منطقة الشرقية شمالي القاهرة، ومنطقة السلسلة – بين إدفو وكوم أمبو جنوبي الصعيد- وأيضا في سيناء, ويقول إن الملك "سنفرو" بنى سبعة أهرامات، أربعة منهم في سيناء لم تكتشف حتى الآن.
تعليق