بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
فهذا كلام للشيخ الالباني رحمه الله ونفعنا الله بعلمه فرغته من أشرطة سلسلة الهدى والنور
يقول الشيخ
.........ولذلك يخطئ اشد الخطأ بعض الجهله اللذين لا يفرقون بين سنه العاده وبين سنه العباده
وسنه العباده لا تقبل الزياده يقول صلى الله عليه وسلم كل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار
سنه العاده تقبل الزياده وتقبل النقص وتقبل كل شيء لانها عاده لا يوجد في تعبد
وأضرب لكم مثالاً من سنن العادة
دخل مكة وله اربع ضفائر هذه سنه العرب وما زالت توجد في بعض الشباب من البدو فأنت حر فيها ان رأيتها مناسبه فعلتها وان ما رأيتها مناسبه ما تفعلها ولا تخالف بذلك سنه الرسول صلى الله عليه وسلم
لماذا لانها سنه عاده وليست سنة عباده
هذا التفريق من تمام فهم الدين والفقه حيث يجهله كثير من المتعلمين وهم ليسوا علماء
والسؤال اللآن كيف نفرق بين افعال الرسول صلى الله عليه وسلم هذه عباده وهذه عاده اي ما هو الضابط في التفريق بين افعال الرسول صلى الله عليه وسلم
والضبط يحتاج الى شئ من العلم بالنسبه للذي يريد أن يفرق بين سنه العباده وسنه العاده
من المقطوع به ان هناك أفعالاً للنبي صلى الله عليه وسلم كانت تصدر منه تقرباً الى الله بقصد العباده فهذا بلا شك من سنن العبادة
ويقابله قسم آخر أيضاً من المقطوع به أن النبي صلى الله عليه وسلم تصدر من افعالاً اقل ما نقول ليس بحكم العبادة وانما بحكم العادة او بحكم امر يعود الى رغبه الانسان التي لا علاقة لها بالعباده
هذا القسم منه ما هو واضح انه ليس له علاقه بالعباده فيكون من قسم العاده
وبين القسمين امور مشتبهات
فاذا نظر اليها من زاوية معينه قد يميل الانسان الى الحاقها بالعباده واذا نظر اليها من زاويه اخرى الحقها بقسم العاده وبحسب طالب العلم ان يقف عنده
مثال
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم نعلان لهما قبالان
فلا يبدو لطالب العلم ان كون النعل له قبال واحد هو خلاف السنه والسنه ان يكون له قبالان فلا يبدو ان هذه لها علاقة بالعباده وانما هي عادة عربيه كانوا يلبسون هذا النوع من النعال ولا يلبسون احذيه كأخذيه هذا الزمان
وكي نلحق الامور المشتبهات بالعاده او بالعباده هذا يحتاج الى علم ونجد مثلا ان بعض العلماء اتفقوا على امور انها من سنن العادة ولكن اختلفوا في مفردات منها هل هي من سنن العادة او العباده
مثلاً فيما يتعلق بالحج جاء ان النبي صلى الله عليه وسلم نزل في البطحاء فقال أحد الصحابه ليس التحصيب بالسنه * وانما اتفق ان النبي صلى الله عليه وسلم نصبت له الخيمه هناك فنزل بعض الناس من العلماء يظنون ان النزول هناك بالطحاء بالحصباء هو تمام مناسك الحج
فهنا قد يقع خلاف لان المسأله تحتاج الى شيء واضح جداً لنلحقها بالعاده او بالعباده
والان بعض الامثله الواقعيه
تقصير الثوب هل هو عاده ام عباده؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فلو نظرنا الى فعل الرسول منفصلاً عن بعض اقواله لربما ترددنا في الحاق هذه السنه العمليه بالعاده او بالعباده
ولكن لما جاءت احاديث من قوله عليه السلام منها حديث
لا تسبن أحدا و لا تحقرن شيئا من المعروف و أن تكلم أخاك و أنت منبسط إليه
وجهك إن ذلك من المعروف ، و ارفع إزارك إلى نصف الساق ، فإن أبيت فإلى الكعبين
و إياك و إسبال الإزار فإنها من المخيلة و إن الله لا يحب المخيلة و إن امرؤ
شتمك و عيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه ، فإنما وبال ذلك عليه " صححه الالباني
وايضاً
الإزار إلى نصف الساق . فلما رأى شدة ذلك على المسلمين ، قال : إلى الكعبين
لا خير فيما أسفل من ذلك صحيح الالباني
فهذه الاحاديث ترفع التردد في الحاقها باي القسمين وتؤكد انها سنة تعبديه
يقابل هذا سنه ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو انه كان له شعر طويل تارة يبلغ شحمة الاذنين وتاره طال فبلغ رؤوس المنكبين بل_ وكما اسلفت _ ثبت ان الرسول صلى الله عليه واله وسلم لما فتح مكه ثبت انه كان له اربع ضفائر
هل هذا الاطاله للشعر اولاً ثم تضفيرها وجعلها ضفائر سنه عباده ام سنه عاده ؟؟؟؟؟؟؟الجواب بالنسبه لي ولا داعي هنا للتردد هذه سنه عاده لماذا ؟
لأن النبي صلى الله عليه وسلم ليس هو الذي سن هذه السنه وانما كانت موجوده قبل الرسول صلى الله عليه وسلم فكانت من عادة العرب كانوا يربون شعورهم والشباب في بعض البوادي منهم حتى اليوم يضفرون شعرهم
ليس هناك ما يضطرنا ان لا نعتبر هذه السنه سنه عاده بخلاف سنه اخرى مثلاً وهي ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يلبس البياض هل هذه عاده ام عباده لبس البياض
لو لم يرد مثل قوله عليه السلام
خير ثيابكم البياض فالبسوها احيائكم وكفنوا بها موتاكم * لقلنا هذا ذوق الرسول كان يحب البياض كما يحب العسل مثلاً ولا يحب لحم الضب هذا ذوق لكن لما جاء قوله صلى الله عليه وسلم خير ثيابكم البياض ثم لما جاء امره امر استحباب البسوه احيائكم وكفنوا فيها موتاكم خرجت هذه السنه عن كونها سنه عاده ودخلت الى سنه العباده
وبهذا المعيار وبهذا الميزان يجب ان نقيس افعال الرسول صلى الله عليه وسلم
فما سنه هو ابتداءً ولم يكن هناك قرينه تجعلنا نؤمن بأنها سنه عاده فهي سنه عباده
اما ما فعله عليه السلام انسجاماً منه مع العادات العربيه فهذه تبقى عاده لا بأس من فعلها ولا بأس من تركها
وما فعله عليه الصلاة والسلام من ذوقه وم لذته فهذه ايضاً ليس لها علاقه بالامور التعبديه
والمثال سبق ذكره
كان يحب صلى الله عليه وسلم العسل فقد نجد بعض الناس يكرهون العسل فلا نقول هؤلاء خالفوا السنه لأنه أكل العسل في أصله ليس عباده فلو انه لم يتيسر لإنسان ما أن يأكل العسل أو ما رغب أن يأكل العسل ما نقول خالف السنه لكن خالف طبيعة النبي التي كانت تحب العسل
من جهه اخرى كان عليه الصلاه والسلم يكره لحم الضب والعرب يستسيغونه ولما وضع على مائدته عليه الصلاة والسلام وقيل له هذا لحم ضب أمسك وكان بين يديه احد اصحابه المشهورين الا وهو خالد ابن الوليد كان يأكل بشهوة عارمه لدرجة لفتت النظر كان يأكل والمرقة تسيل على لحيته فلما رأى نبيه لا يأكل قال يا رسول الله احرام هو !!!! لانه اصابته صدمه في نفسه هو يأكل في نهم وروسول الله لا يمد يده فأجابه رسول الله لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجد نفسي تعافه
فلا نقول لمن يحب لحم الضب انت خالفت السنه لان الرسول كره لحم الضب ولا نقول لمن يأكله انت مع السنه
على نحو هذا يجب ان ننظر الى افعال الرسول صلى الله عليه وسلم وغفله الناس وطلاب العلم خاصة في هذا الزمان عن هذا التفصيل وقعوا في شيء من الغلو فتجد بعض الشباب يتقصدون اطاله الشعر بزعم ان هذه سنه الرسول عليه الصلاة والسلام نعم نقول ان هذا من فعله عليه الصلاة والسلام ولكن ليس هناك ما يدل ان هذا هو الافضل بل قد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم
أحلقوه كله أو أتركوه كله
فإذن إطالة الشعر ليس سنه تعبديه وإنما هي سنه عاديه فلو ظل الانسان يحلق رأسه طيلة حياته ما يقال انه خالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أطال شعره طيلة حياته الا في الحج أو العمره فقد كان عليه الصلاة والسلام يحلق شعر رأسه
فإذن إذا ربى الانسان شعرة كمزاج او طبيعه تناسبه فلا مانع من ذلك اما ان بتقصد التقرب الى الله بإطاله شعره فنقول ان في هذا مخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم
وهنا دقيقه يجب الانتباه لها
الذي يطيل شعره اتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم الذي اطال شعره هو يظن انه اتبع النبي صلى الله عليه وسلم لكني اقول بكل صراحة انه خالف النبي صلى الله عليه وسلم خالفه مخالفه ليست ظاهره مخالفته باطنيه والاتباع ظاهر وهو الاطاله كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم
فما وجه المخالفه
المخالفه انه يجب أن نلاحظ قول نبينا صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات و إنما لكل امرء ما نوى فمن كانت هجرته الى الله وروسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه
من خرج مجاهداً في سبيل الله ظاهره انه مجاهد لكنه خرج مثلاً لدنيا يصيبها فيكون قد خالف النبي في نيته فهل يؤجر وقد خالف سيد المجاهدين في النيه الجواب لا بل وعلى العكس يكون آثماً
الآن الذي يطيل شعر رأسه إقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم مثله كمثل ذلك الذي خرج مع النبي مجاهداً لكن نيته تخالف نية النبي صلى الله عليه وسلم كيف!!!!!
نقول للذي أطال هل تعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما أطال شعر رأسه قصد بذلك التقرب الى ربه ان كنت تعتقد ذلك ففعلك نعما هو وان كنت لا تعتقد اذن خالفت الرسول في نيته
هو لا يتقرب الى الله بحبه العسل ولا بكرهه لحم الضب كذلك لم يتقرب الى الله باطالة شعر رأسه فانت تتقرب الى الله اذن خالفت النبي صلى الله عليه وسلم في اعز شرطي العباده وهو اخلاص النيه لله تعالى والشرط الثاني وهو ان يوافق عمل الرسول صلى الله عليه وسلم
فأنت وافقت الرسول في عمله ولكنك خالفته في نيته
ومثال ايضا عند القاديانيه يقولون بوجوب ركعتي سنه الفجر فهم بعملهم وافقوا الرسول ولكن خالفوه بالنيه ويكون العمل هنا لا قيمه له لانه خالف اولى الشرطي وهو النيه
فالاعمال بالنيات ومعنى الحديث انما الاعمال الصالحه بالنيات الصالحة فاذا كنا لا نعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم تقرب الى الله بإطالة الشعر فلا يجوز للمسلم ان يتقرب الى الله بما لم يتقرب به رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا هو البدعة في الدين كما تعلمون من الاحاديث المخذره اشد التحذير من الابتداع في الدين
قال عليه الصلاة والسلام *من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد *
اذن هذا احداث في الدين لانه يتقرب الى الله بما لم يتقرب به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه طبيعة المبتدعه لانهم يأتون اعمالاً ما تقرب بها النبي صلى الله عله وسلم الى ربه عز وجل
ولذلك المسأله هذه التفريق بين سنه العباده فنقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم فيها وبين سنه العاده فنحن مخيرون ولا نقصد بها التقرب الى الله كتطويل الشعر
هذا والله اعلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
فهذا كلام للشيخ الالباني رحمه الله ونفعنا الله بعلمه فرغته من أشرطة سلسلة الهدى والنور
يقول الشيخ
.........ولذلك يخطئ اشد الخطأ بعض الجهله اللذين لا يفرقون بين سنه العاده وبين سنه العباده
وسنه العباده لا تقبل الزياده يقول صلى الله عليه وسلم كل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار
سنه العاده تقبل الزياده وتقبل النقص وتقبل كل شيء لانها عاده لا يوجد في تعبد
وأضرب لكم مثالاً من سنن العادة
دخل مكة وله اربع ضفائر هذه سنه العرب وما زالت توجد في بعض الشباب من البدو فأنت حر فيها ان رأيتها مناسبه فعلتها وان ما رأيتها مناسبه ما تفعلها ولا تخالف بذلك سنه الرسول صلى الله عليه وسلم
لماذا لانها سنه عاده وليست سنة عباده
هذا التفريق من تمام فهم الدين والفقه حيث يجهله كثير من المتعلمين وهم ليسوا علماء
والسؤال اللآن كيف نفرق بين افعال الرسول صلى الله عليه وسلم هذه عباده وهذه عاده اي ما هو الضابط في التفريق بين افعال الرسول صلى الله عليه وسلم
والضبط يحتاج الى شئ من العلم بالنسبه للذي يريد أن يفرق بين سنه العباده وسنه العاده
من المقطوع به ان هناك أفعالاً للنبي صلى الله عليه وسلم كانت تصدر منه تقرباً الى الله بقصد العباده فهذا بلا شك من سنن العبادة
ويقابله قسم آخر أيضاً من المقطوع به أن النبي صلى الله عليه وسلم تصدر من افعالاً اقل ما نقول ليس بحكم العبادة وانما بحكم العادة او بحكم امر يعود الى رغبه الانسان التي لا علاقة لها بالعباده
هذا القسم منه ما هو واضح انه ليس له علاقه بالعباده فيكون من قسم العاده
وبين القسمين امور مشتبهات
فاذا نظر اليها من زاوية معينه قد يميل الانسان الى الحاقها بالعباده واذا نظر اليها من زاويه اخرى الحقها بقسم العاده وبحسب طالب العلم ان يقف عنده
مثال
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم نعلان لهما قبالان
فلا يبدو لطالب العلم ان كون النعل له قبال واحد هو خلاف السنه والسنه ان يكون له قبالان فلا يبدو ان هذه لها علاقة بالعباده وانما هي عادة عربيه كانوا يلبسون هذا النوع من النعال ولا يلبسون احذيه كأخذيه هذا الزمان
وكي نلحق الامور المشتبهات بالعاده او بالعباده هذا يحتاج الى علم ونجد مثلا ان بعض العلماء اتفقوا على امور انها من سنن العادة ولكن اختلفوا في مفردات منها هل هي من سنن العادة او العباده
مثلاً فيما يتعلق بالحج جاء ان النبي صلى الله عليه وسلم نزل في البطحاء فقال أحد الصحابه ليس التحصيب بالسنه * وانما اتفق ان النبي صلى الله عليه وسلم نصبت له الخيمه هناك فنزل بعض الناس من العلماء يظنون ان النزول هناك بالطحاء بالحصباء هو تمام مناسك الحج
فهنا قد يقع خلاف لان المسأله تحتاج الى شيء واضح جداً لنلحقها بالعاده او بالعباده
والان بعض الامثله الواقعيه
تقصير الثوب هل هو عاده ام عباده؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فلو نظرنا الى فعل الرسول منفصلاً عن بعض اقواله لربما ترددنا في الحاق هذه السنه العمليه بالعاده او بالعباده
ولكن لما جاءت احاديث من قوله عليه السلام منها حديث
لا تسبن أحدا و لا تحقرن شيئا من المعروف و أن تكلم أخاك و أنت منبسط إليه
وجهك إن ذلك من المعروف ، و ارفع إزارك إلى نصف الساق ، فإن أبيت فإلى الكعبين
و إياك و إسبال الإزار فإنها من المخيلة و إن الله لا يحب المخيلة و إن امرؤ
شتمك و عيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه ، فإنما وبال ذلك عليه " صححه الالباني
وايضاً
الإزار إلى نصف الساق . فلما رأى شدة ذلك على المسلمين ، قال : إلى الكعبين
لا خير فيما أسفل من ذلك صحيح الالباني
فهذه الاحاديث ترفع التردد في الحاقها باي القسمين وتؤكد انها سنة تعبديه
يقابل هذا سنه ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو انه كان له شعر طويل تارة يبلغ شحمة الاذنين وتاره طال فبلغ رؤوس المنكبين بل_ وكما اسلفت _ ثبت ان الرسول صلى الله عليه واله وسلم لما فتح مكه ثبت انه كان له اربع ضفائر
هل هذا الاطاله للشعر اولاً ثم تضفيرها وجعلها ضفائر سنه عباده ام سنه عاده ؟؟؟؟؟؟؟الجواب بالنسبه لي ولا داعي هنا للتردد هذه سنه عاده لماذا ؟
لأن النبي صلى الله عليه وسلم ليس هو الذي سن هذه السنه وانما كانت موجوده قبل الرسول صلى الله عليه وسلم فكانت من عادة العرب كانوا يربون شعورهم والشباب في بعض البوادي منهم حتى اليوم يضفرون شعرهم
ليس هناك ما يضطرنا ان لا نعتبر هذه السنه سنه عاده بخلاف سنه اخرى مثلاً وهي ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يلبس البياض هل هذه عاده ام عباده لبس البياض
لو لم يرد مثل قوله عليه السلام
خير ثيابكم البياض فالبسوها احيائكم وكفنوا بها موتاكم * لقلنا هذا ذوق الرسول كان يحب البياض كما يحب العسل مثلاً ولا يحب لحم الضب هذا ذوق لكن لما جاء قوله صلى الله عليه وسلم خير ثيابكم البياض ثم لما جاء امره امر استحباب البسوه احيائكم وكفنوا فيها موتاكم خرجت هذه السنه عن كونها سنه عاده ودخلت الى سنه العباده
وبهذا المعيار وبهذا الميزان يجب ان نقيس افعال الرسول صلى الله عليه وسلم
فما سنه هو ابتداءً ولم يكن هناك قرينه تجعلنا نؤمن بأنها سنه عاده فهي سنه عباده
اما ما فعله عليه السلام انسجاماً منه مع العادات العربيه فهذه تبقى عاده لا بأس من فعلها ولا بأس من تركها
وما فعله عليه الصلاة والسلام من ذوقه وم لذته فهذه ايضاً ليس لها علاقه بالامور التعبديه
والمثال سبق ذكره
كان يحب صلى الله عليه وسلم العسل فقد نجد بعض الناس يكرهون العسل فلا نقول هؤلاء خالفوا السنه لأنه أكل العسل في أصله ليس عباده فلو انه لم يتيسر لإنسان ما أن يأكل العسل أو ما رغب أن يأكل العسل ما نقول خالف السنه لكن خالف طبيعة النبي التي كانت تحب العسل
من جهه اخرى كان عليه الصلاه والسلم يكره لحم الضب والعرب يستسيغونه ولما وضع على مائدته عليه الصلاة والسلام وقيل له هذا لحم ضب أمسك وكان بين يديه احد اصحابه المشهورين الا وهو خالد ابن الوليد كان يأكل بشهوة عارمه لدرجة لفتت النظر كان يأكل والمرقة تسيل على لحيته فلما رأى نبيه لا يأكل قال يا رسول الله احرام هو !!!! لانه اصابته صدمه في نفسه هو يأكل في نهم وروسول الله لا يمد يده فأجابه رسول الله لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجد نفسي تعافه
فلا نقول لمن يحب لحم الضب انت خالفت السنه لان الرسول كره لحم الضب ولا نقول لمن يأكله انت مع السنه
على نحو هذا يجب ان ننظر الى افعال الرسول صلى الله عليه وسلم وغفله الناس وطلاب العلم خاصة في هذا الزمان عن هذا التفصيل وقعوا في شيء من الغلو فتجد بعض الشباب يتقصدون اطاله الشعر بزعم ان هذه سنه الرسول عليه الصلاة والسلام نعم نقول ان هذا من فعله عليه الصلاة والسلام ولكن ليس هناك ما يدل ان هذا هو الافضل بل قد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم
أحلقوه كله أو أتركوه كله
فإذن إطالة الشعر ليس سنه تعبديه وإنما هي سنه عاديه فلو ظل الانسان يحلق رأسه طيلة حياته ما يقال انه خالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أطال شعره طيلة حياته الا في الحج أو العمره فقد كان عليه الصلاة والسلام يحلق شعر رأسه
فإذن إذا ربى الانسان شعرة كمزاج او طبيعه تناسبه فلا مانع من ذلك اما ان بتقصد التقرب الى الله بإطاله شعره فنقول ان في هذا مخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم
وهنا دقيقه يجب الانتباه لها
الذي يطيل شعره اتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم الذي اطال شعره هو يظن انه اتبع النبي صلى الله عليه وسلم لكني اقول بكل صراحة انه خالف النبي صلى الله عليه وسلم خالفه مخالفه ليست ظاهره مخالفته باطنيه والاتباع ظاهر وهو الاطاله كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم
فما وجه المخالفه
المخالفه انه يجب أن نلاحظ قول نبينا صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات و إنما لكل امرء ما نوى فمن كانت هجرته الى الله وروسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه
من خرج مجاهداً في سبيل الله ظاهره انه مجاهد لكنه خرج مثلاً لدنيا يصيبها فيكون قد خالف النبي في نيته فهل يؤجر وقد خالف سيد المجاهدين في النيه الجواب لا بل وعلى العكس يكون آثماً
الآن الذي يطيل شعر رأسه إقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم مثله كمثل ذلك الذي خرج مع النبي مجاهداً لكن نيته تخالف نية النبي صلى الله عليه وسلم كيف!!!!!
نقول للذي أطال هل تعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما أطال شعر رأسه قصد بذلك التقرب الى ربه ان كنت تعتقد ذلك ففعلك نعما هو وان كنت لا تعتقد اذن خالفت الرسول في نيته
هو لا يتقرب الى الله بحبه العسل ولا بكرهه لحم الضب كذلك لم يتقرب الى الله باطالة شعر رأسه فانت تتقرب الى الله اذن خالفت النبي صلى الله عليه وسلم في اعز شرطي العباده وهو اخلاص النيه لله تعالى والشرط الثاني وهو ان يوافق عمل الرسول صلى الله عليه وسلم
فأنت وافقت الرسول في عمله ولكنك خالفته في نيته
ومثال ايضا عند القاديانيه يقولون بوجوب ركعتي سنه الفجر فهم بعملهم وافقوا الرسول ولكن خالفوه بالنيه ويكون العمل هنا لا قيمه له لانه خالف اولى الشرطي وهو النيه
فالاعمال بالنيات ومعنى الحديث انما الاعمال الصالحه بالنيات الصالحة فاذا كنا لا نعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم تقرب الى الله بإطالة الشعر فلا يجوز للمسلم ان يتقرب الى الله بما لم يتقرب به رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا هو البدعة في الدين كما تعلمون من الاحاديث المخذره اشد التحذير من الابتداع في الدين
قال عليه الصلاة والسلام *من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد *
اذن هذا احداث في الدين لانه يتقرب الى الله بما لم يتقرب به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه طبيعة المبتدعه لانهم يأتون اعمالاً ما تقرب بها النبي صلى الله عله وسلم الى ربه عز وجل
ولذلك المسأله هذه التفريق بين سنه العباده فنقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم فيها وبين سنه العاده فنحن مخيرون ولا نقصد بها التقرب الى الله كتطويل الشعر
هذا والله اعلم
تعليق