تأليف: نجدو فتحي صفوة
النيل والفرات:
تعد الوثائق البريطانية أغزر مرجع عن الجزيرة العربية منذ بدايات القرن العشرين نظراً إلى علاقات بريطانية الوثيقة بشؤون الجزيرة العربية، ودورها المؤثر في الخليج العربي وإماراته، فضلاً عن العراق ومصر.
ويحتوي هذا الجزء السابع من سلسلة "الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية" على أهم الوثائق المتعلقة بالحجاز ونجد لسنتي 1923 و1924 اللتين كانتا من أهم السنوات في التاريخ الحديث لهذين القطرين العربيين. فقد مرت بهما خلال هاتين السنتين أحداث خطيرة كان لها أبعد الآثار في مستقبلهما.
وتلقي الوثائق التي يتضمنها هذا الجزء الأضواء على موقف بريطانية من هذه الأحداث، وهو موقف على جانب عظيم من الأهمية، لأن بريطانية كانت في تلك الفترة قادرة على التأثير في اتجاهها وتغليب كفة على أخرى.
ومن أهم الأحداث التي شهدها القطران العربيان، نجد والحجاز، خلال هاتين السنتين، "مؤتمر الكويت" الذي عقد كمحاولة لتسوية الخلافات بينهما، ولكنه فشل في تحقيق ذلك الهدف، واستمرت المفاوضات بين الملك حسين والحكومة البريطانية بشأن عقد معاهدة بينهما، فلم تسفر عن شيء. وخلال ذاك شن سلطان نجد عبد العزيز آل سعود هجومة على الحجاز، وتنازل الملك حسين عن العرش لابنه "المير علي"، وبدأ حصار جدة الذي دام قرابة عشرة أشهر وانتهى الأمر بخروج "الملك علي" ودخول السلطان عبد العزيز آل سعود إلى جدة. وتحتوي هذه المجموعة على بعض الوثائق المهمة بامتيازات النفط في نجد، ووثائق عن مسائل الحدود بين نجد وشرقي الأردن، ومواقف الملك عبد العزيز تجاه بريطانية والحجاز، كما تحتوي على مراسلات بشأن تمثيل "سلطان نجد" في لندن، وموقفه من "ميثاق المحمرة" ومن العراق، وتضم أيضاً تقريراً مفصلاً عن "الأحوال الاقتصادية والمالية في الحجاز" وتقريراً آخر للمعتمد والقنصل البريطاني في جدة حول موضوع الاستيلاء على الطائف. وهي جميعاً وثائق في غاية الأهمية، وكانت في حينها على جانب عظيم من السرية.
تعليق