محمدشوقي أفندي
رحمه الله
عام 1298هـ
ولد الخطاط محمد شوقي أفندي في قرية ( سيدلر ) من قرى قسطموني على البحر الأسود عام 1244هـ ، ثم انتقل في صباه إلى استانبول ، وكان إلى جانب تحصيله في المدرسة يذهب إلى خاله الخطاط ( محمد خلوصي أفندي ) فتعلم على يديه الثلث والنسخ والرقاع حتى حصل على الإجازة عام 1257هـ ـ أي أن عمره أبان حصوله على الإجازة ثلاثة عشر سنة فقط ـ .
والخطاط خلوصي أفندي هو أول من عُين حافظاً للكتب في مكتبة قوجه راغب المشهورة باستانبول ، كما كان في نفس الوقت معلماً صادقاً ملهماً في فن الخط تخرج على يديه عدد كبير من الخطاطين ، بينما كان هو نفسه على درجة متوسطة في فن الخط .
ولأجل هذا قال لابن أخته ( محمد شوقي أفندي ) بعد أن شهد فيه موهبة واستعداداً للتقدم في فن الخط : (( هذا هو ما استطعت أن أعلمه لك في هذا الفن , عليّ أن أخذك إذن إلى قاضي العسكر مصطفى عزت أفندي ، وعليك أن تواظب على دروسه حتى تتقدم في الخط )) .
وكشف خلوصي بذلك عن فضله واعترافه بفضل الآخرين ، غير أن شوقي قال له : " لن أذهب لمعلم آخر غيرك " فدعا له بالخير والصلاح .
فكان هذا الدعاء هو السبب في ظهور طريقة أخرى في فن الخط عرفت فيما بعد باسم " مدرسة شوقي " .
لأن شوقي أفندي لو قدر له أن ينزل على رغبة خاله ويبدأ المواظبة على دروس قاضي العسكر مصطفى عزت أفندي لكان كل الذي حدث أن أضيف باسمه اسم جديد إلى سلسلة الأساتذة المنسوبين " لمدرسة قاضي العسكر " من أمثال شفيق بك ، ومحسن زاده وعبدالله بك ، وعبدالله زهدي أفندي ، وحسن رضا أفندي .
وببركة ذلك الدعاء بدأ شوقي أعماله ، حتى ابتكر لنفسه طريقة استلهمها من أعمال كبار الخطاطين وعلى رأسهم الخطاط الحافظ عثمان ، وإسماعيل زهدي ، ومصطفى راقم .
وقد روي أنه كان يقول : " لقد علموني الخط في علم الأحلام " وقد كتب شوقي أفندي مصحفاً وعدداً من دلائل الخيرات والأوراد والحليات ، غير أن خطوطه لا ترى إلى مستوى خطوط سامي أفندي .
وقد حظي شوقي أفندي بشهرة يستحقها ، فقد كانت خطوطه على درجة عالية من الدقة والعناية تصل أحياناً إلى حد التكلف ، ولكنها كان رشيقة جذابة ، ولهذا السبب كشف صديقه المقرب سامي أفندي عن حقيقته عندما قال : (( إن شوقي لا يسئ إلى الحرف حتى ولو شاء ذلك )) .
وكان شوقي أفندي يكتب خطوطه كلها بنفس القدر من الدقة والعناية ، وبصرف النظر عن قدر طالبيها ، كما فعل الشئ نفسه في الأمشاق التي أعدها لتعليم تلاميذه .
وقد عمل شوقي أفندي معلماً لخط الرقعة في المدرسة العسكرية التي كانت في ( حي بايزيد ) باستانبول وعرفت باسم ( منشئ كتاب عسكري ) ، كما عمل في غيرها من المدارس العسكرية ، وقام في الوقت نفسه بتعليم الخط لأبناء السلطان عبدالحميد الثاني مدة عامين ونصف العام ، أما وظيفته الأساسية فقد كانت " قلم التحريرات بنظارة الحربية " .
وقد توفي شوقي أفندي في الثالث عشر من شعبان سنة 1304هـ ، ودفن إلى جوار خاله ومعلمه خلوصي أفندي في مقبرة " مركز أفندي " في استانبول .
ويعتبر الخطاط عارف أفندي وفهمي أفندي من أبرز الطلاب العديدين الذين تخرجوا على يديه .
وكان رحمه الله رجلاً فاضلاً عفيفاً ، فقد تبين من خلال " دفاتر النفقات والمصروفات " التي كان يسجل فيها ما يتعلق بمصروفاته ، والتي ظهرت بعد وفاته أنه عاش على راتبه الذي يتقاضاه من وظيفته الرسمية ، أما النقود التي كان يقدمها طالبوا خطوطه ولوحاته طواعية ودون أن يطلب فقد كان يرسلها رواتب للمحتاجين في قريته التي ولد فيها في ولاية ( قسطموني ) .
مصدر الترجمة: كتاب فن الخط
الصادر عن مر كز الأبحاث والدراسات الاسلامية التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي - استانبول
رحمه الله
عام 1298هـ
ولد الخطاط محمد شوقي أفندي في قرية ( سيدلر ) من قرى قسطموني على البحر الأسود عام 1244هـ ، ثم انتقل في صباه إلى استانبول ، وكان إلى جانب تحصيله في المدرسة يذهب إلى خاله الخطاط ( محمد خلوصي أفندي ) فتعلم على يديه الثلث والنسخ والرقاع حتى حصل على الإجازة عام 1257هـ ـ أي أن عمره أبان حصوله على الإجازة ثلاثة عشر سنة فقط ـ .
والخطاط خلوصي أفندي هو أول من عُين حافظاً للكتب في مكتبة قوجه راغب المشهورة باستانبول ، كما كان في نفس الوقت معلماً صادقاً ملهماً في فن الخط تخرج على يديه عدد كبير من الخطاطين ، بينما كان هو نفسه على درجة متوسطة في فن الخط .
ولأجل هذا قال لابن أخته ( محمد شوقي أفندي ) بعد أن شهد فيه موهبة واستعداداً للتقدم في فن الخط : (( هذا هو ما استطعت أن أعلمه لك في هذا الفن , عليّ أن أخذك إذن إلى قاضي العسكر مصطفى عزت أفندي ، وعليك أن تواظب على دروسه حتى تتقدم في الخط )) .
وكشف خلوصي بذلك عن فضله واعترافه بفضل الآخرين ، غير أن شوقي قال له : " لن أذهب لمعلم آخر غيرك " فدعا له بالخير والصلاح .
فكان هذا الدعاء هو السبب في ظهور طريقة أخرى في فن الخط عرفت فيما بعد باسم " مدرسة شوقي " .
لأن شوقي أفندي لو قدر له أن ينزل على رغبة خاله ويبدأ المواظبة على دروس قاضي العسكر مصطفى عزت أفندي لكان كل الذي حدث أن أضيف باسمه اسم جديد إلى سلسلة الأساتذة المنسوبين " لمدرسة قاضي العسكر " من أمثال شفيق بك ، ومحسن زاده وعبدالله بك ، وعبدالله زهدي أفندي ، وحسن رضا أفندي .
وببركة ذلك الدعاء بدأ شوقي أعماله ، حتى ابتكر لنفسه طريقة استلهمها من أعمال كبار الخطاطين وعلى رأسهم الخطاط الحافظ عثمان ، وإسماعيل زهدي ، ومصطفى راقم .
وقد روي أنه كان يقول : " لقد علموني الخط في علم الأحلام " وقد كتب شوقي أفندي مصحفاً وعدداً من دلائل الخيرات والأوراد والحليات ، غير أن خطوطه لا ترى إلى مستوى خطوط سامي أفندي .
وقد حظي شوقي أفندي بشهرة يستحقها ، فقد كانت خطوطه على درجة عالية من الدقة والعناية تصل أحياناً إلى حد التكلف ، ولكنها كان رشيقة جذابة ، ولهذا السبب كشف صديقه المقرب سامي أفندي عن حقيقته عندما قال : (( إن شوقي لا يسئ إلى الحرف حتى ولو شاء ذلك )) .
وكان شوقي أفندي يكتب خطوطه كلها بنفس القدر من الدقة والعناية ، وبصرف النظر عن قدر طالبيها ، كما فعل الشئ نفسه في الأمشاق التي أعدها لتعليم تلاميذه .
وقد عمل شوقي أفندي معلماً لخط الرقعة في المدرسة العسكرية التي كانت في ( حي بايزيد ) باستانبول وعرفت باسم ( منشئ كتاب عسكري ) ، كما عمل في غيرها من المدارس العسكرية ، وقام في الوقت نفسه بتعليم الخط لأبناء السلطان عبدالحميد الثاني مدة عامين ونصف العام ، أما وظيفته الأساسية فقد كانت " قلم التحريرات بنظارة الحربية " .
وقد توفي شوقي أفندي في الثالث عشر من شعبان سنة 1304هـ ، ودفن إلى جوار خاله ومعلمه خلوصي أفندي في مقبرة " مركز أفندي " في استانبول .
ويعتبر الخطاط عارف أفندي وفهمي أفندي من أبرز الطلاب العديدين الذين تخرجوا على يديه .
وكان رحمه الله رجلاً فاضلاً عفيفاً ، فقد تبين من خلال " دفاتر النفقات والمصروفات " التي كان يسجل فيها ما يتعلق بمصروفاته ، والتي ظهرت بعد وفاته أنه عاش على راتبه الذي يتقاضاه من وظيفته الرسمية ، أما النقود التي كان يقدمها طالبوا خطوطه ولوحاته طواعية ودون أن يطلب فقد كان يرسلها رواتب للمحتاجين في قريته التي ولد فيها في ولاية ( قسطموني ) .
مصدر الترجمة: كتاب فن الخط
الصادر عن مر كز الأبحاث والدراسات الاسلامية التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي - استانبول