الصراع الدولي حول شبه الجزيره العربيه في القرن السادس الميلادي
بنهايه الربه الاول من القرن السادس جاء اسطول ضخم من السفن الحربيه بجيش من الاحباش وجهته اليمن القي مراسيه عند ميناء مخا وهزم قوات الملك الحميري ( ذي نواس ) واصبحت اليمن تابعه لمملكه اكوم حين يستقل بها ابرهه ويقيم علي ارضها مملكه حبشيه وكان الغزو الحبشي نتيجه للاضطهاد الديني الذي انزله (ذو نواس ) المتهود بالمسيحيين في نجران محاولا قهرهم علي هجران دينهم والتحول عنه لليهوديه وتقرن كل المصادر تلك الاحداث بما ورد في القران الكريم عن اصحاب الاخدود وكان اخدود ( ذي نواس ) واحدا بين هذه الاخاديد .
كانت المنطقه الجنوبيه من شبه الجزيره العربيه احد المراكز الهامه لليهوديه خلال القرون الاولي فوجد اليهود فيها ملجا لهم وملاذا بعيدا عن ايدي الرومان في القرنين الاول والثاني في اعقاب ثورتهم ضد الحكومه الرومانيه وامتدت من برقه الي فلسطين وزاد نفوذهم خلال الربع الاخير من القرن الرابع ومطلع الخامس عندما تحول بعض ملوك حمير الي اليهوديه .
اقدم ملك حمير علي التحول لليهوديه لمواجهه الامبراطوريه البيزنطيه واكوم بعقيدتها المسيحيه وامبراطوريه الساسانيين الفرس بوثنيتها وقد وجد اليهود في تهود ذي نواس فرصه يقفزون عبرها الي دست السلطه وكان ذو نواس بحاجه الي التاييد الخارجي لسياسته كما تعرضت جماعات من التجار الرومان العابرين للقتل ضمن جمله المسيحيين في ظفار ونجران .
بلغت مملكه اكسوم درجه كبيره من القوه السياسيه والازدهار الاقتصادي خلال القرن الرابع علي عهد ملكها عيزان وظلت علي هذا القدر حتي القرن السابع وامتدت سيطرتها حتي بلاد النوبه شمالا
وشكلت اليمن اكبر سوق تجاريه في شبه الجزيره العربيه فكانت تتاجر في حاصلاتها الاقليميه وبضائع الخليج والهند والصين وكان الاهتمام البيزنطي بشبه الجزيره العربيه منذ بدايات العصر الامبراطوري الروماني وكان ابرهه يدرك الاهميه الاستراتيجيه التي تحتلها المنطقه التي يسيطر عليها في الجنوب الغربي لشبه الجزيره العربيه وهي المكانه التجاريه التي تمثلها اليمن في عالم الاقتصاد الدولي والصراع السياسي بين اكبر قوتين في زمانه وكي يفلت من الدوران في فلك اي منهما حاول وضع قدم له بين العملاقيين فاذا كانت بيزنطه تسيطر باسطولها في القلزم وتيران علي البحر الاحمر وتتحكم فارس بسفنها في تجاره الخليج والمحيط الهندي حتي سيلان وبموقعها علي الطريق البري عبر وسط اسيا فبحث عن طريق يخضعه لسلطانه وهو الطريق الذي يبدا من صنعاء ويتجه شمالا ليمر بالمدن الرئيسيه كالطائف ومكه ويثرب الي دمشق وهو الذي يربط اليمن بعالم البحر المتوسط والسيطره علي هذا الطريق تحقق فائده اقتصاديه هامه للجنوب العربي .
واقدام ابرهه علي نقل عاصمه اليمن من ظفار الي صنعاء بالشمالكان خطوه والتاليه هي القفز علي مكه المركز التجاري الهام لشبه الجزيره العربيه وقبله الحجيج للكعبه باوثانها قبل الاسلام ولكن هذا يعني ان تتوحد القبائل العربيه الوثنيه كلها ضد الملك المسيحي الذي يريد بهم الشر وسيحمل هذا في جوهره مشاعر عدائيه تجاه ابرهه في وقت كان هو وحلفاؤه البيزنطيون حريصيين علي استماله هذه القبائل ضد عدوهم المشترك وهو الفرس
كان تجار مكه يقومون برحلتي الشتاء والصيف لليمن والشام ووجود البيت الحرام رفع من قدر مكه وزعمائها القرشيين في اعين القبائل العربيه كلها واصبح لهم من المهابه والمكانه قدرا كبيرا كريما
وكانت العلاقات السيايه تتوقف علي العلاقات التجاريه وكانت بيزنطه تحرص علي استرضاء عرب الحجاز لفتح المجال للتجار البيزنطيين للمرور عبر بلادهم للجنوب وكان يوجد في مكه بيوت تجاريه بيزنطيه تزاول الشئون التجاريه الخاصه بالامبراطوريه وفيها احباش يرعون مصالح قومهم التجاريه وساعد هذا كله زعماء مكه علي عقد معاهدات تجاريه مع الشعوب المجاوره ,
ولم يكن امام ابرهه سوي بناء كنيسه في عاصمه ملكه لصرف انظار العرب عن مكه ويطوفون بها فيضمن تحويلهم للمسيحيه وابتي شمر ملك اليمن كنيسه في صنعاء ( القليس ) ونقل اليها بعض اثار شهداء نجران واصدر مراسيم بوجوب حج العرب اليها ولكن فشل مشروعه فعزم علي القيام بمهاجمه مكه ومحاوله هدم الكعبه لبسط نفوذه السياسي وتحقيق الرخاء الاقتصادي لبلاده ولكن فشلت هذه الحمله ومات ابرهه وانتشرت الاضطرابات وذهب سيف بن ذي يزن الي الامبراطور البيزنطي يرجوعونه في طرد الاحباش من اليمن في مقابل ان يتعهد هو نفسه بحمايه المصالح البيزنطيه في المنطقه ولكن الامبراطور البيزنطي لم يشا ان يمد له يد العون ولكن سيف بن ذي يزن حصل علي عون كسري انوشروان الذي امده بقوه عسكريه قضت علي الاحباش باليمن وملكها سيف وارضها مقابل جزيه سنويه ولكن بعد مقتل سيف احتلت فارس اليمن وضمتها لدائره نفوذها لتظل لفارس السياده حتي ظهور الاسلام ودخول اليمن ضمن شبه الجزيره العربيه تحت السياده الاسلاميه وقدر لفارس ان تكسب الجوله قبل الاخيره من جولات الصراع بينهما وبين بيزنطه حول شبه الجزيره العربيه بعد استباق طويل للسياده عليها اقتصاديا وسياسيا من القرن السادس الميلادي واغتنمت فارس الفرصه واستولت عسكريا علي كل ساحل الجنوب الغربي لتمس هذه المنطقه واقعه تحت السياده الفارسيه الا ان ذلك لم يقدر له ان يستمر طويلا بفضل الفتح الاسلاميس لليمن .
تعليق