استقطبت عمان العديد من الزائرين الأجانب الذين اختلفت أهدافهم ومقاصدهم فمنهم من كان مغامرا يبحث عن الغرائبيات والأساطير. ومنهم البحارة وقادة السفن. ومنهم من شاقه مشاهدة الصحراء وما يسمعه عنها. ومنهم الجواسيس المكلفون بجمع البيانات والأخبار لصالح حكومات وجهات بعينها. ومنهم رجال السياسة وذو المهام الدبلوماسية من المبعوثين الرسميين. ومنهم أعضاء الكنيسة من المبشرين الذين هدفهم نشر الديانة المسيحية وكثير من هؤلاء كانوا من الأطباء وقد أقاموا مستشفيات ومراكز للعلاج ونظموا قوافل لزيارة المناطق البعيدة لمعالجة الناس من الأمراض ولشرح العقيدة المسيحية لهم وقراءة الإنجيل وبيع وتوزيع كتبه عليهم.
ومنذ القرن الخامس عشر الميلادي وعمان تشهد توافد هؤلاء الرحالة والمغامرين والباحثين عن جديد ما. ومن حسن الحظ أن بعض هؤلاء إن لم يكن أغلبهم قد دونوا مشاهداتهم وملاحظاتهم وتحدثوا عن مهامهم ولقاءاتهم بعامة الناس وبالنخبة ووصفوا الطبيعة ونمط العيش والمدن والقرى والصحراء والجبال والشواطئ وحياة الناس في الحضر والبادية. وهذه الرحلات أصبحت اليوم كتبا لا غنى عنها للباحث في تاريخ المنطقة وشؤونها وقد ترجم بعض هذه الكتب إلى العربية وبقي بعضها في لغاته الأصلية لم يترجم بعد والحاجة تدعو إلى ترجمته ونشره في لغتنا. وقد تضمنت هذه الكتب من الآراء والأحكام ما لا يتفق مع أفكارنا ونظرتنا بل ومع الحقيقة ذاتها في بعض الأحوال سواء في الدين والعقائد أو في التاريخ والشخصيات أو في الاجتماع من حيث العادات والتقاليد والسلوك ومرد ذلك في الغالب إلى المقاييس المغايرة وتفسير الأمور بطريقة أخرى وإلى الجهل وعدم الإلمام الكافي بالأمور كما هي لدينا بحكم النشأة والثقافة المختلفة مما أدى أحيانا إلى تشويه المعلومات وإلى كثير من الخلط والرؤى المضطربة ولا شك أن بعضها مغرض عن عمد وسوء قصد. ومع ذلك فإن معظم ما كتب ينطوي على معلومات مهمة لا تقدر بثمن. وأيا كانت تحفظاتنا على بعض ما ورد في هذه الكتابات أو السياق الذي عالجت به موضوعاتها إلا إننا لا نستطيع سوى الإقرار بالشكر لأولئك الناس إذ لولا تلك المعلومات والبيانات لضاع منا الكثير والكثير حيث لم ندون نحن ولا قومنا سوى أقل القليل من أحداث تلك القرون وشؤونها على أهميتها وخطورتها - وهي التي صنعت تاريخنا الذي نعيشه اليوم - ولكن قبل لوم الذات وتمجيد الآخرين لا بد من الالتفات إلى الظروف الموضوعية التي كانت قائمة يومئذ وما هو حالنا نحن مقارنة بأحوالهم هم الذين كان الأمر في أيديهم وكانت لهم الجمعيات ومعهم المؤسسات تموّل وتقدم الدعم السخي الجزيل ولديهم المعرفة الواسعة التي نجهلها نحن لا أقول في أزمنة سلفت ولكن أقول لا نزال حتى اليوم ربما.
ومنذ القرن الخامس عشر الميلادي وعمان تشهد توافد هؤلاء الرحالة والمغامرين والباحثين عن جديد ما. ومن حسن الحظ أن بعض هؤلاء إن لم يكن أغلبهم قد دونوا مشاهداتهم وملاحظاتهم وتحدثوا عن مهامهم ولقاءاتهم بعامة الناس وبالنخبة ووصفوا الطبيعة ونمط العيش والمدن والقرى والصحراء والجبال والشواطئ وحياة الناس في الحضر والبادية. وهذه الرحلات أصبحت اليوم كتبا لا غنى عنها للباحث في تاريخ المنطقة وشؤونها وقد ترجم بعض هذه الكتب إلى العربية وبقي بعضها في لغاته الأصلية لم يترجم بعد والحاجة تدعو إلى ترجمته ونشره في لغتنا. وقد تضمنت هذه الكتب من الآراء والأحكام ما لا يتفق مع أفكارنا ونظرتنا بل ومع الحقيقة ذاتها في بعض الأحوال سواء في الدين والعقائد أو في التاريخ والشخصيات أو في الاجتماع من حيث العادات والتقاليد والسلوك ومرد ذلك في الغالب إلى المقاييس المغايرة وتفسير الأمور بطريقة أخرى وإلى الجهل وعدم الإلمام الكافي بالأمور كما هي لدينا بحكم النشأة والثقافة المختلفة مما أدى أحيانا إلى تشويه المعلومات وإلى كثير من الخلط والرؤى المضطربة ولا شك أن بعضها مغرض عن عمد وسوء قصد. ومع ذلك فإن معظم ما كتب ينطوي على معلومات مهمة لا تقدر بثمن. وأيا كانت تحفظاتنا على بعض ما ورد في هذه الكتابات أو السياق الذي عالجت به موضوعاتها إلا إننا لا نستطيع سوى الإقرار بالشكر لأولئك الناس إذ لولا تلك المعلومات والبيانات لضاع منا الكثير والكثير حيث لم ندون نحن ولا قومنا سوى أقل القليل من أحداث تلك القرون وشؤونها على أهميتها وخطورتها - وهي التي صنعت تاريخنا الذي نعيشه اليوم - ولكن قبل لوم الذات وتمجيد الآخرين لا بد من الالتفات إلى الظروف الموضوعية التي كانت قائمة يومئذ وما هو حالنا نحن مقارنة بأحوالهم هم الذين كان الأمر في أيديهم وكانت لهم الجمعيات ومعهم المؤسسات تموّل وتقدم الدعم السخي الجزيل ولديهم المعرفة الواسعة التي نجهلها نحن لا أقول في أزمنة سلفت ولكن أقول لا نزال حتى اليوم ربما.
تعليق