Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php73/sess_d65ccd24e607588e879fae8600bd8e2b164557584d273a43, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/qudamaa/public_html/vb/includes/vb5/frontend/controller/page.php on line 71 Warning: session_start(): Failed to read session data: files (path: /var/cpanel/php/sessions/ea-php73) in /home/qudamaa/public_html/vb/includes/vb5/frontend/controller/page.php on line 71 المسالك والممالك - شبكة ومنتديات قدماء

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المسالك والممالك

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    صفة معظم المدن في مقاديرها وأبنيتها ونحو ذلك: أما إصطخر فهي مدينة وسطة وسعتها مقدار ميل، وهي من اقدم مدن فارس وأشهرها، وبها كان مسكن ملوك فارس، حتى حول أردشير الملك إلى جور، ويروي في الأخبار أن سليمان بن داود عليه السلام كان يسير من طبرية إليها من غدوة إلى عشية، وبها مسجد يعرف بمسجد سليمان، ويزعم قوم من عوام الفرس الذين لا يرجعون إلى تحقيق- أن جم الذي كان قبل الضحاك هو سليمان، وكان في قديم الأيام على إصطخر سور قد تهدم، وبناؤهم من الطين والحجارة والجص على قدر يسار الباني، وقنطرة خراسان خارج من المدينة على بابها مما يلي خراسان، إلا إن وراء القنطرة أبنية ومساكن ليست بقديمة. وأما سابور فإنها مدينة بناها سابور الملك، وهي في السعة نحو من إصطخر إلا أنها أعمر وأجمع للبناء وأيسر أهلا، وبناؤها نحو بناء إصطخر، وبها وبإصطخر وباء، إلا أن خارج المدينة صحيح الهواء؛ وأما دارا بجرد فإنها من بناء دارا، ولذلك سميت دارا بجرد، وتفسيرها عمل دارا، وعليها سور عامر جديد مثل سور جور، وعليها خندق تتولد المياه فيه من النز والعيون، وفي هذا الماء حشائش، إن دخله إنسان أو دابة التفت عليه، فلا يتهيأ له عبوره، ولا يكاد يسلم إلا على شدة، ولها أربعة أبواب، وفي وسط المدينة جبل حجارة كأنه قبة، ليس له اتصال بشيء من الجبال، وبنيانهم من طين، وليس بها في زماننا كثير من أثر العجم، وأما جور فإنها من بناء أردشير، ويقال إن مكانها كان ماءً واقفاً كالبحيرة، فنذر أردشير أن يبني مدينة على المكان الذي يظفر فيه بعدوه، ويبتني فيها بيت نار، فظفر هناك فاحتال في إزالة ماء ذلك المكان بما فتح من مجاريه، فبنى بذلك المكان جور، وهي قريبة في السعة من إصطخر وسابور ودارا بجرد، وعليها سور عامر من طين وخندق، ولها أربعة أبواب: باب مما يلي المشرق يسمى باب مهر، ومما يلي المغرب باب بهرام، ومما يلي الشمال باب هرمز، ومما يلي الجنوب باب أردشير، وفي وسط المدينة بناء مثل الدكة يسمى الطربال، ويعرف بلسان الفرس بأيوان، وكياخرة وهو بناء بناه أردشير، ويقال إنه كان من الارتفاع بحيث يشرف منه الإنسان على المدينة جميعها ورساتيقها، وبنى أعلاه بيت نار، وأستنبط بحذائه من جبل ماءً حتى أصعده إلى أعلى هذا الطربال كالفوارة، ثم ينزل في مجرى آخر، وهو بناء من جص وحجارة، وقد استعمل الناس أكثره وخرب، حتى لم يبق منه شئ إلا اليسير، وفي المدينة مياه جارية، وهي مدينة نزهة جدا، يسير الرجل منها من كل باب نحوا من فرسخ في بساتين وقصور فأما مدينة شيراز فإنها مدينة إسلامية ليست بقديمة، وإنما بنيت في الإسلام، بناها محمد بن القاسم بن أبي عقيل ابن عم الحجاج بن يوسف، وسميت بشيراز تشبيها بجوف الأسد، وذلك أن عامة المير بتلك النواحي تحمل إلى شيراز، ولا تحمل منها إلى مكان، وكانت معسكرا للمسلمين لما أناخوا على فتح إصطخر، فلما فتحوا إصطخر نزل بهذا المكان فجعل معسكر فارس، وبناها مدينة، وهي نحو من فرسخ في السعة، وليس عليها سور، وهي مشتبكة البناء كثيرة الأهل، بها شحنة الجيش لفارس أبدا، ودواوين فارس وعمالها وولاة الحرب فيها؛ وأما كارزين فإنها مدينة صغيرة نحو الثلث من إصطخر، ولها قلعة، وليست من الكبر وقوة الأسباب بحيث يجب ذكرها، إلا أنا ذكرناها لأنها قصبة كورة قباذخره. ومن أجل المدن التي بكورة إصطخر مما يلي خراسان كثة وهي حومة يزد، وأبر قوه، وبناحية كرمان الروذان، وهرية من شق كرمان، ومن ناحية أصبهان كرد والسردن، وأما كثه وهي حومة يزد فإنها مدينة على طرف المفازة، ولها طيب هواء البرية وصحته وخصب المدن الجليلة، ولها رساتيق تشتمل على خصب ورخص، والغالب على أبنيتها آزاج الطين، ولها مدينة محصنة بحصن، وللحصن بابان من حديد، يسمى أحدهما باب إيزد والآخر باب المسجد لقربه من الجامع، وجامعها في الربض، ومياههم من القنى، إلا نهرا لم يخرج من ناحية القلعة، ومن قرب قرية فيها معدن الآنك، وهي نزهة جدا ولها رساتيق عريضة خصبة، وهي ورساتيقها كثيرة الثمار تفضل لكثرتها مما يحمل إلى أصبهان وغيرها، وجبالهم كثيرة الشجر والنبات، الذي يحمل منها إلى الآفاق، وخارج المدينة ربض يشتمل على أبنية وأسواق تامة العمارة، والغالب على أهلها الأدب والكتابة. وأما أبر قوه فإنها مدينة محصنة كثيرة
    [CENTER] [/CENTER]

    تعليق


    • #47
      الزحمة تكون نحو الثلث من إصطخر، وهي مشتبكة البناء والغالب على بنائها وبناء يزد الآزاج، وهي قرعاء ليس حواليها شجر ولا بساتين، إلا فيما بعد عنها، وهي خصبة رخيصة الأسعار. وأما الروذان فإنها قريبة من أبرقوه في الشبه فيما وصفنا. وأما هراة فهي أكبر من أبرقوه، وهي في الأبنية وسائر ما وصفنا مقاربة لأبرقوه، إلا أن لها مياهها وثمارا كثيرة تفضل عن أهلها، فتحمل إلى النواحي. وأما كرد فإنها أكبر من أبرقوه، وأرخص سعرا وأخصب، وبناؤهم من طين، وهي كثيرة القصور. والسردن أخصب منها وأرخص سعرا، وهي كثيرة الأشجار. والبيضاء أكبر مدينة في كورة اصطخر، وإنما سميت البيضاء لأن لها قلعة تبص من بعد ويرى بياضها، وكان بها معسكر المسلمين يقصدونها في فتح اصطخر، فأما أسمها بالفارسية فهو نشأتك، وهي مدينة تقارب في الكبر إصطخر، وبناءهم من طين، وهي تامة العمارة خصبة جدا، يتسع أهل شيراز بميرتهم. وإما كورة سابور فإن معظم مدنها كازرون وخرة والنوبنجان، وابنيتها وأبنية سائر هذه المدن من طين، ويستعمل فيها الجص والحجارة أيضاَ، وهي من العمران والسعة والخصب واشتباك الأبنية على التمام. وأما كازرون والنوبنجان فهما متقاربتان في الكبر، إلا أن بناء كازارون أوثق وأكثر قصورا وأصح تربة وهواء، وليس بجميع فارس أصح هواء وتربة من كازارون، ومياههم من الآبار، وهي مدينة خصبة واسعة الثمار، وأخصب مدن كورة سابور كازارون، والنوبنجان أكبر منها.لزحمة تكون نحو الثلث من إصطخر، وهي مشتبكة البناء والغالب على بنائها وبناء يزد الآزاج، وهي قرعاء ليس حواليها شجر ولا بساتين، إلا فيما بعد عنها، وهي خصبة رخيصة الأسعار. وأما الروذان فإنها قريبة من أبرقوه في الشبه فيما وصفنا. وأما هراة فهي أكبر من أبرقوه، وهي في الأبنية وسائر ما وصفنا مقاربة لأبرقوه، إلا أن لها مياهها وثمارا كثيرة تفضل عن أهلها، فتحمل إلى النواحي. وأما كرد فإنها أكبر من أبرقوه، وأرخص سعرا وأخصب، وبناؤهم من طين، وهي كثيرة القصور. والسردن أخصب منها وأرخص سعرا، وهي كثيرة الأشجار. والبيضاء أكبر مدينة في كورة اصطخر، وإنما سميت البيضاء لأن لها قلعة تبص من بعد ويرى بياضها، وكان بها معسكر المسلمين يقصدونها في فتح اصطخر، فأما أسمها بالفارسية فهو نشأتك، وهي مدينة تقارب في الكبر إصطخر، وبناءهم من طين، وهي تامة العمارة خصبة جدا، يتسع أهل شيراز بميرتهم. وإما كورة سابور فإن معظم مدنها كازرون وخرة والنوبنجان، وابنيتها وأبنية سائر هذه المدن من طين، ويستعمل فيها الجص والحجارة أيضاَ، وهي من العمران والسعة والخصب واشتباك الأبنية على التمام. وأما كازرون والنوبنجان فهما متقاربتان في الكبر، إلا أن بناء كازارون أوثق وأكثر قصورا وأصح تربة وهواء، وليس بجميع فارس أصح هواء وتربة من كازارون، ومياههم من الآبار، وهي مدينة خصبة واسعة الثمار، وأخصب مدن كورة سابور كازارون، والنوبنجان أكبر منها.
      [CENTER] [/CENTER]

      تعليق


      • #48
        وأما كورة دارأبجرد فإن أكبر مدنها فساً، وهي مدينة مفترشة البناء واسعة الشوارع، تقارب في الكبر شيراز إلا أنها أصح هواء من شيراز، وأوسع أبنية منها، وبناؤهم من طين، وأكثر الخشب في أبنيتهم السرو، وهي مدينة قديمة، ولها مدينة عليها حصن وخندق ولعا ربض وأسواقها في ربضها، وهي مدينة يجتمع فيها ما يكون في بلاد الصرود والجروم، من الثلج والرطب والجوز والأترج وغير ذلك؛ وأما سائر المدن من كورة دارابجرد فإنها كلها عامرة خصبة. وأما مدن أردشير خره فإنا قد ذكرنا جور وشيراز، وأكبر مدينة بها بعد شيراز سيرافت وهي تقارب شيراز في الكبر، وبناؤهم بالساج وخشب يحمل من بلاد الزنج، وأبنيتهم طبقات، وهي على شفير البحر مشتبكة البناء كثيرة الأهل، يبالغون في نفقات الأبنية، حتى إن الرجل من التجار لينفق على داراه زيادة عن ثلاثين ألف دينار، وليس حواليها بساتين وأشجار، وإنما سمعتهم وفوا كههم وأطيب مياههم من جبل مشرف عليهم يسمى جم، وهو أعلى جبل بقربها يشبه الصرود، وسيراف أشد تلك المدن حرا. وأما أرجان فإنها مدينة كبيرة كثيرة الخير، بها نخيل كثيرة وزيتون وفواكه الجروم، وهي برية بحرية سهلية جبلية، وماؤها سيح، وبينها وبين البحر مرحلة؛ وأكبر أرجان، وتلي تلك توج وسابور وإصطخر وكثه ودارابجرد وجور وجنابة والنوبنجان والغندجان، وهي متقاربة في الكبر؛ وتوج مدينة شديدة الحر في وهدة، بناؤها طين، وهي كثيرة النخيل؛ والنوبنجان مدينة حارة فيها نخيل قليلة، وبقربها شعب بوان مقدار فرسخين قرى ومياه متصلة، قد غطت الأشجار تلك القرى حتى لا يراها الإنسان إلا أن يدخلها، وهي أنزه شعب بفارس، وهي من الصرود. وجنابة وسينيز ومهروبان على البحر شديدة الحر، وبها نخيل وما يكون في الجروم من الفواكه.
        وسنذكر المسافات بفارس: فالطريق من شيراز إلى كفره -قرية- 5 فراسخ، ومن كفره إلى بخر -قرية- 5 فراسخ، ومن بخر إلى كوار غلوة، وهي مقسم ماؤ مدينة كوار، ومن بخر إلى البنجمان - قرية- 4 فراسخ، ومن البنجمان إلى جور مدينة 6 فراسخ، ومن جور إلى دشت شوراب 5 فراسخ، ومنها إلى خان آزادمرد 6 فراسخ، وهو خان في صحراء قدرها 3 فراسخ كلها نرجس مضعف، ومن خان آزادمرد إلى كيرند -قرية- 6 فراسخ، ومن كيرند إلى مي -قرية- 6 فراسخ، ومن مي رأس العقبة بادركان خان 6 فراسخ، ومن بادركان خان إلى بركانة خان 4 فراسخ، ومن بركانة إلى سيراف -مدينة- نحو7 فراسخ، فذلك ستون فرسخاً.
        والطريق من شيراز إلى كثه حومة يزد -وهو طريق خراسان- فمن شيراز إلى الزرقان - قرية- 6 فراسخ، ومن الزرقان إلى إصطخر -مدينة- 6 فراسخ، ومن إصطخر إلى بير -قرية- 4 فراسخ، ومن بير إلى كهمند -قرية- 8 فراسخ، ومن كهمند إلى قرية بيد 8 فراسخ، ومن قرية بيد إلى أبرقوه -مدينة- 12 فرسخا، ومن أبرقوه إلى قرية الأسد 13 فرسخاً، ومن قرية الأسد إلى قرية الجوز 6 فراسخ، ومن قرية الجوز إلى قلعة المجوس- قرية 6 فراسخ، ومن قلعة المجوس إلى مدينة كثه حومة يزده 5 فراسخ، ومن يزد إلى مكان يسمى آنجيزه 6 فراسخ، وآنجيزه مكان ليس بقرية، وإنما هي صحراء فيها أصول تين، وهو آخر عمل فارس، فذلك ثمانون فرسخاً.
        والطريق من شيراز إلى جنابة: فمن شيراز إلى حان الأسد -وهو على نهر السكان- 6 فراسخ، ومن الخان إلى دشت أرزن -خان- 4 فراسخ، ومن دشت ترزن إلى تيه -قرية-4 فراسخ، ومن تيره إلى كازرون -مدينة- 6 فراسخ، ومن كازرون إلى قرية دزبز 4 فراسخ، ومن قرية دزبز إلى رأس العقبة -خان- 4 فراسخ، ومن رأس العقبة إلى توج -مدينة- 4 فراسخ، ومن توج إلى جنابة -مدينة- 12 فرسخاً، فذلك أربعة وأربعون فرسخاً.
        [CENTER] [/CENTER]

        تعليق


        • #49
          والطريق من شيراز إلى الشيرجان: فمن شيراز إلى إصطخر 12 فرسخاً، ومن إصطخر ومن إصطخر إلى زياد أباذ -قرية- وهو من رستاق جور- 8 فراسخ، من زياد أباذ إلى كلوذر -قرية- وهو مرصد 8 فراسخ، ومن كلوذر إلى الجوبانان -قرية وبها بحيرة- 6 فراسخ، ومن الجوبانان إلى قرية عبد الرحمن 6 فراسح، وهي مدينة تسمى أباذه، ومن قرية عبد الرحمن إلى قرية الآس -مدينة وتسمى البودنجان- 6 فراسخ، ومن قرية الآس إلى صاهك الكبرى -مدينة- 8 فراسخ، ومن صاهك إلى رباط السرمقان -رباط- 8 فراسخ، ومن رباط السرمقان إلى بشت خم -رباط أيضاً- 9 فراسخ، ومن بشت خم إلى الشيرجان -مدينة كرمان- 9 فراسخ، ورباط السرمقان من فارس وما بعده من كرمان، فذلك من شيراز إلى حد السرمقان اثنان وستون فرسخاً. والطريق من شيراز إلى جروم كرمان: فمن شيراز إلى خان ميم -قرية من رستاق الكهرجان- 7 فراسخ، ومنه إلى خورستان -مدينة- 7 فراسخ، ومن خورستان إلى منزل يعرف بالرباط 4 فراسخ، ومن الرباط إلى كرم -مدينة- 4 فراسخ، ومن كرم إلى فسا -مدينة- 5 فراسخ. ومن فسا إلى طمستان -مدينة- 4 فراسخ، ومن طمستان إلى جومة الفستجان -مدينة- 6 فراسخ، ومن الفستجان إلى الداركان 4 فراسخ، ومن الداركان إلى المريزجان -مدينة- 4فراسخ، ومن المريز جان إلى سنان -مدينة- 4 فراسخ، ومن سنان إلى دارابجرد -مدينة- فرسخ. ومن دارابجرد إلى زم المهدي -مدينة- 5 فراسخ، ومن الزم إلى رستاق الرستاق -مدينة- 5 فراسخ، ومن رستاق الرستاق إلى فرج -مدينة- 8 فراسخ، ومن فرج إلى تارم -مدينة- 14 فرسخاً، فذلك من شيراز إلى تارم اثنان وثمانون فرسخاً. الطريق من شيراز إلى أصبهان: من شيراز إلى هزار-مدينة- 7 فراسخ، ومن هزار إلى مائين -مدينة- 6 فراسخ، ومن مائين إلى كنسا -مرصد- 6 فراسخ، ومن كنسا إلى كنار -قرية- 4 فراسخ، ومن كنار إلى قصر أعين -قرية- 7 فراسخ، ومن قصر أعين إلى إصطخران -قرية- 7 فراسخ، ومن إصطخران إلى خان أويس -قرية- 7 فراسخ، ومن خان أويس إلى كور -قرية- 7 فراسخ، ومن كور إلى كره 8 فراسخ، ومن كره إلى خان لنجان -قرية- 7 فراسخ، ومن خان لنجان إلى أصبهان 7 فراسخ؛ وحد فارس إلى خان أويس من شيراز إليها ثلاثة وأربعون فرسخا، فذلك من شيراز إلى أصبهان اثنان وسبعون فرسخا.
          [CENTER] [/CENTER]

          تعليق


          • #50
            الطريق من شيراز إلى خوزستان: فمن شيراز إلى جويم 5 فراسخ، ومن جويم إلى خلان -قرية- 4 فراسخ، ومن خلان إلى الخرارة -قرية كبيرة قليلة الماء- 5 فراسخ، ومن الخرارة إلى الكركان -قرية- 5 فراسخ، ومن الكركان إلى النوبنجان -مدينة كبيرة- 6 فراسخ، ومن النوبنجان إلى الخوروان -قرية- 4 فراسخ، ومن الخوروان إلى درخيد -قرية- 4 فراسخ، ومن درخيد إلى خان حماد -قرية- 4 فراسخ، ومن خان حماد إلى بندك -قرية- 8 فراسخ، ومن بندك إلى قرية العقارب -وتعرف بهير- 4 فراسخ، ومن هير إلى راسين 4 فراسخ، ومن راسين إلى أرجان 7 فراسخ، ومن أرجان إلى سوق سنبيل 6 فراسخ، والحد بينهما قنطرة تكان تكون من أرجان على غلوة، فذلك من شيراز إلى أرجان ستون فرسخا. فأما المسافات بين المدن الكبار بفارس: فمن فسا إلى كارزين 18 فرسخا، ومنها إلى جهرم 10 فراسخ، ومن فسا إلى كارزين 8 فراسخ، وقد مر أن من شيراز إلى إصطخر 12 فرسخا، ومن شيراز إلى كوار 10 فراسخ، ومن شيراز إلى جور 20 فرسخا، ومن شيراز إلى فسا 27 فرسخا، ومن شيراز إلى البيضاء 8 فراسخ، ومن شيراز إلى دارابجرد 50 فرسخا، وقد مر أن من شيراز إلى سيراف 60 فرسخا، ومن شيراز إلى النوبنجان 25 فرسخا، ومن شيراز إلى يزد 74 فرسخا، ومن شيراز إلى توج 32 فرسخا، ومن شيراز إلى جنابة 54فرسخا، ومنها إلى أرجان 60 فرسخا، وقد مر ذلك، ومنها إلى سابور 25 فرسخا، ومن شيراز إلى كازرون20 فرسخا، ومن شيراز إلى خره 25 فرسخا، ومن شيراز إلى خرمة 14 فرسخا، ومن شيراز إلى جهرم 30 فرسخا، ومن جور إلى كازرون 16 فرسخا، ومن شيراز إلى نجيرم 12 فرسخا، ومن مهروبان إلى حصن ابن عمارة -وهو طول فارس على البحر- نحو 160 فرسخا؛ والذي يحيط بالمفازة من حد كرمان إلى حد أصبهان من الروذان إلى أبان 18 فرسخا، ومن أبان إلى فهرج 25 فرسخا، ومن فهرج إلى كثه 5 فراسخ، ومن كثه إلى ميبد 10 فراسخ، ومن ميبد إلى عقدة 10 فراسخ، ومن عقدة إلى نائين 15 فرسخا، ومن نائين إلى أصبهان 45 فرسخا، فمن روذان إلى نائين ثلاثة وثمانون فرسخا. ومسافة الحد الذي يلي كرمان: من حد السيف من لدن حصن ابن عمارة إلى أن ينتهي إلى تارم، ثم يمتد إلى الروذان حتى ينتهي إلى برية خراسان، مثل ما من البحر على خط شيراز إلى أن ينتهي إلى مفازة خراسان وهو 120 فرسخاً؛ والحد الذي يلي خوزستان ومهروبان حتى ينتهي إلى أرجان وبلاد سابور والسردن إلى أول حد أصبهان نحو 60 فرسخاً.
            أرض فارس مقسومة على خط من لدن أرجان إلى النوبنجان إلى كازرون إلى خره، تمر على حدود السيف إلى كازرين حتى تمتد إلى الزموم ودارابجرد إلى فرج وتارم، فما كان من ناحية الجنوب فجروم، وما كان يلي الشمال فصرود، ويقع في جرومها أرجان والنوبنجان ومهروبان وشينيز وجنابة وتوج ودشت الدستقان وخره وداذين ومورق وكازرون ودشت بارين وجيبرين ودشت البوسقان وزم اللوالجان وكيرزين وأبرز وسميران وخمايجان والخربق وكران وسيراف ونجيرم وحصن ابن عمارة وما في أضعاف ذلك.
            [CENTER] [/CENTER]

            تعليق


            • #51
              ويقع في الصرود إصطخر والبيضاء، ومائين وايرج وكام فيروز وكرد وكلار وسروستان والأوسبنجان والأرد والرون وصرام وبازرنج والسردن وخرمة والحيرة والنيريز والماسكانات والايج والأصطهبانان وبرم ورهنان وبوان وطرخنيشان والجوبرقان وإقليد والسرمق وأبرقوه ويزد وجارين ونائين وما أضعاف ذلك. وعلى الحد مدن فيها ما في الصرود والجروم من النخيل والجوز، مثل فسا وجور وشيراز وسابور والنوبنجان وكازرون. فأما الصرود فإن فيها أماكن يبلغ من شدة البرد فيها ألا ينبت عندهم شئ من الفواكه سوى الزرع، كالأرد والرون وكرد الرساتيق الإصطخرية والرهنان؛ وأما الجروم فإن بها ما يبلغ من شدة الحر في الصيف الصائف إلا يثبت عندهم شئ من الطيور من شدة الحر، مثل الاغرستان وهي رستاق، ولقد خبرني بعض الناس أنه كان في بيت يشرف على واد فيه حجارة، فرأى نصف النهار تتفلق فيه الحجارة كما تتفلق في النار؛ والصرود كلها صحيحة الهواء، والجروم الغالب عليها فساد الهواء وتغيير الألوان، وليس فيها أكثر وباء من مدينة دارابجرد ثم توج، وأصح الهواء في الجروم أرجان وسيراف وجنابة وشينيز، وأعدل هذه المدن ماكان في هذين الحدين مثل شيراز وفسا وكازرون وجور وغير ذلك، وليس بجميع فارس هواء أصح من هواء كازرون، ولا أصلح أبداناً وبشرة من أهلها. وأما المياه فإن أصح المياه بها ماء نهر كر، وأردأ المياه ماء دارابجرد. ذكر صور أهل فارس وزيهم ولسانهم وأديانهم. أما صورهم فإن أهل الجروم الغالب على خلقتهم نحافة الخلق، وخفة الشعر وسمرة اللون، وأهل الصرود أعبل أجساماً وأكثر شعوراً وأشد بياضاً؛ ولهم ثلاثة ألسنة: الفارسية التي يتكلمون بها، وجميع أهل فارس يتكلمون بلغة واحدة يفهم بعضهم على بعض، إلا ألفاظاً تختلف لا تستجم على عامتهم، ولسانهم الذي به كتب العجم وأيامهم ومكاتبات المجوس فيما بينهم هو الفهلوية، التي تحتاج إلى تفسير حتى يعرفها الفرس، ولسان العربية به مكاتبات السلطان والدواوين وعامة الناس وأمرائهم؛ وإنما زيهم فإن زي السلطان بها الأقبية وربما لبسوا الدراريع التي هي أوسع فرجة، وأعرض جربانا وجيوباً من دراريع الكتاب، والعمائم التي تحتها قلانس مرتفعة، ويلبسون السيوف بحمائل، وفي أوساطهم المناطق، وخفافهم تصعر عن خفاف أهل خراسان. وأما قضاتهم فإنهم يلبسون الدنيات، وما أشبهها من القلانس المشمرة عن الأذنين مع الطاليسة والقمص والجباب، ولا يلبسون دراعة ول خفا بكسر ولا قلنسوة تغطي الأذنين. وأما زي الكّتاب فإنهم يلبسون الدراريع والعمائم، فإن لبسوا تحت العمائم قلانس جعلوها خفّية، توقي الوسخ ولا تظهر، ويلبسون الخف المكسر ألطف من خف السلطان، ولا يلبسون قباء ولا طيالسة. وأما التُنّاء والتجار والملوك فلباسهم شيء واحد، من الطيالسة والعمائم والخفاف التي لا كسر فيها والقميص والجباب والمبطنات، وإنما يتفاضلون في الجودة في الملابس، فأما الزي فواحد، وزيهم زي أهل العراق. وأما أخلاق ملوكهم والتناء منهم والمخلطين للسلطان من عمال الدواوين وغيرهم فالغالب عليهم استعمال المروّة في أحوالهم، والنزهة عما يقبح به الحديث من الأخلاق الدينية، والمبالغة في تحسين دورهم ولباسهم وأطعمتهم، والمنافسة فيما بينهم في ذلك. والآداب الظاهرة فيهم؛ وأما تجارهم فالغالب عليهم محبة جمع المال والحرص؛ فأما أهل سيراف والسواحل فإنهم يسيرون في البحر حتى ربما غاب أحدهم عامة عمره في البحر، ولقد بلغني أن رجلا من سيراف ألف البحر، حتى ذكر أنه لم يخرج من السفينة نحوا من أربعين سنة، وكان إذا قارب البر أخرج صاحبه لقضاء حوائجه، في كل مدينة يتجول من سفينة إلى أخرى إذا انكسرت أو تشعثت فاحتيج إلى إصلاحها، وقد أعطوا من ذلك حظا جزيلا، حتى إن أحدهم يبلغ ملكه أربعة آلاف ألف دينار، وفي عصرنا قد بلغني ما هو أكثر من ذلك، فتراه في لباسه لا يتميز من أجيره، وأما أهل كلرون وفسا وغيرهم، فهم أهل تجارات في البر، وقد أعطوا من ذلك حظا جزيلا، حتى أن أحدهم ليبلغ ملكه الكثير، وهم أهل صبر على الغربة وحرص على جمع المال، وفيهم اليسار الظاهر حيثما كانوا، وما علمت مدينة في بّر ولا بحر فيما قوم من الفرس مقيمون إلا وهم عيون تلك المدينة، والغالب عليهم اليسار واستقامة الحال والعِفة.
              [CENTER] [/CENTER]

              تعليق


              • #52
                وأما أديانهم فإن السواحل من سيراف إلى مهروبان إلى أرجان وأكثر الجروم الغالب عليهم مذاهب أهل البصرة في القدر وأقلهم المعتزلة، وأهل جهرم الغالب عليهم الاعتزال، وأهل خُرة هم شيعة؛ وأما الصرود فإن شيراز وإصطخر وفسا الغالب عليهم مذاهب أهل الجماعة على مذاهب أهل بغداد، والغالب على أهل فارس في الفتيا مذهب أهل الحديث. فأما أهل الملل منهم فإن فيهم اليهود والنصارى والمجوس، وليس فيهم صابئة ولا سامرا، ولا من سائر النحل أحد ظاهر، وأكثر هذه الملل المجوس، وهم الغالبون على سائر الملل في الكثرة، ثم النصارى ثم اليهود أقلهم، فأما كتب المجوس وبيوت نيرانهم وأديانهم وما كانوا عليه في أيام ملوكهم فإنهم يتوارثونه، وذلك في أيديهم ويتدينون به؛ وليس المجوس ببلد أكثر منهم بفارس، لأن بها دار ملوكهم وأديلنهم وكتبهم.
                ذكر طبقات الناس بفارس
                [CENTER] [/CENTER]

                تعليق


                • #53
                  أما طبقات الناس بفارس فإن لهم في قديم الأيام -على ما يذكره الفرس في كتبهم- ملوكا ملكوا الدنيا، مثل الضحّاك وجم وأفريدون في آخرين، كانوا ملوك الأرض حتى قسم أفريدون الأرض بين بينه، فصار ملوك الفرس سكان إيرانشهر إلى أن قتل ذو القرنين دارا بن دارا الملك،فصارت الممالك طوائف، حتى كان أيام أردشير فعادت المملكة إلى واحد، فما زالت فيهم يتولاها مثل سابور وبهرام وقباذ وفيروز وهرمز وسائر الأكاسرة، حتى جاء الإسلام فزال الملك عنهم، وإنما سكن بابل الأكاسرة في أخر أيامهم، وانتقلوا من ديارهم عن فارس إلى قرب من الروم والعرب، كما انتقل المتابعة من اليمن لما ملكوا الآفاق، وكما انتقل ملوك الإسلام من العرب عن ديار العرب إلى بابل، لتوسط الممالك والإشراف على كل ناحية، ولسنا نكثر في ذكر ملوك الفرس لانتشار أخبارهم وعلم الناس بأيامهم؛ فأما في الإسلام فأن لهم ملوكاً منهم في تقليد الإمارات، ومنهم من قعد عنها على استقلاله بها وكفايته من الفرس، والعرب الذين توطنوا فارس فصاروا من أهلها والذين تغربوا عنها فمنهم الهرمزان من الأساورة، أسر في أيام عمر فقدم به عليه فأطلقه وآمنة فأسلم، وله إلى آل أبي طالب صهر، فاتهم بقتل عمر بن الخطاب مع أبي لؤلؤة عبد للمغيرة بن شعبة، فقتله عبيد الله بن عمر بعد موت عمر، ويقال إن سلمان الفارسي من ولد الأساورة، وأنه تزهد وخرج يطلب الدين ويتصفح الملل، حتى وقع إلى المدينة فأسلم عند ورود النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ومنهم آل عُمارة ويعرفون بآل الجُلنْندي، ولهم مملكة عريضة وضياع كثيرة وقلاع على سيف البحر بفارس متاخمة لحد كرمان، ويزعمون أن ملكهم هناك قبل موسى عليه السلام، وأن الذي قال الله عز وجل )وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة عصبا( هو الجلندي، وهم قوم من أزد اليمن، ولهم إلى يومنا هذا منعة وعدة وبأس وعدد، لا يستطيع السلطان أن يقهرهم، وإليهم أرصاد البحر وعشور السفن، وقد كان عمرو بن الليث ناصب حمدان عبد الله الحرب نحو سنتين فما قدر عليه، حتى استعان عليه بابن عمه العباس بن أحمد بن الحسن وأحمد بن الحسن الذي نسبنا إليه زم الكاريان، وهو آل الجلندي أزدي، وابنه حجر بن أحمد هو على الزم في منعة وقوة إلى يومنا هذا؛ وآل الصّفار الذين نسب إليهم سيف بني الصّفار هم آل الجلندي، وهؤلاء أقدم من ملوك الإسلام بفارس، وأمنعهم جانبا؛ ومنهم آل أبي زهير المديني ينسب إليهم سيف بني زهير، وهم من سامة بن لؤي ملوك ذلك السيف، ولهم منعة وعدد؛ ومنهم أبو سارة الذي خرج متغلبا على فارس يدعو إلى نفسه، حتى بعث المأمون من خراسان محمد بن الأشعث فواقعه في صحراء كس من شيراز، وفرق جيشه وقتله، وكان الوالي بفارس حينئذ يزيد بن عقال: وجعفر بن أبي زهير الذي قال فيه الرشيد وقد وفد عليه في ملوك فارس لولا طرش به لاستوزرته؛ والمظفّر بن جعفر الذي كان يملك عامة الدستقان، وله مملكة السيف من حد جنّابة إلى حد نجيرم، وسائر آل أبي زهير من حد نجيرم إلى حد بني عُمارة، ومسكن آل أبي زهير كُران، ومسكن المظفر على ساحل البحر بصفارة؛ ومنهم آل حنظلة بن تميم من ولد عُروة بن أُدية، الذين عبروا من البحرين إلى فارس في لأيام بني أمية، بعد قتل عُروة بن أُدية فسكنوا إصطخر ونواحيها، وملوكها الأموال الكثيرة والقرى النفيسة؛ وكان منهم عمرو بن عيينة، وبلغ من يساره أنه ابتاع بألف درهم مصاحف فوقفها في مدن الإسلام؛ وكان مبلغ خراج أهل هذا البيت في ضياعهم نحو عشرة آلاف درهم، وكان المأمون ولي عمر بن إبراهيم غزو البحر لقتال القطرية، وابنه مرداس بن عمر المكنى بأبي بلال بلغ من ماله أن كان خراجه نحو ثلاثة آلف ألف درهم، وكان ابن عمه محمد بن واصل ملكه مثل ملك هذا، وخراجه مثل خراجه، لا يتفاوت بكبير شيء، وكان أجل أهل هذا البيت عمرو بن عُيينة، وكانت من قوة أهل هذا البيت أن الأتراك لما استولوا على الخلافة- فلم يطقهم الخلفاء- فرقوا في القطاعات عريضة، وولوا فارس ليبعدوا عن الباب، وكان منهم من عظماء الأتراك نحو من أربعين أميراً، ورئيسهم المولد، وكان الظلم فتشغبوا عليه وهموا به حتى استجار بمرداس بن عمر فأجاره وأخرجه إلى بغداد،وولوا على أنفسهم إبراهيم بن سيما، وكتب عبيد الله ابن يحيى عن المعتمد إلى مرداس في قتلهم فاستعفى، وكتب إلى محمد
                  [CENTER] [/CENTER]

                  تعليق


                  • #54
                    بن واصل فجمع حاشيته وأهل طاعته حتى قتل هؤلاء الأمراء عن آخرهم، إلا إبراهيم بن سيما وأربعة نفر، وكان رئيس الأتراك بعد المولد بفارس، واستولى محمد بن واصل على فارس، فبعث إليه من بغداد عبد الرحمن بن مُفلح، وكان على جيشه طاشم في جيش عظيم، فهزم جيش عبد الرحمن وقتل طاشم، وأسر عبد الرحمن وقتله، فصفت له فارس، حتى قصد ابن عمه مرداس بالخنق مخافة على نفسه، فاستدعى يعقوب بن الليث، فدخل يعقوب بن الليث فارس لمعاضدة مرداس، حتى حارب محمد بن واصل بمروسدان بناحية البيضاء، راجعاً من محاربة عبد الرحمن بن مفلح، فهزمه وفرق جيشه وأسر بسيراف في البحر، فسلم إلى يعقوب وأنفذه إلى قلعة ثم فحسبه بها سنتين، حتى كان يعقوب بجند يسابور فتغلب هو والمحبّسون على القلعة، فبعث يعقوب من قتلهم إلا القليل؛ ومن ملوك الفرس ممن ملك بغير فارس آل سامان، فإنهم من ولد بهرام، وكان بهرام من أهل خَبر من أرشير خرّه فسكن الريّ، ثم ولى محاربة الأتراك فقصد بلخ وفرق جمع الأتراك، وأثر فيهم فاستفحل أمره وقويت شوكته، حتى خافه كسرى ذلك العصر على نفسه وملكه، فهم بمحاربته وإزالة ملكه، فاضطره بهرام إلى أن استجار بملك الروم، وأخلى مملكته إلى أن يقصد ملك الروم، فرجع وكان من حديثه ما قد ذكر في الكتاب، وآل سامان من ولده فكانوا ملوك ما وراء نهر بلخ المعروف بجيحون وأمراءه يتوارثونه بينهم، إلى أن انتهت الإمارة إلى إسماعيل بن أحمد بن أسد، فبلغ من سلطانه وتمكن أمره أن أزال ما كان استصعب على المعتضد -في شهامته وصولته وبأسه- من ملك عمرو ابن الليث، وتفريق جمعه حين ملك خراسان كلها وما وراء النهر وجرجان وطبرستان وقومس والري وقزوين وابهر وزنجان، وهذه مملكة ما علمت أن الأكاسرة جمعتها لرجل واحد، وقمع مع هذه المملكة الأتراك وذللهم، حتى بلغت صولته وهيبته حدود الصين، وهابته ملوك الترك حتى صار مما يلي مملكة الإسلام من بلدان الأتراك من الأمن مثل دار الإسلام، ثم ملك بعده ابنه بن إسماعيل، فزاد إلى هذه المملكة فتح سجستان وإذلال بقايا السجزية، وبسط من حسن النظر للرعية ما انتشر به ذكره، ثم ملك بعده نصر بن أحمد، وبلغ من بأسه وقمع من عارضه في ملكه وقوة دولته أنه ما اعترض في ملكه أحد إلا قمعه وكانت الغلبة له؛ وأما من ملك من فارس من غير الفرس فغلب عليه فإن منهم علي بن الحسين بن بشير من الأزد المقيمين الذين كانوا ببخارى فانتقل إلى فارس، وكان من الشحنة وقوى في أيام العتز والمستعين فغلب على فارس، وكان له بأس ومنعة، حتى حاربه يعقوب بن الليث بقنطرة سكان بقرب شيراز فهزمه وأسره، فأقام في حبسه مدة ثم قتله؛ وأما ملوك لزموم الذين على أبوابهم الجيوش الدائمة من ألف رجل إلى ثلاثة آلاف رجل- فإن منهم الزميجان المعروف بزم جيلوية المهرجان بن روزبه، وهو أقدم من جيلوية وأعظم شوكة ومنزلة، وأخوه سلمة ابن روزبه بعده، وكان جيلويه ناقلة إليهم من خمايجان السفلى من كوررة إصطخر، وكان يخدم سلمة فلما مات تغلب جيلوية على هذا الزم، واستفحل أمره حتى نسب الزم إليه إلى يومنا هذا، وبلغ من شوكته أن أوقع بآل أبي دلف، وقتل معقل بن عيسى أخا أبي دلف، ثم قصده أبو دلف فقتله وحمل رأسه فكان لآل أبي دلف إلى أن انقضت أيامهم، يقيمون برأسه في الحروب يحمل بين أيديهم على رمح، وقد صبب القحف بالفضة حين وقع في يد عمرو بن الليث، لما هزم أحمد بن عبد العزيز بالزرقان فكسره، ورياسة هذا الزم في أولاد جيلوية إلى يومنا هذا؛ وأما زم الديوان فكان رئيسهم آزادمرد بن كوشهاذ من الأكراد، فملكه دهراً ثم عصى، فقصده السلطان فهرب إلى عمان وبها مات، وصار الأمر بعده إلى الحسين بن صالح من الأكراد، فصار الزم في يده ويد أولاده إلى أيام عمرو بن الليث، فقتله عنهم إلى ساسان بن غزوان من الأكراد، فهو في أهل بيته إلى يومنا هذا؛ وأما زم اللوالجان فكان في أيدي آل الصفار، إلى ان ولى محمد بن إبراهيم الطاهري فارس فجعله في يدي أحمد ابن الليث رجل من الأكراد، فهو في يدي أهل بيته إلى يومنا هذا، ومحمد بن إبراهيم هو الذي أوقع بآزادمرد ابن كوشهاذ حتى هرب؛ وأما زم الكاريان فهو في يدي آل الصفار إلى يومنا هذا على قديم الأيام، ورئيسهم اليوم حجر بن أحمد بن الحسن؛ وأما زم البازنجان فإن رئيسهم كان يسمى شهريار من الأكراد، والزم
                    [CENTER] [/CENTER]

                    تعليق


                    • #55
                      منسوب إليه وكان مصاهراً لجيلوية، وصار بعده للقاسم بن شهريار ثم انتقل إلى موسى بن القاسم، والبازنجلان الذين هم في حد أصبهان هم من هذا الزم فانتقلوا عن فارس، إلا أن لهم في حدود فارس ضياعاً كثيرة، وكان رئيسهم موسى بن عبد الرحمن ثم صارت لموسى بن مهراب، وصارت بعده لابنه أبي مسلم محمد بن موسى ومن بعده لأخيه فارس بن موسى، ومن بعده لأحمد بن موسى، والرئاسة فيهم إلى يومنا هذا.ب إليه وكان مصاهراً لجيلوية، وصار بعده للقاسم بن شهريار ثم انتقل إلى موسى بن القاسم، والبازنجلان الذين هم في حد أصبهان هم من هذا الزم فانتقلوا عن فارس، إلا أن لهم في حدود فارس ضياعاً كثيرة، وكان رئيسهم موسى بن عبد الرحمن ثم صارت لموسى بن مهراب، وصارت بعده لابنه أبي مسلم محمد بن موسى ومن بعده لأخيه فارس بن موسى، ومن بعده لأحمد بن موسى، والرئاسة فيهم إلى يومنا هذا.
                      [CENTER] [/CENTER]

                      تعليق


                      • #56
                        وأما من صلح من الفرس للدواوين من الكتاب والعمال والأدباء فإن منهم عبد الحميد بن يحيى، وكان له في بني أمية ولاء ينسب إليهم، وكان من كتابته واستقلاله ما أغنى عن ذكره لاشتهاره، ومنهم عبد اللّه بن المقفع، كان فارسياً أقام بالبصرة، وقتل في أيام المنصور بالبصرة، وكان كتب أمانا لعبد اللّه بن علي من المنصور، فشرط فيه براءة المسلمين من بيعته لوخان في أمانه، فوجد المنصور عليه فأمر عامل البصرة بقتله سراً فقتله سراً، ومنهم سيبويه وكان مقيما بالبصرة، ويقال إنه من أهل إصطخر فأقام بالبصرة، إلا أنه مات بفارس، وقبره بشيراز بباب يعرف بباب إبرذه في مفترشه يعرف بالمزدكان، وله "الكتاب" المنسوب إليه في النحو؛ والفرس هم شحنة دواوين الخلافة والعمال الذين بهم قوام السياسة، من الوزراء وسائر عمال الدواوين، منهم البرامكة وآل ذي الرئاستين وإلى يومنا هذا من المَادَرَائيين والفيريابيين وسائر شحنة الخلافة من أولاد الفرس، الذين انتقلوا إلى السواد في أيام الأكاسرة فأقاموا في أرض النبط، وأما قوادها فمنها وهم أولاد الفرس، وليس في دواوين الإسلام ديوان هو أصعب عملا وأكثر أنواعاً من ديوان فارس، لاختلاف ربوعها وتقارب الأخرجة على أصناف زروعها واختلاف أبواب أموالها، وتشعب الأعمال بها على المتقلدين لها، حتى لا يكاد يبلغ الرجل الواحد الاستقلال بتلك الأعمال كلها إلا في الفرد، وما علمنا أحد منهم جمع من العلم بأبواب الدواوين إلا نفرا يسيراً، منهم المعلي بن النضر كاتب الحسن بن رجاء، وكان أهل العراق توطن شياز فمات بها، وكذلك الحسن بن رجاء جمع له الحرب وأعمال الدواوين، مات بشيراز وقبره عند المارة يعرف بدار هَدّاب بن ضرار المازني، التي كان المأمون ابتناها لما أرجف باختيار بفارس، ويكنى المعلي بأبي علي، فكان يتقلاب في أعمال الدواوين نحو خمسين سنة، وعاش بعد الحسن بن رجاء نحوا من ست سنين؛ وما هان بن بهرام من أهل سيراف كتب لعلي بن الحسين بن بشر ومحمد بن واصل وجمع له الدواوين فاستقل بها؛ وأخوه كامل بن بهرام ويكنى بأبي الليث، كان ل يوصف في الاستقلال إلا بديوان الرسائل فقط؛ ومنهم الحسن بن عبد الله ويكنى بأبي سعيد، واسم عبد الله بزرجمهر بن خدايداد بن المرزبان، وبلده فسا، توطن شيراز، وهو من جانب أمه منسوب إلى بني مروان، ومنهم محمد بن يعقوب من أهل يزد، استقل بدواوين فارس وتوطن بخاري. وبفارس قوم يقال لهم أهل البيوتات، يتوارثون فيما بينهم أعمال الدواوين، منهم آل حبيب وكان مشايخهم مُدرك وأحمد والفضل بنو حبيب، وأصلهم من كام فيروز ومنشورهم شيراز، قنطوها وتقلدوا الأعمال الجليلة الشريفة، وكان المأمون الخليفة استدعى مدرك بن حبيب إلى بغداد للحساب وغيره من وجوه الخدمة، وحظي عنده وقرأ عليه ومات ببغداد أيام المعتصم، واتهم يحيى بن أكثم به؛ وآل أبي صفية من موالي باهلة، منهم يحيى وعبد الرحمن وعبد الله بنو محمد بن إسماعيل، ناقله توطنوا بها في زمان المأمون وتقلدوا أعمال الديوان بها؛ وأما آل المرزبان بن زادية، فإنهم من أهل شيراز، وكان الحسن بن المرزبان بنداً لمحمد بن واصل، ومن بعده ليعقوب ابن الليث؛ وكان جعفر بن سهل بن المرزبان كاتب أبي الحارث بن فريغون من أهل هذا البيت، وخدم علي بن المرزبان عمرو بن الليث على ديوان الاستدراك، وآل المرزبان بن خدايدار الذين يقال إن أصلهم من فسا، وهو أقدم أهل هذه البيوتات، وأكثرهم عدداً، ومنهم أبو سعيد الحسن بن عبد الله ونصر بن منصور بن المرزبان، وعبد الرحمن بن الحسين بن المرزبان، وخدايدار بن مردشار بن المرزبان، وأحمد بن خدايدار في جماعة تركنا تقصي عددهم، يتولون طرفاً من أعمال الديوان إلى يومنا هذا، وآل مردشاد بن نسبة، منهم علي بن مردشاد وأولاده الحسن والحسين وأحمد، وإلى يومنا هذا منهم عّمال العمالات، فهؤلاء مع آخرين لم نذكرهم أهل بيوت يتوارثون هذه الأعمال.
                        [CENTER] [/CENTER]

                        تعليق


                        • #57
                          وقد انتحل قوم من الفرس ديانات خرجوا بها عن مذاهب، فدعوا اليهم وانتصبوا لها، ولولا أن إهمال أمرهم ضرب من العصبية وباب من التحامل، فنذكر المحاسن ولا نذكر غيرها، لكان من الواجب إهمال ذكرهم لشناعة أمرهم وفظاعة أخبارهم، ولكن الوقوف على ما أمكن من أخبار الناس وسيرهم -من محمود ومذموم- غير مكروه، فممن عرف من هؤلاء واشتهر ذكره الحسين بن المنصور المعروف بالحلاّج -من أهل البيضاء، وكان رجلا حلاجاً ينتحل النسك، فما زال يرتقي به طبقاً عن طبق حتى انتهى به الحال إلى أن زعم: أن من هذّب في الطاعة جسمه، واشتغل بالأعمال الصالحة قلبه، وصبر على مفتارقة اللذات، وملك نفسه في منع الشهوات، وارتقى به إلى مقام المقربين، ثم لا يزال في درج المصفاة، حتى يصفو عن البشرية طبعه، فإذا لم يبق فيه من البشرية نصيب، حل فيه روح الله، الذي كان منه عيس بن مريم، فيصير مطاعاً، فلا يريد شيئاً إلا كان من كل ما ينفذ فيه أمر الله، وأن جميع فعله حينئذ فعل الله، وجميع أمره الله، أمره الله، فكان يتعاطي هذا ويدعو إلى نفسه بتحقيق ذلك كله،حتى استمال جماعة من الوزراء وطبقات من حاشية السلطان وأمراء الأمصار وملوك العراق والجزيرة والجبال وما والاها، وكان لا يمكنه الرجوع إلى فارس ولا يطمع في قبولهم إياه، فخاف على نفسه منهم لو ظهر لهن، فأخذ وما زال في دار السلطان ببغداد، إلى خيف من قبله أن يستغوي كثيراً من أهل دار الخلافة من الحجاب والخدم وغيرهم، فصلب حياً إلى أن مات. ومنهم الحسن الجنابي ويكنى بأبي سعيد من أهل جنابة، كان دقاقاً أظهر مذهب القرامطة فنفي عن جنابة، فخرج منها إلى كسره عساكر السلطان وعيثه وعدوانه على أهل عمان، وسائر ما يصاقبه من بلدان العرب ما قد انتشر ذكره، حتى قتل وكفي الله أمره، ثم قام ابنه سليمان بن الحسن فكان من قتله الحاج، وإيقاع طريق مكة في أيامه والتعدي في الحرم، وانتهاب كنوز الكعبة وقتل المعتكفين بمكة- ما قد اشتهر ذكره، ولما اعترض الحاج بما كان منه أخذ عمه أخو أبي سعيد وقراباته فحبسوا بشيراز مدة -وكانوا مخالفين له في الطريقة، يرجعون إلى صلاح وسداد، وشهد لهم بالنزاهة من القرمطة- فخلي عنهم، والله الحافظ للإسلام وأهله، والشر لمن حاذ الله في أمره.
                          [CENTER] [/CENTER]

                          تعليق


                          • #58
                            وسنذكر الخاصيات بها: بناحية إصطخر أبنية حجارة عظيمة الشان، من تصاوير وأساطين وآثار أبنية عادية، يذكر الفرس أنه مسجد سليمان بن داود صلى الله عليهما، وأن ذلك من عمل الجن، وهي تشبه أبنية رأيتها ببعلبك وأرض الشام ومصرفي العظم، ومما يعجز عن مثله أهل هذا العصر، وبناحية إصطخر تفاح تكون التفاحة الواحدة منه بعضها حامض وبعضها حلو، حدث مرداس بن عمر به الحسن بن رجاء، فرأى في وجهه إنكاراً لذلك فأحضره حتى رآه؛ وبقرية عبد الرحمن بئر عمقها قامات كثيرة، جافة القمر عامة السنة، حتى إذا كان الوقت المعروف من السنة ينبع منها ماء، يرتفع إلى الأرض ويجري منه ما يدير الرحي، حتى ينتفع به في سقي الزروع وغير ذلك ثم يغور. وبناحية سابور جبل قد صور كل ملك وكل مرزبان معروف للعجم، وكل مذكور من سدنة النيران وعظيم من موبذ وغيره، وتتابع صور هؤلاء وأيامهم وقصصهم في أدراج، وقد خص بحفظ ذلك قوم سكان بموضع بناحية أرجان يعرف بحصن الجص، وبجور بركة على باب البلد مما يلي شيراز تعرف بنز، قد أكب على قعرها قدر نحاس عظيمة، يخرج من ثقبة في أعلى تلك القدر ضيقة جداً ماء عظيم، ليس في تقدير رأي العين أن مثل ذلك الماء على كثرته يخرج من ذلك الثقب على ضيقة؛ وبقرب أبرقوه تلال عظيمة من رماد يزعم قوم أنها نار نمرود بن كنعان، التي أوقدها لإحراق إبراهيم عليه السلام وهذا خطأ، لأن الصحيح في الأخبار أن نمرود كان مقيما ببابل، وكذلك ملوك الكنعانين قبل ملوك الفرس؛ وقد ذكرنا المومياي في جملة ما يرتفع من ناحية دارابجرد. وبكورة أرجان بقرية يقال لها صاهك الغرب بئر، يذكر أهلها أنهم امتحنوا قغرها بالمثقلات والرسان، فلم يقفوا منها على عمق، يفور منها الدهر كله ماء بقدر ما يدير رحى ةيسقى تلك القرية. وبكورة سابور ستاق يعرف بالهنديجان فيها بئر بين جبلين، يخرج منها دخان فيعلو حرها، حتى لا يتهيأ لأحد أن يقربها، وإذا طار فوقها طائر سقط فيها واحترق؛ وبدشت بارين قرية تعرف بجور هي نحيسة لا شجر فيها، فيها أهل بيت ينسبون إلى السحر ويسألون عن الأخبار، ويحكى عنهم ما أستفظع حكايته في كتابي. وبكورة أردشير خرة على باب شيراز عين ماء يشرب منه الناس لتنقية الجوف، فمن شرب منه قدحاً أقامه مجلساً، ومن زاد فلكل قدح مجلس؛ وبناحية كام فيروز بقرية تعرف بالمورجان بين جبال شاهقة كهف فيه جرن، وفي سقف هذا الكهف ماء ينقطر إلى الجرن، فيزعم الناس أن عليه طلسما، فإن دخل ذلك الكهف رجل خرج ما يكفي رجل، وإن دخله ألف رجل خرج بقدر حاجتهم. وعلى باب أرجان مما يلي خوزستان قنطرة على نهر طاب، تنسب إلى الديلمي طبيب الحجاج، وهي طاق واحد -سعة الطاق على الأرض ما بين العمودين نحو ثمانين خطوة، وارتفاعه مقدار ما يجوز فيه راكب الجمل بيده علم من أكبر ما يكون؛ وبناحية كران طين أخضر كالسلق يؤكل، ليس فيما علمته في بلد مثله؛ وبناحية جنابة في البحر مكان يعرف بخارك معدن اللؤلؤ، يقال إن النادر منه لا يفوقه شيء، وأن الدرة اليتيمة منه إن صح ذلك، وبناحية شيراز ريحان يعرف بسوسن نرجس، ورقه مثل ورق السوسن، وداخله مثل عين النرجس سواء، وبناحية داذين نهر ماء عذب يعرف بنهر إخشين، يشرب منه ويسقى الأراضي، وإذا غُسلت به ثياب خرجت خضرا؛ وبدشت بارين في جبالها-بقرية تسمى بر- عين ماء قليل، يعرف نوح، يتداوى به من العلل والعين، ويقال إنه ربما حمل منه إلى حدود الصين لشتهاره واستعمال الناس إياه، فينتابه الناس من خراسان والبلدان النائية.
                            فأما يرتفع من بلدان فارس مما ينقل إلى الأمصار، وما يُفضل في جنسه على سائر ما يرتفع في البلدان: فمن ذلك ماء الورد الذي يرتفع من جور فانه يفضل في جنسه، وينقل إلى البحر فيفرق في الحجاز واليمن والشام ومصر والمغرب وخورستان وخراسان والجبال؛ ويرتفع من غير جور ما هو أجود ألا أن معظم الجهاز منه، ويرتفع بجور ماء الطلع وماء القيصوم الذي لا نعرفه في بلد غير جور، وماء الزعفران المسوس وماء الخلاف الذي يفضل على جنسه في سائر البلدان. ويرتفع من سابور الأدهان من كل جنس ما يُفضل على أدهان سائر المدن إلا الخيري والبنفسج، فإن الذي بالكوفة منهما خير، والإنبات التي تحمل إلى الآفاق منها.
                            [CENTER] [/CENTER]

                            تعليق


                            • #59
                              ويرتفع من سينيز وجنّابة وكازرون وتوّج ثياب كتان، وللسلطان في كل بلد منها طراز غير كازرون، وتحمل هذه الثياب إلى الآفاق من بلدان الإسلام كلها، ويرتفع من فسا أنواع من الثياب التي تجلب إلى الآفاق، وبها طراز الوشي والشعر والسوسنجرد للسلطان، فأما الوشي فإن المذهب المرتفع منه أجود مما يكون بغيره من الأمصار، وأما غير المذهب فإن الذي يجهرم أجود وأكثر منه، وأما الشعر فإنه يعمل للسلطان ثياب مثقالية تأخذ قيمة كبيرة، وكلل مرتفعة وسائر أصناف الشعر، ويتخذ من القز للسلطان ستور معلمة معينة، ويرتفع من ثياب القز والشعر ما يحمل إلى كثير من أمصار الإسلام، والسوسنجرد الذي يكون بها أرفع مما يكون بقرقوب وتوّج وتارم، وبها أكيسة القز التي تبلغ قيمة كبيرة، ويرتفع من جهرم ثياب الوشى المرتفع والبسط والنخاخ والمصليات والزلالّي المعرفة بالجهرميّ، ويرتفع من يزد وأبرقوه ثياب قطن تحمل إلى الآفاق، ويرتفع من الغُندجان -قصبة دشت بارين- من البسط والستور وأشباه ذلك ما يوازي به عمل الأرميني، وبها طراز للسلطان، وتحمل منها إلى الآفاق، وإنما فضل سوسنجرد فسا على سوسنجرد قرقوب لأن القرقوبي أبريسم وهذا صوف أجود من الأبريسم في الصنعة، ويحمل من سيراف ما يقع إليها من أمتعة البحر، من العود والعنبر والكافور والجواهر والخيزران والعاج والأبنوس والفلفل والصندل وسائر الطيب والأدوية والتوابل -التي يكثر تقصيها- إلى جميع فارس والدنيا كلها، وهي فريضة لهذه المواضع، وأهلها أيسر أهل فارس، ومنهم من يجوز ماله ستين ألفَ ألف درهم، ما اكتسبه إلا من تجارة البحر، وهم الغالبون على مدن تلك السواحل وعلى البحر كله؛ ويرتفع من أرجان دوشاب يكون باسك، وآسك هذه التي كان بها وقعة الأزارقة، وكانوا أربعين رجلا، فقصدهم نحو ألفي رجل من أصحاب البصرة، فقتلوا الألفين عن آخرهم، ويفضل هذا الدوشاب على ما يكون بالعراق وسائر المدن، إلا السيلان الذي يكون بلا حساء وهجر فانه يفوقه؛ وبأرجان زيت يحمل إلى الآفاق منه فيفضل على غيره، وبكازرون تمر يقال له الجيلاندار، يتفرد به ذلك الموضع، ولا يكون بالعراق والحجاز وكرمان وسائر مواضع النور، ويحمل منها إلى العراق على كثرة تمورها.
                              وبدار بجرد سمك بالخندق الذي يحيط بالبلد، لا شوك فيه ولا عظم ولا فقار، وهو من ألذ السموك، ويرتفع من دارابجرد مثل العمل الطبلايّ الذي يكون بطبرستان. ويرتفع من كازرون ثياب كتان تنقل إلى الآفاق؛ ويرتفع من قرية من دارابجرد المومياي الذي يحمل إلى السلطان، وهو غار جبل قد وكلّ به من يحفظه، فيفتح في كل سنة في وقت معروف، وقد استجمع في نقر حجر هناك ماء قد اجتمع المومياي في أسفله، فإذا جمع يكون مثل الرمّانة، فيختم ويشهد ثقات السلطان من الحكام وأصحاب البرد والمعدّلين، ويرضخ للذي يحضره بالشيء اليسير، وهو المومياي الصحيح، وما عدا هذا المومياي الذي يحمل إلى السلطان فشئ مزور، يشبه المومياي وليس بالصحيح، وبقرب هذا الغار قرية تسمى آبين، فينسب هذا إليها ويسمى موم قرية آبين؛ وبناحية دارابجرد جبال من الملح الأبيض والأصفر والأخضر والأسود والأحمر، تنحت من هذه الجبال موائد وغير ذلك مما ينحتونه ويحمل إلى سائر المدن، والملح الذي في سائر المدن إنما هو من باطن الأرض أو ماء يجمد، وهذا هو جبل ملح ظاهر؛ وبدارابجرد دهن رازقي يقال إنه ليس في مكان مثله يحمل إلى الآفاق؛ ويكون بأرض فارس عامة المعادن من الفضة والحديد والآنك والكبريت والنفط، وأشباه ذلك مما يستقل به أهلها مما يكون في سائر الأقطار، إلا أن الفضة بها قليلة بناحية يزد بموضع يعرف بنائين، ولا أعرف بها معدن الذهب، ومعدن الصفر بالسردن يحمل منها إلى البصرة وإلى سائر النواحي، والحديد يرتفع من جبال إصطخر، وبقرية من كورة إصطخر تعرف بدارابجرد معدن الزئبق؛ ويعمل بفارس مداد أسود للدواة والصبغ يفضل على غيره؛ وبشيراز ابرد تحمل إلى الآفاق، وبجانات من كورة إصطخر ثياب قطن مستحسنة تعرف بالجاناتي رقيقة.
                              [CENTER] [/CENTER]

                              تعليق


                              • #60
                                فأما نقودهم وأوزانهم ومكاييلهم، فالبيع والشراء بجميع فارس بالدراهم، وإنما الدنانير عندهم كالعرض، وليس على سكة الدراهم والدنانير التي تعرف بفارس إلا اسم أمير المؤمنين، من أيام السجزية إلى يومنا هذا؛ فأما أوزانهم فإن وزن لدراهم كل عشرة دراهم سبعة مثاقيل، وليس مثل اليمن وغيرها من المواضع التي تختلف مقادير أوزان الدرهم بها؛ وأما ما توزن به الأمتعة فإن المنا بشيراز اثنان صغير وكبير، فالكبير ألف درهم وأربعون درهماً، وما رأيت ولا بلغني أن في موضع من المواضع المنا على هذا الوزن إلا بأردبيل، والآخر هو منا بغداد وزن مائتين وستين درهماً، وهذا المن مستعمل بجميع فارس وعامة ما دخلته من أمصار المسلمين، وإن كان لهم أوزان غير هذا، والمنا بالبيضاء وزن ثمانمائة درهم، وبإصطخر وزن أربعمائة درهم، وبخرة المنا مائتان وثمانون درهماً، وبسابور المنا ثلاثمائة درهم، وببعض نواحي أردشير خره المنا بها مائتان وأربعون درهماً. وأما الكيل فإن بشيراز الجريب عشرة أقفزة، والقفيز ستة عشر رطلا في التقدير، يزيد وينقص القليل إذا كان المكيل حنطة، والرطل وزن مائة وثلاثين درهماً، ولهذا القفيز كيل على حدة، ولهذا القفيز نصف وربع، كل واحد منهما كيل قائم بنفسه، وكيل صغير هو جزء من أربعة وعشرين من هذا القفيز، وجريب إصطخر وقفيزها على النصف من جريب شيراز، ومكاييل البيضاء تزيد على مكاييل إصطخر بنحو العشر ونصف العشر، ومكاييل كام فيروز وما يتصل بها على الخمسين من مكاييل البيضاء، ومكاييل أرجان تزيد على مكاييل شيراز الربع، ومكاييل سابور وكازرون تزيد على مكاييل شيراز العشرة ستة، ومكاييل فسا تنقص عن مكاييل شيراز العشر.
                                أبواب المال
                                [CENTER] [/CENTER]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X