Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php73/sess_43b21902a06d830772ba1837f26a9c4b2351706a807df100, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/qudamaa/public_html/vb/includes/vb5/frontend/controller/page.php on line 71 Warning: session_start(): Failed to read session data: files (path: /var/cpanel/php/sessions/ea-php73) in /home/qudamaa/public_html/vb/includes/vb5/frontend/controller/page.php on line 71 المسالك والممالك - شبكة ومنتديات قدماء

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المسالك والممالك

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    وأما صفة مدنها وبقاعها فإن أنزه بلد بالجزيرة وأكثرها خضرة بلد نصيبين، وهي مدينة كبيرة في مستوى من الأرض، ومخرج مائها من شعب جبل يعرف ببالوسا، وهو أنزه مكان بها، حتى تنبسط في بساتينها ومزارعها، ولهم مع ذلك فيما بعد عن المدينة مباخس كثيرة، وبها دير عظيمة وحواليها ديارات وصوامع للنصارى كثيرة، وبها عقارب كبيرة قاتلة موصوفة، وبالقرب من نصيبين جبل ماردين، من الأرض إلى ذروته نحو من فرسخين، وبه قلعة لا يستطاع فتحها عنوة، وبه حيات موصوفة تفوق الحيات بسرعة القتل،وهو جبل به جواهر الزجاج، وأما الموصل فهي مدينة على غربي دجلة، صحيحة التربة والهواء، ليس لهى سوى ماء دجلة للشفة، وليس لهم من دجلة زرع ولا شجر إلا لشيء اليسير في عدوة دجلة من شرقيها، وزروعهم مباخس، وفواكههم تحمل من سائر النواحي، وهي مدينة عامة أبنيتها بالجص والحجارة، كبيرة غناء،؛ وبلد مدينة صغيرة على غربي دجلة، و"ليس" بها ماء جار سوى دجلة وشجر وزروع ومباخس كثيرة؛ وأما سنجار فإنها مدينة في وسط برية ديار ربيعة، بقرب جبل ينسب إلى سنجار، وبها نخيل، وليس بالجزيرة بلد به نخل سوى سنجار، إلا أن يكون على الفرات وبهيت والأنبار وتلعفر؛ وأما دارا فهي مدينة صغيرة نزهه، تشتمل على مياه جارية وأشجار وزروع ولها مباخس، وهي في سفح جبل؛ وكفر توثا في مستوى من الأرض، وهي مدينة أكبر من دارا، ذات نهر وشجر وزروع، ولها مباخس كثيرة، وراس عين مدينة على مستوى، وأرضها الغالب عليها القطن ويخرج منها زيادة على ثلاثمائة عين، كلها صافية تحكي ما تحتها على قامات، فتجتمع مياهها حتى يصير منها نهر الخابور،الذي يقع إلى قرقيسيا، ومسافة هذا النهر نحو عشرين فرسخاً قرى ومزارع، وراس عين مدينة أكبر من كفر توثا، ولهم زروع وأشجار مستقلة عن البنيان، على سنن هذه المياه، وهي خصبة كثيرة المباخس؛ وأما آمد قهي على دجلة من شرقيها، وسورها في غاية الحصانة، وهي كثيرة الشجر والزروع؛ وأما جزيرة ابن عمر فهي مدينة صغيرة على غربي دجلة، لها أشجار ومياه؛ وشمشاط هي ثغر الجزيرة، لأنها في غربي دجلة وشرقي الفرات؛ وأما ملطية وما ذكرناه من ثغور الشام، فإنما نسبناها إلى الجزيرة، لأن أهلها يرابطون بها لقربها منهم، وإلا فثغر الجزيرة على الحقيقة شمشاط؛ والحديثة على شط دجلة من شرقية، وهي مدينة نزهة جداً، ذات بساتين وأشجار وزروع ولها مباخس، والسن على شرقي دجلة، وهي مدينة صغيرة بقربهل جبل بارما على مرحلة، وجبل بارما هو جبل تشقه دجلة فتجري في وسطه، وفي الماء منه عيون القير والنفط، وجبل بارما يمتد إلى وسط الجزيرة مما يلي المغرب، ويقال إنه مما يلي المشرق، يمتد إلى حد كرمان وهو جبل ماسبذان، وأما ديار مضر فإن الرقة أكبر ما فيها من المدن، والرقة والرافقة مدينتان متلاصقتان، وفي كل واحدة منهما مسجد جامع، وهما على شرقي الفرات كثيرتا الأشجار والمياه في مستوى الأرض خصيبتان، وفي غربي الفرات بين الرقة وبالس أرض صفين، وبها قبر عمار بن ياسر قتيل الفئة الباغية رضي اللّه عنه، وبالرقة موضع كان بيت مال علي عليه السلام أيام صفين، وحران تليها في الكبر وهي مدينة الصابئين، وبها سدنتهم السبعة عشر، وبها تل عليه مصلى يعظمه الصابئون، وينسب إلى إبراهيم عليه السلام، وهي -من بين تلك المدن- قليلة الماء والشجر ولها مباخس؛ والرها مدينة وسطة والغالب على أهلها النصارى، وفيها زيادة على ثلاثمائة دير وصوامع كثيرة ورهابين، ولهم بها كنيسة ليس في بلاد الإسلام كنيسة أعظم منها، ولها مياه وبساتين كثيرة وزروع وهي أصغر من كفر توثا؛ وجسر منبج وسميساط هما مدينتان نزهتان لهما زروع ومياه وبساتين ومباخس، وهما غربي الفرات؛ وأما قرقيسيا فإنها على الخابور، ولها بساتين وأشجار كثيرة وزروع نزهة؛ ورحبة مالك ابن طوق أكبر منها، وهي كثيرة الشجر والمياه على غربي الفرات؛ وهيت مدينة وسطة على غربي الفرات وعليها حصن، وهي عامرة آهلة، وهي بحذاء تكريت، وبها قبر عبد اللّه بن المبارك؛ والأنبار مدينة وسطة، وبها آثار أبنية لأبي العباس السفاح، وأول خلفاء بني العباس، وكانت داره التي يسكنها، وهي مدينة عامرة آهلة ذات نخل وزرع وشجر وهي شرقي الفرات.وبالجزيرة مفارز يسكنها قبائل من ربيعة ومضر أهل خيل وغنم والإبل عندهم أقل منها بالبادية،
    [CENTER] [/CENTER]

    تعليق


    • #32
      وأكثرهم متصلون بالقرى وبأهلها، فهم بادية حاضرة؛ والزابان كبيران إذا جمعا يكونان نحو النصف من دجلة، وأكبرهما مما يلي الحديثة، ومخرجهما من قرب جبال أذربيجان؛ وتكريت بلد على غربي دجلة أكثر أهلها نصارى، واسفل من تكريت فوهة نهر دجيل، الذي يأخذ من دجلة فتعمر عليه قطعة كبيرة من سواد بغداد حتى يقاربها؛ وعانه مدينة صغيرة في وسط الفرات، يطوف بها خليج من الفرات؛ وحصن مسلمة بلغني أنه كان لمسلمة بن عبد الملك، وبه طائفة من بني أمية، وماؤه من السماء وبه مباخس؛ وتل بني سيار مدينة صغيرة يسكنها عرب من غنى، وأكثرها كانت للعباس بن عمرو الغنوي؛ وباجروان منزل نزه خصب واسع؛ والدالية مدينة بشط الفرات صغيرة من غربية بها أخذ صاحب الخال الذي كان خرج بالشام؛ والجودي جبل بقرب جزيرة ابن عمر، يقال إن سفينة نوح استقرت عليه، وتحته قرية تعرف بثمانين، يقال إن جميع من كان مع نوح في السفينة ثمانون رجلا، بنوا تلك القرية فسميت بهم، ولم يعقب أحد منهم؛ وسروج مدينة خصبة كثيرة الأعناب والفواكه، لها رستاق من حران على نحو يوم. متصلون بالقرى وبأهلها، فهم بادية حاضرة؛ والزابان كبيران إذا جمعا يكونان نحو النصف من دجلة، وأكبرهما مما يلي الحديثة، ومخرجهما من قرب جبال أذربيجان؛ وتكريت بلد على غربي دجلة أكثر أهلها نصارى، واسفل من تكريت فوهة نهر دجيل، الذي يأخذ من دجلة فتعمر عليه قطعة كبيرة من سواد بغداد حتى يقاربها؛ وعانه مدينة صغيرة في وسط الفرات، يطوف بها خليج من الفرات؛ وحصن مسلمة بلغني أنه كان لمسلمة بن عبد الملك، وبه طائفة من بني أمية، وماؤه من السماء وبه مباخس؛ وتل بني سيار مدينة صغيرة يسكنها عرب من غنى، وأكثرها كانت للعباس بن عمرو الغنوي؛ وباجروان منزل نزه خصب واسع؛ والدالية مدينة بشط الفرات صغيرة من غربية بها أخذ صاحب الخال الذي كان خرج بالشام؛ والجودي جبل بقرب جزيرة ابن عمر، يقال إن سفينة نوح استقرت عليه، وتحته قرية تعرف بثمانين، يقال إن جميع من كان مع نوح في السفينة ثمانون رجلا، بنوا تلك القرية فسميت بهم، ولم يعقب أحد منهم؛ وسروج مدينة خصبة كثيرة الأعناب والفواكه، لها رستاق من حران على نحو يوم.
      العراق
      وأما العراق فإنه قي الطول من تكربت إلى حدّ عبادان على بحر فارس، وفي العرض عند بغداد من قادسية الكوفة إلى حلوان، وعرضه بواسط -من واسط إلى قريب الطيب، وعرضه بالبصرة- من البصرة إلى حدود جُبّي، والذي يطوف بحدوده من تكريت مما بلي المشرق حتى بجوز بحدود شهرزور، ثم يطوف على حدود حلوان وحدود السبروان والصيمرة وحدود الطيب وحدود السوسي، حتى بنتهي إلى حدود جُبي، ثم إلى البحر، فيكون في هذا الحد من تكريت إلى البحر تقويس، وبرجع إلى حدّ المغرب من وراء البصرة في البادية على سواد البصرة وبطائحها إلى واسط، ثم على سواد الكوفة وبطائحها إلى الكوفة، ثم على ظهر الفرات إلى الأنبار ثم من الأنبار إلى حدّ تكرت بين دجلة والفرات، وفي هذا الحدّ من البحر إلى تكربت تقوبس أيضاً، فهذا المحيط يحدود العراق.
      وأما المسافات فإنّه من تكريت إلى البحر مما بلي المشرق مقوّس نحو شهر، ومن البحر راجعاَ في حدّ المغرب إلى تكريت مقوّس نحو شهر، ومن بغداد إلى سامرّا 3 مراحل، ومن سامرّا إلى تكريت مرحلتان ومن بغداد إلى الكوفة 4 مراحل، ومن الكوفة إلى القادسية مرحلة، ومن بغداد إلى واسط إلى البصرة 8 مراحل، ومن الكوفة إلى واسط على طريق البطائح 6 مراحل، ومن البصرة إلى البحر مرحلتان، وعرض العراق ببغداد من حلوان إلى القادسية 11 مرحلة، وعرضه عند سامرّا من الدجلة إلى حدّ شهرزور وأذربيجان نحو 5 مراحل، والعامر منه أقل من مرحلة، وعرضه بواسط نحو 4 مراحل وعرضه بالبصرة - من البصرة إلى حدود جبّي نحو مرحلة.
      [CENTER] [/CENTER]

      تعليق


      • #33
        وأما مدنها فالبصرة مدينة عظيمة لم تكن في أبام العجم، وإنما اختطها المسلمون أيّام عمر بن الخطاب، ومصّرها عُتْبَة بن غَزْوَان، وهب خطط وقبائل كلها، وبحيط بغربيّها البادية مقوّساً، ولبس فبها مياه إلاأنهار، وذكر بعض أهل الأخبار أن أنهار البصرة عُدّت أيام بلال ين أبي بُردة فزادت على مائة ألف نهر وعشربن ألف نهر، تجري فبها الزواريق، وقد كنتُ أنكر ما ذكر من عدد هذه الأنهار في أيام بلال ين أبي بردة، حتى رأيتُ كثيراً من تلك البقاع، فربما رأيت في مقدار رمية سهم عدداً من الأنهار صغاراً، تجري في كلها زواريق صغار، ولكل نهر اسم ينسب به إلى صاحبه الذي احتفره، أو إلى الناحية التي يصب فيها، وأشباه ذلك من الأسامي، فجوّزتُ أن يكون ذلك في طول هذه المسافة وعرضها، وأكثر أبنيتها بالآجر، وهي من بين سائر العراق مدينة عُشرِيّة، ولها نخيل متصلة من عبْدَسيِ إلى عبّادان نيف وخمسون فرسخاً متصلا، لا يكون الإنسان منه قي مكان إلا وهو في نهر ونخيل، أو يكون بحيث يراهما، وهي مستوى الجبال فيه، ولا بحيث يقع البصر على جبال، وبها قبر طلحة بن عبيد الله من الصحابة في المدينة، وخارج المربد في البادية قبر أنس بن مالك والحسن البصري وابن سيرين والمشاهير من علماء البصرة وزهادها، ولها نهر بعرف بنهر الأبلة أربعة فراسخ ما بين البصرة والأبلة، وعلى حافتيهذا النهر قصور وبساتين متصلة، كأنها بستان واحد قد مدت على خيط واحد، وتتشعب هذا الأنهار إلى أنهار كثيرة، فمنها ما يقارب هذا النهر في الكبر، كأن نخيلها غرست على خيط واحد، وهذا الأنهار كلها منخرقة بعضها إلى بعض، وكذلك عامة أنهار البصرة، حتى إذا جاءهم مد البحر تراجع الماء في كل نهر، حتى يدخل نخيلهم وحيطانهم وجميع أنهارهم من غير تكلف، فإذا جزر الماء انحط حتى تخاو منه البساتين والنخيل ويبقى في الأنهار، إلا أن الغالب على مائهم الملوحة، وإنما يستقون إذا جزر الماء إلى حد نهر معقل، ثم يعذب فلا يضره ماء البحر، والأبلة على هذا النهر، وعلى ركن الأبلة في نهرها خور عظيم الخطر، وربما سلمت السفن من سائر الأماكن في البحر وغرقت في هذا الخور، يعرف بخور الأبلة، والأبلة مدينة صغيرة خصبة عامرة، حد لها نهر الأبلة إلى البصرة، وحد لها دجلة -التي يتشعب منها هذا النهر- عاطفاً عليها، وينتهي عمودها إلى البحر بعبادان، وللبصرة مدن: فأما عبادان والأبلة والمفتح والمذار فعلى شط دجلة، وهي مدن صغار متقاربة في الكبر عامرة، إلا الأبلة فإنها أكبرها، وفي حدود البصرة بين أضعاف قراها آجام كثيرة وبطائح، أكثرها يسار فيها بالمرادي، قريبة القعر كأنها كانت على قديم الأيام أرضاً مكشوفة، ويشبه أن يكون لما بنيت البصرة وشفت الأنهار، واتصل بعضها ببعض في القرى والمجاري، تراجعت المياه وغلبت على ما يسفل من أرضها، فصارت بحاراً وهي البطائح. وأما واسط فإنّها نصفان على شط دجلة متقابلان بينهما جسر من سفن في كل جانب، وفي كل جانب مسجد جامع، وهي محدثة في الإسلام، أحدثها الحجاج بن يوسف، وبها خضراء الحجاج، وهي مدينة يحيط بجدّها الغربي البادية بعد مزارع يسيرة، وهي خصبة كثيرة الشجر والنخيل والزروع، وهي أصح هواء من البصرة وليس لها يطائح، وأراضي رسلتيقها متصلة معمورة. وأما الكوفة فإنها قريبة من البصرة في الكبر، وهواؤها اصح، ومأواها أعذب من ماء البصرة، وهب على الفرات، وبنأؤها مثل بناء البصرة، ومصّرها سعد بن ابي وقاص، وهي أيضاً خطط لقبائل العرب، إلا أنها خراجية بخلاف البصرة، لأن ضياع الكوفة جاهلية وضباع البصرة إحياء موات في الإسلام. والقادسية والحيرة والخورنق هي على طرف البادية مما يلي الغرب، ويحيط بها مما يلي المشرق النخيل والأنهار والزروع وهي والكوفة في أقل من مرحلة، والحيرة مدينة جاهلية طيبة التربة مفترشة البناء كبيرة، إلا أنها خلت عن الأهل لما عمرت الكوفة، وهواؤها وترابها أصح من الكوفة، وبينها وبين الكوفة نحو فرسخ، وقريب من الكوفة قبر علي علية السلام، وقد اختلف في مكانه، فقيل إنه في زاوية على باب جامع الكوفة، أخفى منةأجل بني أمية، ورأيت في هذا الموضع دكان علاف، ومنهم من زعم أنه من الكوفة على فرسخين، وعليه قنطرة وآثار المقابر، والقادسية على شفير البادية، وهي مدينة صغيرة ذات نخيل ومياه وزروع، ليس
        [CENTER] [/CENTER]

        تعليق


        • #34
          بالعراق بعدها ماء جار ولا شجر. وأما بغداد فإنها مدينة محدثة في الإسلام، لم تكن بها عمارة فابتنى المنصور المدينة في الجانب الغربي، وجعل حواليها قطائع لحاشيته ومواليه وأتباعه، مثل قطيعة الربيع، والحربية وغيرهما، ثم عمرت، فلما كان في أيام "المهدي" جعل معسكره في الجانب الشرقي فسمي عسكر المهدي، ثم عمرت بالناس والبنيان، وانتقلت الخلافة إلى الجانب الشرقي، وهي اليوم اسفل هذا الجانب بالحريم، ليس وراءها بنيان للعامة متصل، وتفترش قصور الخلافة وبساتينها من بغداد إلى نهر بين فرسخين على جدار واحد، حتى تتصل من نهر بين إلى شط دجلة، ثم يتصل البناء بدار الخلافة مرتفعاً على دجلة إلى الشماسية، نحو خمسة أميال-ونحاذي الشماسية إلى الجانب الغربي الحربية- فيمتد نازلا على دجلة إلى آخر الكرخ، ويسمى الشرقي جانب الطاق وجانب الرصافة وعسكر مهدي،فمن نسبه إلى الطاق يعني أن أوله باب الطاق، وهو موضع السوق الأعظم، ومن نسبه إلى الرصافة نسبه إلى قصر كان الرشيد بناه بقرب لبمسجد الجامع بها، ومن نسبه إلى عسكر المهدي فإن المهدي كان عسكر من هذا الجانب بحذاء مدينة أبي جعفر، ويسمى الجانب الغربي جانب الكرخ، وببغداد مساجد جوامع في ثلاثة مواضع، في مدينة المنصور وفي الرصافة وفي دار الخلافة، وتتصل العمارة والبنيان بكلواذي، وبها مسجد جامع فلو عّد في جملة بغداد لجاز، وقد عقد بين الجانبين على دجلة جسران من السفن، ويكون من باب خراسان إلى أن يبلغ باب الياسرية، وذلك عرض الجانبين جميعاً نحو خمسة أميال، وأعمر بقعة منها الكرخ، وبها اليسار ومساكن معظم التجار، وأما الأشجار والأنهار -التي في الجانب الشرقي ودار الخلافة- فإنها من ماء النهروان وتامرا، وليس يرتفع إليها من ماء دجلة ألا شيء يسير، يقصر عن العمارة وينضح بالدواليب، وأما الجانب الغربي فإنه قد شُق إليه من الفرات نهر عيسى من قرب الأنبار تحت قنطرة دمّما، وتتحلب من هذا النهر صبُابات تجتمع فتصير نهرلً يسمى الصراة، وتيفجّر منها أنهار، وبها عمارات الجانب الغربي، ويقع ما يبقى من ماء الصّراة الصغيرة والكبيرة في دجلة، وينتهي آخر نهر عيسى إلى دجلة في جوف مدينة بغداد، وأما نهر عيسى فإن السفن تجري فيه من الفرات إلى أن يقع في دجلة، وأما الصّراة فإن فيها حواجز تمنع من جري السفن، فتنتهي السفن منها إلى قنطرة الصراة، ثم يحُوّل ما فيها ويجاوز به ذلك الحاجز إلى سفن غيرها، وبين بغداد والكوفة سواد مشتبك غير متميز، تخترق إليه أنهار من الفرات، فأولها مما يلي بغداد نهر صَرصْر صغيرة عامرة بالنخيل والزروع وسائر الثمار، من بغداد على ثلاثة فراسخ، ثم ينتهي على فرسخين إلى نهر الملك، وهو نهر كبير أضعاف نهر صرصر، وعليه جسر يُعبر من سفن، وينتهي نهر الملك إلى قصر عمر بن هبيرة الفزاري بإحدى شعبتيه، والأخرى ترمي في دجلة عند كوثي نحو ضيعة تعرف بالكيل، ثم يمتد عمود الفرات حتى يخرج منه نهر سُورا، وهو نهر كثير الماء، ليس يجرج من الفرات شعبة أكبر منه، حتى ينتهي إلى سورا ثم إلى سائر سواد الكوفة، ويقع الفاضل في البطائح، وكربلاء من غربي الفرات فيما يحاذي قصر لبن هبيرة؛ وأما سامّرا فإنها كلها في شرقي دجلة، وليس معها في الجانب الشرقي ماء جار الأنهر القاطول الذي يقرب إلى السواد وبعيد عنها، فأما ما يحيط بها فبرية، وعماراتها وأشجارها في الجانب الغربي بحذائها، وهي ممتدة مع ما يتصل بها، والدور نحو مرحلة لا ينقطع بناؤها، وهي مدينة إسلامية ابتدأ هل المعتصم وأسنتم بناءها المتوكل، وهي خراب ربما يسير الرجل في مقدار فرسخ منها لا يجد بها داراً معمورة، وهواؤها وثمارها أصح من بغداد؛ وأما النهرْوان فأنها مدينة يشق نهر النهروان وسطها صغيرة عامرة، من بعداد على أربعة فراسخ، ونهر النهروان يفضي إلى سواد بغداد فيما يسفل عن دار الخلافة إلى إسكاف وغيرها من الكدن والقرى، فإذا جزت النهروان إلى الدسْكَرَة خفّت المياه والنخبل، ثم يصير من الدسكرة إلى حد حُلْوان كالبادية المنقطعة العمارة، مفترشة منفردة المنازل والقرى حنى تدور على تامرّا وحدود شهرزور إلى حدّ تكريت؛ وأما المدائن فمدينة صغيرة جاهلية، قد كانت عظيمة فنقل عامة أبنيتها إلى بغداد، وهي من بغداد على مرحلة، وكانت مسكن الأكاسرة وبها إيوان كسرى إلى يومنا هذا،
          [CENTER] [/CENTER]

          تعليق


          • #35
            وهو إيوان عظيم معقود من آخر وجص، ليس الأكاسرة إيوان أكبر منه، ولم نكثر من وصف بغداد لاشتهار وصفها عند الخاص والعام، فا كتفينا من وصف بغداد بجملة يسيرة ذكرناها لئلا يطول به الكتاب؛ وبابل قرية صغيرة إلا أنها أقدم أبنية العراق، وينسب ذلك الإقليم إليها لقدمها، وكان ملوك الكنعانيين وغيرهم يقيمون بها، وبها آثار أبنية تشبه أن تكون في قديم الأيام مصراً عظيما، ويقال إن الضحاك أول من بن بابل، وكُوثي رَبّا يقال إن إبراهيم الخليل عليه السلام بها طرح في النار، وكُوثي الطريق والآخر كوثي ريا، وبكوثي رَبّا إلى هذه الغابة تلال من رماد، يزعمون أنها، نار نمرود ين كنعان، التي طرح فيها إبراهيم عليه السلام؛ والجامعان منبر صغير حواليها رستاق عامر خصب جداً؛ والمدائن من شرقي دجلة من بغداد على مرحلة، ويقال إن ذا القرنين أقام بالمداين إلى أن مات، والأخبار عنه تكذب، فإن الأكثرين على أنه سم في منصرفه من أرض الصين، وحمل تابوته إلى أمه بإسكندرية، ويقال إن جانبي المداين المكتنفين لدجلة كانت على عهد الفرس موصولا بينهما بجسر على دجلة مبني بالآخر، وليس لذلك أثر؛ وأما عكبراء والبردان والنعمانية ودير العاقول وجبل وجرجرايا وفم الصلح ونهر سابس وسائر ما ذكرنا على شط نهر دجلة من المدن فهي متقاربة في الكبر، ليس بها مدينة كبيرة، وهي مشتبكة العمارة، وكذلك لكل مدينة في ذلك كورة؛ وأما حلوان فهي مدينة عامرة، ليس في أرض العراق بعد البصرة والكوفة وبغداد وواسط وسامرا والحيرة مدينة أكبر منها، وأكثر ثمارها التين، وهي بقرب الجبل، وليس بالعراق مدينة بقرب الجبل غيرها، وربما سقط بها الثلج، فإما أعلى جبلها فإن الثلج يسقط به دائماً؛ والدسكرة مدينة بها نخيل وزروع عامرة، وخارجها حصن من طين، داخله فارغ، وإنما هو مزرعة يقال إن الملك كان يقيم هناك بعض فصول السنة، فسميت دسكرة الملك لذلك؛ وأما من تكريت إلى أن تجاوز سامرا إلى قرب العلف فكأنك تطوف على مثال القوس إلى الدسكرة، ثم تطوف على مثال القوس إلى حد عمل واسط، من حد العراق إلى حد الجبل، فإنه قليل العمارة، فيها قرى مفترشة، والغالب عليها إلا كراد والأعراب، وهي مراع لهم، وكذلك من تكريت عن غربيها إلى أن تنتهي إلى الأنبار بين دجلة والفرات قليل العمارة، وإنما العمارة منه ما يحاذي سامرا أميالا يسيرة ألاقي بادية، ولم أيلغ في وصف العراق لإكثار الناس فيها واشتهار عامة ما يذكر عنها؛ فهذه صفة جامعة لها وجيزة، إذ كان قصدي فيها وفي غيرها إلى تخطيط هيأتها في الصورة.ن عظيم معقود من آخر وجص، ليس الأكاسرة إيوان أكبر منه، ولم نكثر من وصف بغداد لاشتهار وصفها عند الخاص والعام، فا كتفينا من وصف بغداد بجملة يسيرة ذكرناها لئلا يطول به الكتاب؛ وبابل قرية صغيرة إلا أنها أقدم أبنية العراق، وينسب ذلك الإقليم إليها لقدمها، وكان ملوك الكنعانيين وغيرهم يقيمون بها، وبها آثار أبنية تشبه أن تكون في قديم الأيام مصراً عظيما، ويقال إن الضحاك أول من بن بابل، وكُوثي رَبّا يقال إن إبراهيم الخليل عليه السلام بها طرح في النار، وكُوثي الطريق والآخر كوثي ريا، وبكوثي رَبّا إلى هذه الغابة تلال من رماد، يزعمون أنها، نار نمرود ين كنعان، التي طرح فيها إبراهيم عليه السلام؛ والجامعان منبر صغير حواليها رستاق عامر خصب جداً؛ والمدائن من شرقي دجلة من بغداد على مرحلة، ويقال إن ذا القرنين أقام بالمداين إلى أن مات، والأخبار عنه تكذب، فإن الأكثرين على أنه سم في منصرفه من أرض الصين، وحمل تابوته إلى أمه بإسكندرية، ويقال إن جانبي المداين المكتنفين لدجلة كانت على عهد الفرس موصولا بينهما بجسر على دجلة مبني بالآخر، وليس لذلك أثر؛ وأما عكبراء والبردان والنعمانية ودير العاقول وجبل وجرجرايا وفم الصلح ونهر سابس وسائر ما ذكرنا على شط نهر دجلة من المدن فهي متقاربة في الكبر، ليس بها مدينة كبيرة، وهي مشتبكة العمارة، وكذلك لكل مدينة في ذلك كورة؛ وأما حلوان فهي مدينة عامرة، ليس في أرض العراق بعد البصرة والكوفة وبغداد وواسط وسامرا والحيرة مدينة أكبر منها، وأكثر ثمارها التين، وهي بقرب الجبل، وليس بالعراق مدينة بقرب الجبل غيرها، وربما سقط بها الثلج، فإما أعلى جبلها فإن الثلج يسقط به دائماً؛ والدسكرة مدينة بها نخيل وزروع عامرة، وخارجها حصن من طين، داخله فارغ، وإنما هو مزرعة يقال إن الملك كان يقيم هناك بعض فصول السنة، فسميت دسكرة الملك لذلك؛ وأما من تكريت إلى أن تجاوز سامرا إلى قرب العلف فكأنك تطوف على مثال القوس إلى الدسكرة، ثم تطوف على مثال القوس إلى حد عمل واسط، من حد العراق إلى حد الجبل، فإنه قليل العمارة، فيها قرى مفترشة، والغالب عليها إلا كراد والأعراب، وهي مراع لهم، وكذلك من تكريت عن غربيها إلى أن تنتهي إلى الأنبار بين دجلة والفرات قليل العمارة، وإنما العمارة منه ما يحاذي سامرا أميالا يسيرة ألاقي بادية، ولم أيلغ في وصف العراق لإكثار الناس فيها واشتهار عامة ما يذكر عنها؛ فهذه صفة جامعة لها وجيزة، إذ كان قصدي فيها وفي غيرها إلى تخطيط هيأتها في الصورة.
            [CENTER] [/CENTER]

            تعليق


            • #36
              خوزستان
              وأما حدود خوزستان فإن شرقيّها حد فارس وأصبهان، وبينها وبين حدّ فلرس من حدّ أصبهان نهر طاي وهو الحدّ إلى قرب مَهْرُوباَن، ثم يصير الحد بين الدّوْرَق ومَهْرُوباَن على الظهر إلى البحر، وغربيّها حدّ رستاق واسط ودور الراسبيّ، وشماليها حدّ الصّيْمَرَة وكَرْخا واللور، حتى يتصل على حدود الجبال إاى أصبهان، على أنه يقال إن اللور كانت من خوزستان فحولت إلى الجبال، وحدّ خوزستان ممايلي فارس وأصبهان وحدود الجبال وواسط على خط مستقيم في التربيع، الآن الحدّ الجنوبي من عباّدان إلى رستاق واسط يصير مخروطاً، فيضيق في التربيع عما قابله، وفي حدّ الجبوب أيضاً -من حدّ عبادان على البحر إلى فارس- تقويس يسير في الزاوية، فينتهي هذا الحدّ الجنوبي إلى شيء من البحر، ثم إلى دجلة حتى يجاوز بيان، ثم ينعطف وراء المفتح والمذار إلى أن يتصل برستاق واسط من حيث ابتدأنا.
              [CENTER] [/CENTER]

              تعليق


              • #37
                وأما ما يقع فيها من المدن فإنها كور، منها الأهواز وأسنها هُرْمُز شهر، وهي الكورة العظيمة التي ينسب إليها سائر الكور، وعسكر مُكْرَم وتُسْتَر وجُنْدَيسْابور والسوُس ورامهرمز وسرق، ما ذكرنا من كورة فهي اسم المدينة، غير سُرَق فإن مدينتها الدورق، وهي المعرفة بدورق الفرس، وإيذَج ونهر تيِري وحَوْمة الزط والخابران وهما واحد، وحومة البنيان وسوق سنْبيل ومناذر الكبرى ومناذر الصغرى وجبي والطيب وكليوان فهذه مدن لكل مدينة كورة، ومن مدنها المعرفة المشهورة بصني وأزم وسوق الأربعاء وحصن مهدي وباسيان وبيان وسليمانان وقُرْقُوب ومَتوث وبرِذَوْن وكرْخا. وخوزستان في مستوى وأرض سهلة ومياه جارية، فمن أكبر أنهارها نهر تُسْيَر. وهو النهر الذي يني عليه سابور الملك شاذروان بياب تسير، حتى ارتفع ماؤه إلى أرض المدينة، لأن تسير على مكان مرتفع من الأرض، فيجرس هذا النهر من وراء عسكر مكرم على الأهواز، حتى ينتهي على نهر السّدْرَة إلى حصن مهدي ويقع في البحر، ويجري من ناحية تسير نهر المسْرُقان حتى ينتهي إلى عسكر مكرم سفلي الأهواز، وآخره بالأهواز لا يتجاوزها، فإذا انتهي إلى عسكر مكرم فعليه جسر كبير نحو عشرين سفينة، تجري فيه السفن العظام، وقد ركبته أنا من عسكر مكرم إلى الأهواز، والمسافة ثمانية فراسخ، فسرنا في الماء ستة فراسخ، ثم خرجنا وسرنا في وسط النهر، وكان الباقي من هذا النهر إلى الأهواز طريقاً يابساً، ولا يضيع من هذا الماء شئ، وإنما تسقى به أراضي قصب السكر وما في أضعافه من النخيل والزروع، وما بخوزستان كلها على كمال عمارتها بقعة هي أعمر وأزكى من المسرقان. ومياه خوزستان من الأهواز والدورق وتستر وغير ذلك مما يصاقب هذه المواضع كلها تجتمع عند حصن مهدي، فتصير هناك نهراً كبيراً، ويغزر ويصير له عرض ثم ينتهي إلى البحر، وليس بها بحر إلا ما تنتهي إليه زاوية من مهروبان إلى قرب سليمانان بحذاء عبادان فانه شئ يسير، وهو من بحر فارس، وليس بجميع خوزستان جبال ولا رمال إلا شئ يسير، يتاخم نواحي تستر وجند نيسابور وبناحية إيذج وأصبهان، والباقي من خوزستان كأنه أرض العراق؛ وأما هواؤها وماؤها وتربتها وصحة أهلها فإن مياهها طيبة عذبة جارية، ولا أعرف بجميع خوزستان بلدا- ماؤهم من البئر، لكثرة المياه الجارية بها، وأما ترابها فإن ما بعد عن دجلة إلى ناحية الشمال أيبس وأصح، وما كان إلى دجلة أقرب فهو من جنس أرض البصرة في التسبخ، وكذلك في الصحة ونقاء البشرة في الناس فيما بعد عن دجلة، وأما المسرقان خاصة فإن بها رطباً يسمى الطن، يقال إن ذلك الرطب إذا أكله الإنسان وشرب عليه ماء المسرقان لم تخطئ منه الخمر، وليس بخوزستان موضع يحمد فيه الماء، ولا يقع فيه الثلج، ولا يخلو من النخيل، والعلل بها كثيرة وخاصة لمن انتابها. وأما ثمارهم وزروعهم فإن الغالب على بلاد خوزستان من الأشجار النخل، ولهم عامة الحبوب من الحنطة والشعير والباقلاء، وأكثر حبوبها بعد الحنطة والشعير الأرز، فيخبزونه وهو لهم قوت، وكذلك في رستاق العراق، وليس من بلد ليس به قصب سكر من هذه الكور الكبار، ولكن أكثر ما بها من السكر بالمسرقان، ويقع جمعيه إلى عسكر مكرم، وليس بعسكر مكرم في القصبة كثير سكر، وكذلك بتستر والسوس فإنه يتخذ منه السكر، والقصب في ساير المواضع إنما هو للأكل دون أن يتخذ منه السكر، وعندهم عامة الثمار لا يكاد يخطئهم إلا الجوز، وما لا يكون إلا ببلاد الصرود. وأما لسانهم فإن عامتهم يتكلمون بالفارسية والعربية، غير أن لهم لساناً آخر خوزياً، ليس بعبراني ولا سرياني ولا فارسي؛ وزيهم زي أهل العراق في الملابس من القمص والطيالسة والعمائم، وفي إضعافهم من يلبس الأزر والميازر، والغالب على أخلاقهم سوء الخلق، والمنافسة فيما بينهم في اليسير من الأمور وشدة الإمساك، والغالب على خلقهم صفرة اللون والنحافة وخفة اللحى والضخامة، ووفور الشعر فيهم ثلٌل مما في غيرهم من المدن، وهذه صفة عامة الجروم. وأما ما ينتحلونه من الديانات فإن الغالب بخوزستان الاعتزال،والغلبة عليهم دون سائر النحل، وفي سائر كورهم من أهل الملل نحو ما في سائر الأمصار. وأما الخاصيات بها: فإن عندهم بتستر الشاذروان الذي بناه سابور، وهو من أعجب البناء وأحكمه، بلغني أن امتداده يقرب من ميل، قد بنى بالحجارة
                [CENTER] [/CENTER]

                تعليق


                • #38
                  كله حتى تراجع الماء فيه وارتفع إلى باب تستر، ولهم بالسوس -بلغني والله أعلم- أن تابوتنا وجد في أيام أبي موسى الأشعري، فذكروا أن فيه عظام دانيال النبي عليه السلام، وكان أهل الكتاب يديرونه في مجامعهم، ويتبركون به ويستسقون المطر به إذا أجدبوا، فأخذه أبو موسى وعمد إلى نهر على باب السوس فشق منه خليجاً، وجعل فيه ثلاث قبور مطوية بالآجر، ودفن ذلك التابوت في أحد القبور، ثم استوثق منها كلها وعماها، ثم فتح الماء حتى غلب زيد النهر الكبير على ظهر تلك القبور، والنهر يجري عليها إلى يومنا هذا، ومن نزل إلى قعر الماء وجد تلك القبور. ولهم بناحية آسك متاخما لأرض فارس جبل، تتقد منه نار أبدا لا تنطفئ، ويرى منه الضوء بالليل والدخان بالنهار، وهو في حد خوزستان، ويشبه فيما أظن أنه عين نفط أو زفت أو غيره مما تعمل فيه النار، فوقع فيه على قديم الأيام نار، فعلى قدر ما تخرج يحترق أبدا فيما أحسبه، من غير أن رأيت فيه علامة لذلك ولا سمعت به، وأنا أقوله ظنا؛ ولهم بعسكر مكرم صنف من العقارب صغار على قدرورق الأنجذان تسمى الجرارة، قل من يسلم من لسعها، وهي أبلغ في القتل من بعض الحيات، وأما تستر فإن بها يتخذ الديباج الذي يحمل إلى الدنيا، وكسوة مكة من الديباج يتخذ بها، وبها للسلطان طراز؛ وأما السوس فإنه تعمل به الخزوز، ومنها تحمل إلى الآفاق، وبالسوس صنف من الأترج شمامات ذكية كالأكف بأصابعها، لم أر مثلها في بلدان الأترج؛ وبقرقوب السوسنجرد الذي يحمل إلى الآفاق، وبها وبالسوس طراز للسلطان، وببصني تعمل الستور التي تحمل إلى الآفاق، المكتوب عليها عمل بصنى، وقد تعمل ببرذون وكليوان وغيرهما من تلك المدن ستور يكتي عليها بصنى، وتدلس في ستور يصني إلا أن المعدن يصني، وبرامهرمز من ثياب الابريسم ما يحمل منها إلى كثير من المواضع، ويقال إن مائي بها قتل وصلب، ويقال إنه مات في محبس بهرام حتف أنفه، فقطع رأسه وأظهر قتله؛ وجند يسابور مدينة خصبة واسعة الخير، وبها نخل وزروعهم كثيرة ومياه، ونزلها يعقوب بن الليث الصفار، لخصبها واتصالها بالمير الكثيرة، فمات بها، وبها قبره؛ ونهر تيري تكون بها ثياب تشبه ثياب بغداد، وتحمل إلى بغداد فتدلس بالبغدادي وتقصر ببغداد؛ وجبى مدينة ورستاق عريض، مشتبك العمارة من النخيل وقصب السكر، ومنها أبو علي الجبائي المعتزلة في عصره، وتتصل زاوية من خوزستان بالبحر فيكون له خور، يخاف على سفن البحر إذا انتهت إليه فإنها تغوص، وتجتمع مياه خوزستان بحصن مهدي فتتصل بالبحر، ويعرض هناك حتى ينتهي في طرفه المد والجزر، ويتسع حتى كأنه من البحر. وتتخذ بالطيب تكك تشبه الأرمني، قل ما تتخذ في مكان من الإسلام بعد أرمينية أحسن منها فيما علمته؛ واللور بلد خصب الغالب عليه هواء الجبل، وكان من خوزستان إلا أنه أفرد في أعمال الجبال؛ وأما سنبيل فإنها كورة متاخمة لفارس، وقد كانت مضمومة إلى فارس من أيام محمد بن واصل إلى آخر أيام السجزية، ثم حولت إلى خوزستان، والزط والخابران هما كورتان عامرتان على نهريين جاريين، والبنيان متاخمة للسردن من أرض فارس ولأصبهان، وهواؤها هواء الصرود، وليس بخوزستان رستاق يقارب الصرود غير البنيان؛ وأما آسك فإنها قرية ليس فيها منبر، وحواليها نخيل كثير، وبها كانت وقعة الأزراقة، التي يقال أن أربعين من الشراة قتلوا نحوا من ألفي رجل تبعتهم من أهل البصرة، وبها الدوشاب الأرجاني الذي يحمل إلى الآفاق منها، وأما مناذر الكيري والصغرى فإنهما كورتان عامرتان بالنخل والزروع ولهما ارتفاع كثير. وأما المسافات بها فإن من فارس إلى العراق طريقين شارعين: أحدهما إلى البصرة ثم إلى بغداد، والآخر إلى واسط ثم إلى بغداد؛ فأما طريق البصرة: فإنك تأخذ من أرجان إلى آسك قرية مرحلتين خفيفتين، ثم إلى زيدان مرحلة -وزيدان قرية، ثم منها إلى الدورق مرحلة، والدورق مدينة كبيرة وهي مدينة سرق، ثم من الدورق إلى خان مردوية- وهو خان تنزله السابلة -مرحلة، ومن خان مردويه إلى بلسيان- مدينة وسطة في الكبر عامرة يشق النهر فيها فتصير نصفين -مرحلة، ومن باسيان إلى حصن مهدي- مدينة وسطى في الكبر عامرة يشق النهر فيها فتصير نصفين -مرحلة، ومن باسيان إلى حصن مهدي مرحلتين، وفيها منبر ويسلك بيهما في الماء، وكذلك من الدورق إلى باسيان يسلك في الماء-
                  [CENTER] [/CENTER]

                  تعليق


                  • #39
                    وهو أيسر من البر، ومن حصن مهدي إلى بيان مرحلة على الظهر، وبيان فيها منبر، وقد انتهيت إلى آخر حدود خوزستان، وبيان على دجلة، فاركب منها لماء إن شئت إلى الأبلة، وإن شئت على الطهر إلى أن تحاذى الأبلة ثم تعبر؛ وأما الطريق إلى واسط ثم إلى بغداد: فإن من أرجان إلى سوق سنيبل مرحلة، ثم إلى رامهرمز مرحلتين، ثم من رامهرمز إلى عسكر مكرم 3 مراحل، ومن عسكر مكرم إلى تستر مرحلة، ومن تستر إلى جند يسابور مرحلة، ومن جند يسابور إلى السوس مرحلة، ومن السوس إلى قرقوب مرحلة، ومن قرقوب إلى الطيب مرحلة، ويتصل بعمل واسط، ومن ؛ومن العسكر إلى واسط طريق أختصر من هذا فلا يدخل تيتر، ولكنا ذكرنا هذا المسلك لأن قصدنا ذكر مسافة ما بين المدن، ولم نرد نفس الطرق إلى بغداد، فكان هذا أجمع لما أردنا أن نذكره. ومن العسكر إلى إيذج 4 مراحل، ومن العسكر إلى الأهواز مرحلة، ومن الأهواز إلى أزم مرحلة، ومن الأهواز إلى الدورق 4 مراحل، ومن عسكر مكرم إلى الدورق نحو هذا، ومن الأهواز إلى رامهرمز نحو 3 مراحل أيضاً، لأن الأهواز وعسكر مكرم في سمت واحد، ورامهرمز منهما كإحدى زوايا المثلث، ومن عسكر مكرم إلى سوق الأربعاء مرحلة، وجبي تحاذي سوق الأربعاء، ومن سوق الأربعاء إلى حصن مهدي مرحلة، ومن الأهواز إلى نهر تيري يوم، ومن السوس إلى بصني أقل من مرحلة،ومن السوس إلى برذون مرحلة خفيفة، ومن السوس إلى متوث مرحلة، فذلك جوامع المسافات بها. أيسر من البر، ومن حصن مهدي إلى بيان مرحلة على الظهر، وبيان فيها منبر، وقد انتهيت إلى آخر حدود خوزستان، وبيان على دجلة، فاركب منها لماء إن شئت إلى الأبلة، وإن شئت على الطهر إلى أن تحاذى الأبلة ثم تعبر؛ وأما الطريق إلى واسط ثم إلى بغداد: فإن من أرجان إلى سوق سنيبل مرحلة، ثم إلى رامهرمز مرحلتين، ثم من رامهرمز إلى عسكر مكرم 3 مراحل، ومن عسكر مكرم إلى تستر مرحلة، ومن تستر إلى جند يسابور مرحلة، ومن جند يسابور إلى السوس مرحلة، ومن السوس إلى قرقوب مرحلة، ومن قرقوب إلى الطيب مرحلة، ويتصل بعمل واسط، ومن ؛ومن العسكر إلى واسط طريق أختصر من هذا فلا يدخل تيتر، ولكنا ذكرنا هذا المسلك لأن قصدنا ذكر مسافة ما بين المدن، ولم نرد نفس الطرق إلى بغداد، فكان هذا أجمع لما أردنا أن نذكره. ومن العسكر إلى إيذج 4 مراحل، ومن العسكر إلى الأهواز مرحلة، ومن الأهواز إلى أزم مرحلة، ومن الأهواز إلى الدورق 4 مراحل، ومن عسكر مكرم إلى الدورق نحو هذا، ومن الأهواز إلى رامهرمز نحو 3 مراحل أيضاً، لأن الأهواز وعسكر مكرم في سمت واحد، ورامهرمز منهما كإحدى زوايا المثلث، ومن عسكر مكرم إلى سوق الأربعاء مرحلة، وجبي تحاذي سوق الأربعاء، ومن سوق الأربعاء إلى حصن مهدي مرحلة، ومن الأهواز إلى نهر تيري يوم، ومن السوس إلى بصني أقل من مرحلة،ومن السوس إلى برذون مرحلة خفيفة، ومن السوس إلى متوث مرحلة، فذلك جوامع المسافات بها.
                    بلاد فارس
                    وأما فارس فالذي يحيط بها مما يلي الشرق حدود كرمان، ومما يلي الغرب كور خوزستان وأصبهان، ومما يلي الشمال المفازة التي بين فارس وخراسان وبعض حدود أصبهان، ومما يلي الجنوب بحر فارس، وصورة فارس على التربيع إلا من الزاوية التي تلي أصبهان، والزاوية التي تلي كرمان مما يلي المفازة، وفي الحد الذي يلاصق البحر تقويس قليل من أوله إلى آخره، وإنما وقع في زاويتيها مما يلي كرمان وأصبهان زنقة، لأن من شيراز بلاد فارس بحدودها، ولم أصور فيها رستاقا لانتشار ذلك وكثرته، ولا الجبال لأنه ليس بفارس بلد إلا وبه جبل، أو يكون الجبل منه بحيث تراه إلا اليسير، وما صورت فيها إلا مدينة لها منبر مذكور مشهور، وقد ذكرت في الرسالة ما يعلم من قرأها موضع كل كورة برساتيقها ومواضع المدن بها إن شاء اللّه تعالى.
                    [CENTER] [/CENTER]

                    تعليق


                    • #40
                      ذكر ما بفارس من الكور والمدن والزموم والأحياء والحصون وبيوت النيران والأنهار والبحار. كور فارس خمس: فأوسعها عرصة وأكثرها مدنا ونواحي كورة إصْطَخْر، ومدينتها إصْطَخْر، وهي أكبر مدينة يهذه الكورة، وتليها في الكبر كورة أرْدَشِير خُرَّه، ومدينتها جُور، ويدخل في هذه الكورة قُباذْخُرَّة، وبكورة أردشير خرّه مدن هي أكبر من جور مثل شيراز وسيراف، وإنما صارت جور هي مدينة أردشير خرّه لأنها بناء أردشير ودار ملكه، وشيراز وإن كانت قصبة فارس كلها وبها الدواوين ودار الإمارة فهي مدينة محدثة في الإسلام، وتليها في الكبر كورة دَارَا بْجِرْد، وفَسَاهي أكبر مدنها وأعمر، غير أن الكورة منسوبة إلى دار الملك، ومدينته التي ابتناها لهذه الكورة دَارَابْجِرْد، وتليها في الكبر أرَّجان ومدينتها العظمى أرّجان، وليس بهذه الكورة مدينة أكبر من أرّجان، وتليها في الكبر كورة سابور وهي أصغر كور فارس ومدينتها سابور، وبهذه الكورة مدن هي أكبر منها مثل النُّوبَجَان وكَازَرُون، ولكن هذه الكورة تنسب إلى سابور، لأن سابور الملك هو الذي بنى مدينة سابور. وأما زمومها فهي خمسة: وأكبرها زَمّ جِيلُوية ويعرف بزّم الزميجان، ثم الذي يلي هذا الزّم في الكبر زمّ أحمد بن الليث ويعرف باللّوالِجَان، ويلي ذلك في الكبر زمّ الحسين بن صالح ويعرف بزمّ الديوان، ثم زمّ شهريار ويعرف بزمّ البازنجان، والبازنجان الذين في حدود أصبهان ناقلة من هذا الزمّ، وزمّ أحمد بن الحسن ويعرف بزمّ الكاريان وهو زمّ أردشير. وأما أحياء الأكراد فإنها تكثر في الإحصاء، غير أنهم بجميع فارس يقال إنهم يزيدون على خمسمائة ألف بيت شعر ينتجعون المراعي في المشتى والمصيف على مذاهب العرب، ويخرج من بيت واحد من الأرباب والأجراء والرعاء واتباعهم ما بين رجل واحد إلى عشرة من الرجال ونحو ذلك، وسأذكر من أسامي أحيائهم ما يحضرني ذكره على أنهم لا يتقصون في العدد إلا من ديوان الصدقات. وأما أنهارها الكبار التي تحمل السفن إذا أجريت فيها فإنها: نهر طاب ونهر شيرين ونهر الشَّاذْ كان ونهر دَرْخيد ونهر الخُوْبذَان ونهر رتين ونهر سَكَّان ونهر جَرْشيِق ونهر الإخْشِين ونهر كُرّ ونهر فُرْواب ونهر تيرْزَه. وإما بحارها فإنها بحر فارس وبحيرة البختكان وبحيرة دشّت أرْزن وبحيرة التوّز وبحيرة الجُوباَناَن وبحيرة جنكان. وأما بيوت نيرانها فإنها لا تخلو ناحية ولا مدينة بفارس إلا القليل من بيوت النيران، والمجوس أكثر ملل أهل الكتاب بها، ولهم من البيوت بيوت يفضلونها في التعظيم، وسنذكر ذلك. وأما حصونها فإن في عامة نواحي فارس حصوناَ، بعضها أمنع من بعض وأكثرها بناحية سيف بني الصفار.
                      وسأفصل كل ما ذكرته مجملا، فأبتدئ بذكر ما في كل كورة من النواحي التي تشتمل على القرى، وشهرت في الدواوين بأعمال مفردة، ورساتيق مستقلة بضياعها، فمنها ما يخلو من المنابر ومنها ما بها منابر، وربّ كورة هي أكبر وأعرض ومدنها ونواحيها في التسمية أقل مما هي أصغر منها، ثم اتبع ذلك بتفصيل كل ما ذكرته مجملا إن شاء اللّه.
                      [CENTER] [/CENTER]

                      تعليق


                      • #41
                        نواحي كورة إصطخر: ناحية يَزْد وهي أكبر ناحية منها، وبها من المدن كَثَه وهي القصبة، وميبُدوناَئين والفهرح وليس في هذه النواحي بها أربع منابر غير هذه الناحية، وناحية الروذان كانت من كرمان فحولت إلى فارس، ويكون مقدار هذه الناحية في الطول نحو من ستين فرسخاً، وأبرقوه ومدينتها أبرقوه، وإقليد ومدينتها إقليد، والسرمق ومدينتها السرمق، والجوبرقان ومدينتها مشكان، والأرخمان ومدينتها الأرخمان، وجارين ليس لها منبر، وقوين ليس لها منبر، وطرخنيشان ليس بها منبر، وبوان ومدينتها المريزجان، والرهنان ليس بها منبر، وبرم مدينتان: أباذة وهي قرية عبد الرحمن ومهرزنجان، وخورستان وليس بها منبر، والبودنجان ومدينتها البودنجان -وهي قرية الآس، وصاهك الكبرى لها منبر، وصاهك الصغرى ليس بها منبر، ومروسف ليس بها منبر، وشهرفاتك ومدينتها شهر فاتك، وهراة ومدينتها هراة، والروذان ومدينتها الروذان وبها من المدن أبان وأناس وخبر، والأذ كان مدينتها الأذكان، وسرشك وليس بها منبر، والرذان ليس بها منبر، ومدينتها البيضاء، وهزار ومدينتها هزار، ومائين ومدينتها مائين، وأبرج ومدينتها أبرج، ونونه ليس بها منبر، ورامجرد وليس بها منبر، والطسوج ومدينتها خرمة، والحيرة وبها منبر، والكاسكان وليس بها منبر، والمهرجاسقان ليس بها منبر، وجوز ليس بها منبر، وحمر ليس بها منبر، والفاروق ليس بها منبر، والسرواب وبها منبر، والرون ليس بها منبر، والأرد ومدينتها بجه، وكرد ومدينتها كرد، وكلاريس بها منبر، وسروستان ليس بها منبر، والأوسبنجان ليس بها منبر، والسردن ومدينتها اللورجان، وأسلان ليس بها منبر، والبامان ليس بها منبر، والخمايجان السفلى ليس بها منبر.
                        وأما نواحي كورة أردشير خرة فإن شيراز هي مستقر العمال، ولها ثلاثة عشر طسوجا، في كل طسوج قرى وعمارات متصلة، ينفرد كل طسوج بعمل في الديوان مفرد، منها طسوج كفرهء العليا وطسوج كفرهء السفلى طسوج كبير، وطسوج جويم، وطسوج الدسكان، وطسوج تنبوك، وطسوج الكارنيان، وطسوج الأشاربانان، وطسوج ابنديان، وطسوجشاهمرنك، وطسوج شهرستان، وطسوج الطيريان، وطسوج خان، وبهذه الطساسيج منبران: أحدهما شيراز- وهي محدثة في الإسلام من هذه الطساسيج: من الشاهمرنك ومن الطيريان ومن أشاربانان ومن التنبوك ومن الكارنيان، وموضع المسجد الجامع والأسواق من شاهمرنك، وموضع دار الأمارة بانان، وجويم بها منبر، وسائر نواحي أردشيرخرة: جور ومدينتها جور، وميمند ومدينتها مائين، والصيمكان ومدينتها الصميكان، وخوار ليس بها منبر، والفرجان وليس بها منبر، والباسجان وليس بها منبر، والخنيفغان ليس بها منبر، وخبر وبها منبر، وهي غير خبر كورة إصطخر، والباذوان ليس بها منبر، وخورستان ومدينتها خورستان، والفوسجان ومدينتها الفوسجان، وهمند ليس بها منبر، وجيبرين ليس بها منبر، وهرمز ليس بها منبر، وتشكانات ليس بها منبر، والحسكان ليس بها منبر، وهمجان ليس بها منبر، والكوهكان ليس بها منبر، وكيزرين ليس بها منبر، وسيف بن الصفار ليس بها منبر، وفيها باسكوت وباورم سيف آل أبي زهير ليس بها منبر، وسيف عمارة ليس بها منبر- ويعرف بالجلندي، وكران ومدينتها كران، وسيراف وبها ثلاثة منابر: سيراف وهي القصبة ونجيرم وجم، ودشت بارين وقصبتها الغند كان، وبها الفهلق مدينة، ودشت الدستقان ومدينتها صفارة، وتوج ومدينتها توج، والأغرستان ومدينتها الخربق، وكير ومدينتها كير، وكارزين ومدينتها كارزين، وأبزر ومدينتها أبزر، وسميران ومدينتها سميران، وكوار ومدينتها كوار، والكهرجان ليس لها مدينة. ومما في البحر من الجزائر المنسوبة إلى كورة أردشير خرة: جزيرة بني كاوان وهي لافت وبها مدينة، وأوال وبها مدينة، وخارك وبها منبر.
                        [CENTER] [/CENTER]

                        تعليق


                        • #42
                          وإما نواحي كورة داربجرد: كرم وبها منبران: أحدهما أباذه والآخر كرد بجرد، والمص ومدينتها المص، وفسا ومدينتها فسا، وطمستان وبها منبر، والمحولة ليس بها منبر، والكردبان وبها منبر، وأزبراه ومدينتها أزبراه، وسنان ومدينتها سنان، وجويم ومدينتها جويم، وجهرم ومدينتها جهرم، والفستجان وبها منبر، والداركان وبها منبر، وإيج وبها منبر، والأصطهبانان وبها منبر، ونيريز ومدينتها خيار، والمريزجان وبها منبر، والماروان وبها منبر، وخسوا ومدينتها روبنج، ورستاق الرستاق وبها منبر، وقنطرة ليس بها منبر، وسوانجان ليس بها منبر، وفرج وبها منبر، وتارم وبها منبر، والماسكانات وبها منبر، وشق الرستاق ليس بها منبر، وشق الروذ ليس بها منبر، وتالات ليس بها منبر، وشق الماسنان ليس بها منبر، ورم شهريار مدينتها الرم.
                          وأما نواحي كورة سابور: سابور ومدينتها سابور، كازرون ومدينتها الجنجان، والكاسكان ليس بها منبر، ودزبزليس بها منبر، وجروج ليس بها منبر، وخشت ليس بها منبر، وكمارج وبها منبر، وهنديجان سابور وليس بها منبر،والتير مردان ليس بها منبر، والزامجان ومدينتها الزامجان، والخوبذان ومدينتها الخوبذان، والنوبنجان ومدينتها النوبنجان،وشعب بوان ليس بها منبر، وتنبوك المورستان بها منبر، والجويخان ليس بها منبر، ودرخيد ليس بها منبر، وأنبوران ليس بها منبر، وجنبذ الملجان ليس بها منبر، والمامغان ليس بها منبر، وآسك ليس بها منبر، وفرطاست ليس بها منبر، وبين ليس بها منبر، كرو ليس بها منبر، وبادست ليس بها منبر، وبهلو وليس بها منبر، والبهبسكان ليس بها منبر، وأزارجرد ليس بها منبر، وكام فيروز ليس بها منبر، ولها خمسة رساتيق: أرز وبازر واشتادان وكاكان وآتشجاه، والمستجان ليس بها منبر، والزنجان ليس بها منبر، وبندر هبان ليس بها منبر، وخمايجان العليا ليس بها منبر، والسيسكان ليس بها منبر، ومورق ليس بها منبر، وداذين ليس بها منبر، ودوان ليس بها منبر، وخرة ومدينتها خرة، وصرام ليس بها منبر.
                          وأما نواحي كورة أرجان: أرجان ومدينتها أرجان، وبازرنج ليس بها منبر، وبلاد سابور بها منبر، وريشهر بها منبر، وبنيان ليس بها منبر، وكهكاب ليس بها منبر، ودير أيوب ليس بها منبر، والملجان ليس بها منبر، والسلجان ليس بها منبر، والجلادجان ليس بها منبر، ودير العمر ليس بها منبر، وفرزك بها منبر، وهنديجان أرجان ليس بها منبر، ومهروبان وبها منبر، وجنابة وبها منبر، وشينيز وبها منبر، وصوان النجس ليس بها منبر.
                          [CENTER] [/CENTER]

                          تعليق


                          • #43
                            وأما زمومها فإن لكل زم منها مدنا وقرى مجتمعة، قد ضمن خراج كل ناحية منها رئيس من الأكراد، والزمور إقامة رجال لبذرقة القوافل وحفظ الطرق ونوائب السلطان إذا عرضت، وهي كالممالك. فأما زم جيلويه المعروف بالرميجان فإن مكانه في الناحية التي تلي أصبهان، وهو يأخذ طرفا من كورة إصطخر، وطرفا من كورة سابور، وطرفا من كورة أرجان، فحد منه ينتهي إلى البيضاء، وحد منه ينتهي إلى حدود أصبهان، وحد منه ينتهي إلى حدود خوزستان، وحد منه ينتهي إلى ناحية سابور، وكل ما وقع في هذا من المدن والقرى فمن هذا الزن؛ ويتاخمهم في عمل أصبهان البازنجان، وهم صنف من البازنجان الذين هم بزم شهريار، وليس من هؤلاء البازنجان أحد في عمل فارس، إلا أن لهم بها قرى وضياعاً كثيرة؛ وأما زم الديوان، المعروف للحسين ابن صالح وهو من كورة سابور، فإن حداً منه يلي أردشير خره، وثلاثة حدود تحيط بها كورة سابور، وكل ما كان من المدن والقرى في أضعافها فهي منها؛ وأما زم اللوالجان لأحمد بن الليث -وهو في كورة أردشيرخره، فحد منه يلي البحر، وتحيط بثلاثة حدود له كورة أردشير خره، وما وقع في إضعافهم من القرى والمدن فهو منهم؛ وأما زم الكاريان فإن حداً منه إلى سيف بن الصفار، وحداً منه إلى زم البازنجان، وحداً منه إلى حدود كرمان، وحداً منه إلى أردشير خره، وهي كلها في أردشير خره. وأما أحياء الأكراد بفارس فهم: الكرمانية والرامانية ومدثر وحي محمد بن بشر والبقيلية والبندادمهرية وحية محمد بن إسحاق والصباحية والإسحاقية والأذركانية والشهركية والطهمادهنية والزبادية والشهروية والبندادكية والخسروية والزنجية والصفرية والشيهارية والمهركية والمباركية والأشتامهرية والشاهونية والفراتية والسلمونية والصيرية والأزاددختية والبرازدختية والمطلبية والممالية والشاهاكانية والكجتية والجليلية، فهؤلاء الذين حضرني أسماؤهم، ولا يتهيأ تقصيهم إلا من ديوان الصدقات، ويقال إنهم يزيدون على خمسمائة ألف بيت، ويخرج من الحي الواحد ألف فارس إلى مائة فارس، وأقل من ذلك وأكثر، وينتجعون في المشتا والمصيف على المرعى، إلا القليل منهم على حدود الصرود والجروم فلا ينتقلون، ولهم من العدة والبأس والقوة بالرجال والدواب والكراع ما يستصعب على السلطان أمرهم- إذا أراد تحيفهم، ويزعمون أنهم من العرب، وهم أصحاب أغنام ورماك، والإبل فيهم قليل، وليس للأكراد خيل إلا للبازنجان، الذين انتقلوا إلى حد أصبهان، وأنما دوابهم براذين، وهم على حسن حال ويسار، ومذاهبهم في القنية والنجعة مذاهب قبائل العرب وقبائل الأتراك، وهم فيما يقال يزيدون على مائة حي، وإنما حضرني نيف وثلاثون حياً.
                            [CENTER] [/CENTER]

                            تعليق


                            • #44
                              وأما حصون فارس فإن منها مدنا محصنة بحصن، ومنها حصون داخل المدينة وحواليها إرباض، ومنها قهندزات في المدن، ةمنها حصون في جبال منيعة، مفردة عن البنيان قائمة بأنفسه، وأما المدن المحصنة فإنها إصطخر بها حصن حواليه ربض، ومدينة كثه بها حصن وربض؛ والبيضاء بها حصن وربض؛ والسرمق بها حصن وربض وقهندز؛ وإقليد لها قهندز وربض، وقرية الآس لها قهندز وربض؛ وشيراز لها قهندز يسمى قلعة شهموبذ ولها ربض؛ وجور عليها حصن وليس بها ربض، وكارزين لها قهندز وربض؛ وكير لها قهندز وربض، وأبزر لها قهندز وربض؛ وسميران لها قهندز وربض، وفسالها حصن وربض؛ ودار أبجرد لها حصن وربض؛ وروبنج لها حصن وربض؛ وسابور لها سور وليس لها ربض، والجنجان لها حصن وليس لها ربض؛ جفته لها حصن. وأما القلاع بها فإنه يقال فيما بلغني أن لفارس زيادة على خمس آلاف قلعة، مفردة في الجبال وبقرب المدن وفي المدن، ولا يتهيأ تقصيها إلا من الدواوين، وكذلك ما ذكرناه من المدن المحصنة فآبى لا أقدر على تقصيها، وإنما أذكر جوامع ما أعرفه من ذلك، إلا أن في هذه القلاع ما لم يذكر لأحد من الجبارة أنه قدر على فتحها عنوة، منها قلعة ابن عمارة وتسمى قلعة اليكدان وتنسب إلى الجلندي، ولايقدر أحد أن يرتقي إليها بنفسه، إلا أن يرقى به في شئ من البحر، وهي مرصد لآل عمارة في البحر، يعشرون منها المراكب؛ وقلعة الكاريان على جبل طين، قصدها محمد بن واصل في جيشه، فتحصن بها أحمد بن الحسن الأزدي فلم يقدر عليها؛ وقلعة سعيد أباذ برامجرد من كورة إصطخر، وهي على جبل شاهق المرتقى إليها فرسخ، وكانت في الشرك تعرف بقلعة أسفندباذ، فلما كان في الإسلام تحصن بها زياد بن أبيه أيام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ونسبت إلى زياد، ثم تحصن بها آخر أيام بني أمية منصور بن جعفر وكان والياً على فارس، فنسبت القلعة إليه فعرفت بقلعة منصور، فتعطلت مدة ثم بناها محمد بن واصل الحنظلي فنسبت القلعة إليه- وكان والياً على فارس؛ فلما أخذ يعقوب بن الليث لم يقدر على فتحها إلا بأمر محمد بن واصل، فخربها ثم احتاج إليها فأعاد بناءها، وجعلها محبسا لمن سخط عليه؛ وقلعة إشكنوان من رستاق مائين المرتقى ألاحيها صعب، وهي منيعة جداً وفيها عين ماء جار؛ وقلعة جوذرز صاحب كيخسرو وبموضع يسمى السويقة من كام فيروز وهي منيعة جداً، وقلعة الجص بناحية أرجان فيها مجوس، وباد كذارات الفرس وأيامهم تتدارس فيها، وهي منيعة جداً؛ وقلعة إيرج وهي منيعة جداً؛ وأما القلاع المنيعة على الاحتيال لفتحها فهي أكثر من أن يبلغها حفظي. وأما بيوت نيران فارس فتكثر عن إحصائي وحفظي، إذ ليس من بلد ولا رستاق ولا ناحية إلا وبها عدد كثير من بيوت النيران إلا القليل، غير أن المشاهير التي تفضل على غيرها في التعظيم- منها بيت نار الكاريان ويعرف ببارنوا، وبيت نار بخره ينسب إلى دار ابن دارا، وبه يحلف المجوس في المبالغة بأيمانهم، وبيت نار عند بركة جور يسمى بارين، وحدثني من رأي به قد كتب عليه بالفهلوية أنه أنفق عليه ثلاثون ألف درهم؛ وبيت نار على باب سابور يعرف بشبرخشين؛ وبيت نار باب سابور أيضاً على باب ساسان يعرف بجنبذ كاوس؛ وبكازرون بيت نار يعرف بجفته؛ وبكازرون أيضاً بيت نار يعرف بكلازن؛ وبشيراز أيضاً بيت نار يعرف بالكارنيان، وبشيراز بيت نار آخر يعرف بهرمز، وعلى باب شيراز بقرية تعرف بالبركان بيت نار يعرف بالمسوبان. ومن دين المجوس أن المرأة إذا نزلت في حملها أو حيضها لم تطهر، إلا بأن تأتي هذه النار فتتعرى لبعض الهرابذة فتطهر ببول البقر. وأما أنهار فارس فإنها: نهر طاب يخرج من جبال أصبهان بقرب البرج، فيصب إلى نهر مسن، وهو نهر يخرج من حدود أصبهان فيظهر بناحية السردن، فيجتمعان عند قرية تدعى مسن، ثم يجري إلى باب أرجان تحت قنطرة تكان، وهي قنطرة بين فارس وخوزستان، فيسقى رستاق ريشهر، ثم يقع في البحر عند حد تستر. وأما نهر شيرين فمخرجه من جبل دينار الذي بناحية بازرنج، فيسقى فرزك والجلادكان، ثم يخترق حتى يقع في البحر نحو جنابة، وأما نهر الشاذ كان فإنه يخرج من بازرنج وجبالها، حتى يدخل تنبوك مورستان وخان حماد، فيسقى رستاق زيزانزد ونائين والكهركان، ثم يمتد إبى دشت الدستقان ثم يدخل في البحر. وأما نهر درخيد فإنه يخرج من جبال الجويخان فيقع
                              [CENTER] [/CENTER]

                              تعليق


                              • #45
                                في بحيرة درخيد.ي بحيرة درخيد.
                                وأما نهر الخوبذان فإنه يخرج من الخوبذان فيسقى الخوبذان وانبوران، ثم ينصب إلى الجلادجان متعرجاً فيقع في البحر، وأما نهر رتين فيخرج من خمايجان العليا حتى يصير بالزير فيقع في نهر سابور، ثم ينحدر من نهر سابور فيمضي إلى توج، فيمر ببابها ومنها إلى البحر. ونهر إخشين يخرج من خلال جبال داذين، فإذا بلغ الجنقان وقع في نهر توج. وأما نهر سكان فإنه يخرج من رستاق الريحان من قرية تدعى شاذفري فيسقى زروعها، ثم ينحدر إلى رستاق سياه فيسقيها، ومنها إلى كوار فيسقيها، ومنها إلى خبر فيسقيها، ثم إلى الصميكان فيسقيها، ثم إلى كارزين فيسقيها، ثم إلى قرية تسمى سك- وينسب هذا الوادي إلى سك، ثم يقع في البحر، وليس في أنهار فارس نهر أكثر عمارة من هذا النهر. وأما نهر جرشيق فإنه يخرج من رستاق ماصرم، ويخترق رستاق المشجان حتى يجري تحت قنطرة حجارة عادية- تعرف بقنطرة سبوك، حتى يدخل رستاق خره فيسقيها، ثم إلى رستاق داذين ويقع في نهر اخشين؛ وأما نهر الكر فإنه يخرج من كوران من حدود الأرد -وينسب إلى كروان هذا النهر، فيخرج من شعب بوان ثم يسقى رستاق كام فيروز، وينحدر فيسقى قرية رامجرد وكاسكان والطسوج، وينتهي إلى بحيرة بجفور وتسمى بحيرة البختكان، ويقال إن له منبعاً يخرج من بعض فيجري على باب إصطخر تحت قنطرة خراسان حتى يسقط إلى نهر الكر، ومنها نهر يعرف بتيرزه، يخرج من ناحية دارجان سياه فيسقى رستاق الجنيفغان وجور، حتى يخترق رساتيق أردشير خره ثم يقع في البحر؛ وأما الأنهار التي تقصر عن هذا المقدار في العظم فإنها تكثر عن إحصائي. وأما بحار فارس فإن منها بحر فارس، وهو خليج من البحر المحيط في حد الصين وبلد الواق واق، حتى يجري على حدود بلدان الهند وكرمان إلى فارس، وينسب هذا البحر من بين سائر المماليك التي عليه إلى فارس، لأنه ليس عليه مملكة أعمر منها، ولأن ملوك الفرس كانوا على قديم الزمان أقوى سلطاناً، وهم المستولون إلى يومنا هذا على ما بعد وقرب من شطوط هذا البحر. ومن بحيراتها التي تحيط بها القرى والعمارات بحيرة البختكان، التي يقع فيها نهر الكر، وهي من ناحية جفوز إلى قرب كرمان، فيكون طولها نحو عشرين فرسخاً، وماؤها مالح وينعقد فيها الملح، وحواليها مسبع، وتحيط بها رساتيق وقرى، وهي في كورة إصطخر؛ وبحيرة بدشت أرزن من كورة سابور، طولها نحو عشرة فراسخ، وماؤها عذب، وربما تجف حتى لا يبقى فيها من الماء إلا القليل، وربما امتلأت نحو عشر فراسخ، وتحتف بها القرى والعمارات، عامة سمك شيراز منها؛ وبحيرة توز من كورة سابور بقرب كازرون، وطولها نحو عشر فراسخ إلى قرب مورق، وماؤها مالح وفيها صيد كثير ومنافع، وبحيرة الجنكان مالحة، طولها نحو اثني عشر فرسخاً، ويرتفع من أطرافها الملح، وحواليها قرى الكهرجان، وهي من أردشير خره أولها من شيراز على فرسخين وآخرها حد خوزستان، وبحثيرة الباسفوية -التي عليها دير الباسفوية- طولها نحو ثمانية فراسخ، وماؤها مالح وصيدها كثير، وفي أطرافها آجام كثيرة، فيها قصب وبردي وحلفاء، وغير ذلك مما ينتفع به أهل شيراز، وهي في كورة إصطخر متاخمة للزرقان من رستاق هراة.
                                [CENTER] [/CENTER]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X