بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم ارجع لنا الغالي ابو صطيف واغمرة برحمتك وعفوك واسرع لة بالشفاء العاجل يارب العالمين انك على كل شيء قدير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
هذه مجموعة أسئلة يجيب عليها المشايخ - في التسبيح بالمسبحة ـ وإليكم الفتاوى ..
عنوان الفتاوى : (التسبيح بالمسبحة) :
سئل الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – عن ما رأيكم في استخدام المسبحة في التسبيح؟ أفتونا جزاكم الله خيراً.؟
الـجـواب
فأجاب – رحمه الله تعالى – بقوله: استخدام المسبحة جائز، لكن الأفضل أن يسبح بالأنامل وبالأصابع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اعقدن بالأصابع فإنهن مستنطقات".
ولأن حمل السبحة قد يكون فيه شيء من الرياء؛ ولأن الذي يسبح بالسبحة غالباً تجده لا يحضر قلبه فيسبح بالمسبحة وينظر يميناً وشمالاً. فالأصابع هي الأفضل وهي الأولى.
والتسبيح بالأنامل أو الأصابع واسع، إن شاء عقد بالأنامل، وإن شاء عقد بالأصابع، والأفضل أن يكون عقد التسبيح باليمين كما جاء به الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
استخدام المسبحة جائز، لكن الأفضل أن يسبح بالأنامل وبالأصابع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اعقدن بالأصابع فإنهن مستنطقات".
ولأن حمل السبحة قد يكون فيه شيء من الرياء؛ ولأن الذي يسبح بالسبحة غالباً تجده لا يحضر قلبه فيسبح بالمسبحة وينظر يميناً وشمالاً. فالأصابع هي الأفضل وهي الأولى.
التسبيح بالأنامل أو الأصابع واسع، إن شاء عقد بالأنامل، وإن شاء عقد بالأصابع، والأفضل أن يكون عقد التسبيح باليمين كما جاء به الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
و التسبيح بالأصابع خير من التسبيح بالسبحة من وجوه ثلاثة:
الأول: أنه الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لجماعة نسوة: "اعقدن بالأنامل فإنهن مستنطقات".
الثاني: أنه أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن الرياء.
الثالث: أنه أقرب إلى حضور القلب ولذلك ترى المسبح بالسبحة يتجول بصره حين التسبيح يميناً وشمالاً لا لكونه قد ضبط العدد بخرز السبحة فهو يسردها حتى ينتهي إلى آخرها ثم يقول سبحت مائة مرة أو ألف مرة مثلاً بخلاف الذي يعقد بالأنامل فقلبه حاضر.
وأما وسائل العبادة فهو كل ما أوصل إلى العبادة فإذا لم يكن طريقاً محرماً لذاته ولم يكن موجباً للإعراض عن أصول الدعوة الشرعية فلا بأس به.
أما إن كان محرماً لذاته كالكذب والمعازف فلا يصح أن يكون وسيلة للدعوة إلى الله تعالى ولا يحل فعله. وكذلك لو كان موجباً للإعراض عن أصول الدعوة الشرعية كالأناشيد التي تلهي عن أصول الدعوة الشرعية فإنه ينهى عنها.
كتبه محمد الصالح العثيمين في 10 رجب 1418هـ.
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى و غفر له
المجلد الثالث عشر
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_7938.shtml
حكم استخدام المسبحة
السؤال :
ما حكم استخدام المسبحة ؟
الجواب :
الحمد لله
ذهب بعض العلماء في مسألة السبحة إلى جواز استعمالها مع قولهم بأنّ التسبيح باليد أفضل وعدّها بعضهم من البدع .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (22/187) : وربما تظاهر أحدهم بوضع السجادة على منكبه وإظهار المسابح في يده وجعله من شعار الدين والصلاة . وقد علم بالنقل المتواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يكن هذا شعارهم وكانوا يسبحون ويعقدون على أصابعهم كما جاء في الحديث " اعقدن بالأصابع فإنهن مسؤولات ، مستنطقات " وربما عقد أحدهم التسبيح بحصى أو نوى . والتسبيح بالمسابح من الناس من كرهه ومنهم من رخّص فيه لكن لم يقل أحد : أن التسبيح به أفضل من التسبيح بالأصابع وغيرها .ا.هـ. ثمّ تكلّم رحمه الله عن مدخل الرياء في التسبيح بالمسبحة وأنّه رياء بأمر ليس بمشروع وهو أسوأ من الرياء بالأمر المشروع .
وفي سؤال لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ( اللقاء المفتوح 3/30) عن التسبيح بالمسبحة هل هي بدعة فأجاب : التسبيح بالمسبحة تركه أولى وليس ببدعة لأن له أصلا وهو تسبيح بعض الصحابة بالحصى ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى أن التسبيح بالأصابع أفضل وقال " اعقدن - يخاطب النساء - بالأنامل فإنهن مستنطقات " فالتسبيح بالمسبحة ليس حراما ولا بدعة لكن تركه أولى لأن الذي يسبح بالمسبحة ترك الأولى وربما يشوب تسبيحه شيء من الرياء لأننا نشاهد بعض الناس يتقلد مسبحة فيها ألف خرزة كأنما يقول للناس : أنظروني إني أسبح ألف تسبيحة .
إن الذي يسبح بالمسبحة في الغالب يكون غافل القلب ولهذا تجده يسبح بالمسبحة وعيونه في السماء وعلى اليمين وعلى الشمال مما يدل على غفلة قلبه فالأولى أن يسبح الإنسان بأصابعه والأولى أن يسبح باليد اليمنى دون اليسرى لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه ولو سبح بيديه جميعا فلا بأس لكن الأفضل أن يسبح بيده اليمنى فقط .ا.هـ.
وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة (1/110) عند تخريجه لحديث " نعم المذكّر السبحة" : ثم إن الحديث من حيث معناه باطل عندي لأمور :
الأول : أن السبحة بدعة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما حدثت بعده صلى الله عليه وسلم فكيف يعقل أن يحض صلى الله عليه وسلم أصحابه على أمر لا يعرفونه ؟ والدليل على ما ذكرت ما روى ابن وضاح في " البدع والنهي عنها" عن الصلت بن بهرام قال : مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به فقطعه وألقاه ، ثم مر برجل يسبح بحصى فضربه برجله ثم قال : لقد سَبقتم ، ركبتم بدعة ظلما ، ولقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما ، وسنده صحيح إلى الصلت ، وهو ثقة من إتباع التابعين .
الثاني : أنه مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن عمرو: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه. وقال أيضا (1/117) : ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة وهي أنها قضت على سنة العد بالأصابع أو كادت مع اتفاقهم على أنها أفضل لكفى فإني قلما أرى شيخا يعقد التسبيح بالأنامل !
ثم إن الناس قد تفننوا في الابتداع بهذه البدعة ، فترى بعض المنتمين لإحدى الطرق يطوق عنقه بالسبحة ! وبعضهم يعدُّ بها وهو يحدثك أو يستمع لحديثك ! وآخِر ما وقعت عيني عليه من ذلك منذ أيام أنني رأيت رجلا على دراجة عادية يسير بها في بعض الطرق المزدحمة بالناس وفي إحدى يديه سبحة ! يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين وكثيرا ما تكون هذه البدعة سببا لإضاعة ما هو واجب فقد اتفق لي مرارا - وكذا لغيري - أنني سلمت على أحدهم فرد عليّ السلام بالتلويح دون أن يتلفظ بالسلام ومفاسد هذه البدعة لا تحصى فما أحسن ما قال الشاعر:
وكل خير في إتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف
والله تعالى أعلم .
رابط الموضوع موقع الإمام محمد ناصر الدين الألباني - حكم المسبحة
http://www.alalbany.net
الشيخ محمد صالح المنجد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال :ما حكم التسبيح بالمسبحة شيخنا الفاضل ؟
للشيخ الدكتور صالح بن سعد السحيمي حفظه الله تعالى
جاء فى فقه السنة للشيخ السيد سابق رحمه الله( الجزء الأول ص432 ) :
(عن يسيرة رضى الله عنها قالت :
1_قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " عليكن بالتسبيح و التهليل و التقديس و لا تغفلن فتنسين الرحمة و اعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات و مستنطقات " رواه أصحاب السنن و الحاكم بسند صحيح .
2_ و قال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يعقد التسبيح بيمينه . رواه أصحاب السنن .
و جاء فى الهامش تعليق الشيخ السيد سابق : " فى هذا دليل على أن التسبيح على الأصابع " أفضل " من السبحة .. و إن كان يجوز العد عليها " )
و ما جاء فى الحديث الشريف _ أخى الكريم _ عن الأمر بالعقد بالأنامل .. و ما رواه ابن عمر عن أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يعقد التسبيح بيمينه.. يفيد ما تعنيه كلمة " العقد " فى العربية و معناها " التأكيد " و فى القرآن الكريم ( و لكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان ) .. حيث أن التأكيد بالأصابع و الأنامل ينسحب على اللسان و القلب ..فالشاهد أو المراد هنا تحقيق الغاية النهائية و هى تدبر معنى التسبيح ..
و لم تكن السبحة _ بشكلها الحالى _ موجودة زمن الرسول صلى الله عليه و سلم ثم نهى عنها صراحة فيكون حينئذ لا مدعاة لنقاش .
أما وصفها _ كما ورد على لسان الشيخ _ بأنها "مقبحة ملوحة مذبحة .. و أنه يجب إلقاؤها فى الزبالة " كما قال !!! فأراه تزيدا أخى الفاضل يرقى الى شبهة الخطأ فى وصف أداة يستعان بها فى تسبيح و حمد الله و تكبيره .
أنا شخصيا لا أستعمل السبحة .. و لا أفضلها .. و عندى منها الكثير جدا " موضوع فى درج المكتب "
لكنى لا أصف من يستعملها بأنه ضال مبتدع .
لم تكن الساعات موجودة قديما فتعرف بها أوقات الصلاة .. و لم تكن الكهرباء بالمساجد فتستخدم الأنوار و الميكروفونات ..و لم تكن هناك أيضا البوصلة التى نحدد بها الآن القبلة و نحن فى الصحراء مثلا ..
أفنعد هذه الأشياء تدخل فى باب البدع .
أرى أن كلمة البدعة قد استخدمت من قبل الكثيرين استخداما خاصا لو طبقناها على القائلين بها أنفسهم لوجدنا .. أو وجدوا _ طبقا لتفسيرهم لهذه الكلمة _ أن نصف حياتهم قائمة على البدع !!!!
و من أكبر أزماتنا الحالية أننا حولنا الدين الى مظهر و شكل و ابتعدنا عن جوهره الأصيل السامى..
و اعتقدنا أننا نحسن صنعا .
فى نيجيريا من سنوات عديدة دارت بين الطلبة فى أحد المساجد فى الجامعة معركة سقط فيها حوالى 150 جريح و لا أذكر عدد القتلى بسبب الخلاف على وضع اليدين فى الصلاة .. تحت السرة _ كما عند الحنفية _ .. أم تحت الصدر _ كما عند الشافعية _ !!! أى بالرغم من تعدد المذاهب فى هذا .
و من يريد أن يقوم يوميا مثلا بتسبيح الله _ غير تسبيح الصلاة _ خمسمائة مرة مثلا ..أننهاه عن استخدام وسيلة تكفيه شر الإنشغال " بالعد " عن تدبر ما يقول ؟.
و أيهما أفضل .. مسبح على يديه منشغل و لاه ..أم مسبح على السبحة مدرك و واع ..و مستقبلة روحة و نفسه ما يقول و يردد؟؟
حكم استعمال المسبحة للشيخ ابن باز رحمه الله
هل من الجائز -سماحة الشيخ- أن أستعمل السبحة في التسبيح؟
الأفضل الأصابع، لكن في بيتك تستعمل سبحة, أو عقد, أو حصى, أو نوى لا بأس، لكن في المساجد, أو مع الناس الأصابع، هذه هي السنة كما كان النبي يفعل- عليه الصلاة والسلام- وهو الأفضل لك.
المصدر
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
http://www.binbaz.org.sa/mat/17603
تفضل هنا
http://www.tvquran.com/
رقـم الفتوى : 7051 عنوان الفتوى : حكم التسبيح بالمسبحة تاريخ الفتوى : 27 ذو القعدة 1421 / 21-02-2001 السؤال
ما حكم التسبيح بالمسبحة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن التسبيح باليد أفضل من التسبيح بالمسبحة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعقد التسبيح بيده، فعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح -قال ابن قدامة-: بيمينه) رواه أبو داود وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: " يا نساء المؤمنات: عليكن بالتهليل، والتسبيح، والتقديس، ولا تغفلن فتنسين الرحمة، واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات" رواه أحمد وأبو داود والترمذي، والحاكم، وحسن إسناده النووي في الأذكار، وجود العراقي إسناده في تخريج الإحياء. قال الشوكاني: (مسؤولات مستنطقات) يعني: أنهن يشهدن بذلك، فكان عقدهن بالتسبيح من هذه الحيثية أولى من السبحة والحصى). إذاً فهذه الأنامل ستشهد لصاحبها يوم القيامة بهذا التسبيح وغيره من خير أو شر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وعد التسبيح بالأصابع سنة… وأما عده بالنوى والحصى ونحو ذلك فحسن، وكان من الصحابة رضي الله عنهم من يفعل ذلك، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين تسبح بالحصى، وأقرها على ذلك. وروي أن أبا هريرة كان يسبح به. وأما التسبيح بما يجعل في نظام الخرز ونحوه، فمن الناس من كرهه، ومنهم من لم يكرهه، وإذا أحسنت فيه النية فهو حسن غير مكروه، وأما اتخاذه من غير حاجة، أو إظهاره للناس مثل: تعليقه في العنق، أو جعله كالسوار في اليد، أو نحو ذلك، فهذا إما رياء للناس، أو مظنة المراءاة ومشابهة المرائين من غير حاجة، والأول محرم، والثاني أقل أحواله الكراهة…) مجموع الفتوى ( 22/506) .
ومن العلماء من ألحق السبحة بالنوى والحصى، قال الشوكاني: ( والحديثان الآخران يدلان على جواز عد التسبيح بالنوى والحصى، وكذا بالسبحة لعدم الفارق لتقريره صلى الله عليه وسلم للمرأتين على ذلك، وعدم إنكاره، والإرشاد إلى ما هو أفضل لا ينافي الجواز) ثم ذكر آثاراً عن الصحابة في التسبيح بالحصى والنوى… انظر نيل الأوطار (2/602).
أما الحديثان اللذان استدل بهما الشوكاني فهما: عن سعد بن أبي وقاص أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به، فقال: " أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض…" رواه أبو داود والترمذي. وحديث صفية قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بها، فقال: " لقد سبحت بهذا! ألا أعلمك بأكثر مما سبحت به؟ فقالت: علمني. فقال :" قولي سبحان الله عدد خلقه" رواه الترمذي.
لكن اعترض البعض بما ذكر الشاطبي في الاعتصام عن ابن مسعود فيما حكاه ابن وضاح عن الأعمش عن بعض أصحابه قال: مر عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه وهو يقول: سبحوا عشراً، وهللوا عشراً، فقال عبد الله إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أو أضل؟ بل هذه بدعة (يعني أضل) وذكر له أن ناساً بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد، فأتاهم وقد كوم كل رجل منهم بين يديه كوماً من حصى - قال - فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد، ويقول: لقد أحدثتم بدعة وظلماً، وقد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علماً؟! فهذه أمور قد أخرجت الذكر عن المشروع، كالذي تقدم من النهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة…)
والراجح - والله أعلم - جواز التسبيح بالمسبحة لمن كان محتاجاً إليها لما تقدم من الأحاديث، حيث أقر النبي صلى الله عليه وسلم التسبيح بالحصى، فتحمل المسبحة على ذلك. وأما ما روي عن ابن مسعود فلا تصح معارضته للأحاديث، لتطرق الاحتمال إليه لأنه ربما أنكر عليهم لاجتماعهم، أو لصدور الأمر بذلك من بعضهم بقوله (سبحوا كبروا) ثم إن هذا قول صحابي على فرض صحته لا يجوز أن يعارض ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع أن التسبيح باليد أفضل كما تقرر.
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى
حكم استخدام المسبحة عند التسبيح .
السؤال: ما حكم استخدام المسبحة عند التسبيح وهل هي بدعة في الدين ؟
المفتي: الشيخ/أسامة إبراهيم حافظ - من فقهاء الجماعة الإسلامية.
الإجابة: الأولى للإنسان المسلم أن يعقد التسبيحات على أصابعه (أي بالأنامل) ولا يعني هذا أبداً أن استخدام المسبحة من البدع التي تدخل صاحبها في عداد المبتدعين وإنما نقول أن التسبيح على الأنامل أولى وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبعض نساء الصحابة (عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس ولا تغفلن فتنسين الرحمة واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات) ولكن هذا لا يعني عدم مشروعية استخدام السبحة فقد ذهب ابن تيمية رحمه الله إلى جواز استخدام المسبحة شريطة عدم اعتبارها أو الاعتقاد أنها سنة من السنن. وقد ثبت أن كثيراً من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يستخدمون وسائل لعد تسبيحاتهم غير الأنامل فقد كان الصحابي الجليل سعد بن أبى وقاص - رضي الله عنه - كان يسبح بالحصى وكان كذلك يسبح على عقد في خيط (ما هذا الأخير إلا نوع من المسابح) وكانت السيدة صفية رضي الله عنها تسبح بالنوى وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يعد النوى في كيس يخرجها واحدة واحدة في كل تسبيحة حتى يأتي على آخرها وقد رجح جواز استخدام المسبحة الإمام الشوكاني في (نيل الأوطار) فمن شاء الاستزادة في هذا الأمر فليرجع إليه والله أعلم.
اللهم ارجع لنا الغالي ابو صطيف واغمرة برحمتك وعفوك واسرع لة بالشفاء العاجل يارب العالمين انك على كل شيء قدير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
هذه مجموعة أسئلة يجيب عليها المشايخ - في التسبيح بالمسبحة ـ وإليكم الفتاوى ..
عنوان الفتاوى : (التسبيح بالمسبحة) :
سئل الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – عن ما رأيكم في استخدام المسبحة في التسبيح؟ أفتونا جزاكم الله خيراً.؟
الـجـواب
فأجاب – رحمه الله تعالى – بقوله: استخدام المسبحة جائز، لكن الأفضل أن يسبح بالأنامل وبالأصابع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اعقدن بالأصابع فإنهن مستنطقات".
ولأن حمل السبحة قد يكون فيه شيء من الرياء؛ ولأن الذي يسبح بالسبحة غالباً تجده لا يحضر قلبه فيسبح بالمسبحة وينظر يميناً وشمالاً. فالأصابع هي الأفضل وهي الأولى.
والتسبيح بالأنامل أو الأصابع واسع، إن شاء عقد بالأنامل، وإن شاء عقد بالأصابع، والأفضل أن يكون عقد التسبيح باليمين كما جاء به الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
استخدام المسبحة جائز، لكن الأفضل أن يسبح بالأنامل وبالأصابع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اعقدن بالأصابع فإنهن مستنطقات".
ولأن حمل السبحة قد يكون فيه شيء من الرياء؛ ولأن الذي يسبح بالسبحة غالباً تجده لا يحضر قلبه فيسبح بالمسبحة وينظر يميناً وشمالاً. فالأصابع هي الأفضل وهي الأولى.
التسبيح بالأنامل أو الأصابع واسع، إن شاء عقد بالأنامل، وإن شاء عقد بالأصابع، والأفضل أن يكون عقد التسبيح باليمين كما جاء به الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
و التسبيح بالأصابع خير من التسبيح بالسبحة من وجوه ثلاثة:
الأول: أنه الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لجماعة نسوة: "اعقدن بالأنامل فإنهن مستنطقات".
الثاني: أنه أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن الرياء.
الثالث: أنه أقرب إلى حضور القلب ولذلك ترى المسبح بالسبحة يتجول بصره حين التسبيح يميناً وشمالاً لا لكونه قد ضبط العدد بخرز السبحة فهو يسردها حتى ينتهي إلى آخرها ثم يقول سبحت مائة مرة أو ألف مرة مثلاً بخلاف الذي يعقد بالأنامل فقلبه حاضر.
وأما وسائل العبادة فهو كل ما أوصل إلى العبادة فإذا لم يكن طريقاً محرماً لذاته ولم يكن موجباً للإعراض عن أصول الدعوة الشرعية فلا بأس به.
أما إن كان محرماً لذاته كالكذب والمعازف فلا يصح أن يكون وسيلة للدعوة إلى الله تعالى ولا يحل فعله. وكذلك لو كان موجباً للإعراض عن أصول الدعوة الشرعية كالأناشيد التي تلهي عن أصول الدعوة الشرعية فإنه ينهى عنها.
كتبه محمد الصالح العثيمين في 10 رجب 1418هـ.
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى و غفر له
المجلد الثالث عشر
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_7938.shtml
حكم استخدام المسبحة
السؤال :
ما حكم استخدام المسبحة ؟
الجواب :
الحمد لله
ذهب بعض العلماء في مسألة السبحة إلى جواز استعمالها مع قولهم بأنّ التسبيح باليد أفضل وعدّها بعضهم من البدع .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (22/187) : وربما تظاهر أحدهم بوضع السجادة على منكبه وإظهار المسابح في يده وجعله من شعار الدين والصلاة . وقد علم بالنقل المتواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يكن هذا شعارهم وكانوا يسبحون ويعقدون على أصابعهم كما جاء في الحديث " اعقدن بالأصابع فإنهن مسؤولات ، مستنطقات " وربما عقد أحدهم التسبيح بحصى أو نوى . والتسبيح بالمسابح من الناس من كرهه ومنهم من رخّص فيه لكن لم يقل أحد : أن التسبيح به أفضل من التسبيح بالأصابع وغيرها .ا.هـ. ثمّ تكلّم رحمه الله عن مدخل الرياء في التسبيح بالمسبحة وأنّه رياء بأمر ليس بمشروع وهو أسوأ من الرياء بالأمر المشروع .
وفي سؤال لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ( اللقاء المفتوح 3/30) عن التسبيح بالمسبحة هل هي بدعة فأجاب : التسبيح بالمسبحة تركه أولى وليس ببدعة لأن له أصلا وهو تسبيح بعض الصحابة بالحصى ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى أن التسبيح بالأصابع أفضل وقال " اعقدن - يخاطب النساء - بالأنامل فإنهن مستنطقات " فالتسبيح بالمسبحة ليس حراما ولا بدعة لكن تركه أولى لأن الذي يسبح بالمسبحة ترك الأولى وربما يشوب تسبيحه شيء من الرياء لأننا نشاهد بعض الناس يتقلد مسبحة فيها ألف خرزة كأنما يقول للناس : أنظروني إني أسبح ألف تسبيحة .
إن الذي يسبح بالمسبحة في الغالب يكون غافل القلب ولهذا تجده يسبح بالمسبحة وعيونه في السماء وعلى اليمين وعلى الشمال مما يدل على غفلة قلبه فالأولى أن يسبح الإنسان بأصابعه والأولى أن يسبح باليد اليمنى دون اليسرى لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه ولو سبح بيديه جميعا فلا بأس لكن الأفضل أن يسبح بيده اليمنى فقط .ا.هـ.
وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة (1/110) عند تخريجه لحديث " نعم المذكّر السبحة" : ثم إن الحديث من حيث معناه باطل عندي لأمور :
الأول : أن السبحة بدعة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما حدثت بعده صلى الله عليه وسلم فكيف يعقل أن يحض صلى الله عليه وسلم أصحابه على أمر لا يعرفونه ؟ والدليل على ما ذكرت ما روى ابن وضاح في " البدع والنهي عنها" عن الصلت بن بهرام قال : مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به فقطعه وألقاه ، ثم مر برجل يسبح بحصى فضربه برجله ثم قال : لقد سَبقتم ، ركبتم بدعة ظلما ، ولقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما ، وسنده صحيح إلى الصلت ، وهو ثقة من إتباع التابعين .
الثاني : أنه مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن عمرو: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه. وقال أيضا (1/117) : ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة وهي أنها قضت على سنة العد بالأصابع أو كادت مع اتفاقهم على أنها أفضل لكفى فإني قلما أرى شيخا يعقد التسبيح بالأنامل !
ثم إن الناس قد تفننوا في الابتداع بهذه البدعة ، فترى بعض المنتمين لإحدى الطرق يطوق عنقه بالسبحة ! وبعضهم يعدُّ بها وهو يحدثك أو يستمع لحديثك ! وآخِر ما وقعت عيني عليه من ذلك منذ أيام أنني رأيت رجلا على دراجة عادية يسير بها في بعض الطرق المزدحمة بالناس وفي إحدى يديه سبحة ! يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين وكثيرا ما تكون هذه البدعة سببا لإضاعة ما هو واجب فقد اتفق لي مرارا - وكذا لغيري - أنني سلمت على أحدهم فرد عليّ السلام بالتلويح دون أن يتلفظ بالسلام ومفاسد هذه البدعة لا تحصى فما أحسن ما قال الشاعر:
وكل خير في إتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف
والله تعالى أعلم .
رابط الموضوع موقع الإمام محمد ناصر الدين الألباني - حكم المسبحة
http://www.alalbany.net
الشيخ محمد صالح المنجد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال :ما حكم التسبيح بالمسبحة شيخنا الفاضل ؟
للشيخ الدكتور صالح بن سعد السحيمي حفظه الله تعالى
جاء فى فقه السنة للشيخ السيد سابق رحمه الله( الجزء الأول ص432 ) :
(عن يسيرة رضى الله عنها قالت :
1_قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " عليكن بالتسبيح و التهليل و التقديس و لا تغفلن فتنسين الرحمة و اعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات و مستنطقات " رواه أصحاب السنن و الحاكم بسند صحيح .
2_ و قال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يعقد التسبيح بيمينه . رواه أصحاب السنن .
و جاء فى الهامش تعليق الشيخ السيد سابق : " فى هذا دليل على أن التسبيح على الأصابع " أفضل " من السبحة .. و إن كان يجوز العد عليها " )
و ما جاء فى الحديث الشريف _ أخى الكريم _ عن الأمر بالعقد بالأنامل .. و ما رواه ابن عمر عن أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يعقد التسبيح بيمينه.. يفيد ما تعنيه كلمة " العقد " فى العربية و معناها " التأكيد " و فى القرآن الكريم ( و لكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان ) .. حيث أن التأكيد بالأصابع و الأنامل ينسحب على اللسان و القلب ..فالشاهد أو المراد هنا تحقيق الغاية النهائية و هى تدبر معنى التسبيح ..
و لم تكن السبحة _ بشكلها الحالى _ موجودة زمن الرسول صلى الله عليه و سلم ثم نهى عنها صراحة فيكون حينئذ لا مدعاة لنقاش .
أما وصفها _ كما ورد على لسان الشيخ _ بأنها "مقبحة ملوحة مذبحة .. و أنه يجب إلقاؤها فى الزبالة " كما قال !!! فأراه تزيدا أخى الفاضل يرقى الى شبهة الخطأ فى وصف أداة يستعان بها فى تسبيح و حمد الله و تكبيره .
أنا شخصيا لا أستعمل السبحة .. و لا أفضلها .. و عندى منها الكثير جدا " موضوع فى درج المكتب "
لكنى لا أصف من يستعملها بأنه ضال مبتدع .
لم تكن الساعات موجودة قديما فتعرف بها أوقات الصلاة .. و لم تكن الكهرباء بالمساجد فتستخدم الأنوار و الميكروفونات ..و لم تكن هناك أيضا البوصلة التى نحدد بها الآن القبلة و نحن فى الصحراء مثلا ..
أفنعد هذه الأشياء تدخل فى باب البدع .
أرى أن كلمة البدعة قد استخدمت من قبل الكثيرين استخداما خاصا لو طبقناها على القائلين بها أنفسهم لوجدنا .. أو وجدوا _ طبقا لتفسيرهم لهذه الكلمة _ أن نصف حياتهم قائمة على البدع !!!!
و من أكبر أزماتنا الحالية أننا حولنا الدين الى مظهر و شكل و ابتعدنا عن جوهره الأصيل السامى..
و اعتقدنا أننا نحسن صنعا .
فى نيجيريا من سنوات عديدة دارت بين الطلبة فى أحد المساجد فى الجامعة معركة سقط فيها حوالى 150 جريح و لا أذكر عدد القتلى بسبب الخلاف على وضع اليدين فى الصلاة .. تحت السرة _ كما عند الحنفية _ .. أم تحت الصدر _ كما عند الشافعية _ !!! أى بالرغم من تعدد المذاهب فى هذا .
و من يريد أن يقوم يوميا مثلا بتسبيح الله _ غير تسبيح الصلاة _ خمسمائة مرة مثلا ..أننهاه عن استخدام وسيلة تكفيه شر الإنشغال " بالعد " عن تدبر ما يقول ؟.
و أيهما أفضل .. مسبح على يديه منشغل و لاه ..أم مسبح على السبحة مدرك و واع ..و مستقبلة روحة و نفسه ما يقول و يردد؟؟
حكم استعمال المسبحة للشيخ ابن باز رحمه الله
هل من الجائز -سماحة الشيخ- أن أستعمل السبحة في التسبيح؟
الأفضل الأصابع، لكن في بيتك تستعمل سبحة, أو عقد, أو حصى, أو نوى لا بأس، لكن في المساجد, أو مع الناس الأصابع، هذه هي السنة كما كان النبي يفعل- عليه الصلاة والسلام- وهو الأفضل لك.
المصدر
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
http://www.binbaz.org.sa/mat/17603
تفضل هنا
http://www.tvquran.com/
رقـم الفتوى : 7051 عنوان الفتوى : حكم التسبيح بالمسبحة تاريخ الفتوى : 27 ذو القعدة 1421 / 21-02-2001 السؤال
ما حكم التسبيح بالمسبحة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن التسبيح باليد أفضل من التسبيح بالمسبحة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعقد التسبيح بيده، فعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح -قال ابن قدامة-: بيمينه) رواه أبو داود وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: " يا نساء المؤمنات: عليكن بالتهليل، والتسبيح، والتقديس، ولا تغفلن فتنسين الرحمة، واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات" رواه أحمد وأبو داود والترمذي، والحاكم، وحسن إسناده النووي في الأذكار، وجود العراقي إسناده في تخريج الإحياء. قال الشوكاني: (مسؤولات مستنطقات) يعني: أنهن يشهدن بذلك، فكان عقدهن بالتسبيح من هذه الحيثية أولى من السبحة والحصى). إذاً فهذه الأنامل ستشهد لصاحبها يوم القيامة بهذا التسبيح وغيره من خير أو شر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وعد التسبيح بالأصابع سنة… وأما عده بالنوى والحصى ونحو ذلك فحسن، وكان من الصحابة رضي الله عنهم من يفعل ذلك، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين تسبح بالحصى، وأقرها على ذلك. وروي أن أبا هريرة كان يسبح به. وأما التسبيح بما يجعل في نظام الخرز ونحوه، فمن الناس من كرهه، ومنهم من لم يكرهه، وإذا أحسنت فيه النية فهو حسن غير مكروه، وأما اتخاذه من غير حاجة، أو إظهاره للناس مثل: تعليقه في العنق، أو جعله كالسوار في اليد، أو نحو ذلك، فهذا إما رياء للناس، أو مظنة المراءاة ومشابهة المرائين من غير حاجة، والأول محرم، والثاني أقل أحواله الكراهة…) مجموع الفتوى ( 22/506) .
ومن العلماء من ألحق السبحة بالنوى والحصى، قال الشوكاني: ( والحديثان الآخران يدلان على جواز عد التسبيح بالنوى والحصى، وكذا بالسبحة لعدم الفارق لتقريره صلى الله عليه وسلم للمرأتين على ذلك، وعدم إنكاره، والإرشاد إلى ما هو أفضل لا ينافي الجواز) ثم ذكر آثاراً عن الصحابة في التسبيح بالحصى والنوى… انظر نيل الأوطار (2/602).
أما الحديثان اللذان استدل بهما الشوكاني فهما: عن سعد بن أبي وقاص أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به، فقال: " أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض…" رواه أبو داود والترمذي. وحديث صفية قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بها، فقال: " لقد سبحت بهذا! ألا أعلمك بأكثر مما سبحت به؟ فقالت: علمني. فقال :" قولي سبحان الله عدد خلقه" رواه الترمذي.
لكن اعترض البعض بما ذكر الشاطبي في الاعتصام عن ابن مسعود فيما حكاه ابن وضاح عن الأعمش عن بعض أصحابه قال: مر عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه وهو يقول: سبحوا عشراً، وهللوا عشراً، فقال عبد الله إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أو أضل؟ بل هذه بدعة (يعني أضل) وذكر له أن ناساً بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد، فأتاهم وقد كوم كل رجل منهم بين يديه كوماً من حصى - قال - فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد، ويقول: لقد أحدثتم بدعة وظلماً، وقد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علماً؟! فهذه أمور قد أخرجت الذكر عن المشروع، كالذي تقدم من النهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة…)
والراجح - والله أعلم - جواز التسبيح بالمسبحة لمن كان محتاجاً إليها لما تقدم من الأحاديث، حيث أقر النبي صلى الله عليه وسلم التسبيح بالحصى، فتحمل المسبحة على ذلك. وأما ما روي عن ابن مسعود فلا تصح معارضته للأحاديث، لتطرق الاحتمال إليه لأنه ربما أنكر عليهم لاجتماعهم، أو لصدور الأمر بذلك من بعضهم بقوله (سبحوا كبروا) ثم إن هذا قول صحابي على فرض صحته لا يجوز أن يعارض ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع أن التسبيح باليد أفضل كما تقرر.
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى
حكم استخدام المسبحة عند التسبيح .
السؤال: ما حكم استخدام المسبحة عند التسبيح وهل هي بدعة في الدين ؟
المفتي: الشيخ/أسامة إبراهيم حافظ - من فقهاء الجماعة الإسلامية.
الإجابة: الأولى للإنسان المسلم أن يعقد التسبيحات على أصابعه (أي بالأنامل) ولا يعني هذا أبداً أن استخدام المسبحة من البدع التي تدخل صاحبها في عداد المبتدعين وإنما نقول أن التسبيح على الأنامل أولى وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبعض نساء الصحابة (عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس ولا تغفلن فتنسين الرحمة واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات) ولكن هذا لا يعني عدم مشروعية استخدام السبحة فقد ذهب ابن تيمية رحمه الله إلى جواز استخدام المسبحة شريطة عدم اعتبارها أو الاعتقاد أنها سنة من السنن. وقد ثبت أن كثيراً من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يستخدمون وسائل لعد تسبيحاتهم غير الأنامل فقد كان الصحابي الجليل سعد بن أبى وقاص - رضي الله عنه - كان يسبح بالحصى وكان كذلك يسبح على عقد في خيط (ما هذا الأخير إلا نوع من المسابح) وكانت السيدة صفية رضي الله عنها تسبح بالنوى وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يعد النوى في كيس يخرجها واحدة واحدة في كل تسبيحة حتى يأتي على آخرها وقد رجح جواز استخدام المسبحة الإمام الشوكاني في (نيل الأوطار) فمن شاء الاستزادة في هذا الأمر فليرجع إليه والله أعلم.
تعليق