أيتها الأنثى
اضبطي الآتي بالعقل
ينتظر جميع أفراد وشرائح المجتمع البشري من الأنثى أشياء كثيرة,
فالابن ينتظر الرعاية والحنان وشيء من الشفقة وقليل من الحزم, وينتظر الزوج من زوجه الكلمة المعسولة والتربية الحسنة وأحيانا الوجبة الشهية، والأخ من أخته , والأب من ابنته...
المهم أن العامل المشترك في كل هذه العناصر السابقة هي الأنثى، لذلك كان في السابق تقوم المرآة بأعمال كثيرة ساهمت بشكل كبير في تقليل النفقات المادية للأسر , هذا على المستوى الاقتصادي.
أما على المستوى التربوي فلم تكن هناك الحاجة لجلب أخصائيين تربويين حتى يعلموا عالية القوم .. كيف يتكلمون ؟ وكيف يتصرفون ؟ وحتى كيف يصمتون ؟ وفي العصور المظلمة كانت المرآة تعتبر تركة يتوارثها القوم جيل بعد جيل , ليس لها حقوق , ولم يكن أحد يفكر بأن لها حقوق , ومن يرجع لكتاب ( هل يكذب التاريخ ) يتبين له شيء من هذه الحقيقة.
وهنا أؤكد أن المرآة كائن يمكنه التكيف مع الظروف المختلفة سواء كانت هذه الظروف متماشية مع مشاعرها ورغباتها أو تسير خلف التيار . بدأت المرآة شيئاً فشيئاً تنفك من قيود العبودية البشرية , وأرقى هذه الصور هي في البعثة المحمدية فحديثنا هنا عن ما كان في الجزيرة العربية من صور لإذلال المرآة تصل في أبشع صورها إلى وأدها وهى تؤمل في العيش.
هذا وباتفاق العقلاء هو غاية القسوة في التعامل مع المرآة , إذن هذا تطرف ولا أحد يشك في هذا . وفي أثناء البعثة المحمدية بدأت المرآة تمارس حياتها الطبيعية وتشارك في الحياة الاجتماعية بضوابط لم نضعها نحن وإنما هى تشريعات سماوية ليس لنا مناقشتها وإنما هى أمور مسلمة من يشكك فيها مطعون في ديانته .
وفي هذه المرحلة التفتت المرآة إلى غيرها , وضحت بمشاعرها خاصة بعد أن بدأت رقعة الدولة الإسلامية تتوسع فقد كانت المرآة ترضع طفلها الصغير العزة والكرامة والبذل والإباء مع حليبه ! وكانت بيوت المسلمين في تلك الفترة إما فيها يتيمة , أو أرملة , أو من فقدت أبيها , ومع ذلك كان النهر الأنثوي يتدفق عطاءاً من أجل إحياء الأمة.
فالمرآة هي التي تسمح لولدها ولزوجها ولأخيها ولأبيها بالذهاب للمعركة , وفي غالب ظنها أنهم لن يعودوا .. أبعد هذه المشاعر المؤثرة الراقية مثال يحتذى ؟.
إن من أسباب نجاح غزوات المسلمين في شتى بقاع الأرض بعد توفيق الله تعالى , هو التثبيت الذي كان يحصل عليه جنود الإسلام من أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم , ولسان الحال .. ( اذهبوا فسوف نخلفكم في أهلكم فالحياة ليست هنا وإنما في الجنة ) .
فتولت المرأة العديد من المناصب منها : أنها مديرة منزل , بمعنى أن تصريف أمور المنزل من مالية وصحية وغذائية واجتماعية وسلوكية مسئولة عنها بالدرجة الأولى , وكذلك فهى ممرضة عائلية بقليل من الماء وبقطعة قماش وكمادات تناوب المرآة في نوبة ليلية إذا أصاب المرض فرد واحد من تلك الأسرة , وهى معلمة , ومرشدة اجتماعية , وصانعة طعام , وزوج حنون , وأخت عطوف , وأم رحوم.
ففي هذه دفع أي إيهام واشتباه بأن دور المرآة سلبي في بيتها , وخذوا هذا الخبر فقد فرضت إحدى الدول الإسكندنافية لربة المنزل أعلى مرتب في الدولة لأنهم لم يجدوا أي عمل يوازي المهام التي تقوم بها ربة المنزل .
وأعلم علم اليقين أن هذا الكلام يعرفه البعض أكثر مني , وسؤالي هنا أين ذهب دور المرآة في زماننا هذا ؟ في أثناء حديثي مع أحد القضاة الأفاضل والذي كان يشارك في برنامج فتاوى , وطريقة البرنامج أن يتم تحويل الاتصالات إلى رقم الضيف لمدة ساعة ليجيب عن أسئلة المتصلين , يقول والحديث للقاضي : أكثر المتصلين من النساء , والأغلب ليس لديها سؤال وإنما لديها شكوى تبثها وتريد من يسمعها , وأكثر الأوهام من نوع أنا مسحورة , أو هناك من يحسدني , أو أصبت بعين .. !
والحقيقة التي ترى بالعين المجردة أن الكثيرات من هؤلاء تخلت عن دورها , ففقدت مكانتها وأصبحت توهم نفسها أن هناك ما يعيق عملها , وليس هناك أي عائق إلا في عقلها وروحها .
لست أقسو , ولن أقسو .. يوجد من فتياتنا وأخواتنا من العوانس والمطلقات والأرامل تظن كل واحدة منهن أنها تعيش لوحدها في هذا الكون بهموم وأحزان , وبقية خلق الله في السعادة يمرحون.
ولكن أيتها المؤمنة .. أين أنت من ميادين التربية الصالحة للأبناء , أين أنت من القائمات بالليل الصائمات بالنهار , أين أنت من الواصلات لأرحامهن , أين أنت من ميادين الدعوة النسائية التي تفتقر لداعيات , أين أنت من الرد على الكتاب الذين امتلأت بهم صحفنا ويريدون لك التبرج والسفور , أين أنت من ممانعتك لمن يبنون الجامعات حتى تدرسي فيها جنباً إلى جنب مع الرجال ..
تعليق