بسم الله الرحمن الرحيم
الشمائل النبوية
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
كم يهنأ الفكر، ويبتهج القلب، وتتسابق الكلمات شوقاً للحديث عن أعظم شخصية تألّقت فيها أزكى الفضائل، واتسقت فيها أبهى الشمائل، وأشرف المحامد، لتكون محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين، وخلاصة آبائه المرسلين إبراهيم وإسماعيل - عليهم الصلاة وأتم التسليم-.
أتى الدنيا فابتهج الكون سروراً بقدومه، وأضاءت الآفاق نوراً بميلاده، وتبسم ثغر الزمان فرحاً ببعثته،،،
غَمَرَ الأرضَ بأنوارِ النُّبوّة
(مرسلٌ) لمْ تُدركِ الشَّمسُ عُلُوّهْ
لم يَكَدْ يلمعُ حتى أصبحتْ
تَرقُبُ الدنيا ومَنْ فيها دُنُوّهْ(1)
محمد - صلى الله عليه وسلم-... خير من وطئ الثرى، وصلّى عليه الورى، المصطفى على الناس برسالة المولى، وتكريمه وآلائه، المبعوث رحمة للثقلين، وخيرًا لهم أجمعين، قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)(2).
محمد - صلى الله عليه وسلم-... نبي ترعاه عين الله، ويصلّي عليه وملائكته، وتحوطه عنايته اللطيفة، فزكّى جنانه ولسانه، وشرح صدره، ووضع عنه وزره، وأعلى قدره، ورفع ذكره، وأقسم بعمره، ونصر دينه، وقهر عدوه، وطهّر أصله وأهله، وربّاه التربية المثلى، وغرس فيه الأدب الجمّ ليكون القدوة الحسنة للمؤمنين، والنموذج المحتذى إلى يوم الدين: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )(3).
ثم شهد له في كتابه الحكيم بسمو أدبه، ودماثة خلقه، بقوله: ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )(4).
فكانت شمائله العطرة، ومآثره المجيدة ترجمة عملية لآداب القرآن ،وأخلاق الإسلام التي ما فتئ يدعو إليها منذ انهمرت عليه آيات التنزيل الحكيم، وخاطبه ربه تبارك وتعالى بما شرفه من مقام النبوة؛ ليؤدي مهام البشارة والنذارة للرسالة الخاتمة، والدين القيم إلى الناس كافة: ( يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا )(5)، وقال: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا )(6).
لقد فاضت أنوار الإيمان على يديه، فشقّ عباب الكفر والفساد بما أفاء الله عليه من الهداية والرشاد، فاهتدى بها الناجون، وذاقوا حلاوة التوحيد والإيمان بعد ضنك الكفر والعصيان، وحرّر قلوبهم من الخضوع للأحجار والأوثان إلى تقديس الملك الرحمن، وأعتق نفوسهم من جور العباد إلى فضل الكريم الجواد.
ونال بعد رحلة الدعوة إلى الله المليئة بالتضحية والصبر والجهاد شرف الكرامة الإلهية بالتفضيل على سائر الأنبياء وبني آدم ؛ كما روى أبو سعيد - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: " أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر"(7).
ألا ما أحرانا أن نتفيّأ في ظلال شخصيته المعجزة، بما فيها من الخصال الفريدة، والخصال الحميدة، ما يروي ظمأ حبنا له - صلى الله عليه وسلم-، وما يكون عونًا لنا على الاقتداء به، واقتفاء هديه، واتباع سنته.
وستتشرف هذه الزاوية يومياً بإذنه تعالى بإطلالة مشرقة على طائفة من الشمائل المحمدية الخَلقية والخُلقية، عبر سلسلة من الحلقات، في ضوء المنهج العلمي في العزو، والتخريج، والتحقيق، سائلاً الله تعالى أن ينفع بها، ويهدينا إلى مرضاته، ويرزقنا الجنة، ووالدينا، وأزواجنا، وذرياتنا، وجميع المسلمين.
والله الموفق..
الشمائل النبوية
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
كم يهنأ الفكر، ويبتهج القلب، وتتسابق الكلمات شوقاً للحديث عن أعظم شخصية تألّقت فيها أزكى الفضائل، واتسقت فيها أبهى الشمائل، وأشرف المحامد، لتكون محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين، وخلاصة آبائه المرسلين إبراهيم وإسماعيل - عليهم الصلاة وأتم التسليم-.
أتى الدنيا فابتهج الكون سروراً بقدومه، وأضاءت الآفاق نوراً بميلاده، وتبسم ثغر الزمان فرحاً ببعثته،،،
غَمَرَ الأرضَ بأنوارِ النُّبوّة
(مرسلٌ) لمْ تُدركِ الشَّمسُ عُلُوّهْ
لم يَكَدْ يلمعُ حتى أصبحتْ
تَرقُبُ الدنيا ومَنْ فيها دُنُوّهْ(1)
محمد - صلى الله عليه وسلم-... خير من وطئ الثرى، وصلّى عليه الورى، المصطفى على الناس برسالة المولى، وتكريمه وآلائه، المبعوث رحمة للثقلين، وخيرًا لهم أجمعين، قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)(2).
محمد - صلى الله عليه وسلم-... نبي ترعاه عين الله، ويصلّي عليه وملائكته، وتحوطه عنايته اللطيفة، فزكّى جنانه ولسانه، وشرح صدره، ووضع عنه وزره، وأعلى قدره، ورفع ذكره، وأقسم بعمره، ونصر دينه، وقهر عدوه، وطهّر أصله وأهله، وربّاه التربية المثلى، وغرس فيه الأدب الجمّ ليكون القدوة الحسنة للمؤمنين، والنموذج المحتذى إلى يوم الدين: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )(3).
ثم شهد له في كتابه الحكيم بسمو أدبه، ودماثة خلقه، بقوله: ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )(4).
فكانت شمائله العطرة، ومآثره المجيدة ترجمة عملية لآداب القرآن ،وأخلاق الإسلام التي ما فتئ يدعو إليها منذ انهمرت عليه آيات التنزيل الحكيم، وخاطبه ربه تبارك وتعالى بما شرفه من مقام النبوة؛ ليؤدي مهام البشارة والنذارة للرسالة الخاتمة، والدين القيم إلى الناس كافة: ( يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا )(5)، وقال: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا )(6).
لقد فاضت أنوار الإيمان على يديه، فشقّ عباب الكفر والفساد بما أفاء الله عليه من الهداية والرشاد، فاهتدى بها الناجون، وذاقوا حلاوة التوحيد والإيمان بعد ضنك الكفر والعصيان، وحرّر قلوبهم من الخضوع للأحجار والأوثان إلى تقديس الملك الرحمن، وأعتق نفوسهم من جور العباد إلى فضل الكريم الجواد.
ونال بعد رحلة الدعوة إلى الله المليئة بالتضحية والصبر والجهاد شرف الكرامة الإلهية بالتفضيل على سائر الأنبياء وبني آدم ؛ كما روى أبو سعيد - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: " أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر"(7).
ألا ما أحرانا أن نتفيّأ في ظلال شخصيته المعجزة، بما فيها من الخصال الفريدة، والخصال الحميدة، ما يروي ظمأ حبنا له - صلى الله عليه وسلم-، وما يكون عونًا لنا على الاقتداء به، واقتفاء هديه، واتباع سنته.
وستتشرف هذه الزاوية يومياً بإذنه تعالى بإطلالة مشرقة على طائفة من الشمائل المحمدية الخَلقية والخُلقية، عبر سلسلة من الحلقات، في ضوء المنهج العلمي في العزو، والتخريج، والتحقيق، سائلاً الله تعالى أن ينفع بها، ويهدينا إلى مرضاته، ويرزقنا الجنة، ووالدينا، وأزواجنا، وذرياتنا، وجميع المسلمين.
والله الموفق..
(1) الشاعر: إلياس فرحات.
(2) سورة الأنبياء: (107).
(3) سورة الأحزاب الآية:21.
(4) سورة القلم:4
(5) الأحزاب:45-47.
(6) سبأ: 28.
(7) رواه ابن ماجه (4308) وصححه الألباني.
تعليق