بداية :
إن القراءات متلقاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العزة سبحانه ، فالقراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول ، وليست القراءات من اختراع القراء ولا من اجتهاداتهم ، بل القراءات هي التي وجهت الصحابة رضي الله عنهم في رسم المصحف ، فقد كانوا يرسمون المصحف على وفق القراءات التي نزل بها القرآن ،وليس الأمر كما توهم بعض المستشرقين من أن اختلاف رسوم المصاحف ، وخاصية الخط العربي الذي رسم به المصحف و احتماله أن يقرأ على أوجه متعددة حيث لم يكن منقوطا ولا مشكولا ، كان هو السبب في نشأة القراءات
وقد اجمع أهل العلم على أن القرآن الكريم نُقل إلينا عن النبي صلى الله عليه وسلم بروايات متعددة متواترة، ووضع العلماء لذلك علماً أسموه علم "القراءات القرآنية"...
وقسّم اصحاب العلم والاختصاص القراءات القرآنية الى قسمين اساسيين :
اولا : القراءات المتواترة :-
وهي التي نقلت الينا باسانيد كثير متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم
وعددها عشر قراءات متواترة صحيحة وهي :
- قراءة نافع المدني، وأشهر من روى عنه، قالون و ورش .
- قراءة ابن كثير المكي، وأشهر من روى عنه البزي و قنبل .
- قراءة أبي عمرو البصري، وأشهر من روى عنه الدوري و السوسي .
- قراءة ابن عامر الشامي، وأشهر من روى عنه هشام و ابن ذكوان .
- قراءة عاصم الكوفي، وأشهر من روى عنه شعبة و حفص .
- قراءة حمزة الكوفي، وأشهر من روى عنه خلف و خلاد .
- قراءة الكسائي الكوفي، وأشهر من روى عنه أبو الحارث و حفص الدوري .
- قراءة أبي جعفر المدني، وأشهر من روى عنه عيسى بن وردان و ابن جماز .
- قراءة يعقوب المصري، وأشهر من روى عنه رويس و روح .
- قراءة خلف بن هشام البزار البغدادي، وأشهر من روى عنه إسحاق بن إبراهيم و إدريس بن عبد الكريم .
وقال ابن عاشور في تفسيره " التحرير والنتوير " أن القراءات التي يقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام هي: قراءة نافع برواية ورش في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي جميع القطر الجزائر، وجميع المغرب الأقصى، وما يتبعه من البلاد والسودان. وقراءة عاصم برواية حفص عنه في جميع المشرق، وغالب البلاد المصرية، والهند، وباكستان، وتركيا، والأفغان، قال - والكلام - لـ ابن عاشور - وبلغني أن قراءة أبي عمرو البصري يقرأ بها في السودان المجاور لمصر...
والقراءة الصحيحة المتواترة لا بد من توفر ثلاث امور فيها :
- أن توافق وجهاً صحيحاً من وجوه اللغة العربية .
- أن توافق القراءة رسم مصحف عثمان رضي الله عنه .
- أن تُنقل إلينا نقلاً متواتراً، أو بسند صحيح مشهور .
ثانيا القراءات الشاذة :-
فهي القراءة التي اختل فيها احد الاركان الثلاث السابقة ..
وقيل هي قراءة وافقت وجها من وجوه العربية ونقلت الينا بسند صحيح
ولكنها لم توافق رسم مصحف عثمان رضي الله عنه واطلق عليها " بهذا المعنى " ( القراءة التفسيرية )
وحكمها : يجوز تعلمها وتدوينها وتفسير القرآن بها ولا يجوز تلاوتها في الصلاة والتعبد بها
وفائدتها تتضح من اسمها {القراءة التفسيرية } ففيها امور او كلمات زائدة تفسر القرآن الكريم
مثل قراءة ابن مسعود قوله تعالى: { فاقطعوا أيديهما } ( المائدة:38) قرأها: ( فاقطعوا أيمانهما )
ففسرنا بها ان المراد بالقطع هي اليد اليمنى ...
وكقراءة عائشة و حفصة رضي الله عنهما، قوله تعالى: { حافظوا على الصلاة الوسطى } (البقرة:238) قرأتا الآية: ( والصلاة الوسطى صلاة العصر )... الخ
وأما عن دليل تعدد القراءات وصحتها باكثر من وجه :
فقد روى البخاري ومسلم " في صحيحيهما "
عن عمر رضي الله عنه أنه قال: ( سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة "الفرقان" في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يُقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أُساوره - أي أثب عليه - في الصلاة، فصبرت حتى سلم، فَلَبَّبْتُه بردائه - أي أمسك بردائه من موضع عنقه - فقلت: من أقرأك هذه السورة ؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: كذبت، فانطلقتُ به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرأ فيها، فقال: أرسله - أي اتركه - اقرأ يا هشام، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال: كذلك أنزلت، ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال: كذلك أنزلت ( إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه )
ولنعلم اخواني في الله ان موضوع القراءات موضوع طويل جدا ومتشعب ..
وقد حاولت الاختصار الى ابعد الحدود لكي لا اطيل عليكم ..
تعليق