لولا الحياء وأن يصفني بعضكم بالجنون لقلت إنني أردت أن أرفع صوتي وأنادي يا أبا جهل .. أقبل فهناك من تجاوزك بالشرك لكنني خفت أن يقبض علي .. فيمسك بي هؤلاء فيقيدوني.. ثم يبعثوا بي إلى ( ....... ) لا لأتمتع بالجو العليل الممطر في الهاطل هذه الأيام ؛ بل لأحل نزيلا على (مستشفى الأمراض النفسية ) فيحتار في الأطباء في علاجي لأنهم سيقابلون لأول مريض يبحث عن أبي جهل بعد ألف وأربعمائة عام ! ..

قال تعالى : " لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد. لكن الذين أتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وماعند الله خير للأبرار".
إن الاستشعار بعزة الإسلام ونعمة الإيمان التي أمتن الله بها علينا يوم أن جعلنا أمةً مؤمنةًً بالله موحدةًً له ومنزهةً له عن الشرك والمشركين لهي والله من أكبر النعم والحمد لله .
هؤلاء مهما بلغوا من الرقي ومن التطور ومهما ملكوا من الدنيا فإنه ... متاع قليل .. هكذا سماه رب العالمين العليم الخبير .. متاع وقليل أيضا .. نعم إنه متاع إذا ماقورن بنعيم الآخرة الذي سيحرمون منه .
يقول تعالى: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم ومالهم من ناصرين).
اللهم إجعلنا من أبناء الآخرة ممن لا خوف عليهم ولاهم يحزنون وارزقنا اللهم من العمل ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ..