بسم الله الرحمن الرحيم
الدفاع عن السنة
مقدمة :
إخواني في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم بين أيديكم هذه الدروس من واجبنا نحو السنة النبوية بحلقات متسلسلة يومية باذن الله تعالى ، وبعرضها كاملةً تباعاً في الدفاع عن سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من هجمات وطعنات من المتربصين لهذا الدين، سواء من المشركين وغير المسلمين أو من المنافقين
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن السنة النبوية هي كل ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خُلقية أو خَلقية، وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، وهي الترجمان والشارح للفرائض والأحكام العامة الواردة في كتاب الله تعالى، ومن أجل ذلك لا يمكن الاستغناء عن هذا المصدر لأنه يشكل الشطر الآخر لهذا الدين.
وقد تعرض هذا المصدر عبر تاريخه الطويل وإلى الوقت الحاضر لهجمات وطعنات من المتربصين لهذا الدين، سواء من المشركين وغير المسلمين أو من المنافقين الذين يحذون حذوهم في كل صغيرة وكبيرة، وتتمثل هذه التحديات والهجمات في مجملها في إثارة الشبهات حول صحة السنة النبوية، وصحة الأسانيد والرواة، وكذلك إثارة الشبهات حول شخص الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة من جميع جوانبها.
من أجل ذلك كان على الأمة أن تعرف واجباتها نحو سنة نبيها صلى الله عليه وسلم وتقوم بدورها المنشود من أجل الحفاظ على نقاوتها وصفائها، ورد الشبهات والأباطيل عنها، ولعل من أهم تلك الواجبات ما يلي:
إن من أهم الواجب الملقاة على عاتق الأمة عامة وعلى أهل العلم خاصة العمل على نشر السنة النبوية الصحيحة بين الناس، وبيان صحيحها من سقيمها، وهو واجب شرعي لقوله صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية)(1)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (نضر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)(2).
فهي مصدر أساسي للتشريع الإسلامي، ونشرها يعني نشر الشطر الثاني من هذا الدين، والذي يشرح في كثير من الأحيان الخطوط العامة في كتاب الله تعالى.
ومن الواجبات الملقاة على عاتق المسلمين تجاه السنة النبوية دراستها وتذاكرها بين الناس، داخل الأسرة وبين أفرادها، وخارجها بين أبناء المجتمع، وفق الوسائل والأدوات المتاحة، بحيث تتناول هذه الدراسة جميع ما يتعلق بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم المتمثلة في:
- دراسة شمائلة وأخلاقه عليه الصلاة والسلام.
- دراسة تعامله مع خالقه وأهل بيته وأسرته.
- دراسة تعامله مع الرجال والنساء، والكبار والصغار، والضعفاء والأقوياء.
- دراسة تعامله مع غير المسلمين في حالتي السلم والحرب.
وذلك من خلال القرآن الكريم وكتب الحديث وكتب السيرة المتوافرة في المكتبة الإسلامية، مثل السيرة النبوية لابن هشام، وطبقات ابن سعد، وتاريخ الطبري وغيرها.
ومن الواجبات التي تقع على عاتق الأمة نحو السنة النبوية هو العمل بما جاء في السنة النبوية وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من أحكام وتشريعات، امتثالاً لأمر الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(3)، (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً)(4).
وقوله عليه الصلاة والسلام: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: (من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)(5).
وبذلك فإن الادعاء في الأخذ بالقرآن وحده دون السنة ضرب من الكفر، وهدم لمعالم الدين، لأن السنة النبوية مفسرة ومفصلة لكثير من الفرائض والأحكام الواردة في القرآن بصورة عامة، كالصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها مما جاءت السنة مفصلة ومبينة لها.
ويكفي هؤلاء القوم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أُوتيت القرآن ومثله معه، ألا لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه حلالاً فأحلوه، وما وجدتم فيه حراما فحرموه، ألا وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله".
لقد تكفل الله تعالى بحفظ الدين لقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(6)، وحفظ الدين يشمل حفظ القرآن وحفظ السنة من التبديل أو التحريف، ولكن هذا لا يعفي المسلمين من واجب حماية الدين ومصادره واتخاذ الأسباب المناسبة لذلك، كما فعل الصحابة رضي الله عنهم حين جمعوا القرآن في مصحف واحد، وكذلك أهل العلم من بعدهم في حفظ السنة وجمعها وتصنيفها من حيث القوة والضعف عن طريق الجرح والتعديل في المتون والأسانيد.
وهذا يفرض علينا العمل المتواصل وبذل الجهود وتسخير الطاقات من أجل إيجاد آليات علمية حديثة لحفظ السنة النبوية من التحريف، وتقويض الهجمات المتتالية عليها من قبل أعدائها.
أن تتلقى السنة من مصادرها الأصلية وبتوجيه أهل العلم المختصين بها والموثوقين بهم، لقوله تعالى: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(7) وذلك من أجل أخذ الصحيح منها وترك الضعيف، وقد سخر الله تعالى كوكبة من العلماء في الماضي والحاضر لخدمة السنة النبوية في وضع القواعد والضوابط التي تحافظ على سلامة الحديث النبوي، فيما يتعلق بالإسناد وطرقه ومعرفة الرواة ووضع قواعد الجرح والتعديل من أجل الثقة من غيره، وهكذا. كل ذلك من أجل الحفاظ على السنة من التحريف. وقد ألّف هؤلاء العلماء مئات الكتب التي تعنى بالسنة النبوية حتى صارت علمًا مستقلاً بذاته، وأنشأت لها مراكز علمية متخصصة وكليات ومعاهد في أنحاء مختلفة من العالم.
وأسأل الله تعالى أن يرزقنا شرف خدمة سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وشرف الدفاع عنها بالقول والعمل، وصلى الله وسلم على ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المربين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الدفاع عن السنة
مقدمة :
إخواني في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم بين أيديكم هذه الدروس من واجبنا نحو السنة النبوية بحلقات متسلسلة يومية باذن الله تعالى ، وبعرضها كاملةً تباعاً في الدفاع عن سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من هجمات وطعنات من المتربصين لهذا الدين، سواء من المشركين وغير المسلمين أو من المنافقين
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن السنة النبوية هي كل ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خُلقية أو خَلقية، وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، وهي الترجمان والشارح للفرائض والأحكام العامة الواردة في كتاب الله تعالى، ومن أجل ذلك لا يمكن الاستغناء عن هذا المصدر لأنه يشكل الشطر الآخر لهذا الدين.
وقد تعرض هذا المصدر عبر تاريخه الطويل وإلى الوقت الحاضر لهجمات وطعنات من المتربصين لهذا الدين، سواء من المشركين وغير المسلمين أو من المنافقين الذين يحذون حذوهم في كل صغيرة وكبيرة، وتتمثل هذه التحديات والهجمات في مجملها في إثارة الشبهات حول صحة السنة النبوية، وصحة الأسانيد والرواة، وكذلك إثارة الشبهات حول شخص الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة من جميع جوانبها.
من أجل ذلك كان على الأمة أن تعرف واجباتها نحو سنة نبيها صلى الله عليه وسلم وتقوم بدورها المنشود من أجل الحفاظ على نقاوتها وصفائها، ورد الشبهات والأباطيل عنها، ولعل من أهم تلك الواجبات ما يلي:
إن من أهم الواجب الملقاة على عاتق الأمة عامة وعلى أهل العلم خاصة العمل على نشر السنة النبوية الصحيحة بين الناس، وبيان صحيحها من سقيمها، وهو واجب شرعي لقوله صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية)(1)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (نضر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)(2).
فهي مصدر أساسي للتشريع الإسلامي، ونشرها يعني نشر الشطر الثاني من هذا الدين، والذي يشرح في كثير من الأحيان الخطوط العامة في كتاب الله تعالى.
ومن الواجبات الملقاة على عاتق المسلمين تجاه السنة النبوية دراستها وتذاكرها بين الناس، داخل الأسرة وبين أفرادها، وخارجها بين أبناء المجتمع، وفق الوسائل والأدوات المتاحة، بحيث تتناول هذه الدراسة جميع ما يتعلق بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم المتمثلة في:
- دراسة شمائلة وأخلاقه عليه الصلاة والسلام.
- دراسة تعامله مع خالقه وأهل بيته وأسرته.
- دراسة تعامله مع الرجال والنساء، والكبار والصغار، والضعفاء والأقوياء.
- دراسة تعامله مع غير المسلمين في حالتي السلم والحرب.
وذلك من خلال القرآن الكريم وكتب الحديث وكتب السيرة المتوافرة في المكتبة الإسلامية، مثل السيرة النبوية لابن هشام، وطبقات ابن سعد، وتاريخ الطبري وغيرها.
ومن الواجبات التي تقع على عاتق الأمة نحو السنة النبوية هو العمل بما جاء في السنة النبوية وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من أحكام وتشريعات، امتثالاً لأمر الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(3)، (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً)(4).
وقوله عليه الصلاة والسلام: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: (من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)(5).
وبذلك فإن الادعاء في الأخذ بالقرآن وحده دون السنة ضرب من الكفر، وهدم لمعالم الدين، لأن السنة النبوية مفسرة ومفصلة لكثير من الفرائض والأحكام الواردة في القرآن بصورة عامة، كالصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها مما جاءت السنة مفصلة ومبينة لها.
ويكفي هؤلاء القوم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أُوتيت القرآن ومثله معه، ألا لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه حلالاً فأحلوه، وما وجدتم فيه حراما فحرموه، ألا وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله".
لقد تكفل الله تعالى بحفظ الدين لقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(6)، وحفظ الدين يشمل حفظ القرآن وحفظ السنة من التبديل أو التحريف، ولكن هذا لا يعفي المسلمين من واجب حماية الدين ومصادره واتخاذ الأسباب المناسبة لذلك، كما فعل الصحابة رضي الله عنهم حين جمعوا القرآن في مصحف واحد، وكذلك أهل العلم من بعدهم في حفظ السنة وجمعها وتصنيفها من حيث القوة والضعف عن طريق الجرح والتعديل في المتون والأسانيد.
وهذا يفرض علينا العمل المتواصل وبذل الجهود وتسخير الطاقات من أجل إيجاد آليات علمية حديثة لحفظ السنة النبوية من التحريف، وتقويض الهجمات المتتالية عليها من قبل أعدائها.
أن تتلقى السنة من مصادرها الأصلية وبتوجيه أهل العلم المختصين بها والموثوقين بهم، لقوله تعالى: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(7) وذلك من أجل أخذ الصحيح منها وترك الضعيف، وقد سخر الله تعالى كوكبة من العلماء في الماضي والحاضر لخدمة السنة النبوية في وضع القواعد والضوابط التي تحافظ على سلامة الحديث النبوي، فيما يتعلق بالإسناد وطرقه ومعرفة الرواة ووضع قواعد الجرح والتعديل من أجل الثقة من غيره، وهكذا. كل ذلك من أجل الحفاظ على السنة من التحريف. وقد ألّف هؤلاء العلماء مئات الكتب التي تعنى بالسنة النبوية حتى صارت علمًا مستقلاً بذاته، وأنشأت لها مراكز علمية متخصصة وكليات ومعاهد في أنحاء مختلفة من العالم.
وأسأل الله تعالى أن يرزقنا شرف خدمة سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وشرف الدفاع عنها بالقول والعمل، وصلى الله وسلم على ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المربين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(1صحيح البخاري، رقم3461، ص582.
(2) جامع الترمذي، رقم2658، ص603.
(3)سورة الحشر، الآية 7.
(4)سورة النساء، الآية 65.
(5)صحيح البخاري، برقم7280، ص1252.
(6)سورة الحجر، الآية 9.
(7)سورة النحل، الآية 43.
تعليق