بسم الله الرحمن الرحيم
لا تصدقوه..إنه كذاب الجزء الأخير
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله..
أيها الأحبة، في ما يلي عرض لطرق العلاج الشرعية لمن تعرض للسحر، الواردة في الآثار الصحيحة:
1-الرقية الشرعية التي كان سيدنا محمد يرقي أصحابه بها: (اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً)، يقولها ثلاثاً.
2-الرقية التي رقى بها جبريل سيدنا محمد صلى الله عيه وسلم: (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك)، يقولها ثلاثاً.
3-أخذ سبع ورقات من السدر الأخضر ودقها، ووضعها في إناء، والصب عليها من الماء ما يكفي للغسل "والأفضل أن يكون ماء زمزم"، وقراءة فوق الماء:
{آية الكرسي وسور الكافرون، الإخلاص، الفلق، الناس } والآيات التالية من سورة الأعراف: {فأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك، فإذا هي تلقف ما يأفكون، فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين}.
والآيات التالية من سورة يونس: {وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم، فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون، فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين، ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون}.
والآيات التالية من سورة طه: {قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى، قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى، فأوجس في نفسه خيفة موسى، قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى، وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى} وبعد القراءة يشرب من الماء على ثلاث دفعات، ويغتسل بالباقي، ولا بأس من تكرار ذلك أكثر من مرة حتى يزول السحر نهائيَّاً بإذن الله تعالى.
4- الإكثار من قول: (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة ومن كل عين لامَّة) وكذلك الإكثار من قول: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
5- قراءة سورة الفاتحة أيضاً، لما ثبت في الحديث الصحيح أن أحد الصحابة رقى بها سيد قبيلة على أجر، فأقره الرسول صلى الله عيه وسلم على أنها رقية وشاركهم في الأجر.
6- المواظبة على الوضوء مع إسباغه، الاغتسال، تناول الحبة السوداء كذلك العسل وشرب ماء زمزم كلها من الأمور النافعة في علاج السحر أيضاً.
بهذا نستطيع الخلاص من سحر الساحر بعد أن يلقي اللعين سحره، وإن كان من الأفضل أن نتقي السحر قبل وقوعه، وذلك بأن نحصن أنفسنا بأذكار الصباح والمساء والنوم واللباس ودخول الخلاء والخروج منه، والخروج من البيت والدخول إليه، ما إلى ذلك من الأذكار والأدعية والتعوذات الواردة عنه صلى الله عليه وسلم ، ومنها على سبيل المثال:
1-الإكثار من قراءة آية الكرسي في الصباح والمساء، في النهار والليل، عند الاستيقاظ وعند النوم، وعقب كل صلاة مفروضة، فما من شيء أشد على الشياطين منها، وقد ورد ذلك في أكثر من حديث صحيح، كقوله صلى الله عليه وسلم عنها: (من قالها حين يصبح أُجير من الجن حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي أُجير منهم حتى يصبح) .
2-قراءة الإخلاص والفلق والناس صباحاً ومساء، وعقب كل صلاة مكتوبة مرة، إلا الفجر والمغرب، فإنها تقرأ بعدهما ثلاث مرات، كما تقرأ عند النوم، وذلك بأن يتوضأ أحدنا، ويجمع كفيه، وينفخ فيهما، ويقرأ هذه السور، ثم يمسح بكفيه وجهه وما استطاع من جسده، ثم يجمع كفيه ويكرر ذلك مرة ثانية وثالثة.
3-قراءة آخر آيتين من سورة البقرة في الليل، لقول المصطفى صلى الله عيه وسلم: (من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)، أي كفتاه من كل سوء، وحديث: (إن الله عز وجل كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات بألف عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا تقرآن في دار ثلاث ليال، فيقربها شيطان).
4-قراءة سورة البقرة كاملة أو الاستماع إليها عبر شريط مثلاً، إذ صح عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن الدار الذي تقرأ فيه البقرة ليلاً لا يقربها شيطان لثلاث ليال.
5-الإكثار من: {أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق}، في أي وقت، وكلما نزل أحدنا منزلاً، سواء أكان مركز العمل أو السيارة أو الجبل أو البحر أو البيت، إذ قال المصطفى صلى الله عيه وسلم: {من نزل منزلاً فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك}،
والمواظبة على قول: {بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم} ثلاث مرات، في أول النهار وأول الليل، إذ بيَّن الرسول المصطفى صلى الله عيه وسلم أن ذلك سبب للسلامة من كل سوء، فقال: {من قالها ثلاث مرات حين يصبح وثلاثاً حين يمسي، لم يضره شيء} .
6-أكل سبع تمرات من تمر العجوة صباحاً، فقد ورد أن من فعل ذلك لم يضره سم ولا سحر سائر اليوم، ويرى بعض العلماء أن أي نوع من التمر له الخاصية نفسها.
وملاحظة هامة نوردها، وهي أنه كما تنفعنا هذه الأمور التي ذكرناها في الوقاية من السحر قيل وقوعه، فإنها تنفعنا أيضاً في العلاج منه، بالإضافة إلى ما ذكرناه من وسائل شرعية في موضعها.
هذا دون إهمال باقي الأدعية والأذكار، ففي المواظبة على الأذكار حصانة من السحر والجان، أما علمت أنك عندما تخرج من البيت مثلاً تحضرك الشياطين، فإن قلت: {بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله}، تحضرك الملائكة وتبشرك: "هديتَ ووقيتَ وكفيتَ"، وتبتعد عنك الشياطين، فلا تهمل من الذكر شيئاً.
وإليك هذا الدعاء من سيد المرسلين محمد ، دعاء لردِّ كيد مردة الشياطين:{أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بِرً ولا فاجر من شر ما خلق وبرأ وذرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فِتَن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يارحمن} .
أيها الأحبة، إن القلوب التي تهجر ذكر الله وشرع الله وكتاب الله، هي قلوب حبيبة إلى الشياطين، تسكنها الجن وتفرح بسكناها، وتحليل المحرمات بدعوى أن الدين يسر لا عسر أو لإتباع الهوى والمصلحة والمنفعة المادية، من أحب الأمور إلى الشياطين، وأجســاد أصحابها مسكن ممتاز للجان، أما القلوب التي تعلقت بالله، وبذكره تعالى، وبشرعه وكتابه، هي قلوب محصنة بإذن الله من الشياطين والجان، إنها قلوب ابتعد أصحابها عن الهوى، تركوا الحرام وأكل الحرام وأذية الناس، ففرَّت منها الشياطين والجن.
نعم، قد تكون من المتقين ويكتب لك ساحر، يبتليك الله بذلك ليختبر إيمانك وثقتك به تعالى، فإن صبرت ولجأت إلى الرحمن بالدعاء، تركك الجن خائباً مهزوماً، وبطل كيد السحر، أو لم يقل الله تعالى: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} .
وكلمة أخيرة أوجهها إلى كل ساحر ومشعوذ ودجال ، هلا زرتم القبور يوماً؟ هلا توقفتم عندها وسلتم أنفسكم بصدق: حين ستصبحون من سكانها، تملأ الديدان أجسادكم هل سيأتيكم صاحبكم الجني لينقذكم؟
هل ستسدعونه ليخلصكم من عذاب القبر؟
أو سيساعدكم حين تقفون بين يدي العزيز الجبار؟
هل يغني عنكم شيئاً ؟ وأنتم تجرون إلى أهلكم، إلى أزواجكم ووالدكم وأمكم وأبنائكم تستجدون حسنة تشفع لك، فيهربون منكم، بل ويتمنى كل منهم أن يفتدي نفسه من عذاب الله بك وبأهل الأرض جميعاً، كما تتمنون أنتم ذلك، فبم ستفيدكم شياطينكم عندها؟!!!
ماذا ستفعل لكم إن أمر الله الملائكة بإلقائكم في النار؟
هناك ستوضع السلاسل والأغلال في أعناقكم وتُسحبوا على وجوهكم إلى النيران، تتدحرجون فيها سبعين خريفا حتى تصلوا إلى قعرها، حيث تتحولوا إلى عملاق، ضرسكم بحجم جبل أحد، النيران تشوي أجسادكم، أكلكم هو الزقوم، وشرابكم هو الحميم، تتقطع أمعاؤكم منه، ينضج جلودكم من النيران فيبدلكم الله به جلداً آخر، ويتواصل العذاب إلى ما لا نهاية، فماذا تظنون الشيطان لكم فاعلاً؟
اسمعوا ما سيفعله شيطانكم : {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم}.
سلوا أنفسكم يا مساكين، إن كانت الجن التي كفرت من أجل أن تتعامل معكم ،أهي قادرة على أن تمنع الملائكة من تسجيل سيئاتكم، وأخذ أروحكم، وسوقكم إلى النار، ثم حددوا مصيركم واختياركم بأيديك.
أيها الأخوة : الحقيقة كالشمس الساطعة لا يستطيع أحد على وجه الأرض من لدن آدم عليه السلام إلى يوم القيامة أن يضل أحداً إلا الذي أراد أن يضل يصغي لمن أضله فقط ، الذي أراد أن يعصي يصغي لمن دعاه إلى المعصية ، قال وجاءت كل نفس معها سائق من الملائكة وشهيد يشهد على فعله الذي فعله في الدنيا .
وقال مجاهد سائق يسوقها إلى أمر الله عز وجل وشاهد يشهد عليها بما عملت ، وقال بعض العلماء السائق من الملائكة والشاهد من أنفسهم ، الأيدي والأرجل والملائكة أيضاً شهداء عليهم ، ثم يتكلم شيطانه الذي كان له قرين في الدنيا : ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد .
أيها الإخوة الأحبة فلئن لا أملك لكم نفعاً ولا ضراً من باب أولى فهذا مقام النبوة مقام الرسالة مقام سيد الأنبياء والمرسلين مقام سيد الخلق وحبيب الحق لا يعلم الغيب ، لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ، يخاف إن عصى الله عذاب يوم عظيم ، مرة كان في بيت أحد أصحابه وقد توفي فسمع امرأة تقول هنيئاً لك أبا السائب لقد أكرمك الله قال وما أدراك أن الله يكرمه ؟ قولي أرجو الله أن يكرمه ، وأنا نبي مرسل لا أدري ما يفعل بي ولا بكم .
أيها الإخوة ، أي إنسان على وجه الأرض من لدن آدم إلى يوم القيامة يدعي أنه يعلم الغيب فهو كذاب دجال منافق ، إن الجهل يضرب أطنابه بعنف شديد في مجتمعاتنا الإسلامية، فترى كثيراً من الناس يهرعون إلى هؤلاء الدجالين، وما زلت أذكر مرة شخصاً حاورته في هذا الموضوع، ففوجئت به يقول:
لعنهم الله، كل من يحضر الجن كافر ملعون إلا فلان الفلاني، لأني أحبه!!!
اللهم، إنا نعوذ بك من هؤلاء الملاعين ونسألك أن تجنبنا إياهم، وأن ترفع الجهل عمن ابتلي به وتعامل معهم، كي لا يأخذ إلا بوسائل العلاج الشرعية، ولا يغضب ربنا عز وجل بإرضاء من دنسوا كتابه الكريم،
وأن يتقبل منا عملنا هذا، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد.
تم بحمد الله
والحمد لله رب العالمين
تعليق