بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى أله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... وبعد :
أشكر الأخ مشعل على سؤاله عن هذا الموضوع ، وأحببت أن أضع الموضوع منفصل عن السؤال لكي يتم الدخول إليه مباشرة ضمن عنوان يتيح للباحث بالجوجل أن يعثر عليه ...
الرصد - وبشكل مختصر ...
عبارة عن جن يتم تسخيره من قبل أهل التعازيم والشركيات والكفريات مقابل عمل يدخل النار ( نسأل الله السلامة )
فهذا شرط ابليس على جنوده ، وهذا الكلام له دلائل عدة في الكتاب والسنة على أن ابليس لا يخدم البشر إلا بعمل يوجب دخول النار وينشر الفساد - قال تعالى ( و استفزز من استطعت منهم بصوتك و أجلب عليهم بخيلك و رجلك ) الإسراء 64
هذا ليس تفسيراً للآية ولكن استشهاد على عظم الحرب التي يشنها ابليس وجنوده لإدخالهم الناس في النار ...
ويشترط على أي جندي من جنود ابليس ( الجن الضعاف والمردة على سواء ) أن يتلقى أمر يوجب دخول النار من الإنسان حتى يخدمه ...
فأول من استخدم الاستعانة بالجن هم بنو اسرائيل وذلك من بقايا السامري وبقايا سحرة فرعون ، فقاموا بوضع الطلاسم والتعازيم وذبح البشر والأنعام لغير وجه الله حتى يخدمهم الجن .
فعلى سبيل المثال يقوم اليهود بستخير الجن لحراسة كنزهم ضمن طقوس نسأل الله السلامة منها ، وذلك لحفظ أموالهم المدفونة إلى يوم القيامة ، علماً أن اليهود والنصارى كان مثبت لديهم أن أرض المحشر هي بلاد الشام ، فأكثروا من الدفن فيها .
حتى أن بعضهم يأتي من بلاد الغرب ليدفن كنزه في بلاد الشام ونواحيها ، وذلك للاستفادة من الكنوز يوم القيامة
وهذا أيضاً استشهاد وليس تفسير لكي لا نضع الآيات بغير محلها
(إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار لن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم ومالهم من ناصرين91)
فكانت اليهود يحاولوا أن يحموا كنوزهم بالسحر والرصد ...فيتم توارث مهمة حراسة الكنز من قبل الجن أباً عن جد حتى يتم بالمقابل عمل كفري آخر لفك هذا الرصد ( نسأل الله السلامة )
وهذا ما يفعله الدجالون والذين يزعمون بعلم الروحانيات والتعازيم والخرط والكذب والكفر البواح ...
ومن بعد اليهود النصارى ، إذ أن النصارى تعتبر بذرة وثمرة الديانة اليهودية حسب مقالات تاريخية ودينية ، وكان علم التكنيز والدفائن محصور بين اليهود ، فكان النصارى يستعينون بأحبار اليهود في الدفن ، ولذلك انحصرت كتب فك الإشارات الأصلية والكافية والوافية بيد اليهود .
وكانت الدفائن تسجل رسمياً ضمن كتب عند القساوسة والأحبار ، ولا يستطيع أي شخص يدفن من تلقاء نفسه أو يضع إشارة عشوائية ( هذا ضمن الحضارة اليونانية والبيزنطية الشرقية وتحت حكمها براثع اليهود ) .
فكانوا يأخذون الإشارات وفق وصف معين ومقاسات معينة لا تختلف عن شبيهتها .
فالعقرب والأفاعي للملوك والبلاط الملكي بشكل عام
والباقي حسب مكانة الشخص نفسه
وقد يستاءل سائل لماذا الذهب مع اليهود ؟؟؟
فهناك عدة أسباب اولها أن اليهود كانوا أتباع سليمان بن داود عليهم السلام ولكنهم انقلبوا على أدبارهم وتركوا الحنيفية والديانة الحق من بعد موت سليمان عليه السلام ، ولا يخفى علينا ما كان لنبي الله سليمان من كنوز ومحاريب وتماثيل ( غير تصويرية ) في البلاد وخصوصاً بفلسطين ...
فاستولى عليها اليهود من بعد موت سليمان عليه السلام ، واستعملوا السحر من بعده وقالوا أن نبي الله استعمل السحر ...
ولكن الله رد عليهم وعلى كذبهم وافترائاتهم بالآية الكريمة ( وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ... ) الآية ...
والسبب الثاني انحصار مهنة صياغة الذهب بين اليهود وممارستهم لأعمال الشعوذة والسحر للاستيلاء على أموال البشر
نعود لموضوع الرصد ...
فالرصد يتم تشكله وتصوره حسب الذبح والنذر الذي تم فوق المكان ، فإن كان إنسان ، فإن الجن يتشكل بشكله وإن كان ديك أو حصان أو أفعى فإنه كذلك - مع قدرة الجن على التشكل الكامل ...
فالبعض يظن أن العبد إذا ذبح فإنه يصبح رصداً ... فهذه المقولة خاطئة إنما العبد يموت وتنطلق روحه للبرزخ الغيبي
ولكن الذي يخدم على الكنز هو الجن ومن بعده بنيه حتى انقضاء الأجل وحسب قوة السحر والتعزيمة
ولنا تكملة إن شاء الله على طرق فك الرصد أو كف أذاه على الأقل ...
ملاحظة : الاستشهاد بالآيات ليس من باب التفسير أو الخوض بالقرآن وإنما من باب التذكر والقياس ، وأسأل الله ألا أكون خضت بما ليس ليه به علم
وإنما الموضوع لصرف الناس عن كفريات الدجالين والذين يتعاملون ويفاوضون الرصد ( الجن ) ويقدمون لهم قرابين أو ذبح ، وهذا محرم شرعاً .
وما يفضي إلى محرم فهو محرم ، فإن كان الذبح للجن ولو دجاجة لإخراج الكنز فالمال كله حرااااااام بحرام وشرك ، والشرك لا يغفر - نسأل الله السلامة
يتبـــــــــع
تعليق