سأل عمر الله تعالى أن يرزقه الشهادة في المدينة ، فقال: [يا ربي أسألك الشهادة في بلد رسولك، وفي سبيلك] فأتته المنية في صلاة الفجر.
لقد مات بين السيف والرمح ميتة تقوم مقام النصر إن فاته النصر
عليك سلام الله وقفاً فإنني رأيت الكريم الحر ليس له عمر
قتله مولى من موالي المغيرة، فقد أتى يشتكي عند عمر وقال: سيدي أرهقني بالدراهم، يأخذ علي دراهم كثيرة.
قال عمر : [كم يأخذ عليك؟
].
قال: درهمين في اليوم.
قال عمر : [هذا شيء يسير].
قال: يا أمير المؤمنين، والله لأصنعن لك رحاً يسمع بها الناس.
فلما خرج قال عمر : [أتدرون ماذا يقول هذا المجرم؟
].
قالوا: لا.
قال: [يتهددني بالقتل].
وفي النهار الثاني، دبر قتله، فأتى بخنجر له حدان اثنان، وسمه طويلاً، فلما ركع عمر ، وقد قرأ سورة يوسف ، فبكى، وأبكى الناس، فكان إذا وصل إلى: ((وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)) تلعثم من البكاء، فيبكي الناس معه، حتى لا يسمع ماذا يقال من الكلام، فلما ركع وقال: الله أكبر، تقدم هذا المجرم في الركوع، ضربه ثلاث ضربات، فهوى وقال: [حسبي الله، عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم] فالتفت، وهو مطعون، رضي الله عنه، ودماؤه في الأرض، وقال: [إنا لله وإنا إليه راجعون].
مولى المغيرة لا جادتك غادية من غادة الله ما جادت غواديها
مزقت خير أديم كله همم فيه ذمة الله دانيها وعاليها
فحمل رضي الله عنه إلى البيت، فدخل عليه علي ، وابن عباس ، رضي الله عنهم، فعزياه في نفسه بكلمات رائعة، فأما ابن عباس فقال: [هنيئاً لك يا أمير المؤمنين، أسلمت، فكان إسلامك فتحاً، وتوليت، فكانت ولايتك رحمة].
وأما علي فقال: [لطالما سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم يقول: ذهبت أنا وأبو بكر و عمر ، وجئت أنا وأبو بكر و عمر ، فأسأل الله أن يحشرك مع صاحبيك].
لقد كفنت سعادة الإسلام في أكفان عمر ، كما قال أحد العلماء.
لقد كان سداً منيعاً، رضي الله عنه، أما الفتن فلما مات هبت علينا أعاصيرها.
أيا عمر الفاروق هل لك عودة فإن جيوش الروم تنهى وتأمر
تعليق