الفرق بين المحكم والمتشابه:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: -
المحكم: هو اللفظ الواضح الدلالة على معناه.
والمتشابه: ما استأثر الله تعالى بعلمه أو احتاج إلى بيان أو رد إلى المحكم...
قال صاحب المراقي في ألفية الأصول:
وذو وضوح محكم والمجمل هو الذي المراد منه يجهل
وما به استأثر علم الخالق فـذا تشابهــا عليها أطـلق
وقد فرق بعضهم بين المحكم والمتشابه بقوله:-
المحكم ما علم المراد منه، والمتشابه: ما استأثر الله تعالى بعلمه.
وقال بعضهم المحكم: ما لا يحتمل إلا وجها واحداً، والمتشابه: ما احتمل أوجها عدة.
وقال بعضهم المحكم: ما استقل بنفسه ولم يحتج إلى بيان، والمتشابه: ما لا يستقل بنفسه ويحتاج إلى بيان.
وكل هذه المعاني ترجع إجمالاً إلى المعنى الأول.
والمسلم يعمل بالمحكم ، ويسلم للمتشابه وهذا هو الموقف الصحيح .
والإحكام والتشابه من حيث اللغة يطلقان على القرآن الكريم عامة فيوصف بأنه محكم وبأنه متشابه،
كما في قوله سبحانه وتعالى: ((كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )).
وكما في قوله سبحانه وتعالى: ((كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ)) {الزمر: 23}.
فهو في غاية الإحكام والإتقان اللفظي والسمو المعنوي والدقة في التعبير والمعلومة،
وهو كذلك متشابه ومتماثل في ألفاظه ومعانيه ويصدق بعضه بعضاً ولا يوجد فيه اختلاف أو تناقض: ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً.
والله أعلم
تعليق