حمى الله محارمه
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... وبعد:
قال الله سبحانه وتعالى : { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } الحج:32.
وقال تعالى:{ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }البقرة:229
ولا شك بأن من تعظيم الله تعالى تعظيم حرماته، ولا يكون تعظيم حرماته جل جلاله إلا بعد العلم بوجوبها والإقرار بها والقيام بحقوقها ، عن أبي عبدا لله جابر بن عبدا لله الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت إذا صليت المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئا أدخل الجنة قال ( نعم ) رواه مسلم،وعن أبي عبدا لله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الحلال بيّن والحرام بيّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ،ألا وأن لكل ملك حمى ،ألا وإن حمى الله محارمه ، إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ،ألا وهي القلب )رواه البخاري و مسلم
إذن فإن المؤمن الحق هو الذي يعظم حرمات الله ويستشعر هيبته ويخضع لجلاله، أما الغافلون والعصاة فيتهاونون بالذنوب ويجاهرون بالمعاصي ، يقول ابن مسعود رضي الله عنه : ( إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به ـ وأشار بيده ـ هكذا ) ، ويقول بلال بن سعد ـ رحمه الله: ( لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظم من عصيت ).
وإن من تعظيم الله عز وجل توحيده وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له وطاعته في السر والعلن والسراء والضراء واليقين بأنه لا إله إلا الله ، ومن تعظيم حرمات الله تعالى: تعظيم نبيه صلى الله عليه وسلم وطاعته فيما أمر والانتهاء عما نهى عنه وزجر ، وتقديم أمره ونهيه على أي كان وتصديقه فيما أخبر ، والرضا بدينه وإتباع سنته ، وقد أيده الله عز وجل بالمعجزات وخصه بالقرآن العظيم الذي هو حجة الله البالغة والمعجزة العظمى. وإن تعظيم كتاب الله وكلام الله تعالى ليس بتزيينه وطباعته و تعليقه فحسب أو بجعله افتتاحًا للمناسبات أو بقراءته على الأموات ، بل بإقامة حدوده، والاحتكام إليه، والعمل به، وتعظيم شأنه، والسير على منهجه 0
ومن تعظيم حرمات الله تعالى تعظيم حرمة المؤمن، واحترام حقوقه، وعدم النيل من كرامته والتعدي عليه، وتعظيم المقدسات الإسلامية، وتعظيم الشعائر الدينية، كتعظيم المسجد الحرام و مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والأدب مع صاحبه وعدم رفع الصوت عنده ،وتعظيم المسجد الأقصى ونصرته ولو بالدعاء،روي عن صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ,أنه كان في مجلس ودارت بعض الأحاديث وضحك القوم وهو لا يضحك، فقالوا له: مالك لا تضحك فقال: إني أستحيي من الله أن يراني ضاحكًا والمسجد الأقصى بأيدي الصليبيين ، كذلك يجب تعظيم بيوت الله كافة والسعي في عمارتها، بذكر الله والمحافظة على أداء صلاة الجماعة فيها .
إن تعظيم حرمات الله تعالى بإقامة شرعه وامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، لهو طريق الفلاح، وسبيل النجاح، وأعلم أخي الحبيب أن لا سعادة مع معصية فلا تكون عبدا لشهواتك ،تسلح بالإيمان وعليك بالتوبة النصوح ولجأ إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بأن يعينك على محاربة هوى النفس وشياطين الجن والإنس ، قال تعالى { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) } النازعات اسأله جل جلاله أن يجعل لك مخرجا من الذنوب والمعاصي و استعن به فلا حول ولا قوة إلا بالله.. ويكفيك أن الله يفرح لتوبتك فرحا شديدا ..وأعلم بأن الإقدام على المعصية ظلم للنفس ، وأعظم من هذا الظلم أن يدعو العاصي غيره للمعصية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ) رواه مسلم ، وعن زينب بنت جحش -رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول:
( لا إله إلا الله ،ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه) وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال( نعم إذا كثر الخبث ) رواه مسلم
ومعنى الخبث، أنواع الفسق والفجور، مٍن الزنا، وشرب الخمور، وأكل الربا، وغيرها من أنواع المعاصي والذنوب ، لقد كثر الخبث وكثرت المجاهرة بالمعاصي والآثام و الاستخفاف بمحارم الله .
واعلموا حفظكم الله أن الصالحين منا إن كانوا قادرين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم يقوموا به فلن ينجوا من العذاب ، أما إن قاموا بواجب الدعوة إلى الله عز وجل فهم ليسوا بصالحين فقط وإنما مصلحون لغيرهم قال تعالى { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف 164 وقال تعالى :{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } هود: ١١٧
فعليك أخي الحبيب أن لا تنتظر العصاة حتى يأتوا إلى عقر بيتك ويدعوا أبناءك وبناتك لانتهاك حرمات الله ، بل سارع أنت إليهم وذكرهم بأيام الله وحبب إليهم التوبة واحتويهم في بيوت الله حيث الصحبة الصالحة والبيئة النقية ، ولا تيأس إذا رأيت المعاصي تكثر ‘ فاليوم لهم وغدا لنا بإذن الله 0
{ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } يوسف: ١١٠ .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... وبعد:
قال الله سبحانه وتعالى : { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } الحج:32.
وقال تعالى:{ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }البقرة:229
ولا شك بأن من تعظيم الله تعالى تعظيم حرماته، ولا يكون تعظيم حرماته جل جلاله إلا بعد العلم بوجوبها والإقرار بها والقيام بحقوقها ، عن أبي عبدا لله جابر بن عبدا لله الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت إذا صليت المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئا أدخل الجنة قال ( نعم ) رواه مسلم،وعن أبي عبدا لله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الحلال بيّن والحرام بيّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ،ألا وأن لكل ملك حمى ،ألا وإن حمى الله محارمه ، إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ،ألا وهي القلب )رواه البخاري و مسلم
إذن فإن المؤمن الحق هو الذي يعظم حرمات الله ويستشعر هيبته ويخضع لجلاله، أما الغافلون والعصاة فيتهاونون بالذنوب ويجاهرون بالمعاصي ، يقول ابن مسعود رضي الله عنه : ( إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به ـ وأشار بيده ـ هكذا ) ، ويقول بلال بن سعد ـ رحمه الله: ( لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظم من عصيت ).
وإن من تعظيم الله عز وجل توحيده وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له وطاعته في السر والعلن والسراء والضراء واليقين بأنه لا إله إلا الله ، ومن تعظيم حرمات الله تعالى: تعظيم نبيه صلى الله عليه وسلم وطاعته فيما أمر والانتهاء عما نهى عنه وزجر ، وتقديم أمره ونهيه على أي كان وتصديقه فيما أخبر ، والرضا بدينه وإتباع سنته ، وقد أيده الله عز وجل بالمعجزات وخصه بالقرآن العظيم الذي هو حجة الله البالغة والمعجزة العظمى. وإن تعظيم كتاب الله وكلام الله تعالى ليس بتزيينه وطباعته و تعليقه فحسب أو بجعله افتتاحًا للمناسبات أو بقراءته على الأموات ، بل بإقامة حدوده، والاحتكام إليه، والعمل به، وتعظيم شأنه، والسير على منهجه 0
ومن تعظيم حرمات الله تعالى تعظيم حرمة المؤمن، واحترام حقوقه، وعدم النيل من كرامته والتعدي عليه، وتعظيم المقدسات الإسلامية، وتعظيم الشعائر الدينية، كتعظيم المسجد الحرام و مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والأدب مع صاحبه وعدم رفع الصوت عنده ،وتعظيم المسجد الأقصى ونصرته ولو بالدعاء،روي عن صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ,أنه كان في مجلس ودارت بعض الأحاديث وضحك القوم وهو لا يضحك، فقالوا له: مالك لا تضحك فقال: إني أستحيي من الله أن يراني ضاحكًا والمسجد الأقصى بأيدي الصليبيين ، كذلك يجب تعظيم بيوت الله كافة والسعي في عمارتها، بذكر الله والمحافظة على أداء صلاة الجماعة فيها .
إن تعظيم حرمات الله تعالى بإقامة شرعه وامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، لهو طريق الفلاح، وسبيل النجاح، وأعلم أخي الحبيب أن لا سعادة مع معصية فلا تكون عبدا لشهواتك ،تسلح بالإيمان وعليك بالتوبة النصوح ولجأ إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بأن يعينك على محاربة هوى النفس وشياطين الجن والإنس ، قال تعالى { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) } النازعات اسأله جل جلاله أن يجعل لك مخرجا من الذنوب والمعاصي و استعن به فلا حول ولا قوة إلا بالله.. ويكفيك أن الله يفرح لتوبتك فرحا شديدا ..وأعلم بأن الإقدام على المعصية ظلم للنفس ، وأعظم من هذا الظلم أن يدعو العاصي غيره للمعصية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ) رواه مسلم ، وعن زينب بنت جحش -رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول:
( لا إله إلا الله ،ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه) وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال( نعم إذا كثر الخبث ) رواه مسلم
ومعنى الخبث، أنواع الفسق والفجور، مٍن الزنا، وشرب الخمور، وأكل الربا، وغيرها من أنواع المعاصي والذنوب ، لقد كثر الخبث وكثرت المجاهرة بالمعاصي والآثام و الاستخفاف بمحارم الله .
واعلموا حفظكم الله أن الصالحين منا إن كانوا قادرين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم يقوموا به فلن ينجوا من العذاب ، أما إن قاموا بواجب الدعوة إلى الله عز وجل فهم ليسوا بصالحين فقط وإنما مصلحون لغيرهم قال تعالى { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف 164 وقال تعالى :{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } هود: ١١٧
فعليك أخي الحبيب أن لا تنتظر العصاة حتى يأتوا إلى عقر بيتك ويدعوا أبناءك وبناتك لانتهاك حرمات الله ، بل سارع أنت إليهم وذكرهم بأيام الله وحبب إليهم التوبة واحتويهم في بيوت الله حيث الصحبة الصالحة والبيئة النقية ، ولا تيأس إذا رأيت المعاصي تكثر ‘ فاليوم لهم وغدا لنا بإذن الله 0
{ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } يوسف: ١١٠ .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق