من صور ظلم الزوجات:
أولاً : التخلي عن القوامة ، وتسليم القيادة للزوجة : وهذا خلاف ما جاءت به الشرائع السماوية ،والفطر السوية .
يقول الله تعالى : ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ)) (النساء: من الآية34).
ثانياً : ضرب الزوجة ضربا مبرحاً : ولأتفه الأسباب .. فيضرب الوجه ويشد الشعر ، وأحيانا تصل المسألة إلى العقال ، وتارة بالنعال ، وإن توقف الأمر عند البصاق سجدت المرأة لله شكراً على أن هذا هو نهاية المطاف منه .
يفعل ذلك كله ولسانه لا يتوقف عن السباب والشتام ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
((لا يَجْلِدُ أَحَدُكُمْ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ ثُمَّ يُجَامِعُهَا فِي آخِرِ الْيَوْمِ))
تقول عائشة رضي الله عنها : ((مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلا امْرَأَةً
وَلا خَادِمًا إِلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ))
ثالثاً : مناداة الزوجة بأقبح الأسماء : فبعض الأزواج قد ينادي زوجته بألفاظ قبيحة أو يصفها بعبارة بذيئة ، ويعد ذلك من الرجولة أحياناً ، وفرض السيطرة عليها ، وهذا خلاف ما كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم من حسن
التلطف بالحديث مع نسائه وزوجاته.
يقول ابن القيم رحمه الله : ( كان صلى الله عليه وسلم يتخير في خطابه ويختار لأمته أحسن
الألفاظ وأجملها وألطفها وأبعدها من ألفاظ أهل الجفاء والغلظة ، فلم يكن فاحشاً
ولا متفحشاً ولا صخاباً ولا فظاً )
رابعاً : عدم تجمل الرجل للمرأة : فالرجل يطالب المرأة بأن تتزين له ، وأن تستعد له بأحسن اللباس ،
وأحسن الطيب ، ولكن نسي نفسه هو فرائحته تشمئز منها النفس ،فرائحة الدخان تتصاعد من فمه ،
وإنك لتعجب من بعض الرجال فهو لا يعرف التجمل إلا في المناسبات والاجتماعات .
يقول ابن عباس رضي الله عنهما : إني لأحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي المرأة
لأن الله تعالى يقول :
((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)) (البقرة: 228) [5]
يقول ابن كثير : (أي طيبوا أقوالكم لهن وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها فافعل أنت بها مثله)
خامساً : ظلم الزوجة الثانية : نحن نؤمن بحكم الله تعالى بشرعية التعدد ، ونعلم يقينا أن الله تعالى ما شرع هذا الأمر إلا لحكمة عظيمة ، ومصالح جليلة ، ولكن المصيبة هي في ظلم الرجال لنسائهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :
((مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ))
وظلم الثانية قد يكون بعدم العدل في الهبة والعطية أو الليلة أو أن يهجرها لأدنى سبب ، أو ترك العدل في السفر ، أو يظهر الفرح الشديد بالزوجة الجديدة أمام الأولى .
سادساً : منع الزوجة من زيارة أهلها والسلام عليهم : لقد اتصلت وأجشهت بالبكاء وهي من دولة عربية تقول : إنها تسكن في المملكة منذ عشرين عاماً لم تر إخوانها وأخواتها منذ اثني عشر عاماً ، مع أنه يسافر لزيارة أهله كل سنة !!
بل ذكرت إحدى النساء أنها لم تر ابنتها منذ ثمان سنوات ، وأقسمت بالله تعالى أنها ما بينها وبين ابنتها إلا شارعاً واحداً، ولكن هذا الزوج القاسي منعها من رؤية حتى أقرب الناس إليها وهي والدتها ، حتى تذكر أنها وسطت أهل الخير بدون فائدة ، بل تقول : لقد قبلت رجله متوسلة ولكن بدون فائدة ، ثم تقول باكية أيرجو الناس غيثاً من السماء وفينا مثل هذه الظواهر، ثم قالت وقد زادت لوعتها ، تصور أنك في موقفي وفي مثل حالتي ، حينها لم أملك دمعة غلبتني فسقطت بدون أذن مني، حينها قلت عاملك الله بما تستحق أيها القاسي !!
أي قلب يحمله مثل هذا الزوج ..
نسأل الله تعالى السلامة والعافية ..والذي ينبغي فعله أن يخصص زيارة لأهل الزوجة حسب الحاجة ..ويختلف هذا باختلاف قرب أهل الزوجة وبعدهم ..ولكن يتذكر الزوج قول النبي صلى الله عليه وسلم :
((لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ))
سابعاً : أن يحملها ما لا تطيق : بعض الأزواج يحمل الزوجة ما لا تطيق من الأعمال ويريدها أن تكون كالآلة الصماء ..
وهذا أمر متعذر فالمرأة يعتريها المرض ويصيبها الحمل، وتأتيها الدورة الشهرية ..
وكل هذه العوارض تضعف من نشاطها، وتقلل من فعاليتها ، وهذا أمر طبيعي فلابد من الصبر عليها
عند المرض، ولابد من إعانتها في مثل تلك الظروف ، وتصور نفسك مكانها، وقد أصابك ما أصابها
ربما لا تطيق أن تكلم أحداً فضلاً أن تقوم بخدمته وقضاء حاجته !! فرفقاً بالقوارير أيها الأزواج !!
ثامناً : تنقص أهل الزوجة أمامها : يحدث أحياناً أن بعض الأزواج يتنقص أهل الزوجة ويسئ
إليهم بالقول والفعل .. ويهجرهم ويدع إكرامهم ، ولا يجيب دعوتهم ..بل أحياناً يوصل زوجته
ولا يكلف نفسه عناء السلام على والدها.
وهذا مخالف لمنهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرم أخوات خديجة
رضي الله عنها وصديقاتها ، ويفرح بقدومهم ، وما ذلك إلا لإكرام زوجته رضي الله عنها .
تاسعاً : إهانة الزوجة أمام الأهل : بعض الأزواج يعتقد أن إكرام الأهل لا يتم إلا بإهانة الزوجة ..
ودليل ذلك تلك المقولات التي نسمعها من البعض والتي ما أنزل الله بها من سلطان ..
فالزوج يجعل زوجته خادمة لأهله ، ويحملها من الأعباء ما لا تطيق .. وهي تستجيب ذلك
رغما عنها لأنها تعلم أنه لا سبيل إلى إرضائه إلا بإرضاء أهله .
وهذا الكلام ليس دعوة لعدم البر بالأهل وأخذ مشورتهم الناصحة ، ولكنها دعوة لإعطاء كل ذي حق
حقه كما قال سلمان رضي الله عنه لأبي الدرداء رضي الله عنه : (( إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا
وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : صَدَقَ سَلْمَانُ ))
عاشراً : عدم إعفاف الزوجة : فبعض الأزواج يجلس فترة طويلة لا يأتي أهله وربما منعها الحياء
من طلب ذلك ، ولعل مما يؤيد ذلك أن كعب بن سور كان جالساً عند عمر بن الخطاب فجاءت امرأة فقالت :
ما رأيت رجلاً قط أفضل من زوجي إنه ليبيت ليله قائماً ،ويظل نهاره صائماً في اليوم الحار ما يفطر،
فاستغفر لها عمر وأثنى عليها ، وقال: مثلك أثنى بالخير وقال : فاستحيت المرأة وقامت راجعة ،
فقال كعب بن سور : يا أمير المؤمنين هلا أعديت المرأة على زوجها إذ جاءتك تستعديك!! فقال :
أكذلك أرادت ؟!! قال : نعم . قال : ردوا عليّ المرأة، فُردت.
فقال لها : لا بأس بالحق أن تقوليه إن هذا يزعم أنك جئت تشتكين أنه يجتنب فراشك ؟
قالت : أجل إني امرأة شابة وإني ابتغي ما تبتغى النساء ، فأرسل إلى زوجها فجاء فقال لكعب :
اقض بينهما ، فقال يا أمير المؤمنين: أحق بأن يقضى بينهما .
فقال :عزمت عليك لتقضين بينهما فإنك فهمت من أمرهما ما لم أفهم .
قال : فإني أرى أن لها يوماً من أربعة أيام كأن زوجها له أربع نسوة فإذا لم يكن له غيرها فإني
أقضي له بثلاثة أيام ولياليهن يتعبد فيهن ولها يوم وليلة .
فقال عمر : والله ما رأيك الأول بأعجب من الآخر اذهب فأنت قاض على أهل البصرة
الحادي عشر : كشف الأسرار الزوجية خاصة ما يتعلق بأمور الفراش
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي
إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا))
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا)) لأن الرجل أجرأ في الكشف عن مثله ،
فليتق الله تعالى الأزواج وليكفوا ألسنتهم عن ذكر أسرار الزوجية و الله اعلم
تعليق