لماذا وعد الله الرجال في الجنة بالحور العين، ولم يعد النساء بشيء من ذلك؟ جزاكم الله خيرا
الحكمة في ذلك -والله أعلم- أن الرجال هم القوامون على النساء، وأنهم إذا وعدوا بهذه الأشياء صار هذا أقرب إلى نشاطهم في طلب الآخرة، وحرصهم على طلب الآخرة، وعدم ركونهم إلى الدنيا الركون الذي يحول بينهم وبين المسابقة إلى الخيرات والنساء تابعات للرجال في الأغلب، فإذا رزق الرجل الحور العين في الجنة مع ما وعد الله به النساء المؤمنات من الخير العظيم والدرجات العالية في الجنة فلهن من الأجر ما يجعلهن زوجات للخيرين من الرجال في الجنة والرجل يعطى زيادة من الحور العين وليس في الجنة أذى ولا منافسة ولا ضرر كما يقع للضرات في الدنيا بل كل واحدة مع زوجها ولو معه آلاف النساء ما تتضرر بذلك ولا تندم من ذلك ولا تحزن من ذلك فالكل في خير وفي نعمة وفي راحة في أنس وطمأنينة والله وعد النساء أيضاً خيراً كثيراً قد وعدهن جميعاً الجنات والرضا من الله ومن جملة الجنات الصالحون والأزواج الطيبون كما قال سبحانه: وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر، والمسكن الطيبة من تمام طيبه أن يكون للزوج فهن موعودات أيضاً لكن لما كان الرجال هم القادة وهم القوامون على النساء صار ذكرهم أكثر ووعدوا بالحور العين والزوجات الطيبات ليشتاقوا إلى ذلك وليجدوا في الطلب وإذا جدوا في الطلب صار ذلك عوناً لهم على توجيه النساء إلى الخير وتعليمهن وإرشادهن والقيام عليهن فيما ينفعهن في الآخرة وفي الدنيا أيضاً. وأهل الجنة لهم ما يدعون كلهم الرجال والنساء. كما قال جل وعلا: ولهم ما يدعون، يعني ما يطلبون، وقال سبحانه: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون، هذا يعم الرجال والنساء، فالمرأة على ما تشتهي والرجل له ما يشتهي والمرأة كذلك لها ما تطلب وله ما يطلب فكل منهما له ما يريد من الخير، والله يعطيه ما أراد من الخير، فالزوجة تعطى الزوج الصالح، والرجل يعطى الزوجات الصالحات من نساء الدنيا ومن نساء الحور العين جميعاً.
تعليق