الحمد لله ذي الملكوت والسلطان، والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه البررة الكرام
الموت حقيقة قاسية رهيبة تواجه كل حي فلا يملك له رداً ولا يستطيع لها من
أحد ممن حوله دفعاً وهي تتكرر في كل لحظة وتتعاقب على مر ألازمنه يواجهها
الجميع صغار وكبار, أغنياء وفقراء, أقوياء وضعفاء..
بل هو أكثر شي نسيناه أو تناسيناه وكرهنا ذكره ولقياه مع يقيننا أنه لا محال واقع
وحاصل ولا مفر منه ولا حائل .
هل رأيت القبور؟ هل رأيت ظلمتها؟ هل رأيت وحشتها؟ هل رأيت شدتها؟ هل رأيت ضيقها؟ هل رأيت هوامها وديدانها؟
عجباً لمن يعرف أن الموت حق كيف يفرح ؟ وعجباً لمن يعرف أن النار حق كيف يضحك ؟ وعجباً لمن راى تقلب الدنيا بأهلها كيف يطمئن ؟ وعجباً لمن يعلم أن القدر حق كيف ينصب ؟
نرى باب الموت مفتوحاً والقبور تزيد , هاهو كل يوم يطرقنا وفي كل لحظة ينذرنا
ولكن هل سألنا أنفسنا ما هي دارنا الثانية هل هي جنه أو نار
قال القعقاع بن الحكم " قد استعددت للموت منذ ثلاثين سنه فلو أتاني ما أحببت تأخير شئ عن شئ
وقال الحسن " كان من كان قبلكم يقربون هذا الأمر كان أحدهم يأخذ ماء لوضوئه ثم يتنحى لحاجته مخافة أن يأتيه أمر الله وهو على غير طهارة فاذا فرغ توضأ
أنت وأنا ماذا أعدادنا لهذا اليوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الموتى لم يبكوا من الموت ولكنهم يبكون من حسرة الفوت فاتهم من دار لم يتزودوا منها ودخلوا إلى داراً لم يتزودوا لها فأي ساعة مرت على من مضى ؟ وأي ساعة بقيت علينا ؟
إن الآمال تطوى والأعمار تفنى والأبدان تحت التراب تبلى وأن الليل والنهار يتراكضان يقربان كل بعيد ويبليان كل جديد وفي ذلك ما يلهي عن الشهوات ويسلي عن اللذات ويرغب في الباقيات الصالحات .
فالنسرع بتوبة قبل الموت وقبل أن تطوى صفحتك وتقول ( رب ارجعون * لعلى أعمل صلحاً فيما تركت )
يا أيُّها المتسَمِّنُ *** قل لي لمن تتسمَّن ؟
سَمَّنتَ نفسَك للبِلى *** وبطنت يا مستبطن
وأسأت كل إساءة *** وظننت أنك تحسن!
مالي رأيتك تطمئن **** إلى الحياة وتركن!
يا سكن الحجرات ما *** لك غير قبرك مسكن
اليوم أنت مكاثر *** ومفاخر تتزين
وغداً تصير إلى القبور *** محنط ومكفن!
أحدث لربك توبة *** فسبيلها لك ممكن
واصرف هواك لخوفه *** مما تسر وتعـــلن
سَمَّنتَ نفسَك للبِلى *** وبطنت يا مستبطن
وأسأت كل إساءة *** وظننت أنك تحسن!
مالي رأيتك تطمئن **** إلى الحياة وتركن!
يا سكن الحجرات ما *** لك غير قبرك مسكن
اليوم أنت مكاثر *** ومفاخر تتزين
وغداً تصير إلى القبور *** محنط ومكفن!
أحدث لربك توبة *** فسبيلها لك ممكن
واصرف هواك لخوفه *** مما تسر وتعـــلن
نسأل الله العافية وأن يوفقنا للاستعداد ليوم الحاجة، ولا يجعلنا من النادمين، وأن يجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تعليق