بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
هذه سلسلة متتابعة عن سيرة سلفنا الصالح خاصة الأوائل الذين ضحوا بالغالي والنفس والنفيس في سبيل عزة الإسلام ورفعة رايته ، هذا السلف الذي تحمل من المتاعب والمصاعب وجعل جسده وفكره وماله وولده درعاً يحمي به الإسلام ويدافع عن هذا الجيل الذي لولا الله ثم هذا الإسلام لما وصلنا هذا النور هذا الجيل همه نصرة الدين ورفع الملة في كل مكان من أرض الله الواسعة وبسبب بعد الله أخرجت أمم هائلة من الشرك إلى الإسلام ومن الوثنية إلى التوحيد ومن التثليث إلى عقيدة التوحيد .
هذا السلف الذي جعل همه نصرة الدين ورفع المِله في كل مكان من أرض الله الواسعة ، وبسببه بعد الله أخراج أمم هائلة من الشرك إلى الإسلام من الوثنية إلى التوحيد من التثليث إلى عقيدة التوحيد .
وبسببه بعد الله وصل دين الله إلى باريس وبكين والأندلس وشمال أفريقيا وجنوبها وكثير من أرض الله الواسعة .
ولنتذكر سوياً مقولة أحد هؤلاء الأبطال عندما فتحوا إحدى البلاد فحال بينهم وما بعدها بحر ، فنظر إليه يتعجب، وبما أنه لا يعرف الأقاليم والجغرافيا قال قولة تدل على التضحية والعزم والتصميم في خدمة دين الله تبارك وتعالى ، كلمة تدل على صدق النية والإخلاص لله ولرسوله وللمسلمين قال : ( والله لو أعلم أن خلف هذا البحر أحد من الناس لقطعته لإخراجهم من الظلمات إلى النور ) .
نعم نحن أمة ليس لنا عزة إلا بالله ثم بالإسلام فإذا ما ابتغينا العزة من غيره سيذلنا الله .
وهذا ما عبر عنه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال قولته المشهورة والتي صدرت من قلب مخلص ذو نية صادقة لنصرة الدين الإسلامي والذي هو آخر الأديان ولا يرضى رب العالمين ديناً سواه . قال تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) .
إن سلفنا الصالح الذين أنار الله بصائرهم بدين الله تعالى وخاصة أولئك القوم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم علينا نحن المتأخرين حقوق كثيرة ولهم فضل كبير ومعروف عظيم بسببه يستحقون منا أن نتحدث عن سيرهم وأخبارهم والجهود التي قدموها خدمة للدين والعقيدة ، ودفاعًا عن الإسلام ورسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم .
وأي أمة لا تحترم ماضيها ولا تلقي وزناً لرجالاتها المخلصين فهي أمة ضائعة وستزول عاجلاً أم آجلاً ، إن الحديث عن شخصياتنا الإسلامية العظيمة مما ينعكس فوائده على أمة الإسلام كالاعتراف بالجميل لأهله ورد الفضل إلى مستحقه ، عن أبي هريرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يشكرُ الله من لا يشكرُ الناسَ» وربط الحاضر بالماضي ، ومن ثم ربطه بالمستقبل حتى تبقى الأمة الإسلامية متماسكة مترابطة بعضها يشد بعضاً ويتعاون بعضها مع بعض استجابة لأمره تعالى : (وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).
إن حق الأجيال الماضية علينا أن نترحم عليهم وندعوا لهم ونستمطر لهم رحمة الله تعالى وهذا لا يحصل إلا بالتذكير وعرض الأسماء أو الصفات والأعمال التي قاموا بها ، إنهم في أساتذة ومعلمون وفقهاء ورواد الإصلاح بشتى أنواعه لهذا يجب علينا نحن الأجيال المتأخرة أن نهتم بشخصياتنا الإسلامية خاصة الرعيل الأول الذين تحملوا العبء الأكبر من هذه الدعوة الإسلامية الإصلاحية .
ما أحوجنا نحن المسلمين اليوم إلى من يزيل عن تاريخ هذه الأمة الإسلامية ما علقه من الشكوك والشبهات التي كثيرأً ما يثيرها أعداء هذه الأمة من اليهود والنصارى والمستشرقين منهم خاصة والباطنية بجميع مللهم ونحلهم حيث يصورون تاريخ الأمة عبارة عن مجالس لهو ودعة وقصور وخمور ، ونحو ذلك مما يتجنون به على تاريخنا وحضارتنا .
تعليق