إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقدمه عن تاريخ اليابان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقدمه عن تاريخ اليابان






    مقدمة

    يبدأ تاريخ اليابان المدون (المكتوب) منذ القرن الخامس بعد الميلاد للميلاد، عندما شرع اليابانيون في استعمال نظام الكتابة المأخوذ عن جارهم الكبير: "الصين". إن أولى المدونات عن التاريخ الياباني و التي زالت محفوظة إلى اليوم والمسماة "وقائع الأحداث القديمة" أو الـ"كوجيكي" (古事記)، يرجع تاريخها إلى سنة 712 م. ثاني أهم المراجع التاريخية هي "مدونات بلاد اليابان" أو "نيهون شوكي" 日本書紀 ح 720 م. تروي هاتان المدونتان الأحداث أو الأساطير التى صاحبت تأسيس الإمبراطور "جينمو-تينو" (神武天皇) ح 660 ق.م لبلاد اليابان (كلمة "تينو" مرادفة للفظ الإمبراطور) ، و حسب هذه المدونات فإن "جينمو" ليس إلا سليلاً لآلهة الشمس "أماتيراسو أو مي-كامي" (天照大神). كما تمضى المدونتان بعدها في سرد وقائع و أحداث التاريخ السياسي للبلاد، كقصة قيام البلاد كوحدة مستقلة و غيرها. هذا من جهة، و على الجانب الآخر من الضفة تطلق الحوليات الصينية للفترة نفسها على اليابانيين وصف "البرابرة"، كما يرد كونهم كانوا يدفعون جزية للأباطرة الصينيين.

    الإمبراطور "جيِنمو-تيِنو" (神武天皇) أول الأباطرة حسب الأساطير. جاء من "تاكاشيكو" إلى أرض "هيوغا"، و احتل كل الأراضي الواقعة شرق المنطقة ثم توج أخيراً في أرض "ياماتو". تعتبر الأساطير القديمة تاريخ تتويجه هو تاريخ نشأة العالم، أو اليابان على الأقل، و أرخ الحدث سنة 660 ق.م. إلا أنه لا توجد دلائل علمية على هذا الزعم.


    الحضارات البدائية
    (30.000 ق.م. حتى 593 ق.م.)

    لازال العلماء وإلى يومنا هذا لم يحددوا بعد أصول السكان الأوائل لأرخبيل اليابان، إلا أن المؤكد أن الشعب الياباني نشأ نتيجة خليط لعدة أجناس كانت تتميز عن بعضها بعلامات فارقة: الجنس الأول، شعب بدائي قديم كان موجودا خلال القترة الجليدية، ما بين 30.000 و 20.000 ق.م.، ثم جنسين على الأقل، ممن قدموا إلى الجزيرة خلال هذه الفترة – كانت اليابان، آسيا، و أمريكا موصلين معاً بقطعة جليدية واحدة-، الأول منهما قادماً من جنوب القارة الآسيوية و الآخر، من سهول سيبيريا و الصين على الأرجح. يتبع





  • #2

    فترة جومون (縄文時代)
    (8000 ق.م. حتى 300 ق.م.)

    من فترات التاريخ الياباني. بعد نهاية العصر الحجري القديم ح 8000 ق.م. حل مكانه العصر الحجري الوسيط، الذي يسميه المؤرخون اليابانيون فترة "جومون"، والذي تميز بتطوير مجتمعات بدائية على كامل الأرخبيل قامت على نشاطي الصيد و الجني – قبل ظهور الزراعة-. عثر على أوان خزفية للفترة نفسها أثناء حفريات مختلفة، و وجدت آثار لزخارف عليها تم إنجازها عن طريق حبال مختلفة، مما حدا بالمؤرخين لأن يطلقوا على هذا الفترة اسم "فترة الخزف ذو الزخارف الحبلية"، و كانت هذه الخزفيات الأولى من نوعها، حيث لم يكن ممكنا قبل هذا العهد التحكم في شكلها النهائي.

    مع بدأ مرحلة الاستقرار و انتهاء حياة الترحال، ظهرت الزراعة. دخلت تقنية زراعة الأرز في الحقول المغمورة بالمياه و التي استحدثها الصينيون إلى اليابان عن طريق كورية. يرجح أنها انتشرت منذ القرن الخامس ق.م.




    خزف من فترة "جمون"، بين 8000 ق.م. و 300 ق.م.، كانت هذه من العلامات على ظهور ثقافة بدائية يابانية. كما عرفت هذه الفترة التحول من نمط معيشي يعتمد على التنقل و الترحال و اقتصار النشاط الاقتصادي على الصيد و الجني – لم تكن هناك زراعة بعد -، قلت التحول ذاك النمط إلى نمط معيشي يعتمد على الاستقرار و الزراعة، كما عرفت هذه الفترة أنتاجا مكثفا لمنتجات الفخار، و التي كانت يتم وضع زخارف و نقوش عليها، هي عبارة عن صور لأنواع شتى من الحبال كانت تستعمل لهذا الغرض. القطع المعروضة هنا، و المحفوظة بالمتحف الوطني بطوكيو، تمثل نموذجا لآخر التقنيات التي عرفتها الفترة، أنجزت بين أعوام 1000 ق.م. و 300 ق.م. يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة الفقير الى رب العالمين; الساعة 2009-12-29, 08:08 PM.



    تعليق


    • #3
      فترة يايوئي (弥生時代)
      (300 ق.م. – 300 م.)

      من فترات التاريخ الياباني. عرفت فترة "يايوئي" انقطاعا عن سابقتها "جمون" في المجال الثقافي، إذ تم إدخال العديد من التقنيات و مواد التصنيع القادمة من القارة، قلت تم إدخالها إلى الأرخبيل، ثم أن الأخذ السريع لهذه الوسائل ساعد على قيام حضارة كانت استثنائية فعلاً. عدا الأرز و تقنية زراعته، عرفت اليابان دخول المعادن و التقنيات التي تساعد في تصنيعها، كدخول النحاس، من غير أن يصاحب هذا الحدث قيام "العصر النحاسي" كما يحدث عادة، ثم الحديد بالأخص، والذي عرف نجاحا كبيرة عندما شاع استخدامه لصناعة الأسلحة. كما أن إدخال الأرز و ما صاحبه من تطوير المساحات المخصصة لزراعته، ساعد على قيام مجتمعات بدائية، بدأت تتجمع مكونة أولى التجمعات البشرية آنذاك.


      تشير المصادر الصينية، و بالأخص "تاريخ الهان الأوائل"، ثم المصادر التي تناولت خصوصيات عصر "ويي"، تشير هذه المصادر إلى أن الأرخبيل عرف أثناء هذه الفترة شعباً أطلق الصينيون عليه اسم "وا"، كما كان مقسما ً بين المئات من الدويلات، و التي كان يتم إدارتها من طرف دولة عرفت باسم "ياماتاي"، تحت إمرة ملكة تسمى "هيميكو". حتى الآن لم يتم بعد الكشف عن أسرار هذه الدولة البدائية، و لا حتى أماكن تواجده الجغرافية و لا مصيرها النهائي. يعتقد البعض أن هذه الدولة كانت من أسلاف مملكة "ياماتو" ، و التي ظهرت بعدها فوق سهول "نارا" حوالي 600 م. ، و هي تعتبر من أوائل الممالك اليابانية، التي تم إقرار وجودها فعلا اليوم.



      خزف من فترة يايوئي (弥生時代). تحمل هذه الأواني الفخارية خصائص هذه الفترة، التي تم تأريخها مابين 300 ق.م. حتى 300 م. عرفت الفترة ظهور زراعة الأرز مع تخصيص مساحات لهذا الغرض. كما طورت خلالها الفترة التقنيات التي عرفت خلال سابقتها أو "جمون"، و بالأخص تلك التي تعلقت بصناعة الفخار. يتبع




      تعليق


      • #4
        فترة "كوفون" (古墳時代)
        (300 م.-593 م.)

        من فترات التاريخ الياباني. يرجع أصل تسمية فترة "كوفون" (يمكن ترجمتها بعبارة "الآكام أو التلال القديمة" ) إلى الكومة الكبيرة من ركام التراب التي اتخذت كضريح للقادة الكبار، الذين عرفتهم الفترة ح 300 م.، و من ثم أخذت أبعادا هائلة، مع تواجد طبقة من القادة أكثر غنى و أكثر قوة. كانت الأضرحة أو "كوفون" المعروفة خلال الفترة تمتد إلى أكثر من 200 متراً طولاً، تتخذ هيئة ثقب المغلاق، كما يتم إحاطتها بأسطوانات من الطين أو ما يعرف باسم "هانيوا"، فوق كل منها طبق مخصص للقرابين التي تقدم للآلهة، و مزخرفة بصور تمثل عادة محاربين من تلك الفترة. تم العثور في منطقة "كيناي"، جنوبي حوض "ياماتو"، على أقدم نماذج لهذه الأضرحة. و هي تنتشر على كامل القطاع الغربي، و حتى "كيوشو"، ثم شرقاً حتى "كانتو"، مما يعطينا فكرة عن مدى الانتشار و التأثير الذي صاحب قيام مملكة "ياماتو" (大和) في تلك المنطقة.



        بالعودة للاكتشافات الحديثة والحفريات، تآريخ الحوادث الصينية التي تعرضت للفترة آخر عهد "الهان"، ثم أولى الحوليات اليابانية، كل هذه تسمح لنا بأن نؤكد حقيقة تواجد مملكة جنوب ما يعرف اليوم بـ"كيوتو" (京都市) مابين 300 م. و 500 م.، هذه الدولة الأولى التى سمتها كتب الحوادث الصينية "مملكة ياماتو" (大和). يبدو على الأرجح أن إحدى الجماعات البدائية القوية، استطاعت أن توحد


        نموذج لضريح من فترة "كوفون".


        من حولها، وتحت سلطتها الممالك الأخرى المنتشرة على سهول "نارا"، وقد تكون هذه العملية تمت بمساعدة النازحين الجدد الآتين من مملكة "بائيكتشي" الكورية. ثم بدأت و منذ 550 م. هيمنة و تأثير "مملكة ياماتو" (大和) تنتشر في جنوب "كيوشو" و شرق "كانتو"، كما دلت عليه آخر الاكتشافات الأثرية، و في نفس الفترة تم عقد أولى العلاقات الرسمية مع كوريا و مملكة "سونغ" الصينية. كان من ثمار هذه العلاقات الدخول التدريجي للكتابة إلى البلاد، و دخلت اليابان بذلك التاريخ لأول مرة.

        إن هيمنة بلاط "ياماتو" كان نتيجة لعبة توازنات مدروسة بين العشيرة الحاكمة و العائلات الكبيرة أو "أوجي"، و التي زاد تأثيرها و قوتها باضطراد، وبالأخص بعد ح 500 م. كان لبلاط "ياماتو" الدور الكبير في دخول البوذية البلاد، و قد بدأت هذه الأحداث العام 538 م.، عندما أرسل ملك "بائيكشي" الكوري إلى اليابان تمثالاً و بعضاً من النصوص البوذية. ترسخت بعد ذلك هذه الثقافة في نفوس شعب الأرخبيل، و كنتيجة لذلك و منذ القرن السابع، أصبحت البوذية الديانة الرسمية لليابان. يتبع



        تعليق


        • #5
          فترة "أزوكا" (飛鳥時代)
          (593 م.-710 م.)

          يرجع أصل تسمية هذه الفترة بـ"أزوكا" (飛鳥)، إلى مقر الإقامة الرئيس للبلاط. تبدأ هذه الفترة مع تتويج الإمبراطورة "سوئيكو" (推古天皇) ح(592 م.-628 م.)، و الذي أعقب اغتيال زعيم عشيرة الـ"سوغا" للإمبراطور السابق "سوكشون" (崇峻天皇). بدأت أولى محاولات الإصلاح و تحديث البلاد والتي اتخذها أحد أقرباء الإمبراطورة و هو الأمير "شوتوكو تائـيشي" (聖德太子) عام 603 م.، عندما أعلن عن "الميثاق ذو السبع عشر نصاً"، جاءت نصوص القانون الجديد مستوحاة من الروح البوذية و الكونفوشيوسية معاً، كما حمل في طياته قيام بيروقراطية على النمط الصيني، تم معها وضع الدرجات و الطبقات التي سيخضع لها عمال الدولة. كما عمل الأمير "شوتوكو تائـيشي" على ترسيخ البوذية في كامل أرجاء البلاد، مما شجع على انتشار الثقافة الصينية و ظهور طبقة جديدة متشبعة بها إلى حد كبير.


          الأمير "شوتوكو تائـيشي" (聖德太子) ع(574-622 م.)


          استمرت عملية الإصلاحات من بعد "شوتوكو تائيشي"، و تولاها من بعده الأمير "ناكا نو أويي" والذي أصبح إمبراطورا و تلقب بـ"تنجي" (天智天皇)، و مستشاره "ناكاتومي نو كاماتاري" (614-669 م.)، و الذي عرف بعدها بلقب "فوجي-وارا" (藤氏). تمكن الاثنين من وضع حد لهيمنة عشيرة "سوغا"، و في نفس السنة تم الإعلان عن المراسيم التي دشنت أولى إصلاحات عهد "تائيكا" (大化改新) الفترة (645 م.-649 م.)، طبعاً كان هدف الإصلاحات الأول تقوية البيت الإمبراطوري على حساب البيوتات و العشائر الأخرى. أصبح نمط إدارة المملكة يتم على الطريقة الصينية. جاءت بعد ذلك مراسيم و قوانين أخرى "كيوميهارا"، "تائيهو" ثم "يورو"، دعمت كلها و بالتدريج قيام ما أطلق عليه المؤرخون "الدولة التي تديرها القوانين"، دولة ذات طابع مركزي، تهيمن عليها طبقة من الموظفين، ذات سلطة كبيرة و مقسمة إلى طبقات محددة حسب الوظيفة. يتبع




          تعليق


          • #6
            شوتوكو تائـيشي" (聖德太子)
            ع(574-622 م.)

            من أمراء البلاط الإمبراطوري، قاد بلاد اليابان (592-622 م) في بداية فترة "أزوكا"، وأثناء حكم الإمبراطورة "سوئيكو".

            بعد وفاة الإمبراطور "يومه-ئي" سنة 587 م، احتدم الصراع حول السلطة بين اثنتين من أهم العشائر اليابانية، الـ"سوغا" من جهة، والـ"مونونوبي" من جهة أخرى. كانت كل طائفة تدعي أحقيتها في تعيين الإمبراطور الجديد. كان "أومادايو" (والذي عرف لاحقا باسم "شوتوكو تائيشي") من أبناء الإمبراطور المتوفى. عرف عنه تعلقه الشديد بالبوذية وتطلعه إلى أن يجعل من بلاده اليابان أكثر تفتحاً على الثقافة الصينية. قام الأمير بالانحياز إلى زعيم طائفة الـ"سوغا"، "سوغا نو أوماكو". استطاع الأخير أن يضع على عرش اليابان إمبراطورا جديدا من أتباعه وهو "سوشون"، كان الأخير مؤيدا لسياسات "أوماكو" الإصلاحية.

            بعد اعتلائه العرش، خَبت حماسة الإمبراطور الجديد "سوشون" في تطبيق الإصلاحات الموعودة. لم تعمر الأمور طويلا وبعد طول انتظار قرر " أوماكو" أن يتخلص منه، فدبر اغتياله سنة 592 م. حلت الإمبراطورة "سوئيكو" محل الإمبراطور المقتول. تم إعلان الأمير "تائيشي" وليا للعهد (رسميا على الأقل). إلا أنه توجب على الأمير الانتظار حتى وفاة زعيم عشيرة الـ"سوغا"، "أوماكو" (والذي كان من أشد المدافعين عن التقاليد اليابانية ضد الديانة البوذية الدخيلة) حتى يتولى شؤون الحكم.

            قام "تائيشي" ومنذ 594 م، بإعلان البوذية ديانة رسمية للدولة، كما أمر بتشييد أولى المعابد في البلاد، وعلى الطراز الصيني. من أشهر المعابد التي شيدت أثناء هذه الفترة، "هوريوجي" في "نارا"، الـ"هوكوجي" في "أزوكا" والـ"شيتن-نوجي" في "نانيوا".قام الأمير "تائيشي" بمساهمات كبيرة في نشر الحركة البوذية، كما يعزو إليه كتابة أولى الكتابات والتعليقات اليابانية على كتاب الـ"سوترا" البوذي، وعلى العموم كان له الفضل الكبير في ترسخ البوذية في البلاد.


            الأمير "شوتوكو" (聖德太子) ع(574-622 م.)


            كانت ثقافة الأمير وحدسه من الأمور التي جعلته يدرك أهمية الثقافة الصينية وفائدتها على البلاد، فقرر منذ 600 م إيفاد سفارة إلى الصين. بقيت هذه العلاقات متواصلة حتى القرن الـ9 م. شجعت هذه السفارة العديد من أبناء البلاد (اليابانيين) على الذهاب إلى الصين وكوريا للدراسة فيها. شيئا فشيئا أصبح اليابان يملك كيانا سياسيا وثقافيا قائما بذاته في مقابل الجارين الصيني والكوري.

            قام الأمير "تائيشي" سنة 603 م، وعملا بالتقليد الصيني، بتقسيم رجال البلاط وموظفي الدولة إلى 12 طبقة. كان هدف هذه الإجراءات الحفاظ على بعض جوانب النظام التقليدي (وراثة مناصب الدولة)، وكذا إعطاء البعض إمكانية الارتقاء في المناصب من خلال جهودهم الشخصية. أحاط الأمير نفسه بمجموعة من المستشارين ذوي كفاءات عالية. مهدت جهوده قيام دولة الجديدة تحكمها القوانين "ريتسوريو"، وقد جسدت هذه الدولة أثناء فترة "نارا".

            قام الأمير ومساعديه بكتابة الـ"الميثاق ذو السبع عشر نصاً". كانت نصوص هذا الميثاق مستوحاةً من مبادئ المدرستين الكونفوشيوسية والبوذية. حمل الميثاق بين طياته مجموعة من التوجيهات الأخلاقية، كانت تدعو كل شخص التمسك بها والتصرف حسبما يمليه عليه مركزه ومكانته. بمجرد وفاة الأمير "تائـيشي" عام 622 م، عادت عشيرة الـ"سوغا" إلى عهدها في التصرف بشؤون الدولة، كان سلطة الأمير وتأثيره قد تمكنا من أن يحدا من هيمنتها ولو إلى حين.. يتبع



            تعليق


            • #7
              فترة "نارا" (奈良時代)
              (710 م.-784 م.)

              أقدم البلاط الإمبراطوري عام 710 م. على تعطيل عادة متبعة، تلزم الإمبراطور الجديد تغيير محل إقامته عند اعتلاء العرش. فتم إقرار "هيئيجو كيو" (المكان عرف لاحقاَ بـ"نارا" (奈良)، و الذي نسبت هذه الفترة من تاريخ اليابان إليه) كعاصمة دائمة للبلاد. تم تصميم العاصمة على نمط مركزي، و شكل مربع تقليدا للمدن الصينية آنذاك. عرفت الحياة السياسية لهذه الفترة هيمنة أبناء "ناكاتومي نو كاماتاري"، الذين اشتهروا باسم "فوجي-وارا" (藤原) أو (藤氏)، و كان من أهم أعمالهم تشجيع البوذية، كما يشهد على ذالك تمثال نارا لبوذا، و الذي أنجز ح 752 م. و الحيوية التي عرفتها العلاقات الدبلوماسية مع الصين التي كانت تحكمها سلالة "التانغ" آنذاك.

              بدأ السكان في التكاثر المستمر، و بدا أن المساحات المخصصة لزراعة الأرز، و التي تم توزيعها حسب النظام القديم لن تكف. تم منذ العام 723 م. الإعلان عن مرسوم يسمح بموجبه للذين يقومون بتهيئة أراضٍ جديدة، باستغلالها خلال ثلاثة أجيال كاملة. مع بداية تعميم تطبيق هذا المرسوم عام 743 م. بدأت المعابد و العائلات الكبيرة في اقتناء مساحات شاسعة من الأراضي و استغلالها لمدة غير محدودة.


              معلم "تودائي-جي"(東大寺): تقع "نارا" على جزيرة "هونشو"، كانت "نارا" (奈良) أول عاصمة دائمة لليابان. تم بناء معبد "تودائي-جي" (東大寺) ح 800 م. استوحي تصميمه من المعابد الصينية المعاصرة، و يعتبر هيكله الخشبي من الخصائص التي تجعله معلماً فريدا من نوعه، فهو أكبر و أقدم البناءات الخشبية المحفوظة لدينا اليوم. بني المعبد حول تمثال كبير طوله 16.20 متراً لبوذا، التمثال الأصلي لم يتبقى منه إلا بعض الأجزاء البسيطة.


              تمت خلال هذه الفترة كتابة أولى التواريخ اليابانية، مع "كوجيكي" (古事記) أولا العام 712 م. ثم "نيهون شوكي" (日本書紀) العام 720 م. كما تم في نفس الفترة الانتهاء من تجميع أولى الملاحم الشعرية، أو ما عرف باسم "مان يوشو" (万葉集) "مجموعة العشرة آلاف ورقة" ح 760 م. كما عرفت الفترة نفسها انتشار الفنون والطابع المعماري ذو التأثيرات الصينية، مع ظهور بعض العلامات الفارقة فيهما و التي أعطت فيما بعد الطابع المميز للبلاد. بدأت المعابد البوذية في التكاثر، و كثر معها عدد رجال الدين والمستخدمين، شكل ذلك عبئاً ثقيلا على البلاط الإمبراطوري. حاول الإمبراطور "كانمو" (الذي حكم ما بين 781 م. و 806 م.) أن يتخلص من العبء و التأثير الذين كانا يمارسهما رجال الدين على البلاط، فتم نقل العاصمة إلى "ناغا-أوكا" سنة 784 م.، ثم بعد عشر سنوات إلى "هئيآن-كيو" و التي عرفت بعدها باسم "كيوتو"، بقيت المدينة مركزا للبلاط الإمبراطوري حتى سنة 1868 م. تاريخ إعلان الإصلاحات فانتقل البلاط إلى "طوكيو" و دخلت اليابان بعدها الفترة الحديثة. يتبع



              تعليق


              • #8
                فترة هيي-آن (平安時代)
                (794-1185 م.)

                حملت "قترة هيي-آن" (平安時代) معها عهداً من الرخاء دام حوالي 350 سنة. مع بداية القرن التاسع، استطاع البلاط الإمبراطوري أن يبسط هيمنته على كامل الجزر الرئيسية للأرخبيل الياباني، الاستثناء الوحيد كان جزيرة "هوكايدو" (北海道)، شمال "هنشو" إلا أن هذا لم يمنع من قيام حملات عسكرية منظمة للحد من سيطرة الأهالي المحليين أو ما يعرف باسم "آينو" (蝦夷)، السكان الأصليين للجزيرة.


                بيودوئـن (平等院): بالقرب من "أوجي". يعتبر هذا المعلم من الشواهد القليلة على العمارة أثاء "فترة هيي-آن". أنشئ المعلم خصيصاً لعائلة الـ"فوجي-وارا" (藤原). "جناح الفينيق" حول فيما بعد (ح. 1053 م.) إلى معبد. يقع المعلم بالقرب من "أوجي"، إحدى ضواحي "كيوتو".


                هيمنة "الفوجي-وارا" (藤原)
                (858-1028 م.)

                ابتداءً من النصف الثاني من القرن التاسع،أخذت السلطة الحقيقة في الإفلات من العائلة الحاكمة وأصبحت بين أيدي الـ"فوجي وارا" (藤原). ". تمكن أفراد هذه العائلة من وضع سياسة سمحت لهم بالسيطرة على اثنين من المناصب الحساسة في الدولة، منصب الوصي أو الـ"سيشو" (摂政) -كان يتولى أمر الإمبراطور قبل بلوغه سن الرشد- و منصب الحاجب (كبير المستشارين) أو الـ"كانباكو" (関白) -كان يتولى شؤون الإمبراطور بعد سن الرشد- . عندما توفى الإمبراطور "مونتوكو" (文徳天皇) سنة 858 م. تاركاً العرش للإمبراطور "سه-ئيوا" (清和天皇) الذي كان عمره ثمان سنوات، أصبح المجال أمام جده "فوجي-وارا نو يوشي-فوسا" مفتوحاً، ليستولى على مقاليد الحكم مع اتخاذه لقب "الوصي"، مرسخاً بذلك لعادة استمرت حتى نهاية القرن العاشر. منذ ذلك العهد سيطرت العائلة على كل المقاليد الرسمية في البلاط ثم امتدت السيطرة حتى شملت الإدارة. دأبت هذه العائلة جيلاً بعد جيل على تزويج إحدى بناتها من ابن الإمبراطور الحالي، فكانوا كلما ولد صبي جديد يقومون بعقد قرانه على بنت من بنات الـ"فوجي-وار". يقومون بعدها بإجبار الإمبراطور على التنازل لصالح ابنه و الذي غالباً ما يكون حديث السن، فيتم وضعه تحت وصاية كبير عائلة "فوجي وارا".

                "فوجي-وارا نو ميتشيناغا" (藤原道長) ع(966-1028 م.)

                تميزت فترة الـ"فوجي-وارا" بتطور ثقافة وطنية يابانية متحررة من التأثيرات الكورية و الصينية. كان عهد "فوجي-وارا نو ميتشيناغا" (藤原道長) من أبرز الفترات التي عرفها اليابان أثناء حكم هذه العائلة. عاشت الثقافة الوطنية أزهى عصورها في بلاط "فترة هيي-آن". في الميدان الأدبي برزت نساء أديبات مثل "موراساكي شيكيبو" (紫 式部)، صاحبة "قصة جنجي" (源氏物語)، أو "شيئـي شوناغون" (清少納言) ح (965-؟؟؟؟ م.) .


                "موراساكي شيكيبو" (紫 式部) ح(973-1025 م.): كانت أديبة، شاعرة و إحدى الوصيفات (من نساء البلاط) أثناء "فترة هيـي-آن"، اشتهرت كصاحبة الرواية المشهورة في الأدب الياباني "قصة جنجي" (源氏物語)، و التي كتبت قبل ألف عام و يعتبرها النقاد من بين أولى الروايات في تاريخ الأدب العالمي.


                عرفت الفترة أيضاً ضعفاً للإدارة المركزية، فأثر ذلك على الجانب الاقتصادي. كانت اثنتان من أهم الطوائف البوذية آنذاك: "تندائي" و"شنغون" من أهم المستفيدين من هذا الضعف، فتمكنتا من الحصول على أراض شاسعة، ثم نحا رجال الطبقة الحاكمة هذا المنحى فاتخذوا لأنفسهم مناطق خاصة، قاموا بإدارتها بأنفسهم، و كانوا بالطبع معفيين من عبء الضرائب. ثم بلغ ضعف البلاط حداً جعل معه أحد رجال عشيرة الـ"تائيرا" يعلن نفسه إمبراطورا على البلاد، وقعت هذه الأحداث سنة 940 م. كان هذا منذرا لحوادث أخطر ستقع بعدها. أصبحت كل عشيرة تسيطر على منطقة، تقوم بتسيير الأمور بنفسها و باستقلالية عن الحكم المركزي. ثم تطورت الأمور فأصبحت بعض هذه العشائر تطمح إلى أن توسع من رقعة سيطرتها، فدخلت في حروب مع العشائر الأخرى.



                "قصة جنجي" (源氏物語): تدور أحداث القصة حول شخصية "هيكارو نو جنجي" (光の源氏)، وحسب الرواية دائماً هذا الشخص من النبلاء و ينتمي إلى عائلة "ميناموتو". رغم أنه ابن أحد الأباطرة إلا أنه و لأسباب سياسية، تم إبعاده من البلاط ثم أسندت إليه مهام إدارية. تبدأ القصة في سرد الأحداث الرومانسية التي يتعرض لها البطل، كما تصور العادات و التقاليد السائدة آنذاك. تبدو الرواية و كأنها كتبت بأسلوب خاص، و لعل السبب في ذلك راجع لكون الرواية أوجدت لمهمة خاصة، و هي تسلية نساء البلاط، و قد تجلت لأول مرة كل عناصر الرواية الحقيقية في هذه القصة، الأحداث المتتالية في إطار زمني ثم الراوي الذي يشرح هذه الأحداث.

                ملاحظة: صدرت ترجمة عربية للرواية بعنوان "سيرة الأمير جنجي" لسيد "أحمد فتحي"، أستاذ الأدب الياباني بكلية الآداب جامعة القاهرة، عن دار النشر "ميريت" بالقاهرة


                الحروب الأهلية بين العشائر
                (1028-1185 م.)

                انتهت مرحلة سيطرة الـ"الفوجي وارا" سنة 1028 م، مع موت "ميتشيناغا". ثم ومنذ منتصف القرن الحادي عشر، بدأت العائلة في فقدان سيطرتها على مقاليد الحكم. مع موت الإمبراطور "غو رِئي-زائي" أو "رِئي-زائي الثاني" (後冷泉天皇) سنة 1068 م.، لم يكن بين أفراد هذه العائلة شخص في سن تسمح له بلعب دور قيادي. عاد اللقب بعدها إلى الإمبراطور "غو سانجو" أو "سانجو الثاني" (後三条天皇). قام هذا الأخير بحركة جديدة ليعلن من خلالها استقلاله. بدأ العهد الجديد مع تولي ابنه الإمبراطور "شيراكاوا" (白河天皇) الذي حكم منذ 1072 م.، سمي العهد الجديد عهد "الأباطرة المنعزلين". قام الأخير بالتنحي لصالح ابنه الإمبراطور "هوريكاوا" (堀川天皇) سنة 1086 م. مع قيامه بدور الوصاية عليه.

                في نفس هذه الفترة بدأت طبقة جديدة من الرجال المحاربين في البروز. كان هذا في المقاطعات الأخرى من البلاد، و البعيدة عن الحكم المركزي، و حيث كانت أولويات حكام هذه المقاطعات مغايرة لما يراه رجال البلاط الإمبراطوري. أنشأ هؤلاء الحكام من حولهم طبقة خاصة من المحاربين عرفوا باسم "بوشي" (武士) (التسمية الشائعة هي "ساموراي" (侍)، إلا أن هذا خطأ تاريخي فالتسمية الثانية لم تعمم إلا في فترة "إيدو" اللاحقة) . كانت هذه الطبقة الجديدة في خدمة أصحاب الأراضي و حكام المقاطعات الذين بقوا في العاصمة الإمبراطورية. كانت مهامهم تنحصر في حماية و إدارة ممتلكات كبار الملاك. ثم بدءوا في تنظيم أنفسهم وتشكيل تجمعات أو عشائر. إحدى أهم هذه العشائر عرفت باسم الـ"تائيرا" (平)، كانت هذه الطائفة من المحاربين تتمتع بحماية الأباطرة المنعزلين. اكتسبت هذه الطائفة سمعة كبيرة في البلاد بعد إحكام سيطرتها على مناطق جنوب غرب البلاد حول البحر الداخلي. ثاني هذه الطوائف كانت الـ"ميناموتو" (源) و الذين تمتعوا بدورهم بحماية الـ"فوجي-وارا" ثم سيطروا بدورهم على مناطق السهول حول "كانتو".



                كلمة "الساموراي" (侍) في اللغة اليابانية معناها "الذي يضع نفسه في الخدمة". شكل "الساموراي" طبقة خاصة. عاش هؤلاء في عزلة تامة عن المجتمع. بنو القلاع و قاموا بتحصينها، مما زاد في عزلتهم. قليل عدد المخطوطات التي تعرضت لهذه الفئة و بالأخص خلال عهدهم الأول. كانت الحكومة منعت تصويرهم أو الكتابة عنهم خلال هذه الفترة.


                في عام 1156 م. حصل الانشقاق بين الأخوين "فوجي-وارا": "تاداميشي" و"يوريناغا". بدأ الصراع على السلطة بعد وفاة الإمبراطور "توبا" (鳥羽天皇). كان الإمبراطور السابق "سوتوكو" (1119-1164 م.) من جهة وابن الإمبراطور "توبا"، والذي عرف باسم "غو شيراكاوا" (後白河天皇) من جهة أخرى، طرفي الصراع القائم على العرش. تحالف كل من "سوتوكو" مع "يوريناغا" من الـ"الفوجي-وارا" و"تامه- يوشي" من الـ"ميناموتو" ضد حلف مشكل من "غو شيراكاوا (ابن الإمبراطور)"، "تاداميشي" من الـ"فوجي-وارا"، ثم انضاف إليهم كل من عشيرة الـ"تائيرا" يقودها "كييوموري" وأخرى من عشيرة الـ"ميناموتو" يقودها "يوشي-تومو" (源 義朝) -هو نفسه ابن "تامه-يوشي" من الـ"ميناموتو" حليف "سوتوكو"-. انتهت الحروب الطاحنة بين الطائفتين أو ماعرف لاحقا بـ"اضطربات عهد هوجن" بانسحاب "سوتوكو" من الساحة و تنصيب "شيراكاوا" (أو "غو-شيراكاوا"). إلا أن الأخير و في غمرة النشوة بالنصر تناسى حلفاءه و بالأخص "يوشي-تومو" من الـ"ميناموتو". عواقب هذا الجفاء كانت سريعة. يقوم "يوشي-تومو" سنة 1159 م. بتدبير انقلاب ويخلع الإمبراطور. عرفت هذه الفترة باسم "اضطرابات عهد هه-ئيجي". إلا أنه سرعان ما عاد الوضع لينقلب من جديد مع تدخل "كييوموري" و تصفيته لقادة الانقلاب و بالأخص "يوشي-تومو" من الـ"ميناموتو" و أفراد عائلته. الناجيان الوحيدان من المذبحة كانا ابنا السابق، "ميناموتو نو يوريتومو" (源頼朝) و "ميناموتو نو يوشي-تسونه".

                هيمنة عشيرة الـ"تائيرا" (平)
                (1159-1185 م.)

                بسطت عشيرة الـ"التائيرا" هيمنتها على البلاد. أخذ أحد رجال هذه العشيرة ,هو "كييوموري" يستحوذ على المناصب العليا في البلاط، ماشيا في ذالك على سيرة الـ"فوجي-وارا"، ثم بدأ بتوزيع المناصب على أفراد عائلته و زوج إحدى بناته من أحد الأمراء، و الذي أصبح أحد أبناءه، "أنتوكو" إمبراطورا سنة 1180م.

                "تائيرا نو كييوموري" (平清盛) ع(1118-1181 م.)

                في نفس السنة كان "ميناموتو نو يوريتومو" (源頼朝) قد اتخذ من "كاماكورا" (鎌倉) في شرق البلاد مقرا رئيسا له، و بعدما استقرت به الأحوال أخذ هذا الأخير يبحث عن الذرائع للاستيلاء على العاصمة الإمبراطورية. فاستغل فرصة قيام أحد أقرباءه "يوشي-ناكا" بثورة، ليبدأ حملة جديدة من المناوشات. إلا أن الحملة لم تأتي بجديد. كان عليه الانتظار حتى سنة 1183 م. حينما هاجم "يوشي-ناكا" العاصمة من جديد، فجمع "يوريتومو" العدة و جهز حملة بقيادة أخيه "ميناموتو نو يوشي-تسونه". تمكن هذا الأخير من إنقاذ الإمبراطور "غو شيراكاوا" (後白河天皇). إلا أن المعارك لم تهدأ و بدأت حملات مطاردة ضد طائفة الـ"تائيرا" إلى الغرب من البلاد. كان معركة "دان نو أورا" فاصلة، تم بعدها القضاء نهائيا على هذه الطائفة. يعتبر المؤرخون هذا الحدث نهاية الحقبة القديمة من التاريخ الياباني و بداية حقبة العصور الوسطى.

                "ميناموتو نو يوريتومو" (源頼朝) ع(1147-1199 م.) يتبع



                تعليق


                • #9
                  "فوجي-وارا نو ميتشيناغا" (藤原道長)
                  ح. (966-1028 م.)

                  من الشخصيات المؤثرة في التاريخ الياباني لفترة "هيئيآن"، ارتبط اسمه بمرحلة الأوج السياسي لعائلة الـ"فوجي-وارا" (藤原)، كان "ميتشيناغا" خامس إخوته، أبوه "كانه-إي-إه" (929-990 م) تولى منصب الـ"وصي" أو "سيشو" (摂政). بعد وفاة أخويه سنة 995 م أصبح عميد عشيرة الـ"فوجي-وارا"، خلع عليه لقب "نائيران"، وأصبح له بذلك حق الإطلاع على جميع الوثائق التي يتم تقديمها للإمبراطور. تمكن بفضل منصبه من أن يكون شبكة قوية من العلاقات. عمل "ميتشيناغا" على تكريس هذه العلاقات طوال بقية عمره.
                  حتى يدعم موقع في الدولة ويكتسب شرعية أكبر، قام بتزويج ثلاث من بناته من أباطرة. ابنته الكبرى تزوجت من الإمبراطور "إشيجو" ( 986-1011 م) (الـ66)، أنجت معه اثنين من الأبناء، أصبحا بدورهما إمبراطورين، "غو-إشيجو" (1016-1036 م) و "غو-سوزاكو" (1036-1045 م). ابنته الثانية تزوجت من الإمبراطور "سانجو" (1011-1016 م). أما ابنته الثالثة فتزوجت من حفيده الإمبراطور "غو-إشيجو" (1016-1036 م). يتبع


                  "فوجي-وارا نو ميتشيناغا" (藤原道長)


                  تولى "ميتشيناغا" سنة 1017 م منصب وزير الشؤون العليا "داجو دائي-جن"، ثم بعدها بقليل تولى منصب الوصي "سيشو" (摂政) على حفيده الإمبراطور "غو-إشيجو". إلا أنه ولأسباب خاصة فضل أن يترك هذا المنصب لينعزل في المعبد الذي قام بتشييده في "كيوتو"، الـ"هوجو-جي". كان "ميتشيناغا" يمسك وعن طريق أبناءه بمقاليد الحكم الفعلي. شغل العديد من أبناءه مناصب كبيرة في الدولة، كما تولى اثنين منهم منصبي الحاجب (كبير المستشارين) "كانباكو" (関白) ووزير الشؤون العليا "داجو دائي-جن". تولى أكبر أبنائه "فوجي-وارا نو يوريميشي" (992-1074 م) وعلى مدى 52 سنة منصب الوصي "سيشو" (摂政) على ثلاث أباطرة،. كان "ميتشيناغا" من أتباع مذهب "آميدا" البوذي، وكرس أغلب وقته لخدمة معتقداته. توفي سنة 1027 م، في إقامته في معبد الـ"هوجو-جي". يعتقد البعض أن شخصيته القوية هي التي أوحت بكتابة قصة "جنجي" (源氏物語)، وأن أحداث القصة أنما كان تتمحور حول حياته الشخصية.



                  تعليق


                  • #10
                    تائيرا نو كييوموري" (平清盛)
                    ع(1118-1181 م.)


                    "تائيرا نو كييوموري" (平清盛)

                    قائد من الرجال المحاربين، أصبح من رجال البلاط المؤثرين خلال نهاية "فترة هيي-آن "في اليابان. ينتمي إلى عشيرة الـ"تائيرا"، يعتبر "كييوموري" أول شخص من طبقة الرجال المحاربين، استطاع أن يقوم بدور سياسي قيادي داخل البلاط الإمبراطوري.

                    كان الأكبر بين إخوته، أبوه المحارب "تائيرا نو تاداموري" ع(1096-1153 م). كانت عشيرته الـ"تائيرا" تعد من بين أكبر عشائر النبلاء (يرجع بها النسب إلى العائلة الإمبراطورية) المحاربة، وضعت نفسها في خدمة الأباطرة المنعزلين. لمع اسم "كييوموري" أثناء اضطرابات عهد "هوجن" (هوجن نو ران). سنة 1156 م، بعد وفاة الإمبراطور المنعزل "توبا" ح(1107-1123 م) -كان هؤلاء الأباطرة وبعد تنازلهم عن العرش، يقومون بوصاية على أبناءهم، ويستبقون الحكم الحقيقي بين أيديهم- ، قام الخلاف بين الإمبراطور المنعزل "سوتوكو" ح(1123-1141 م) وأحد أبناء الإمبراطور المتوفى والذي عرف لاحقا باسم "غو شيراكاوا".

                    أخذ الأخير يبحث عمن يدعم حقوقه بين نبلاء البلاط المؤثرين، فوقع اختياره على عائلة الـ"فوجي-وار". استطاع إقناع "فوجي-وارا نو تاداميشي" ع(1097-1164 م) بدعمه، في الوقت الذي قام شقيق هذا الأخير "فوجي-وارا نو يوريناغا" ع(1120-1156 م) بدعم الإمبراطور "سوتوكو". قام كل من الأخوان "فوجي-وارا"، بتجنيد حلفاءه من جهته. انظم "ميناموتو نو يوشيتومو" ع(1123-1160 م) و"تائيرا نو كييوموري" إلى حلف "غو شيراكاوا"، فيما انظم "ميناموتو نو تامه-يوشي" ع(1096-1156 م) -هو نفسه والد "ميناموتو نو يوشيتومو"- إلى حلف الإمبراطور السابق "سوتوكو". انتهى الصراع بغلبة أنصار "غو شيراكاوا"، كانت النتيجة القضاء على "يوريناغا" و"تامه-يوشي"، فيما كان مصير الإمبراطور "سوتوكو" النفي.

                    لم تكد الأمور تستقر حتى عاد الخلاف مجددا بين حلفاء الأمس، سادت البلاد فترة اضطرابات عرفت باسم "اضطرابات عهد هه-ئيجي". انتهت هذه الاضطرابات بانتصار "كييوموري" سنة 1159 م على غريمه "يوشيتومو". عززت بذلك عشيرة الـ"تائيرا" التي ينتمي إليها "كييوموري" هيمنتها وتفوقها على عشيرة الـ"ميناموتو".

                    خلا الجو لـ"كييوموري"من المنافسين، فأصبح سيد الموقف في البلاط الإمبراطوري. خلع على نفسه ألقابا عدة، وفي سنة 1167 م اتخذ لقب "داجو دائيجن" (وزير الشؤون العليا)، ثم أخذ يقلد الـ"فوجي-وارا" فزوج ابنته من الإمبراطور "تاكاكورا" ح(1168-1180 م).

                    أعمل "كييوموري" جهود ه لضمان هيمنة مطلقة على البلاط الإمبراطوري، حقد عليه بسبب ذلك الإمبراطور ورجال البلاط، إذ كانوا يعدونه دخيلا عليهم. كما بيدوا أن "كييوموري" أهمل المقاطعات الأخرى، فتركها لمصيرها، وكان ذلك خطأ كبيرا. حاول بعدها أن ينقل البلاط إلى مدينة "فوكوهارا" (مدينة "كوبي" اليوم)، كانت له مطامح في بناء قوة بحرية كبيرة (اشتهر أسلافه من عشيرة الـ"تائير" بأعمالهم البحرية أيضا). فشلت محاولته ولقيت رفضا قاطعا من طرف البلاط الإمبراطوري.

                    استطاع سنة 1180 م أن يضع على العرش حفيده "أنتوكو" ح(1180-1185 م)، إلا أنه توفي في العام الموالي. لم تعمر هيمنة الـ"تائيرا" طويلا بعد ذلك. كان ابني غريمه السابق "يوشيتومو"، "ميناموتو نو يوريتومو" (源頼朝) و "ميناموتو نو يوشي-تسونه" قد أصبحا في سن النضج. قاما بقيادة عمليات عسكرية أدت إلى إنهاء حكم عشيرة الـ"تائيرا". يتبع



                    تعليق


                    • #11
                      فترة "كاماكورا" (鎌倉時代)
                      (1185-1333 م.)

                      بعد هزيمة الـ"تائيرا"، أحكم "ميناموتو نو يوريتومو" (源頼朝) قبضته على البلاد. بدأ بالتخلص من أخيه ثم أخذ يشن حملات متتالية حتى دانت له البلاد مع حلول سنة 1189 م. بدأت مدينة "كاماكورا" (鎌倉) شرقي البلاد، و بعيداً عن البلاط الإمبراطوري، تعرف نوعا جديدا من السلطة، سلطة دنيوية (أو لنقل تسلط على العباد) في مقابل سلطة الإمبراطور الدينية، تستمد هذه السلطة الجديدة شرعيتها من كونها مقرَة من طرف الإمبراطور نفسه، كان الإمبراطور بحاجة إلى ذلك ليحمي نفسه من الغوائل و يتجنب تبعات السلطة. ابتداءً من هذا العهد صار المؤرخون يسمون الفترات التاريخية باسم المكان الذي يحتضن بلاط الـ"شوغونات" و ليس الأباطرة كما جرت العادة، فالسلطة الفعلية للبلاد أصبحت في أيدي هؤلاء، و على هذا سميت هذه الفترة باسم "فترة كاماكورا" (鎌倉時代) وهي المدينة التي احتضنت البلاط الثاني.

                      في العام 1192 م. خلع الإمبراطور على "ميناموتو نو يوريتومو" (源頼朝) لقب "سيئي-تائي-شوغون" (征夷大将軍) أو "قائد الذين يحاربون البرابرة"، اختصر اللقب فيما بعد إلى "شوغون" (و في بعض الترجمات العربية "شوجون"). عرفت الحكومة أو السلطة الجديد باسم "باكوفو" (幕府) أو "حكومة الخيمة". كانت مدينة "كاماكورا" العاصمة الجديدة لهذه الحكومة. أرسى العهد الجديد قواعد إقطاعية جديدة ظلت سائدة حتى الفترة الحديثة.

                      "ميناموتو نو يوريتومو" (源頼朝) ع(1147-1199 م.)

                      "ميناموتو نو يوشي-تسونه" (源 義経) ع(1159-1189 م.)

                      لم تعمر عشيرة الـ"ميناموتو" في الحكم طويلا. مع حلول سنة 1219 م خلت الساحة من أي من أبناء هذه العائلة ممن تتوفر فيهم أهلية للحكم. كانت الفرصة سانحة أمام عشيرة زوجة "ميناموتو" أو الـ"هوجو" (北条氏)، فتمكنت من الاستيلاء على لقب "الوصي" و الذي أصبح حسب الأعراف الجديدة وراثياً، بقي اللقب بين أيدي هذه العشيرة حتى سنة 1333 م. أصبح الـ"هوجو" يفرضون وصايتهم على الـ"شوغونات"، والذين كانوا بدورهم أوصياء على الأباطرة في "كيوتو". عرفت الفترة " اضطرابات عهد جوكيو" (承久の乱)، حاول خلالها الإمبراطور "المنعزل" "غو توبا" أو "توبا الثاني" (後鳥羽天皇) أن ينقلب على نظام "الشوغونات". فشلت المحاولة و كان من نتائجها أن عززت سلطة "الشوغونات" أكثر بينما اهتزت صورة السلطة "الإمبراطورية" عند الشعب. قام هؤلاء بعدها بسن قانون مدني ثم جنائي من واحد و خمسين نصاً، ظل القانون معمولا به حتى نهاية القرن الرابع عشر.

                      كانت صورة اليابان في هذه الفترة (فترة المحاربين) أكثر بأساً و أكثر عنفاُ من سابقتها. على أن هذا يجب أن لا يخفى الجوانب الأخرى من هذه الحضارة و التي عرفت عهدا مشرقاُ. في الجانب الأدبي، يبدو أن الصراع بين عشيرتي (أو طائفتي) "التائيرا" و "الميناموتو"، ثم السقوط المفجع لأولاهما، هذه الأحداث أوحت نوع جديد من الكتابة، قائم على الملاحم و البطولات. من أبرز و أهم الشاهد على هذا الاتجاه، "قصة الهائيكي" أو "هائيكي مونوغاتاري" (平家物語) ح 1220 م. كما أن الشعر عرف دفعة جديدة، مع ظهور تصانيف جديدة، و التي كرسها شعراء كان من بينهم "غو توبا" (後鳥羽天皇) الإمبراطور أو "فوجي-وار نو سادائي".


                      "قصة الهائيكي" (平家物語)، من أهم المصنفات في الأدب الياباني، ملحمة تدور أحداثها في يابان العصور الوسطى. قام مؤلف مجهول بتجميع العديد من الروايات و القصص الشائعة في ذالك العهد و التي بقى تداولها يتم شفويا، استغرق العمل سنوات عدة مابين 1190 و 1221 م. بعد انتهاء التجميع قام بتشكيلها حتى تكون وحدة كاملة مستمرة ثم صياغتها شعرياُ و انتهى من ذلك عام 1240 م.


                      عرفت قترة "كاماكورا" حيوية جديدة في الحياة الدينية. قامت العديد من الطوائف الجديدة التي طغت على المدارس الدينية القديمة من أمثال "تنداي" و "شنغون"، كانت هذه الطوائف تدعوا إلى اختصار المعتقدات و الشعائر إلى درجات أبسط من سابقتها و التي اختصر أصحابها في أبناء الطبقة الأرستقراطية. كان هدف هذه الحملة تشجيع الناس ممن لا يؤمنون بالمعتقدات البوذية، على اعتناق هذه العقيدة. من بين هذه الطوائف و التيارات، أتباع "آميدا" (أو بوذا على مذهب أهل اليابان)، و التي تم تطوير معتقداتها من طرف الراهبين "جنكو" و "شنران" (親鸞) ح(1173-1262). تقول هذه المعتقدات ببعث الأتباع من هذه الطائفة علي أرض طاهرة بشرط إيمانهم بسلطة "آميدا". انتشرت هذا المذاهب بسرعة وسط الفئات الشعبية. في نفس الفترة تقريبا، قامت الطبقة من الرجال المحاربين باعتناق مذهب "زن" (禅) البوذي، و قد ساعدت المعتقدات و الفلسفة التي كانت يدعو إليها هذا المذهب هؤلاء المحاربين في تقوية روحهم القتالية أثناء وجودهم على ساحة القتال. تفرعت بعدها طائفتين عن هذا المذهب، الأولى "رِن زائي" (臨済)، أسسها الراهب البوذي "ميوآن إئيسائي" (明菴栄西)، الثانية "سوتو" أو "سوتو-شو" (曹洞 宗)، أسسها الراهب "دوجن زنجي" (道元 禅師). ثم سنة 1253 م. قامر راهب آخر هو "نيشيرن" بإنشاء طائفة أخرى هي "اللوتس" (نسبة إلى الزهرة بهذا الاسم) أو "نيشي رن" (日蓮)، و التي كان لأتباعها دور سياسي أثناء هذه الفترة.

                      تمثال "بوذا" الكبير في "كاماكورا"، صنع من البرونز (خليط من النحاس والقصدير). التمثال لـ"آميدا بوذا" (أو "بوذا" حسب أتباع هذه الطائفة)، و يقع أمام معبد "كوتوكوئن". ارتفاعه 13و35 متراً، و يعتبر ثاني أكبر التماثيل لشخصية "بوذا" في اليابان (التمثال الأكبر يقع معبد "تودائي جي) في "نارا"، إلا أنه لم تتبق منه إلا بعض القطع).تم صب التمثال سنة 1252 م. و كان يقع وسط بهو معبد كبير. إلا أن عاصفة هوجاء أتت على المعبد، فتم ردمه بعدها، و بقي التمثال قائما في الهواء الطلق.


                      على مدى أكثر من مائة عام، سيطر "الهوجو"على كل شئ تقريبا. قام ولاة و رجال هؤلاء في المقاطعات بدورهم بتثبيت وجودهم و هيمنتهم و شكلوا طوائف عسكرية جديدة. في سنة 1274 م.، كان المغول قد أتم سيطرتهم على الصين و كورية، فحاولوا أن يخضعوا اليابان. إلا أن المقاومة الشرسة التي أبداها اليابانيون (و الذين وضعوا و لو لفترة خلافاتهم جانباً) من جهة و المقادير التي سلطت عاصفة بحرية هوجاء على الأساطيل المغولية على مرتين، كل ذلك أثنى المغول عن فكرة غزو الأرخبيل. بقيت الذاكرة الشعبية تحتفظ بهذه الذكرى، فأطلق اليابانيون على هذه الرياح اسم "الرياح الربانية" أو "كامي-كازي" (神風) و كلمة "كامي" (神) تطلق في اليابان على الموجودات الطبيعية التي يعتقد أن روحا عظيمة تسكنها، و قد تترجم أحيانا بلفظ "آلهة"، وتستعمل هذه الكلمة عند أتباع الديانة الأصلية للبلاد أو "الشنتو" (神道).

                      فترتي "استعراش كنمو" ثم "نان بوكوشو" (南北朝時代)
                      (1333-1336 م.) ثم (1336-1392 م.)

                      بعد جلاء المغول عن البلاد، بدأت مشاكل جديدة تطفوا على السطح. تركت الحروب الطاحنة نظام الـ"هوجو" هشا و دون موارد. كان الإمبراطور المنفي "غو دائي-غو" (後醍醐天皇) قد توج سنة 1318 م. ثم نفي بسبب محاولته الإطاحة بنظام الـ"شوغونات"، قرر هذا الأخير و هو في المنفى أن يعيد الكرة، مستغلاً حالة الضعف التي يمر بها النظام، بدأ يجمع حوله الرجال استعدادا لحركة الانقلاب. كان أول من انظم إليه "أشيكاغا تاكا-أوجي" (足利 尊氏) ح(1305-1358 م.)، سيد عشيرة الـ"أشيكاغا" و أحد القادة الحربيين الذين كلفهم الـ"هوجو" باستعادة السيطرة على البلاد. نجحت المحاولة و تم قلب نظام الـ"شوغونات" و عادت السلطة إلى الإمبراطور "غو دائي-غو"، عرفت هذه الفترة باسم "استعراش كنمو" (إعادة إلى العرش) س(1333-1336 م.)، إلا أنها لم تعمر طويلاً و انتهت بعد ثلاث سنوات (من 1333 وحتى 1336 م.).

                      "أشيكاغا تاكا-أوجي" (足利 尊氏) ع(1305-1358 م.)

                      كان "أشيكاغا تاكا-أوجي" (足利 尊氏) طموحا جدا، و يبدو أن الإمبراطور أهمل هذا الجانب فلم يقدره كما كان يريد. انتهى الأمر بأن طرد الأخير من عاصمته سنة 1336 م. و تم تعيين إمبراطور جديد، ثم تلقى "أشيكاغا تاكا-أوجي" مهامه الجديدة كـ"شوغون" ابتداءً من 1338م. اتجه الإمبراطور المعزول "غو دائي-غو" إلى مناطق الجبال جنوب نارا، و أسس بلاطا ثانيا موازيا. كان هذا الحدث بداية الحرب الأهلية بين البلاطين و قد أطلق المؤرخون على هذه الفترة اسم "نان بوكوتشو" أو "فترة البلاطين الجنوبي والشمالي" س(1336-1392 م.)، انتهت الفترة سنة 1392 م. عندما تصالح الـ"شوغون" مع البلاط الجنوبي و قررا توحيد المملكة من جديد. يتبع



                      تعليق


                      • #12
                        ميناموتو نو يوريتومو" (源頼朝)
                        ع (1147-1199 م)

                        قائد ياباني،، انتقلت السلطة في عهده من الأباطرة إلى الحكام العسكريين. يعزوا المؤرخون إليه تأسيس ما عرف باسم نظام الـ"شوغونات"، ساد هذا النظام الإقطاعي لقرون طويلة (حتى سنة 1868 م وبداية إصلاحات عهد "مييجي"). من أبناء عائلة الـ"ميناموتو" الشهيرة، إحدى أهم عشائر المحاربين في اليابان، ترجع في أصولها إلى العائلة الإمبراطورية. بعد أن قاد أفراد عشيرته حركة تمرد فاشلة ضد عشيرة الـ"تائيرا" (والتي كانت تتحكم في مقاليد الحكم في البلاد)، قتل أبوه وكان مصير "يوريتومو" النفي. تزوج أثناء منفاه من إحدى بنات عشيرة الـ"هوجو" (استولوا بعدها على مقاليد الحكم بعد وفاته)، كان أفراد هذه العشيرة يتولون مهمة حراسته (أثناء منفاه). انظم سنة 1180 م إلى عشيرته الـ"ميناموتو" أثناء إحدى حركات التمرد الجديدة. ثم أصبح قائدها الجديد. اتخذ أثناء هذه الفترة من "كاماكورا'" مقر له.
                        قام قريبه "يوشي-ناكا" بطرد عشيرة الـ"تائيرا" من العاصمة الإمبراطورية "كيوتو" سنة 1183 م. بعدما قامت قوات الأخير بأعمال تخريبية في المدينة، تدخل "يوريتومو" وشقيقه "ميناموتو نو يوشي-تسونه" وقاموا بالقضاء على قواته. شكل "يوريتومو" حكومة مستقلة في "كاماكورا" (بقي الإمبراطور يحكم صوريا في العاصمة "كيوتو")، اعترف البلاط الإمبراطوري بسلطة هذه الحكومة. تشكلت أثناء هذه القترة طبقات اجتماعية جديدة لم يعهدها المجتمع الياباني من قبل، كان من أهمها المحاربين أو الـ"ساموراي". سنة 1185 م قامت قوات "ميناموتو نو يوريتومو" يقودها شقيقه "يوشي-تسونه" بالقضاء على شوكة عشيرة الـ"تائيرا" نهائيا بعد دحر قواتها في معركة "دان نو أورا" البحرية. تسببت نجاحات "يوشي-تسونه" المتتالية في إشغال غيرة أخيه عليه، قرر الأخير وبمساعدة من الإمبراطور مطاردته، ضيق الخناق عليه وأصبحت قوات الجيش تطلبه أينما حل في البلاد، انتهى أمر "يوشي-تسونه" بأن قرر الانتحار طواعية عام 1189 م.


                        "ميناموتو نو يوريتومو" (源頼朝)


                        تمسك "يوريتومو" بمقره في "كاماكورا"، ورغم كونه السيد الأول على البلاد بلا منازع، لم يبلغ به الطمع يوما إلى أن يفكر في اعتلاء العرش الإمبراطوري، فضل أن يخلع على نفسه لقب "شوغون" (将軍) سنة 1192 م. يعتبر هذا اللقب اختصارا للقب آخر هو "سيئي-تائي-شوغون" (征夷大将軍) و يمكن ترجمته بـ"قائد الذين يحاربون البرابرة" نسبة إلى الحملات التي شنها البلاط قبل قرون في جزيرة "هوكايدو" ضد السكان المحليين أو "البرابرة".

                        أصبحت له شرعية أكبر في البلاد، وصار بإمكانه قمع أي حركة تمرد مادام يحكم باسم الإمبراطور. بعد وفاته سنة 1199 م، استمرت عشيرة الـ"ميناموتو" في حكم حكم البلاد حتى 1219 م، حل محلهم بعدها عشيرة الـ"هوجو" (من أخوال الـ"ميناموتو") والذين فرضوا بدورهم نظام الوصاية على الـ"شوغونات" الذين تعاقبوا، استمر الحال على هذا حتى سنة 1333 م. أصبح نظام حكم الـ"شوغانات" الذي أرسى دعائمه "ميناموتو نو يوريتومو"، السائد في اليابان، وظل العمل به حتى عهد "استعراش مييجي" سنة 1868 م. يتبع



                        تعليق


                        • #13
                          ميناموتو نو يوشي-تسونه" (源義経)
                          ع(1159-1189 م)

                          قائد عسكري ياباني، شقيق "ميناموتو نو يوريتومو" الذي أصبح "شوغونا" على البلاد. بعد وفاة والده (زعيم عشيرة الـ"ميناموتو") والتي تلت فشل المحاولة الإنقلابية التي قام بها ضد عشيرة الـ"تائيرا" وزعيمها "تائيرا نو كييوموري" ، تم وضع "يوشي-تسونه" في الإقامة الجبرية في أحد الأديرة البوذية. بعد عدة محاولات، استطاع الفرار عام 1180 م، ثم انظم إلى المتمردين على الـ"تايرا" والذين كان يقودهم أخوه "يوريتومو". قاد "يوشي-تسونه" أولى المعارك الناجحة عام 1184 م ضد قريبه "يوشي-ناكا"، وأظهر براعة كبيرة في التخطيط، وشجاعة في القتال. قام وفي نفس السنة بتشتيت قوى عشيرة الـ"تائيرا" في "إتشينوتاني"، بعد هجمة مباغتة. ثم استطاع أخيرا سنة 1185 م، أن يقضي على شوكة هذه العشيرة نهائيا في معركة "دان نو أورا" البحرية.


                          بعد سلسلة انتصاراته أبدى شقيقة "يوريتومو" حذرا شديدا اتجاهه، اتخذ الإمبراطور"غو شيراكاوا" موقفا غامضا عزز من شكوك الأخير. كان "يوريتومو" يخشى أن يقوم الإمبراطور بتحريض شقيقه "يوشي-تسونه" ضده. دفعت هذه الظروف بـ"يوشي-تسونه" إلى التمرد سنة 1185 م. قتل أغلب أتباعه أثناء محاولتهم عبور البحر عند الفرار إلى الشمال. وجد نفسه مطاردا وحيدا، اختار في الأخير أن يقوم بالانتحار بعد أن قتل زوجته وابنته. أصبحت سيرته موضوعا للعديد من الروايات، والمسرحيات، أصبح "يوشي-تسونه" رمزا للشجاعة والتي تكون عاقبتها مأساوية. يتبع




                          تعليق


                          • #14
                            فترة "موروماشي" (室町時代)
                            (1338-1573 م.)

                            "أشيكاغا تاكا-أوجي" (足利 尊氏) ع(1305-1358 م.)

                            بعدما تم تنصيبه "شوغونا" على البلاد، "بدأ "أشيكاغا تاكا-أوجي" (足利 尊氏) مؤسس سلالة الـ"أشيكاغا" أولى المحاولات لتوطيد دعائم حكمه و تقوية قبضته على البلاد. إلا أن الأمور كانت معقدة أكثر، بدت الحروب الأهلية التي دخلت فيها البلاد لا تكاد تهدأ. ثم أخذت الأمور الأمور تتحسن مع تولي ابنه "أشيكاغا يوشي-آكيرا" (足利 義詮)، الذي حكم مابين 1358 إلى 1367 م.، ثم حفيده "يوشي-ميتسو" (義満)، و الذي حكم سنوات 1385-1394 م. فسادت البلاد أجواء هادئة. قام هؤلاء بإقامة علاقات تجارية رسمية مع الصين، مما حفز نمواً اقتصادياً للبلاد أثناء هذه الفترة، و تشكلت بموازاة ذلك طبقة برجوازية من بين سكان المدن.
                            "أشيكاغا يوشي-ميتسو" (足利義満) ع(1358-1408 م.)

                            إلا أن الهدوء لم يعمر طويلاً. مع بداية القرن الخامس عشر، بدأت الحكومة المركزية تفقد سلطتها لصالح بعض القادة الزعماء من كبار المحاربين بعدما استقروا في المقاطعات الداخلية، لقب هؤلاء باسم الـ"دائي-ميو" (大名). بدأت البلاد تخرج شيئا فشيئا من سيطرة الـ"شوغونات"، و عرفت الفترة أحداث دامية و حركات ثورية قادها الأهالي و الفلاحين.

                            "كينكاكو-جي" (السرادق الذهبي ). كان مقر إقامة الـ"شوغون" "يوشي-ميتسو" الأخير.


                            مع كل العنف و الاضطرابات التي ميزت البلاد، كان لـ"شوغونات الأشيكاغا" اهتمام خاص بالحياة الثقافية و الفكرية. عرف عهد "أشيكاغا يوشي-ميتسو" ، ثالث "شوغونات" الأسرة، نشاطا مكثفاً، أعلن الحاكم نفسه راعياً للآداب و الفنون. كانت أكثر هذه الفنون مأخوذة من تلك التي كانت منتشرة في بلاط سلالة الـ"تانغ" (唐朝) الصينية ( 618-907 م.) ، ثم الـ"سونغ" (宋朝) من بعدها. قام الرهبان البوذيون من طائفة "الزن" (禅) و آخرون من المتأثرين بالفلسفة الكونفوشيوسية بإدخال هذه الفنون. أبرز هذه الفنون كان المسرح الذي قام بإدخاله "زآمي". عرف في بدايته باسم "نو". بالإضافة إلى بعض الطقوس الخاص التي تم استحداثها، على غرار "مراسيم تقديم الشاي" (茶の湯) أو "تشا نو يو"- ماء ساخن لتحضير الشاي-.
                            حروب الـ"أونين" (応仁)
                            (1467-1477 م.)

                            اندلعت هذه الحروب بسبب خلاف حول العرش الإمبراطوري، كانت عشيرتي الـ"هوسوكاوا" والـ"يامانا" طرفي الصراع، دامت مابين سنوات 1467-1477 م. منذ بداية عهد شوغانات الـ"أشيكاغا" عام 1336 م في "كيوتو"، أبدى العديد من الزعماء الكبار في البلاد رفضهم للوصاية التي فرضها عليهم الحكام الجدد، تزعمت إحدى العشائر النبيلة (ترجع في أصولها إلى العائلة الإمبراطورية) أولى حركات العصيان، ثم تبعهم الزعماء الكبار في المقاطعات أو الـ"دائي-ميو". أخذت قوة نظام الـ"شوغونات" في التهاوي السريع، وبالأخص مع مقتل الـ"شوغون" الـ9 "أشيكاغا يوشي-نوري" ع(1394-1441 م) سنة 1441 م. بدأت الكوارث تجتاح البلاد، المجاعة أولا ثم انتشار الأوبئة. اندلعت ثورات كبيرة (عرفت باسم "إيكي") عدة في البلاد، لم تكن لحكام المقاطعات القدرة على احتواءها، كان الأهالي يطالبون برفع الضرائب عنهم، وتأخير الآجال المفروضة عليهم لدفع مستحقاتهم من الديون. اضطر "شوغون" البلاد "أشيكاغا يوشي-ماسا" ع(1326-1490 م) ح(1443-1473 م) أن يخضع للمطالب الشعبية فتم إقرار الإجراءات خاصة اللازمة.

                            "أشيكاغا يوشي-ماسا" ع(1326-1490 م)

                            حسب الأعراف اليابانية، يقوم الحاكم (الإمبراطور أو الشوغون) باختيار شخص من بين ذريته أو عائلته والذي يراه الأنسب لخلافته. سيرا على المنهج قام "يوشي-ماسا" باختيار شقيقه "يوشي-مي" ع(1439-1491 م) خليفة له. أثار هذا الاختيار غضب زوجته "هينو توميكو" ع(1440-1496 م) والتي كانت ترى أن ابنها "يوشي-هيسا" أحق بمنصب الـ"شوغون" من عمه. انظم إليها في مسعاها الوزير "إيزه ساداشيكا"، قام الاثنان بتدبير محاولة للتخلص من "يوشي-ماسا". فشلت المحاولة، وكانت النتيجة تشكل تحالف قوي لحماية السلطة القائمة مشكل من عشيرتي الـ"هوسوكاوا" والـ"يامانا"، أما الوزير السابق "إيزه ساداشيكا" فكان مصيره الاغتيال.

                            عام 1465 م، يقوم "يوشي-ماسا" بالعدول عن قراره السباق، ويعين ابنه وليا للعهد. كان قبل ذلك قد كسب تأييد "يامانا موشيتويو" ع(1404-1473 م) زعيم عشيرة الـ"يامانا"، فيما فضل "هوسوكاوا كاتسوموتو" ع(1430-1473 م) زعيم عشيرة الـ"هوسوكاوا" تأييد شقيق الـ"شوغون"، في واقع الأمر أراد بذلك الوقوف في وجه هيمنة عشيرة غريمه "كاتسوموتو" على المناصب الحساسة في الدولة.

                            بدأ كل من الأطراف (عشيرتا الـ"هوسوكاوا" والـ"يامانا") بحشد الجيوش، ثم انظم إليهم حلفاء جدد من بين الزعماء في المقاطعات (الـ"دائي-ميو"). جرت أغلب المعارك حول مدينة "كيوتو"، وامتدت أحيانا حتى أصبحت شوارع المدينة ساحات لها. بلغ عدد المجندين فيها حوالي 400.000 شخص. على امتداد سنوات الحرب، قام زعماء الحرب بتغيير تحالفاتهم أكثر من مرة، كانت النتيجة أنه لم يستطع أي من طرفي الصراع حسم الموفق على ساحة المعركة. كانت وفاة زعيمي العشيرتين المتقاتلتين المفاجئ سنة 1473 م، السبب المباشر لتوقف المعارك وتفرق القوات المقاتلة.


                            "السرادق الفضي" أو "غينكاكو-جي" (銀閣寺)، بالقرب من "كيوتو"


                            عام 1473 م، أبدى "يوشي-ماسا" نفورا من ولاية الحكم ففضل التخلي، قام بتنصيب ابنه "يوشي-هيسا" ع(1435-1489 م) "شوغونا". كان الحاكم السابق يريد أن يكرس حياته للفنون والآداب، فقام بعدها بتشييد مقر جديد (على مقربة من العاصمة "كيوتو") وعلى طراز معماري مستحدث: "السرادق الفضي" أو "غينغاكو-جي" (銀閣寺)، وانعزل بداخله عام 1483 م.
                            ترك "يوشي-ماسا" نظام الـ"شوغونات" من بعده هشا، لم يستطع الـ"شوغون" الجديد التحكم في طموحات الـ"دائي-ميو" (زعماء المقاطعات) . قام بعض الزعماء ممن طمعوا في استغلال الموقف لزيادة رقعة أراضيهم، بإشعال شرارة الموجهات الأولى. ثم انتشرت المواجهات لتعم أغلب مناطق البلاد، وبلغت العاصمة "كيوتو" نفسها. هدأت الأحوال مع نهاية عام 1477 م، ولو إلى حين، يعتبر المؤرخين هذه السنة تاريخ انتهاء ما عرف بـ"حروب أونين" (応仁). تركت هذه الحروب العاصمة "كيوتو" أثرا بعد عين. بدأت بعدها بمدة فترة شهدت أحداثا أعنف من سابقتها، عرفت باسم "فترة المقاطعات المتحاربة" أو "سن غوكو جيدائي" (戦国時代) ودامت سنوات (1480-1573 م).

                            فترة "المقاطعات المتحاربة" (戦国時代)
                            (1480-1573 م.)

                            عرفت البلاد فترة اضطرابات أثناء عهد "أون إين" (応仁) س(1467-1477 م.) أدخلت هذه الأخيرة اليابان المرحلة المعروفة باسم " فترة المقاطعات المتحاربة" أو "سن غوكو جيدائي" (戦国時代) س(1477-1573 م.). تعتبر هذه المرحلة الأخيرة من فترة "موروماشي"، ميزها أفول حكم "شوغونات الأشيكاغا"، ثم بدايات محاولة توحيد البلاد و وضع الأسس لنظام حكم مركزي لأول مرة.

                            حلت طبقة جديدة من الزعماء أطلق عليها تسمية الـ"سن غوكو دائي-ميو" (زعماء الحرب) مكان الزعماء الحكام أو الـ"شوغو دائي-ميو". كان همهم الأول السيطرة المطلقة على الأراضي. قام هؤلاء بوضع القوانين، وترسيم حدود الأراضي ثم حددوا مبادئ عامة لطبقتهم استوحوها من عادات المحاربين المحليين، كان هؤلاء المحاربين أكثر تأثرا بالمبادئ الأخلاقية لمدرسة المعلم كونفوشيوس، منهم بمبادئ مذهب "زن" البوذي السائد آنذاك. كانت هذه القوانين المسودة الأولى لما عرف لاحقا بـ"ميثاق الشرف للمحاربين" أو الـ"بوشيدو" (طريق المحارب).

                            "تاكيدا شين-غن" (武田 信玄) ع(1521-1573 م.)

                            "أوئي-سوغي كن-شين" (上杉謙信) ع(1530-1578 م.)

                            حاول سيد كل مقاطعة أو الـ"دائي-ميو"، أن يبسط هيمنته على المقاطعات الأخرى. كانت النتيجة أن دخل كل واحد من هؤلاء في صراح تلقائي مع كل جيرانه. ثم امتدت الفوضى لتشمل كل البلاد، و كان بين هؤلاء بعض ممن كان طموحهم يصل إلى حد التفكير في ضم البلاد بأكملها إليه. حاول كل من "تاكيدا شين-غين" (武田 信玄) و غريمه "أوئي-سوغي كن-شين" (上杉謙信) الاستيلاء على العاصمة "كيوتو"، فيما قام وسع كل من "أودا نوبوناغا" (織田 信長) و "توكوغاوا إيئه-ياسو" (徳川 家康) مناطق سلطتهما. سنة 1573 م قام "أودا نوبوناغا" بغزل آخر الشوغونات "أشيكاغا يوشي-آكي"، كان قد أعانه قبل ذلك في استعادة عرشه. يعتبر المؤرخون هذا التاريخ نهاية حقبة العصور الوسطى من تاريخ اليابان، وبداية الحقبة المعاصرة.

                            "أودا نوبوناغا" (織田 信長) ع(1534-1582 م)

                            رغم الحروب المتواصلة، عرفت العديد من المقاطعات نشاطا اقتصاديا مزدهرا. ظهرت ونمت العديد من المدن الجديدة، وبالأخص من حول القصور والموانئ، بعضها الآخر أنشئ على مشارف الطرقات البحرية(البحيرات أو الأنهار)، على امتداد الطرقات البرية الرئيسية. أصبحت العديد من المدن الكبرى على غرار العاصمة "كيوتو" مستقلة بإدارتها.

                            البرتغاليون والتواجد الأوروبي في اليابان
                            (1543-1573 م.)

                            في عام 1543 م غرقت سفينة برتغالية بالقرب من ميناء "تانه-غاشيما". بعد هذا الحادث بسنة (سنة 1544 م) بدأت حركة التبادل التجاري بين البلدين. مع مجيء البرتغاليين، بدأت تقنيات ومعدات جديدة لم يكن يعرفها اليابانيين من قبل تدخل البلاد. كان أهمها "البارودة" (البندقية البدائية و التي كان يتم حشوها يدويا). قام الحرفيون المحليون بعمل نسخ لهذا السلاح، و كانت النتيجة أن تطورت الحروب و أصبحت أكثر دموية. شيء ثان جلبه البرتغاليون، وهو المسيحية. قاد حملة التنصير القديس "فرانسوا" في جماعة من الرهبان اليسوعيين. بدأت الجماعات التبشيرية عملها رسميا سنة 1549م، ويبدوا أن نظام الـ"شوغونات" تغاضى، ولو مؤقتاً عن هذه الديانة الجديدة، للفائدة التي كان يجنيها من وراء الداخلين الجدد. إلا أنه و فور استنفاد هذه المنافع، جاءت ردة فعله سريعة و عنيفة، كما سنرى لاحقاً.



                            تعليق


                            • #15
                              جزاك الله خير
                              اخي الفقير
                              اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
                              http://www.rasoulallah.net/

                              http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

                              http://almhalhal.maktoobblog.com/



                              تعليق

                              يعمل...
                              X