[IMG]http://www.doroob.com/wp-*******/images/authors//428.jpg[/IMG]قصة حقيقية – الكتاب الثاني – لوقيان ج 2
[IMG]http://www.doroob.com/wp-*******/themes/Doroob/images/xml.gif[/IMG] عبدالسلام زيان22 أغسطس 2007يقول البعض أن ” الثقافة ” اليونانية كانت منتشرة بقرطاج ومناطق البربر , ويقولون أن حنبعل تعلم عن والده “ثقافة” أثينا .
سننظر للموسوعة لوقيان من زاوية تاريخية . بكتابه حوار الأموات نجد رواية حنبعل وسيبيون والاسكندر الأكبر يتنازعون عن المرتبة الأولى في التاريخ .
ونرى أن حنبعل يقول أنه أولى بهذه المرتبة لأنه تعلم اللغة اليونانية عندما كان هناك ويقول أن الاسكندر لا يحسنها … الخ ( وبهذا الجزء من كتاب قصة حقيقية يتكلم كذلك لوقيان عن حنبعل والاسكندر )
حنبعل بعد دخول روما لقرطاج هاجر للمشرق وتحالف مع هذا وذاك لضرب روما ومكث مدة بكريتا وأظن أنه تعلم اللغة اليونانية هناك
لنا كذلك الفيلسوف عزربعل الذي كتب حوالي أربعة مئة كتاب , رغم أنه كان رئيس الأكاديمية بأثينا لكنه لم يكتب حرفا واحدا باليونانية
ولوقيان يلقب حنبعل بالإفريقي القرطاجني
.
ونرى مثلا المؤرخ Justin بكتبه 30 – 31 – 32 يقول حنبعل الإفريقي , وبالكتاب 32 الفقرة 4 رغم نظرته العنصرية لأهل البربر نرى أنه تكلم عن حنبعل بكل إحترام وتكلم عنه كقائد لا يسكر وعندما يأكل لا ينام ولم تقم أي محاولة انقلابية ضده من طرف جنوده رغم أنهم من مختلف الأمم وعن قيادته للجمهورية وعن عدالته … الخ
من زاويتي أرى أن قرطاج ثقافتها كانت شرقية بحتة , وكانت آخر قلعة شرقية وعملت بما يسموه بالحكمة المشراقية . وسواء نظرنا لأرسطو أو جوستين وغيرهم نجد أن نظام الحكم ونمطه بقرطاج يختلف عن بقية كل الأمم .
…………………..
بعد أن مكثنا خمسة أيام في هذه الجزيرة أبحرنا في اليوم السادس , مع نسيم منعش وبحر هادئ . في اليوم الثامن عندما لم نكن فعلا بين أمواج الحليب , ولكن وسط ماء أُجاج ولازوردي , شاهدنا عدد غقير من البشر يجرون فوق الأمواج : شبيهين بنا في كل شيء , وفي الجسد والحجم , لا يوجد اختلاف إلا في أقدامهم التي هي من الفلين , حيث من المحتمل ان اسمهم من الفلوبود ( قدم فلين ) . إستغربنا جدا عندما رأيناهم بدلا من الغروق , واقفين على أقدامهم ويتنقلون دون خوف . البعض منهم اقترب منا , وقدموا لنا التحية باليونانية , وقالوا لنا أنهم متجهين إلى جزيرة فلّو , وطنهم . رافقونا حتى بعض الوقت , يتزحلقون بجانب السفينة . لكن بعد ذلك غيروا اتجاههم وتركونا , متمنيين لنا رحلة سعيدة . سرعان ما اكتشفنا عدة جزر , وعلى مقربة منا , على اليسار , هذه الجزيرة فلّو , التي هي هدف مسافرينا المسرعين لوصولها . إنها مدينة مبنية على قطعة كبيرة مستديرة من الفلين. عن بعد وأكثر بقليل على اليمين , شاهدنا خمسة مدن أخرى , كبيرة جدا وعمارات شاهقة , والدخان يصعد منهم باستمرار.
نحو مقدمة السفينة , هناك بعُرض البحر , زهور مائية , على مسافة تقل عن خمسة مئة غلوة . إقتربنا منهم , مباشرة رائحة خارقة للعادة , عذبة , معطرة , وصلت إلينا .
قال أحدهم , العطر الذي المؤرخ هيرودوت يدعي أنه يفوح بالسعيدة العربية : هو خليط من الورود , النرجس , الياقوتية , الزنبق , البنفسج , المرّ , الرند , زهرة الدالية , لقد أتوا ليداعبوا حاسة شمنا . في حالة إعجاب وانبهار , مسحورين بهذه العطور الطيبة , تمنينا أخيرا السعادة بعد العناء الكبير , وتقدمنا في اتجاه الجزيرة . بينما نقترب , رأينا في كل الجهات العديد من المواني , شاسعة وآمنة , وأنهار صافية تصب مياهها الهادئة في البحر , ثم , عن قرب , غابات , عصافير مطربة , يغني البعض منهم بالقرب من الشاطئ , ومجموعة أخرى فوق الأغصان : هواء نقي وخفيف يطوق كل المنطقة . الهبوب المبهج للنسيم العليل يحرك برفق أوراق الشجر , ويسحب أصواتا عذبة وطويلة , شبيهة لأصوات الناي المائل وسط العزلة . مع هذه الموسيقى تمتزج أصوات عدة , لكن دون تشويش , مثل التي نسمعها بالحفلات , عندما تساوقات الآلة الوترية الإغريقية والناي يمتزجون بشكر وتصفيق الضيوف .
مسحور من كل هذه الأشياء , إتجهنا صوب الأرض : دخلنا الميناء ونزلنا من السفينة , تاركين بها سينتروس وإثنان من أصدقائنا . مشينا عبر مرج مزخرف بالزهور , عندما إعترضنا مراقبين وحراس السواحل . ربطونا بإكليل الزهر ( ليس لهم حبال أقوى من ذلك ) وقادونا إلى رئيس بلدهم . في الطريق أعلمونا أننا بجزيرة السعداء يحكمها الكريتي ابن زيوس وأوروبا ردمنث . أخذونا إلى محكمته , قضيتنا قرروا أن يكون دورها الرابع .
الجلسة الأولى قبلنا , كانت حول أجاكس الأكبر , ابن تيلامون . وتتعلق بمعرفة إن سيسمح له ليكون بين الأبطال أم لا . وأتهموه بأنه عرض نفسه للموت لأنه كان في حالة غضب . وبعد مرافعة طويلة , قرر ردمنث أن يجرعونه الخربق , ويضعوه بين أيادي الطبيب هيبوكرات من كوس . وعندما , يسترجع مداركه العقلية , يقبلونه بالوليمة .
الجلسة الثانية كانت حول الحب : تيسي ملك أثينا الذي عاش قبل حرب طراودة ومينيلاس الذي إختطف باريس إبنته , يتنازعان حول هيلينا , يريد كل واحد منهما الحصول عليها . ردمنث حكم لصالح مينيلاس , بسبب كل الأعمال وكل المخاطر التي تعرض لها عند زواجه : زد على ذلك , تيسي لم تنقصه النساء , الأمازون وبنات مينوس .
الجلسة الثالثة : قضية حق التصدر بين الاسكندر , ابن فيليب , والقرطاجني حنبعل , الأسبقية منحت للملك المقدوني , وبنوا له عرشا بجانب الملك الفارسي سيروس القديم .
[IMG]http://www.doroob.com/wp-*******/themes/Doroob/images/xml.gif[/IMG] عبدالسلام زيان22 أغسطس 2007يقول البعض أن ” الثقافة ” اليونانية كانت منتشرة بقرطاج ومناطق البربر , ويقولون أن حنبعل تعلم عن والده “ثقافة” أثينا .
سننظر للموسوعة لوقيان من زاوية تاريخية . بكتابه حوار الأموات نجد رواية حنبعل وسيبيون والاسكندر الأكبر يتنازعون عن المرتبة الأولى في التاريخ .
ونرى أن حنبعل يقول أنه أولى بهذه المرتبة لأنه تعلم اللغة اليونانية عندما كان هناك ويقول أن الاسكندر لا يحسنها … الخ ( وبهذا الجزء من كتاب قصة حقيقية يتكلم كذلك لوقيان عن حنبعل والاسكندر )
حنبعل بعد دخول روما لقرطاج هاجر للمشرق وتحالف مع هذا وذاك لضرب روما ومكث مدة بكريتا وأظن أنه تعلم اللغة اليونانية هناك
لنا كذلك الفيلسوف عزربعل الذي كتب حوالي أربعة مئة كتاب , رغم أنه كان رئيس الأكاديمية بأثينا لكنه لم يكتب حرفا واحدا باليونانية
ولوقيان يلقب حنبعل بالإفريقي القرطاجني
.
ونرى مثلا المؤرخ Justin بكتبه 30 – 31 – 32 يقول حنبعل الإفريقي , وبالكتاب 32 الفقرة 4 رغم نظرته العنصرية لأهل البربر نرى أنه تكلم عن حنبعل بكل إحترام وتكلم عنه كقائد لا يسكر وعندما يأكل لا ينام ولم تقم أي محاولة انقلابية ضده من طرف جنوده رغم أنهم من مختلف الأمم وعن قيادته للجمهورية وعن عدالته … الخ
من زاويتي أرى أن قرطاج ثقافتها كانت شرقية بحتة , وكانت آخر قلعة شرقية وعملت بما يسموه بالحكمة المشراقية . وسواء نظرنا لأرسطو أو جوستين وغيرهم نجد أن نظام الحكم ونمطه بقرطاج يختلف عن بقية كل الأمم .
…………………..
بعد أن مكثنا خمسة أيام في هذه الجزيرة أبحرنا في اليوم السادس , مع نسيم منعش وبحر هادئ . في اليوم الثامن عندما لم نكن فعلا بين أمواج الحليب , ولكن وسط ماء أُجاج ولازوردي , شاهدنا عدد غقير من البشر يجرون فوق الأمواج : شبيهين بنا في كل شيء , وفي الجسد والحجم , لا يوجد اختلاف إلا في أقدامهم التي هي من الفلين , حيث من المحتمل ان اسمهم من الفلوبود ( قدم فلين ) . إستغربنا جدا عندما رأيناهم بدلا من الغروق , واقفين على أقدامهم ويتنقلون دون خوف . البعض منهم اقترب منا , وقدموا لنا التحية باليونانية , وقالوا لنا أنهم متجهين إلى جزيرة فلّو , وطنهم . رافقونا حتى بعض الوقت , يتزحلقون بجانب السفينة . لكن بعد ذلك غيروا اتجاههم وتركونا , متمنيين لنا رحلة سعيدة . سرعان ما اكتشفنا عدة جزر , وعلى مقربة منا , على اليسار , هذه الجزيرة فلّو , التي هي هدف مسافرينا المسرعين لوصولها . إنها مدينة مبنية على قطعة كبيرة مستديرة من الفلين. عن بعد وأكثر بقليل على اليمين , شاهدنا خمسة مدن أخرى , كبيرة جدا وعمارات شاهقة , والدخان يصعد منهم باستمرار.
نحو مقدمة السفينة , هناك بعُرض البحر , زهور مائية , على مسافة تقل عن خمسة مئة غلوة . إقتربنا منهم , مباشرة رائحة خارقة للعادة , عذبة , معطرة , وصلت إلينا .
قال أحدهم , العطر الذي المؤرخ هيرودوت يدعي أنه يفوح بالسعيدة العربية : هو خليط من الورود , النرجس , الياقوتية , الزنبق , البنفسج , المرّ , الرند , زهرة الدالية , لقد أتوا ليداعبوا حاسة شمنا . في حالة إعجاب وانبهار , مسحورين بهذه العطور الطيبة , تمنينا أخيرا السعادة بعد العناء الكبير , وتقدمنا في اتجاه الجزيرة . بينما نقترب , رأينا في كل الجهات العديد من المواني , شاسعة وآمنة , وأنهار صافية تصب مياهها الهادئة في البحر , ثم , عن قرب , غابات , عصافير مطربة , يغني البعض منهم بالقرب من الشاطئ , ومجموعة أخرى فوق الأغصان : هواء نقي وخفيف يطوق كل المنطقة . الهبوب المبهج للنسيم العليل يحرك برفق أوراق الشجر , ويسحب أصواتا عذبة وطويلة , شبيهة لأصوات الناي المائل وسط العزلة . مع هذه الموسيقى تمتزج أصوات عدة , لكن دون تشويش , مثل التي نسمعها بالحفلات , عندما تساوقات الآلة الوترية الإغريقية والناي يمتزجون بشكر وتصفيق الضيوف .
مسحور من كل هذه الأشياء , إتجهنا صوب الأرض : دخلنا الميناء ونزلنا من السفينة , تاركين بها سينتروس وإثنان من أصدقائنا . مشينا عبر مرج مزخرف بالزهور , عندما إعترضنا مراقبين وحراس السواحل . ربطونا بإكليل الزهر ( ليس لهم حبال أقوى من ذلك ) وقادونا إلى رئيس بلدهم . في الطريق أعلمونا أننا بجزيرة السعداء يحكمها الكريتي ابن زيوس وأوروبا ردمنث . أخذونا إلى محكمته , قضيتنا قرروا أن يكون دورها الرابع .
الجلسة الأولى قبلنا , كانت حول أجاكس الأكبر , ابن تيلامون . وتتعلق بمعرفة إن سيسمح له ليكون بين الأبطال أم لا . وأتهموه بأنه عرض نفسه للموت لأنه كان في حالة غضب . وبعد مرافعة طويلة , قرر ردمنث أن يجرعونه الخربق , ويضعوه بين أيادي الطبيب هيبوكرات من كوس . وعندما , يسترجع مداركه العقلية , يقبلونه بالوليمة .
الجلسة الثانية كانت حول الحب : تيسي ملك أثينا الذي عاش قبل حرب طراودة ومينيلاس الذي إختطف باريس إبنته , يتنازعان حول هيلينا , يريد كل واحد منهما الحصول عليها . ردمنث حكم لصالح مينيلاس , بسبب كل الأعمال وكل المخاطر التي تعرض لها عند زواجه : زد على ذلك , تيسي لم تنقصه النساء , الأمازون وبنات مينوس .
الجلسة الثالثة : قضية حق التصدر بين الاسكندر , ابن فيليب , والقرطاجني حنبعل , الأسبقية منحت للملك المقدوني , وبنوا له عرشا بجانب الملك الفارسي سيروس القديم .