بالنظر إلى العنوان أكيد أن كل القراء و خاصة العارفين بحنبعل سيستغربون كيف يكون حنبعل ألد أعداء روما هو صانع مجدها؟نعم أخي القارئ تلك هي حقيقة الأشياء فالحرب التي قادها هذا القائد القرطاجي ضد الرومان وما ألحقه بهم من هزائم لم تعرفها روما عبر كامل تاريخها جعلها تعيد النظر في كل شيئ من حولها.حنبعل هو الذي علم الرومان أن أهم قواعد الحفاظ على الوجود هي التوسع هي الهجوم أفضل وسائل الدفاع أيضا علمهم أن المجد يصنع بالعزيمة و بالمعرفة. علمهم حب البقاء و الإشعاع و الخلود . و الخلود و الإشعاع بالمنطق العسكري يكون عبر الغزو و الإنتصار . انتصارت حنبعل في معاركه ضد الرومان جعلتهم يعملون من اجل بناء إمبراطورية لا تقهر إمبراطورية لن يتكرر معها مستقبلا ما حدث مع حنبعل.
من هو حنبعل وماذا فعل بالرومان ؟ هو حنبعل بن عبد ملقرط برقا ولد حوالي 247 ق م بقرطاج و توفي سنة 185 ق م بتركيا الحالية والده هو قائد الحرب البونية الأولى بين قرطاج و روما 264 ق م -241 ق م و التي هزمت خلالها قرطاج . إنتهت هذه الحرب بإمضاء القرطاجيين معاهدة صلح مهينة إذ بمقتضى المعاهدة تخلت قرطاج عن ممتلكاتها بجزيرة صقلية و تعهدت بدفع غرامة حربية لمدة عشر سنوات. هزيمة قرطاج في هذه الحرب إعتبرها حنبعل إهانة لقرطاج و مس بمكانتها في المتوسط و إهانة لشخص والده و مكانته في المجتمع القرطاجي,على هذا نشأ حنبعل. في التاسعة من عمره رافق والده إلى المقاطعة القرطاجية الجديدة شبه الجزيرة الإيبيرية (جنوب وشرق إسبانيا الحالية ). تلقى حنبعل تربية متكاملةتكوين عسكري وفني و فلسفي كان عارفا بعدة لغات و منها اليونانية و اللاتينية مطلعا على التيارات الفكرية و منزلة مختلف القوى في المتوسط . سنة 221 ق م يصبح حنبعل حاكم بلاد الإيبار ( والى شبه الجزيرة الإيبيرية ) و قائدها العسكري , حينها شرع القائد الجديد في رسم أهداف مشروعه الجديد و هو الثأر لقرطاج ولوالده .
لتحقيق مبتغاه وضع حنبعل خطة لحربه ضذ الرومان إرتكزت على العناصر التالية .
- التوجه إلى إيطاليا برا إنطلاقا من قرطجانة ( عاصمة مقاطعة شبه الجزيرة الإيبيرية )
- إختراق جبال الآلب بسرعة لمفاجأة الرومان ( جبال الآلب الفاصلة بين فرنسا وإيطاليا حاليا )
- تدمير كل قوة رومانية تعترض تقدم الجيوش القرطاجية للنيل من سمعة روما أمام حلفائها و لتشجيعهم على الإنسحاب من الفدرالية الرومانية لإجبار روما على الإستسلام و إمضاء معاهدة تعيد لقرطاج ممتلكاتها في صقلية و إشعاعها و هيبتها في المتوسط.
بدأحنبعل بتنفيذ مشروعه في ربيع سنة 219 ق م و انطلق من قرطجانة معلنا الحرب على روما بجيش قوامه 50 ألف من المشاة ,12 الف من الخيالة و 60 فيلا . وصل إلى سهل البو بشمال إيطاليا في سبتمبر 219 قم بنصف جيشه 26 ألف من المشاة ,6 ألاف من الخيالة و37 فيلا إذ فقد العديد من عناصر جيشه بسبب البرد وثلوج الجبال و صعوبة تضاريس المناطق التي عبرها . لكن كل ذلك لم يثني حنبعل عن عزيمته في تحقيق مبتغاه . بوصوله إلى الأراضي الرومانية كشف حنبعل على عبقريته و موهبته العسكرية إذ إعتمد خططا و تكتيكات حربية ألحق بها أكبر الهزائم في تاريخ روما و المهين للرومان أن حنبعل هزمهم على أرضهم و بجيوش قليلة العدد و العدة أمام ضخامة الجيوش الرومانية وعتادها.تكتيكات و عبقرية حنبعل العسكرية لا تزال تدرس إلى اليوم في أكبر المدارس العسكرية العالمية . إستطاع حنبعل هزم الجيوش الرومانية في كل المعارك التي خاضها على الأراضي الإيطالية وهي معركة ترابيا218 ق م , معركة تشينا 218 ق م , معركة بحيرة تراسيمانوس 217 ق م و معركة قانة 216 ق م .
و إلى الإخوة القراء هذاالنص و الوصف لإحدى المعارك ورد بمجلة التاريخ العسكري أخذ عن المصادر الرومانية :
تقديرات الجيوش الرومانية حوالي 80 الف مقاتل
موقع المعركة ضفاف بحيرة تراسيمانوس بشمال إيطاليا
...لقد عرف حنبعل موقع أعدائه بواسطة إستخدام فطن للجواسيس كما عرف كيف ينصب لهم الكمين... لقد إتجهت رغبته إلى سحق القوات الرومانية على ضفاف بحيرة تراسيمانوس...وصل القنصل الروماني فلامينوس ليلا إلى البحيرة و هو يعلم أن عدوه في إنتظاره و قد كان في بداية الأمر يعتقد أن حنبعل يتجه نحو روما لكنه علم هو الآخر أن القرطاجيين يتجهون نحو الجنوب الغربي...لقد كان فلامينوس يعتقد جازما في إنتصاره...و ما لم يعلمه أو لم يفهمه أن لحنبعل مخبرين يراقبون كل تحركاته مثلما كان حنبعل على بينة من شدة غرور القائد الروماني مما يجعله يبادر بالهجوم منفردا دون إنتظار إمدادات من روما...
إقترب حنبعل من البحيرة من حدها الشمالي عبر ممر ضيق فأضحت على اليمين بينما مرتفعات كثيفة الأشجار على اليسار, يقع الممر في نهاية سهل صغير يمتد على نحو خمسة أميال حتى جسر وضع عليه حنبعل خيرة مقاتليه من الإيباريين و الأفارقة حيث تبدو راياتهم بارزة لكل جيش يدخل السهل , وكان هذا الطعم الذي قدمه حنبعل للرومان .
مثلما كان حنبعل يعلم أن قائدا مثل فلامينوس لا يتوانى عن خوض المعركة لفرط إعتداده بنفسه...في المقابل لم ينتبه القائد الروماني إلى خط الرومات المتمركزين على المرتفعات المجاورة و هكذا لم يتفطن إلى وجود 30 ألف غالي ( من غاليا فرنسا الحالية .من المتحالفين مع حنبعل )و قرطاجي بأسلحتهم الثقيلة على الهضاب الغربية , إندفع فلامينوس في الممر الضيق دون أن يلاحظ الخطر المحدق به من الجانبين و من الخلف و قد أغلقت الخيالة القرطاجية مدخل الممر...عند الفجر كان فلامينوس ينوي مواصلة السير و الضباب يغطي البحيرة و ما جاورها و كان ينوي خوض المعركة في نهاية الضحى بعد أن يرسل روادا للإستطلاع , لكن حنبعل لم يمهله...لما كان الرومان يتقدمون وسط السهل في ضباب كثيف كان القرطاجيون مصطفين على جانبي الجسر مقتنعين أن المعركة ستكون معركة إرادة ...و كما كان يعتقد حنبعل لم يرفض فلامينوس النزال و بدأ الرومان بالهجوم متكتلين لكن لما إصطدمت صفوفهم الأولى بالإيباريين و الأفارقة تغير كل شيء , من فوق الجسر تعالت أصوات النفير و فوق السهل كان الضباب أكثر كثافة مما هو على المرتفعات و كان حنبعل قادر على تنظيم المعركة و قد إنحدر 30 ألفا من الخيالة و أغلقوا كل المنافذ على الرومان...إحتمدت المعركة على الجبهة والجانبين قبل أن ينظم الرومان صفوفهم و قبل أن يتمكنوا من إعداد أسلحتهم و من إستلال سيوفهم . وهكذا لم يقدروا على رؤية أعدائهم نتيجة الضباب كما لم يكن بإمكانهم الإستماع إلى الأوامر نتيجة أصوات النفير و جلبة المعركة و هكذا تلاشت صفوفهم و تحولوا إلى مواجهات فردية و غير منظمة و حتى لما ذهبت أشعة الشمس بالضباب لم يقدروا على تبين سير المعركة...و بعض قواتهم لم تستطع بدء القتال نتيجة سرعة الضربات القرطاجية...لقد كانت ثلاث ساعات كافية لحسم المعركة.فقد خلف الرومان 15 ألف قتيل على أرض المعركة في حين لم يفقد حنبعل سوى 1500 مقاتل حسب المصادر الرومانية .
هذا نموذج عن عبقرية و حنكة حنبعل العسكرية أهديه إلى كل من تتوق نفسه إلى التحرر علنا نـتأثر بحنبعل و بعزيمته و لعلنا أيضا نقتبس من هذاالمثال الحكمة المرادة منه ألا و هي أن إرادة الشعب لا تقهر . أهدية كذلك لكل عربي تتوق نفسه لرؤية القدس محررة فصبراجميلا وبالله التوفيق.
من هو حنبعل وماذا فعل بالرومان ؟ هو حنبعل بن عبد ملقرط برقا ولد حوالي 247 ق م بقرطاج و توفي سنة 185 ق م بتركيا الحالية والده هو قائد الحرب البونية الأولى بين قرطاج و روما 264 ق م -241 ق م و التي هزمت خلالها قرطاج . إنتهت هذه الحرب بإمضاء القرطاجيين معاهدة صلح مهينة إذ بمقتضى المعاهدة تخلت قرطاج عن ممتلكاتها بجزيرة صقلية و تعهدت بدفع غرامة حربية لمدة عشر سنوات. هزيمة قرطاج في هذه الحرب إعتبرها حنبعل إهانة لقرطاج و مس بمكانتها في المتوسط و إهانة لشخص والده و مكانته في المجتمع القرطاجي,على هذا نشأ حنبعل. في التاسعة من عمره رافق والده إلى المقاطعة القرطاجية الجديدة شبه الجزيرة الإيبيرية (جنوب وشرق إسبانيا الحالية ). تلقى حنبعل تربية متكاملةتكوين عسكري وفني و فلسفي كان عارفا بعدة لغات و منها اليونانية و اللاتينية مطلعا على التيارات الفكرية و منزلة مختلف القوى في المتوسط . سنة 221 ق م يصبح حنبعل حاكم بلاد الإيبار ( والى شبه الجزيرة الإيبيرية ) و قائدها العسكري , حينها شرع القائد الجديد في رسم أهداف مشروعه الجديد و هو الثأر لقرطاج ولوالده .
لتحقيق مبتغاه وضع حنبعل خطة لحربه ضذ الرومان إرتكزت على العناصر التالية .
- التوجه إلى إيطاليا برا إنطلاقا من قرطجانة ( عاصمة مقاطعة شبه الجزيرة الإيبيرية )
- إختراق جبال الآلب بسرعة لمفاجأة الرومان ( جبال الآلب الفاصلة بين فرنسا وإيطاليا حاليا )
- تدمير كل قوة رومانية تعترض تقدم الجيوش القرطاجية للنيل من سمعة روما أمام حلفائها و لتشجيعهم على الإنسحاب من الفدرالية الرومانية لإجبار روما على الإستسلام و إمضاء معاهدة تعيد لقرطاج ممتلكاتها في صقلية و إشعاعها و هيبتها في المتوسط.
بدأحنبعل بتنفيذ مشروعه في ربيع سنة 219 ق م و انطلق من قرطجانة معلنا الحرب على روما بجيش قوامه 50 ألف من المشاة ,12 الف من الخيالة و 60 فيلا . وصل إلى سهل البو بشمال إيطاليا في سبتمبر 219 قم بنصف جيشه 26 ألف من المشاة ,6 ألاف من الخيالة و37 فيلا إذ فقد العديد من عناصر جيشه بسبب البرد وثلوج الجبال و صعوبة تضاريس المناطق التي عبرها . لكن كل ذلك لم يثني حنبعل عن عزيمته في تحقيق مبتغاه . بوصوله إلى الأراضي الرومانية كشف حنبعل على عبقريته و موهبته العسكرية إذ إعتمد خططا و تكتيكات حربية ألحق بها أكبر الهزائم في تاريخ روما و المهين للرومان أن حنبعل هزمهم على أرضهم و بجيوش قليلة العدد و العدة أمام ضخامة الجيوش الرومانية وعتادها.تكتيكات و عبقرية حنبعل العسكرية لا تزال تدرس إلى اليوم في أكبر المدارس العسكرية العالمية . إستطاع حنبعل هزم الجيوش الرومانية في كل المعارك التي خاضها على الأراضي الإيطالية وهي معركة ترابيا218 ق م , معركة تشينا 218 ق م , معركة بحيرة تراسيمانوس 217 ق م و معركة قانة 216 ق م .
و إلى الإخوة القراء هذاالنص و الوصف لإحدى المعارك ورد بمجلة التاريخ العسكري أخذ عن المصادر الرومانية :
معركة بحيرة تراسيمانوس 21 جوان 217 ق م
تقديرات الجيوش القرطاجية حوالي 40 الف مقاتل تقديرات الجيوش الرومانية حوالي 80 الف مقاتل
موقع المعركة ضفاف بحيرة تراسيمانوس بشمال إيطاليا
...لقد عرف حنبعل موقع أعدائه بواسطة إستخدام فطن للجواسيس كما عرف كيف ينصب لهم الكمين... لقد إتجهت رغبته إلى سحق القوات الرومانية على ضفاف بحيرة تراسيمانوس...وصل القنصل الروماني فلامينوس ليلا إلى البحيرة و هو يعلم أن عدوه في إنتظاره و قد كان في بداية الأمر يعتقد أن حنبعل يتجه نحو روما لكنه علم هو الآخر أن القرطاجيين يتجهون نحو الجنوب الغربي...لقد كان فلامينوس يعتقد جازما في إنتصاره...و ما لم يعلمه أو لم يفهمه أن لحنبعل مخبرين يراقبون كل تحركاته مثلما كان حنبعل على بينة من شدة غرور القائد الروماني مما يجعله يبادر بالهجوم منفردا دون إنتظار إمدادات من روما...
إقترب حنبعل من البحيرة من حدها الشمالي عبر ممر ضيق فأضحت على اليمين بينما مرتفعات كثيفة الأشجار على اليسار, يقع الممر في نهاية سهل صغير يمتد على نحو خمسة أميال حتى جسر وضع عليه حنبعل خيرة مقاتليه من الإيباريين و الأفارقة حيث تبدو راياتهم بارزة لكل جيش يدخل السهل , وكان هذا الطعم الذي قدمه حنبعل للرومان .
مثلما كان حنبعل يعلم أن قائدا مثل فلامينوس لا يتوانى عن خوض المعركة لفرط إعتداده بنفسه...في المقابل لم ينتبه القائد الروماني إلى خط الرومات المتمركزين على المرتفعات المجاورة و هكذا لم يتفطن إلى وجود 30 ألف غالي ( من غاليا فرنسا الحالية .من المتحالفين مع حنبعل )و قرطاجي بأسلحتهم الثقيلة على الهضاب الغربية , إندفع فلامينوس في الممر الضيق دون أن يلاحظ الخطر المحدق به من الجانبين و من الخلف و قد أغلقت الخيالة القرطاجية مدخل الممر...عند الفجر كان فلامينوس ينوي مواصلة السير و الضباب يغطي البحيرة و ما جاورها و كان ينوي خوض المعركة في نهاية الضحى بعد أن يرسل روادا للإستطلاع , لكن حنبعل لم يمهله...لما كان الرومان يتقدمون وسط السهل في ضباب كثيف كان القرطاجيون مصطفين على جانبي الجسر مقتنعين أن المعركة ستكون معركة إرادة ...و كما كان يعتقد حنبعل لم يرفض فلامينوس النزال و بدأ الرومان بالهجوم متكتلين لكن لما إصطدمت صفوفهم الأولى بالإيباريين و الأفارقة تغير كل شيء , من فوق الجسر تعالت أصوات النفير و فوق السهل كان الضباب أكثر كثافة مما هو على المرتفعات و كان حنبعل قادر على تنظيم المعركة و قد إنحدر 30 ألفا من الخيالة و أغلقوا كل المنافذ على الرومان...إحتمدت المعركة على الجبهة والجانبين قبل أن ينظم الرومان صفوفهم و قبل أن يتمكنوا من إعداد أسلحتهم و من إستلال سيوفهم . وهكذا لم يقدروا على رؤية أعدائهم نتيجة الضباب كما لم يكن بإمكانهم الإستماع إلى الأوامر نتيجة أصوات النفير و جلبة المعركة و هكذا تلاشت صفوفهم و تحولوا إلى مواجهات فردية و غير منظمة و حتى لما ذهبت أشعة الشمس بالضباب لم يقدروا على تبين سير المعركة...و بعض قواتهم لم تستطع بدء القتال نتيجة سرعة الضربات القرطاجية...لقد كانت ثلاث ساعات كافية لحسم المعركة.فقد خلف الرومان 15 ألف قتيل على أرض المعركة في حين لم يفقد حنبعل سوى 1500 مقاتل حسب المصادر الرومانية .
هذا نموذج عن عبقرية و حنكة حنبعل العسكرية أهديه إلى كل من تتوق نفسه إلى التحرر علنا نـتأثر بحنبعل و بعزيمته و لعلنا أيضا نقتبس من هذاالمثال الحكمة المرادة منه ألا و هي أن إرادة الشعب لا تقهر . أهدية كذلك لكل عربي تتوق نفسه لرؤية القدس محررة فصبراجميلا وبالله التوفيق.
تعليق