قد أخبرنا الصادق المصدوق ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أنّ هذه الأمّة يكون في آخرها خسف ومسخ وقذف.. فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ: " يكون في آخر هذه الأمّة خسف ومسخ وقذف "، قالت: قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: " نعم، إذا ظهر الخبث "، أخرجه الترمذي، وصحّحه الألبانيّ.
وعند الترمذي أيضاً، وصحّحه الألبانيّ، عن عمران بن حصين ـ رضي الله عنه ـ أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال: " في هذه الأمّة خسف، ومسخ، وقذف ". فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله، ومتى ذاك؟ قال: " إذا ظهرت القينات والمعارف، وشربت الخمور ". والقينات: المغنيات.
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنّ النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال: " لا تقوم الساعة حتى يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف ". أخرجه ابن حبان في صحيحه بإسناد حسن.
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يقول: " سيكون في أمتي مسخ وقذف "، قال ابن عمر: وهو في أهل الزندقة.. رواه أحمد بإسناد جيد.
وفي مسند الروياني عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ أنّ النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال: " يكون في أمّتي مسخ وخسف وقذف ". قيل: يا رسول الله، ومتى يكون ذلك؟ قال: " إذا ظهرت المعازف، واتّخذوا القينات، واستحلّوا الخمور ".
وفي كتاب الفتن لنعيم بن حمّاد، عن عبد الرحمن بن سابط قال: قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ: " إنّه سيكون مسخ وخسف وقذف ". قالوا: يا رسول الله، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله؟! قال: " نعم، وذلك إذا اتخذت القيون والمعازف، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير".
ويؤيّد ذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي مالك الأشعري ـ رضي الله عنه ـ أنّه سمع النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يقول: " ليكوننّ من أمّتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف، ولينزلنّ أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غداً، فيبيتهم الله ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ". والحر: الفرج الحرام. والعلم: الجبل. وقال ابن ماجة في سننه فيما يرويه عن ابي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ليشربن ناس من امتى الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات . يخسف الله بهم الارض ويجعل منهم قردة وخنازير " واسناده صحيح
فهذه الأحاديث كلّها تدلّ على أنّ هذه الأمّة سيكون فيها في آخر الزمان مسخ وخسف وقذف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
وأمّا أسباب هذا المسخ والخسف فهو ـ كما جاء في هذه الأحاديث ـ يتلخّص فيما يلي:
1- ظهور الخبث، وهو الفساد بشتّى أنواعه وصوره ومظاهره.
2- ظهور الزندقة، والزنادقة هم المجاهرون بالنفاق والبدعة والفكر المنحرف الذي يشكك في الثوابت، ويطعن في خيار الأمّة.
3- ظهور المعازف، وهي آلات الغناء والموسيقى بشتّى أنواعها، واستحلالها كما جاء عند البخاري، أي: جعلها حلالاً والمجادلة في حرمتها كما حصل في هذه الأزمنة، وربّما من بعض المنتسبين إلى العلم.
4- اتّخاذ القينات، وهنّ المغنيات والمطربات ( الفنانات )!! وما أكثرهنّ في هذا الزمن!! وكنّ في الزمن الماضي من الجواري المملوكات، وهنّ اليوم من الحرائر!!!!
5- شرب الخمور واستحلالها، وتسميتها بغير اسمها كما جاء في بعض الأحاديث.
وهذه الثلاثة ـ في الغالب ـ متلازمة فيما يُعرف بالمراقص والحانات والنوادي الليلية، والليالي الحمراء ونحوها، والعجب ممّن يحرص على دخول هذه النوادي والمراقص، ومن حرّ ماله!، ألا يخشى أن يُمسخ قرداً أو خنزيراً، أو أن يخسف الله به وبمن معه؟!!.
6- لبس الحرير للرجال..
هذه مجمل أسباب المسخ والخسف والقذف كما جاءت في الأحاديث، والمتّامّل في حال الناس اليوم يجد أنّ هذه الأسباب كلّها موجودة، بل إنّ بعضها لا يكاد يخلو منه بيت أو سيّارة، فلا نعجب بعد ذلك إن رأينا خنازير وقردة في صور بعض بني آدم، أو سمعنا بانهيارات أرضية أو جبلية أو إنشائية هنا وهناك، أو براكين تقذف بحجارة من نار ملتهب، فهذا أوان المسخ والخسف والقذف، فنسأل الله ـ عزّ وجلّ ـ السلامة والعافية، والهداية إلى الحقّ والثبات عليه، وحسن الخاتمة، والله ولي التوفيق
اخواني السنا الان نعيش في الزمان الذي اخبر به المصطفى عليه الصلاه والسلام انا في انتظار تعليقاتكم
تعليق