هذا المقال منقول مع تحفظي على بعض طرق العلاج الشعبي
الغراب: طائر منكود، ظلمه الوجدان الشَّعبي ظلمًا عبقريًّا، عندما عدَّه قرين الموت والخراب، ونذير البيْن والاغتِراب، وخاف صوته وعيْنه، وصورته ولونه، وتعقَّبه في أمثاله وحكاياته، وأساطيره ومعتقداته، فما وقع منه إلاَّ مذمومًا على أي جنب وقع.
فهل قد أزْرى بالغراب دون سائر الطيور حظٌّ عاثر، وسَمَه بميسم الشؤم والطيرة؟ أم أنَّها لعنة حلَّت به وكُتِبت عليْه؟
قال جِران العود:
فهذا - كما ترى - وَجَد في العقاب الشَّرَّ، وقال الآخر[1]:
فزجر في العقاب الخير، وقال الشاعر[2]:
فالشَّاعر إن شاء جعل العقاب عقابًا، وإن شاء جعله عُقْبى خير، وإن شاء جعل الحمام حمامًا، أو حمى، وإن شاء قال: حُمَّ لقاؤُها، ولم نرهم زجروا في الغراب شيئًا من الخير.
سيرة شؤم مبكرة:
تقول العرب في بعض أمثالها: "أَبْكَر من غراب".
ولقد بدأ الغرابُ مسيرةَ الشُّؤم في زمن مبكِّر، وهو مضرب المثل في البُكور؛ ذلك أنَّه عندما قتل قابيل هابيل، وضنَّ بِجسده على الوحوش وسباع الطير، وبقي حائرًا لا يدْري ما يفعل بجسده وهو يحمله على كاهله.
بسم الله الرَّحمن الرحيم: {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [المائدة: 31].
شاءت الحِكْمة الإلهيَّة إذًا أن يكون الغُراب المبْعوث الَّذي يعلِّم ابن آدم كيف يدْفِن الموتى، وكان الغراب جديرًا بالتَّقدير لاختِياره لتحقيق ذلك الغرض النبيل.
غير أنَّ حظَّه العاثر يَجعل الوجدان الشَّعبي يرى في ذلك غير هذا، فلقد قال بعضُ رواة الأخبار: "بعث الله غُرابيْن فاقتتلا، فقتَل أحدُهُما صاحبه، ثمَّ حفر له بمنقاره ورجليْه حتَّى مكَّن له في الأرْض، ثمَّ ألْقاه في الحفرة وواراه، وقابيل ينظُر إليه"[3]، بل إنَّ بعضهم ليؤكِّدُ في ثقةٍ تامَّة أنَّ ذينِكَ الغُرابين المتقاتِلين كانا أخوين![4].
الغراب النُّوحي:
وتمرُّ الأيَّام ويغمر الأرْض طوفان نوح، وتزدهِر الأساطير في تلك المناسبة الضَّخْمة، ويعطي الوجْدان الشَّعبي الغراب نصيبه منها، ولا يكون ذلك النَّصيب إلاَّ حلقة جديدة في سلسلة حظِّه العاثر، فلقد جاء في بعض أحاديث العرب: أنَّ نوحًا وقد بقي في اللُّجة أيَّامًا "بعث غرابًا يأتيه بالخبر، فوجد جيفة، فوقع عليْها واشتغل عن الرجوع، فدعا عليه نوح بالخَوف؛ فلذلك لا يألف البيوت"[5]، واسودَّ لونه بعد أن كان ناصِعَ البياض، وقالت العرب في بعض أمثالها في البعد والاستحالة: "لا يكون كذا، حتَّى يرجِع غراب نوح"[6].
الغراب في الأسطورة العربية:
ويَمضي الوجدان الشَّعبي في ظُلْم الغراب، فيدفع أميَّة بن أبي الصَّلت - الشَّاعر الذي ضمّن شعره كثيرًا من أحاديث العرب - إلى أن يروي قصَّة يضع الغراب فيها موضع الخائِن المخادع، فيذكر "أنَّ الغراب كان صديقًا للدِّيك، وأنَّهما شربا الخمر ذات يوم عند خمَّار، وما ملكا ثَمن الشَّراب، فرهن الغراب الدِّيك لدى الخمَّار، على أن يذهب ويعود بثمن الشَّراب قبل طلوع الشمس، فيوصيه الدِّيك قائلاً:
ويُطمْئِنه الغراب، وينطلق على أن يَرْجِع بعد ساعة، ولكن هيهات! فقد خرج كعادتِه ولم يرجع، وخاس بالدِّيك الذي بقي رهين البيوت حتى اليوم"[7].
وكما ربط الوجْدان الشَّعبي بين الغُراب والديك، ربط بينه وبين الذِّئب في نسبة أخرى، جاءت كالأولى ظالمة للغراب، فلمَّا كان الغراب يتبع الذِّئب ليأكل ما يفضل من صيْدِه، قالوا: "هُما كالغراب والذئب"[8]، فذهبا مثلاً في الصحبة والموافقة.
غير أنَّ شاعرًا يجيء فيذكر أنَّ الغراب في هذه الصحبة: مخلوق أناني يستأثر بالخير، فلا يشرك الذِّئب في طعامه كما يشركه الذِّئب في صيده؛ فيقول:
وتكون تلك نقيصةً جديدة تلحق بالغراب.
ربط الوجدان الشَّعبي كذلك بين الغُراب والقطاة، فلقد زعموا أنَّه قد "حسد الغراب القطاة على مِشيتها، وأحبَّ تقليدها فلم يفلح، وأضاع مشيته الأولى فصار يحجل كما يحجل الأسير:
وكما كان للغراب وجود بارز في الشعر العربي القديم، فإنَّ له حضورًا أيضًا في الشِّعْر الحديث يصفه بالحمق، على الرَّغم من أنَّ المثل العربي القديم يقول: "أحذر من غراب"، فنجد أمير الشعراء "أحمد شوقى" يقول في إحدى قصائده[11]:
ويظل الوجدان الشَّعبي يتتبَّع الغراب، فيلقبه بـ "الأعور" تفاؤلاً بالسَّلامة من عيْنه، وهي مضرب المثل في الحدَّة والصفاء، حتى لقد قالوا: "أبصر من غراب، وأصفى من عين الغراب".
وذهب في صوته مذاهب شتَّى، فقال الجاحظ: "والعامَّة تتطيَّر من الغراب إذا صاح صيْحة واحدة، فإذا ثنَّى تفاءلت"[12].
وقال الدميري: "إذا صاح الغراب مرَّتين فهو شر، وإذا صاح الغراب ثلاثَ مرَّات، فهو خير على قدر عدد الحروف"[13].
وقال المقدسي: "غراب البين: غراب أسود، ينوح نَوْحَ الحزين المصاب، وينعق بين الخلان والأحباب، إذا رأى شملاً مجتمعًا أنذر بشتاته، وإن شاهد ربعًا عامرًا بشَّر بِخرابه ودروس عرصاته، يعرف النَّازل والسَّاكن بخراب الدور والمساكن، ويحذر الآكل غصَّة المآكل، ويبشِّر الرَّاحل بقرب المراحل، وينعق بصوت تحزين، كما يصيح المعلن بالتأذين"[14].
ولنقرأ هذه القصة من "أغاني الأصفهاني": "بينا أمية بن أبي الصَّلت يشرب في صحبة له، إذ نعب غراب نعبة فقال أمية: بفِيك التراب! فقال أصحابُه: ما يقول؟ قال: يقول: إنَّك إذا شربت الكأْس التي بيدك متَّ، ثمَّ نعب الغُراب أخرى فقال أمية: بفيك التراب! ثم قال: ويقول: إنَّ أمارة ذلك أنَّه يقع على هذه المزْبلة فيبتلع عظمًا فيموت، وكان أن وقع الغُراب على المزبلة وابتلع عظمًا ومات، فانكسر أمية وأبعد الكأس، فقال أصحابه: ما أكثرَ ما سمِعْنا مثل هذا وكان باطلاً، وألحُّوا عليْه فشرب الكأس، فأغمي عليْه هنيهة ثم خرجتْ نفسه"[15].
الغراب والأحلام:
لقد كرِه الوجدان الشَّعبي الغراب، فلِماذا؟ يقول الجاحظ: "كان ذلك لسواد لونه إن كان أسود، ولاختلاف لونه إن كان أبقع، ولأنَّه غريب يقطع إليْهم، ولأنه لا يوجد في موضع خيامهم يتقمَّم إلاَّ عند مباينتِهم لمساكنهم، ولأنَّه ليس شيء من الطَّير أشد على ذوات الدبر من إبِلهم من الغراب"[16].
ولقد كان طبيعيًَّا أن تنعكس تلك الكراهية على تعبيرهم رؤْية الغراب في النَّوم، فالغراب في الأحلام: "رجل معجب بنفسه بخيل، كثير الخلاف، غدار يستحلُّ قتل النفس، ومَن رأى أنَّه صاد غرابًا نال مالاً حرامًا، والغراب شؤم إن يُرَ على زرع أو شجر، ومن رأى كأن غرابًا على باب منزله، فإنه يَجني جناية يندم عليها، ومَن رأى كأن غرابًا خدشه، فإنَّه يهلك في البرد الشَّديد، ومَن رأى أنَّه كلَّمه غراب، أو ولد له غراب، فإنَّه يرزق ولدًا فاسقًا وتدلُّ رؤيته على دفن الأموات، والتغرُّب، والتشاؤم بالهوم، وطول السقم"[17]، والقائمة طويلة.
الغراب والطب الشعبي:
ولعلَّه من نعم الله - سبحانه - على الغراب: أنَّ العرب استقذرت لحمه ولم تأكله، حتَّى لقد عيّر بعضهم مَن أكله، أو من ادَّعى عليه أنَّه أكله، قال الشاعر:
غير أنَّها نعمة لم تدم، فقد ابتُلِي الغراب برواد الطِّبِّ الشَّعبي الذين أكَّدوا أنَّ أجزاء معيَّنة من جسد الغراب تداوي أمراضًا بعيْنِها، أو تختص ببعض الفوائد، فتهافت النَّاس على طلبه، وحرصوا على صيْدِه، فجاءت حسناته تلك نكالاً به، ووبالاً عليه، قالوا:
مرارة الغراب تَجلو بياض العين اكتحالاً.
زبله يزيل البهق والبرص.
[19].
.
كبده تذهب الغشاوة اكتحالاً.
إذا جفّف الدم وحشي به البواسير أبرأها.
.
.
لحمه إذا أكل مشويًّا نفع من القولنج[20].
الغراب في الأمثال الشعبية:
ولنتأمَّل صورة الغُراب كما رسمها الوجْدان الشَّعبي في أمثالِه:
(يا ما جاب الغُراب لأمه)، عندما يتسبَّب الأوْلاد في جلْب المصائب والمشاكل.
(غراب ضمن حداية، الاتنين طايرين طايرين)، عندما يضمن غير المؤتمن من لا يؤتمن.
(بعد ما كان يحجل زي الغراب، لبس جزمة وشراب)، لمن اغتنى بعد فقر.
(زى جماعة الغربان، أولها قاق وآخرها قاق)، للجماعة الصاخبة ولا خير فيها.
(الغراب ما ينقرش فيه أخوه)، لتآلف الشبيهين.
(قالوا للغراب: ليه بتخطف الصابونة؟ لا أنت واكلها، ولا غاسل بيها وشك! قال: الأذية فيَّا طبع)، والمغزى واضح.
ومن الأمثال الشعبية الموصلية:
(غراب يقول لغراب: وجهك اسود).
ويقصد به الشخص الذي يعيب على الغير ما هو فيه.
(غراب مضغوب ابحالوبي).
ويقال هذا المثل للشخص المرتبك في أمره فاقد القدرة على تدبير عمله.
(حالوبي - الحالوب وهو البرد - مثل اغراب مضغوب ابحالوبايي).
ويقصد به شخص داهمته أمور لا يكاد يجد لها مخرجًا أو طريقًا[21].
غراب البين:
البين: شخصية خرافيَّة، ترمز للشؤم والشر، تتناثر رموزه وحيواناته وطيوره في السِّير الشعبية، والحكايات والمواويل والأمثال الشَّعبية، فترى مثلاً من تحل به مصيبة، يصرخ قائلاً: "يا ترى أنا اصطبحت بالبين ولا عياله"، ويقول الموال الصعيدي:
"البين عملني جمل وادور عليا عمل جمال
ولوى خطامى وحملنى تقيل الاحمال
انا قلت يا بين هو الحمل التقيل ينشال
قال خطوة بخطوة وكل عقدة ولها عند الكريم حلال" .
والغراب واحدٌ من أسلِحة البين:
"البين جاب لي غراب نوحي وقال لي شوف
انت هاتجي لك ليالي مثل دا وتشوف
تستاهل العين محوار نار ورفروف صوف
اللي تفوت الأصيل وتدور على المتلوف"[22].
ولا يفوت الوجدان الشَّعبي أن يشرك الغراب في العدودة، فيقول في عدودة المرأة التى تموت وتترك أولادًا صغارًا:
"غراب البين عالنخيل يبكي
عاللي تفوت عيالها وتمشي
غراب النيا عالنخيل ينوح
عاللي تفوت عيالها وتروح"[23] .
والبين هنا الفراق، وكذلك "النيا" وأصله النأي.
ذلكم الغراب؛ الطائر الذي حمله الوجدان الشَّعبي من مسؤولية الشرور والنحوس ما لا طاقة له به، والمسكين غافل عمَّا يرمى به أو ينسب إليه؛ كما قال "الكميت":
ــــــــــــــــــــ
[1] كتاب الحيوان لأبى عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، تحقيق: عبدالسلام هارون، الطبعة الثانية، جـ 3 ص 446.
[2] المصدر السابق، جـ 3 ص 446.
[3] عرائس المجالس الثعلبي (أحمد بن محمد)، دار الكتب العلمية بيروت، ط 4، 1985 ص 45.
[4] تفسير ابن كثير، راجع تفسير الآية 31 من سورة المائدة.
[5] عرائس المجالس: الثعلبي، 59.
[6] كتاب الحيوان: الجاحظ، 2: 318.
[7] كتاب الحيوان للجاحظ، 2: 325 - 326.
[8] حياة الحيوان الكبرى: الدميري (كمال الدين)، دار الفكر بيروت (د.ت) 2: 179.
[9] التمثيل والمحاضرة: الثعالبى (عبد الله بن محمد) تحقيق: عبدالفتاح محمد الحلو، الدار العربية للكتاب، ط 2، 1983 369.
[10] حياة الحيوان الكبرى: الدميري، 2: 172.
[11] ديوان شوقي، توثيق وتبويب د. أحمد محمد الحوفي، نهضة مصر الجزء الثاني، ص 251.
[12] كتاب الحيوان: الجاحظ، 3: 457.
[13] حياة الحيوان الكبرى: الدميري 2: 175.
[14] نقلاً عن المصدر السابق، 2: 174.
[15] الأغاني: الأصفهاني (أبو الفرج) تحقيق: إبراهيم الإبياري، دار الشعب (القاهرة) 1969، 4: 1346 - 1347 (بتصرف).
[16] كتاب الحيوان: الجاحظ، 3: 438 - 439.
[17] تعطير الأنام في تفسير الأحلام: النابلسي (عبدالغني) 2: 114 - 115 (بتصرف) البابي الحلبي القاهرة (د.ت).
[18] المعاني الكبير: ابن قتيبة 1: 267.
[19] تذكرة أولي الألباب: الأنطاكي (داود بن عمر)، المكتبة الثَّقافية بيروت (د.ت) 1: 245.
[20] حياة الحيوان الكبرى: الدميري، 2: 180.
[21] مجلة التراث الشعبي، العدد الثاني 2008، دار الشؤون الثقافية العامة.
[22] موسوعة الفلكلور والأساطير العربية: شوقي عبدالحكيم 140.
[23] المرجع السابق، 140.
[24] المراثي الشعبية (العديد) د. عبدالحليم حفني 131.
الغراب: طائر منكود، ظلمه الوجدان الشَّعبي ظلمًا عبقريًّا، عندما عدَّه قرين الموت والخراب، ونذير البيْن والاغتِراب، وخاف صوته وعيْنه، وصورته ولونه، وتعقَّبه في أمثاله وحكاياته، وأساطيره ومعتقداته، فما وقع منه إلاَّ مذمومًا على أي جنب وقع.
فهل قد أزْرى بالغراب دون سائر الطيور حظٌّ عاثر، وسَمَه بميسم الشؤم والطيرة؟ أم أنَّها لعنة حلَّت به وكُتِبت عليْه؟
قال جِران العود:
جَرَى يَوْمَ جِئْنَا بِالرِّكَابِ نَزُفُّهَا عُقَابٌ وَتَشْحَاجٌ مِنَ الطَّيْرِ مِتْيَحُ
فَأَمَّا العُقَابُ فَهْوَ مِنْهَا عُقُوبَةٌ وَأَمَّا الغُرَابُ فَالغَرِيبُ المُطَوَّحُ
فَأَمَّا العُقَابُ فَهْوَ مِنْهَا عُقُوبَةٌ وَأَمَّا الغُرَابُ فَالغَرِيبُ المُطَوَّحُ
فهذا - كما ترى - وَجَد في العقاب الشَّرَّ، وقال الآخر[1]:
وَقَالُوا عُقَابٌ قُلْتُ عُقْبَى مِنَ النَّوَى دَنَتْ بَعْدَ هَجْرٍ مِنْهُمُ وَنُزُوحُ
فزجر في العقاب الخير، وقال الشاعر[2]:
وَقَالُوا: حَمَامَاتٌ فَحُمَّ لِقَاؤُهَا وَعَادَ لَنَا حُلْوُ الشَّبَابِ رَبِيحُ
وَقَالُوا: تَغَنَّى هُدْهُدٌ فَوْقَ بَانَةٍ فَقُلْتُ: هُدًى نَغْدُو بِهِ وَنَرُوحُ
وَقَالُوا: تَغَنَّى هُدْهُدٌ فَوْقَ بَانَةٍ فَقُلْتُ: هُدًى نَغْدُو بِهِ وَنَرُوحُ
فالشَّاعر إن شاء جعل العقاب عقابًا، وإن شاء جعله عُقْبى خير، وإن شاء جعل الحمام حمامًا، أو حمى، وإن شاء قال: حُمَّ لقاؤُها، ولم نرهم زجروا في الغراب شيئًا من الخير.
سيرة شؤم مبكرة:
تقول العرب في بعض أمثالها: "أَبْكَر من غراب".
ولقد بدأ الغرابُ مسيرةَ الشُّؤم في زمن مبكِّر، وهو مضرب المثل في البُكور؛ ذلك أنَّه عندما قتل قابيل هابيل، وضنَّ بِجسده على الوحوش وسباع الطير، وبقي حائرًا لا يدْري ما يفعل بجسده وهو يحمله على كاهله.
بسم الله الرَّحمن الرحيم: {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [المائدة: 31].
شاءت الحِكْمة الإلهيَّة إذًا أن يكون الغُراب المبْعوث الَّذي يعلِّم ابن آدم كيف يدْفِن الموتى، وكان الغراب جديرًا بالتَّقدير لاختِياره لتحقيق ذلك الغرض النبيل.
غير أنَّ حظَّه العاثر يَجعل الوجدان الشَّعبي يرى في ذلك غير هذا، فلقد قال بعضُ رواة الأخبار: "بعث الله غُرابيْن فاقتتلا، فقتَل أحدُهُما صاحبه، ثمَّ حفر له بمنقاره ورجليْه حتَّى مكَّن له في الأرْض، ثمَّ ألْقاه في الحفرة وواراه، وقابيل ينظُر إليه"[3]، بل إنَّ بعضهم ليؤكِّدُ في ثقةٍ تامَّة أنَّ ذينِكَ الغُرابين المتقاتِلين كانا أخوين![4].
الغراب النُّوحي:
وتمرُّ الأيَّام ويغمر الأرْض طوفان نوح، وتزدهِر الأساطير في تلك المناسبة الضَّخْمة، ويعطي الوجْدان الشَّعبي الغراب نصيبه منها، ولا يكون ذلك النَّصيب إلاَّ حلقة جديدة في سلسلة حظِّه العاثر، فلقد جاء في بعض أحاديث العرب: أنَّ نوحًا وقد بقي في اللُّجة أيَّامًا "بعث غرابًا يأتيه بالخبر، فوجد جيفة، فوقع عليْها واشتغل عن الرجوع، فدعا عليه نوح بالخَوف؛ فلذلك لا يألف البيوت"[5]، واسودَّ لونه بعد أن كان ناصِعَ البياض، وقالت العرب في بعض أمثالها في البعد والاستحالة: "لا يكون كذا، حتَّى يرجِع غراب نوح"[6].
الغراب في الأسطورة العربية:
ويَمضي الوجدان الشَّعبي في ظُلْم الغراب، فيدفع أميَّة بن أبي الصَّلت - الشَّاعر الذي ضمّن شعره كثيرًا من أحاديث العرب - إلى أن يروي قصَّة يضع الغراب فيها موضع الخائِن المخادع، فيذكر "أنَّ الغراب كان صديقًا للدِّيك، وأنَّهما شربا الخمر ذات يوم عند خمَّار، وما ملكا ثَمن الشَّراب، فرهن الغراب الدِّيك لدى الخمَّار، على أن يذهب ويعود بثمن الشَّراب قبل طلوع الشمس، فيوصيه الدِّيك قائلاً:
أَمِنْتُكَ لا تَبْرَحْ مِنَ الدَّهْرِ سَاعَةً وَلا نِصْفَهَا حَتَّى تَؤُوبَ مَآبِيَا
وَلا تُدْرِكَنْكَ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا فَأَعْلَقَ فِيهِمْ أَوْ يَطُولَ ثَوَائِيَا
وَلا تُدْرِكَنْكَ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا فَأَعْلَقَ فِيهِمْ أَوْ يَطُولَ ثَوَائِيَا
ويُطمْئِنه الغراب، وينطلق على أن يَرْجِع بعد ساعة، ولكن هيهات! فقد خرج كعادتِه ولم يرجع، وخاس بالدِّيك الذي بقي رهين البيوت حتى اليوم"[7].
وكما ربط الوجْدان الشَّعبي بين الغُراب والديك، ربط بينه وبين الذِّئب في نسبة أخرى، جاءت كالأولى ظالمة للغراب، فلمَّا كان الغراب يتبع الذِّئب ليأكل ما يفضل من صيْدِه، قالوا: "هُما كالغراب والذئب"[8]، فذهبا مثلاً في الصحبة والموافقة.
غير أنَّ شاعرًا يجيء فيذكر أنَّ الغراب في هذه الصحبة: مخلوق أناني يستأثر بالخير، فلا يشرك الذِّئب في طعامه كما يشركه الذِّئب في صيده؛ فيقول:
يُوَاسِي الغُرَابُ الذِّئْبَ فِي كُلِّ صَيْدِهِ وَمَا صَادَتِ الغِرْبَانُ فِي سَعَفِ النَّخْلِ[9]
وتكون تلك نقيصةً جديدة تلحق بالغراب.
ربط الوجدان الشَّعبي كذلك بين الغُراب والقطاة، فلقد زعموا أنَّه قد "حسد الغراب القطاة على مِشيتها، وأحبَّ تقليدها فلم يفلح، وأضاع مشيته الأولى فصار يحجل كما يحجل الأسير:
إِنَّ الغُرَابَ وَكَانَ يَمْشِي مَشْيَهُ فِيمَا مَضَى مِنْ سَالِفِ الأَجْيَالِ
حَسَدَ القَطَاةَ وَرَامَ يَمْشِي مَشْيَهَا فَأَصَابَهُ ضَرْبٌ مِنَ العُقَّالِ
فَأَضَلَّ مِشْيَتَهُ وَأَخْطَأَ مَشْيَهَا فَلِذَاكَ سَمَّوْهُ: أَبَا المِرْقَالِ[10]
حَسَدَ القَطَاةَ وَرَامَ يَمْشِي مَشْيَهَا فَأَصَابَهُ ضَرْبٌ مِنَ العُقَّالِ
فَأَضَلَّ مِشْيَتَهُ وَأَخْطَأَ مَشْيَهَا فَلِذَاكَ سَمَّوْهُ: أَبَا المِرْقَالِ[10]
وكما كان للغراب وجود بارز في الشعر العربي القديم، فإنَّ له حضورًا أيضًا في الشِّعْر الحديث يصفه بالحمق، على الرَّغم من أنَّ المثل العربي القديم يقول: "أحذر من غراب"، فنجد أمير الشعراء "أحمد شوقى" يقول في إحدى قصائده[11]:
وَمُمَهَّدٍ فِي الوَكْرِ مِنْ وَلَدِ الغُرَابِ مُزَقَّقِ
كَرُوَيْهِبٍ مُتَقَلِّسٍ مُتَأَزِّرٍ مُتَنَطِّقِ
لَبِسَ الرَّمَادَ عَلَى سَوَا دِ جَنَاحِهِ وَالمَفْرِقِ
كَالفَحْمِ غَادَرَ فِي الرَّمَا دِ بَقِيَّةً لَمْ تُحْرَقِ
ثُلُثَاهُ مِنْقَارٌ وَرَأْ سٌ وَالأَظَافِرُ مَا بَقِي
ضَخْمُ الدِّمَاغِ عَلَى الخُلُوْ وِ مِنَ الحِجَا وَالمَنْطِقِ
مِنْ أُمِّهِ لَقِيَ الصَّغِي رُ مِنَ البَلِيَّةِ مَا لَقِي
قَالَتْ كَبِرْتَ فَطِرْ كَمَا طَارَ الغُرَابُ وَحَلِّقِ
وَرَمَتْ بِهِ فِي الجَوِّ لَمْ تُشْفِقْ وَلَمْ تَتَرَفَّقِ
فَهَوَى فَمُزِّقَ فِي فِنَا ءِ الدَّارِ شَرَّ مُمَزَّقِ
وَسَمِعْتُ قَاقَاتٍ تَرَدْ دَدُ فِي الفَضَاءِ وَتَرْتَقِي
وَرَأَيْتُ غِرْبَانًا تَفَرْ رَقُ فِي السَّمَاءِ وَتَلْتَقِي
وَعَرَفْتُ رَنَّةَ أُمِّهِ فِي الصَّارِخَاتِ النُّعَّقِ
فَأَشَرْتُ فَالْتَفَتَتْ فَقُلْ تُ لَهَا مَقَالَةَ مُشْفِقِ
أَطْلَقْتِهِ وَلَوِ امْتَحَنْ تِ جَنَاحَهُ لَمْ تُطْلِقِي
كَرُوَيْهِبٍ مُتَقَلِّسٍ مُتَأَزِّرٍ مُتَنَطِّقِ
لَبِسَ الرَّمَادَ عَلَى سَوَا دِ جَنَاحِهِ وَالمَفْرِقِ
كَالفَحْمِ غَادَرَ فِي الرَّمَا دِ بَقِيَّةً لَمْ تُحْرَقِ
ثُلُثَاهُ مِنْقَارٌ وَرَأْ سٌ وَالأَظَافِرُ مَا بَقِي
ضَخْمُ الدِّمَاغِ عَلَى الخُلُوْ وِ مِنَ الحِجَا وَالمَنْطِقِ
مِنْ أُمِّهِ لَقِيَ الصَّغِي رُ مِنَ البَلِيَّةِ مَا لَقِي
قَالَتْ كَبِرْتَ فَطِرْ كَمَا طَارَ الغُرَابُ وَحَلِّقِ
وَرَمَتْ بِهِ فِي الجَوِّ لَمْ تُشْفِقْ وَلَمْ تَتَرَفَّقِ
فَهَوَى فَمُزِّقَ فِي فِنَا ءِ الدَّارِ شَرَّ مُمَزَّقِ
وَسَمِعْتُ قَاقَاتٍ تَرَدْ دَدُ فِي الفَضَاءِ وَتَرْتَقِي
وَرَأَيْتُ غِرْبَانًا تَفَرْ رَقُ فِي السَّمَاءِ وَتَلْتَقِي
وَعَرَفْتُ رَنَّةَ أُمِّهِ فِي الصَّارِخَاتِ النُّعَّقِ
فَأَشَرْتُ فَالْتَفَتَتْ فَقُلْ تُ لَهَا مَقَالَةَ مُشْفِقِ
أَطْلَقْتِهِ وَلَوِ امْتَحَنْ تِ جَنَاحَهُ لَمْ تُطْلِقِي
ويظل الوجدان الشَّعبي يتتبَّع الغراب، فيلقبه بـ "الأعور" تفاؤلاً بالسَّلامة من عيْنه، وهي مضرب المثل في الحدَّة والصفاء، حتى لقد قالوا: "أبصر من غراب، وأصفى من عين الغراب".
وذهب في صوته مذاهب شتَّى، فقال الجاحظ: "والعامَّة تتطيَّر من الغراب إذا صاح صيْحة واحدة، فإذا ثنَّى تفاءلت"[12].
وقال الدميري: "إذا صاح الغراب مرَّتين فهو شر، وإذا صاح الغراب ثلاثَ مرَّات، فهو خير على قدر عدد الحروف"[13].
وقال المقدسي: "غراب البين: غراب أسود، ينوح نَوْحَ الحزين المصاب، وينعق بين الخلان والأحباب، إذا رأى شملاً مجتمعًا أنذر بشتاته، وإن شاهد ربعًا عامرًا بشَّر بِخرابه ودروس عرصاته، يعرف النَّازل والسَّاكن بخراب الدور والمساكن، ويحذر الآكل غصَّة المآكل، ويبشِّر الرَّاحل بقرب المراحل، وينعق بصوت تحزين، كما يصيح المعلن بالتأذين"[14].
ولنقرأ هذه القصة من "أغاني الأصفهاني": "بينا أمية بن أبي الصَّلت يشرب في صحبة له، إذ نعب غراب نعبة فقال أمية: بفِيك التراب! فقال أصحابُه: ما يقول؟ قال: يقول: إنَّك إذا شربت الكأْس التي بيدك متَّ، ثمَّ نعب الغُراب أخرى فقال أمية: بفيك التراب! ثم قال: ويقول: إنَّ أمارة ذلك أنَّه يقع على هذه المزْبلة فيبتلع عظمًا فيموت، وكان أن وقع الغُراب على المزبلة وابتلع عظمًا ومات، فانكسر أمية وأبعد الكأس، فقال أصحابه: ما أكثرَ ما سمِعْنا مثل هذا وكان باطلاً، وألحُّوا عليْه فشرب الكأس، فأغمي عليْه هنيهة ثم خرجتْ نفسه"[15].
الغراب والأحلام:
لقد كرِه الوجدان الشَّعبي الغراب، فلِماذا؟ يقول الجاحظ: "كان ذلك لسواد لونه إن كان أسود، ولاختلاف لونه إن كان أبقع، ولأنَّه غريب يقطع إليْهم، ولأنه لا يوجد في موضع خيامهم يتقمَّم إلاَّ عند مباينتِهم لمساكنهم، ولأنَّه ليس شيء من الطَّير أشد على ذوات الدبر من إبِلهم من الغراب"[16].
ولقد كان طبيعيًَّا أن تنعكس تلك الكراهية على تعبيرهم رؤْية الغراب في النَّوم، فالغراب في الأحلام: "رجل معجب بنفسه بخيل، كثير الخلاف، غدار يستحلُّ قتل النفس، ومَن رأى أنَّه صاد غرابًا نال مالاً حرامًا، والغراب شؤم إن يُرَ على زرع أو شجر، ومن رأى كأن غرابًا على باب منزله، فإنه يَجني جناية يندم عليها، ومَن رأى كأن غرابًا خدشه، فإنَّه يهلك في البرد الشَّديد، ومَن رأى أنَّه كلَّمه غراب، أو ولد له غراب، فإنَّه يرزق ولدًا فاسقًا وتدلُّ رؤيته على دفن الأموات، والتغرُّب، والتشاؤم بالهوم، وطول السقم"[17]، والقائمة طويلة.
الغراب والطب الشعبي:
ولعلَّه من نعم الله - سبحانه - على الغراب: أنَّ العرب استقذرت لحمه ولم تأكله، حتَّى لقد عيّر بعضهم مَن أكله، أو من ادَّعى عليه أنَّه أكله، قال الشاعر:
فَمَا لَحْمُ الغُرَابِ لَنَا بِزَادٍ وَلا سَرَطَانُ أَنْهَارِ البَرِيصِ[18]
غير أنَّها نعمة لم تدم، فقد ابتُلِي الغراب برواد الطِّبِّ الشَّعبي الذين أكَّدوا أنَّ أجزاء معيَّنة من جسد الغراب تداوي أمراضًا بعيْنِها، أو تختص ببعض الفوائد، فتهافت النَّاس على طلبه، وحرصوا على صيْدِه، فجاءت حسناته تلك نكالاً به، ووبالاً عليه، قالوا:
مرارة الغراب تَجلو بياض العين اكتحالاً.
زبله يزيل البهق والبرص.
[19].
.
كبده تذهب الغشاوة اكتحالاً.
إذا جفّف الدم وحشي به البواسير أبرأها.
.
.
لحمه إذا أكل مشويًّا نفع من القولنج[20].
الغراب في الأمثال الشعبية:
ولنتأمَّل صورة الغُراب كما رسمها الوجْدان الشَّعبي في أمثالِه:
(يا ما جاب الغُراب لأمه)، عندما يتسبَّب الأوْلاد في جلْب المصائب والمشاكل.
(غراب ضمن حداية، الاتنين طايرين طايرين)، عندما يضمن غير المؤتمن من لا يؤتمن.
(بعد ما كان يحجل زي الغراب، لبس جزمة وشراب)، لمن اغتنى بعد فقر.
(زى جماعة الغربان، أولها قاق وآخرها قاق)، للجماعة الصاخبة ولا خير فيها.
(الغراب ما ينقرش فيه أخوه)، لتآلف الشبيهين.
(قالوا للغراب: ليه بتخطف الصابونة؟ لا أنت واكلها، ولا غاسل بيها وشك! قال: الأذية فيَّا طبع)، والمغزى واضح.
ومن الأمثال الشعبية الموصلية:
(غراب يقول لغراب: وجهك اسود).
ويقصد به الشخص الذي يعيب على الغير ما هو فيه.
(غراب مضغوب ابحالوبي).
ويقال هذا المثل للشخص المرتبك في أمره فاقد القدرة على تدبير عمله.
(حالوبي - الحالوب وهو البرد - مثل اغراب مضغوب ابحالوبايي).
ويقصد به شخص داهمته أمور لا يكاد يجد لها مخرجًا أو طريقًا[21].
غراب البين:
البين: شخصية خرافيَّة، ترمز للشؤم والشر، تتناثر رموزه وحيواناته وطيوره في السِّير الشعبية، والحكايات والمواويل والأمثال الشَّعبية، فترى مثلاً من تحل به مصيبة، يصرخ قائلاً: "يا ترى أنا اصطبحت بالبين ولا عياله"، ويقول الموال الصعيدي:
"البين عملني جمل وادور عليا عمل جمال
ولوى خطامى وحملنى تقيل الاحمال
انا قلت يا بين هو الحمل التقيل ينشال
قال خطوة بخطوة وكل عقدة ولها عند الكريم حلال" .
والغراب واحدٌ من أسلِحة البين:
"البين جاب لي غراب نوحي وقال لي شوف
انت هاتجي لك ليالي مثل دا وتشوف
تستاهل العين محوار نار ورفروف صوف
اللي تفوت الأصيل وتدور على المتلوف"[22].
ولا يفوت الوجدان الشَّعبي أن يشرك الغراب في العدودة، فيقول في عدودة المرأة التى تموت وتترك أولادًا صغارًا:
"غراب البين عالنخيل يبكي
عاللي تفوت عيالها وتمشي
غراب النيا عالنخيل ينوح
عاللي تفوت عيالها وتروح"[23] .
والبين هنا الفراق، وكذلك "النيا" وأصله النأي.
ذلكم الغراب؛ الطائر الذي حمله الوجدان الشَّعبي من مسؤولية الشرور والنحوس ما لا طاقة له به، والمسكين غافل عمَّا يرمى به أو ينسب إليه؛ كما قال "الكميت":
أَلِلوُرْقِ الهَوَاتِفِ أَمْ لِبَاكٍ عَمٍ عَمَّا يُزَنُّ بِهِ غَفُولِ[24]
ــــــــــــــــــــ
[1] كتاب الحيوان لأبى عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، تحقيق: عبدالسلام هارون، الطبعة الثانية، جـ 3 ص 446.
[2] المصدر السابق، جـ 3 ص 446.
[3] عرائس المجالس الثعلبي (أحمد بن محمد)، دار الكتب العلمية بيروت، ط 4، 1985 ص 45.
[4] تفسير ابن كثير، راجع تفسير الآية 31 من سورة المائدة.
[5] عرائس المجالس: الثعلبي، 59.
[6] كتاب الحيوان: الجاحظ، 2: 318.
[7] كتاب الحيوان للجاحظ، 2: 325 - 326.
[8] حياة الحيوان الكبرى: الدميري (كمال الدين)، دار الفكر بيروت (د.ت) 2: 179.
[9] التمثيل والمحاضرة: الثعالبى (عبد الله بن محمد) تحقيق: عبدالفتاح محمد الحلو، الدار العربية للكتاب، ط 2، 1983 369.
[10] حياة الحيوان الكبرى: الدميري، 2: 172.
[11] ديوان شوقي، توثيق وتبويب د. أحمد محمد الحوفي، نهضة مصر الجزء الثاني، ص 251.
[12] كتاب الحيوان: الجاحظ، 3: 457.
[13] حياة الحيوان الكبرى: الدميري 2: 175.
[14] نقلاً عن المصدر السابق، 2: 174.
[15] الأغاني: الأصفهاني (أبو الفرج) تحقيق: إبراهيم الإبياري، دار الشعب (القاهرة) 1969، 4: 1346 - 1347 (بتصرف).
[16] كتاب الحيوان: الجاحظ، 3: 438 - 439.
[17] تعطير الأنام في تفسير الأحلام: النابلسي (عبدالغني) 2: 114 - 115 (بتصرف) البابي الحلبي القاهرة (د.ت).
[18] المعاني الكبير: ابن قتيبة 1: 267.
[19] تذكرة أولي الألباب: الأنطاكي (داود بن عمر)، المكتبة الثَّقافية بيروت (د.ت) 1: 245.
[20] حياة الحيوان الكبرى: الدميري، 2: 180.
[21] مجلة التراث الشعبي، العدد الثاني 2008، دار الشؤون الثقافية العامة.
[22] موسوعة الفلكلور والأساطير العربية: شوقي عبدالحكيم 140.
[23] المرجع السابق، 140.
[24] المراثي الشعبية (العديد) د. عبدالحليم حفني 131.
تعليق