قصه وقصيده يشيب منها الراس
الشاعر جحيش بن مهاوش قال قصيدته المرثية في عياله حيث دعا عليهم واستجاب الله دعوته ولم ينجبوا أولادا وقيل أنهم تزوجوا مرة ومرتين وثلاث من أجل أن يزرقهم الله ولكن أمر الله قد نفذ وانقطعت من ذلك الزمان ديارهم ....... (ولم ينجبوا أولادا) . والقصة وما فيها أنهم تنكروا لوالدهم حيث توفيت أمهم وهم صغار وقام بتربيتهم حتى كبروا وكان لهم بمثابة الأم والأب يسهر الليالي على رعايتهم وراحتهم وفي النهار يذهب لجلب طعامهم............. الخ وعندما كبروا تنكروا له وأصبح لا يريده أحد منهم مراعاة لخاطر زوجاتهم اللاتي تأففن من خدمته وصار كل واحد منهم يطرده من بيته فما كان من الوالد إلا أن سكن إحدى (الخربات) حتى صار لا يقوى على النهوض أو السير وضعف بصره فذهب زاحفا يتوسل ويرتجي أبناءة بأن يمكث عندهم حتى يقضي الله أمرة فلم يستجب له أحد منهم فقال فيهم الأبيات التالية :
قال الذي يقرا بليا مكاتيب
ياللي تقرون العمى من عماكم
ياعيالي اللي تشرفون المراقيب
تريضوا لي واقصروا في خطاكم
خذوا كلام الصدق ما به تكاذيب
مثل السند مضمون للي وراكم
ياعيال لا صرتوا ضيوف ومعازيب
ترى الكلام الزين ملحة قراكم
وتروا السبابة من كبار العذاريب
وهرج البلايس ما يطول لحاكم
المذهب الطيب فهو مذهب الطيب
والمذهب الخايب يبور نساكم
ياعيال ما سرحتكم باللواهيب
ياعيال ما عمر المعزب ولاكم
ياعيال ماضربتكم بالمشاعيب
ولا سمعوا الجيران لجة بكاكم
ياما توليت القبايل تقل ذيب
من خوف لاينقص عليكم عشاكم
وياما شربت السمن من عرض ماجيب
يفز قلبي يوم يبكي حداكم
أحفيت رجليني بحامي اللواهيب
وخليت لحم الريم يخالط عشاكم
ياعيال دوكم لحيتي كلها شيب
هذا زمان قعودنا بذراكم
قمت اتوكا فوق عوج المصاليب
قصرت خطانا يوم طالت خطاكم
عطوني القرضة عليكم مطاليب
عطوني القرضة جزى من جزاكم
لابد يوم عاوي دوني الذيب
بالقبر ما افرق طيبكم من رداكم
ماني بفاضحكم بوسط الاجانيب
باعمالكم يدرون كل اقرباكم
لوكان تدرون الردى والمعاييب
صرتوا مع المخلوق مثل خوياكم
خوالكم بالطيب تروي المغاليب
ولو تتبعون الجد محدن شناكم
وش علمكم يا تاركين المواجيب
حسبي عليكم هالردى وين جاكم
قصيتكم واسندت وادي سلاحيب
ولقيت بالصبخا مدافيق ماكم
ياعيال بعتوني (بصفر العراقيب)
ما هي حقيقة سود الله قراكم
يالله عسى اعماركم شمسها تغيب
يعتم قمركم ثم تظلم سماكم
يا علكم في حاميات اللواهيب
ياللي على الوالد خبيث لغاكم
شفت الجفا والحيف والغلب والريب
بضلوعكم لابيض الله قراكم
عسى نساكم ما تحمل ولا تجيب
ولا حدن من البزران يمشي وراكم
اخسوا خسيتوا يا كبار اللغابيب
اهبوا هبيتوا يقطع الله نماكم
تعليق