يعد مرور اربعين عاما على حرق المسجد الأقصى على يد العصابات الصهيونية في يوم 21/ أغسطس 1969، واستمرار التهديدات والمحاولات المتواصلة والمتكررة لانتهاكات "إسرائيل" للحرم القدسي الشريف ابتداء من افتتاح نفق القدس (سبتمبر 1997) إلى اقتحام شارون الحرم القدسي (28 سبتمبر 2000) إلى دخول الجماعات اليهودية اليمينية المتعصبة لساحات الحرم بين حين وآخر هذه الأيام تحت حماية القوات (الإسرائيلية) أملاً في تنفيذ النماذج المعمارية التي تم تصميمها، لإعادة بناء الهيكل اليهودي الثالث المزعوم، مما يؤكد أن إحراق المسجد الأقصى (1969) لم يكن مجرد انتهاك أثر إسلامي مقدس وإنما مقدمة لمخطط تهويد القدس برمتها!ولم تتوقف الغطرسة (الإسرائيلية) عند هذا الحد بل وتزايدت التهديدات (الإسرائيلية) ومواصلة المخطط (الإسرائيلي) لانتهاك حرمة المسجد الأقصى حين خرجت إحدى المنظمات (الإسرائيلية) المتطرفة وأطلقت تهديدها بتفجير المسجد إما عن طريق طائرة ملغمة بالمواد الناسفة أو بزرع ألغام تحت المسجد لتدميره وبناء الهيكل المزعوم، فقد قال (المستوطن) نوعام فدرمان أحد القيادات البارزة لليمين المتطرف علانية لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الألكتروني، انه لن يفاجئه حدوث أمر كهذا في ظل سعي الحكومة إلى تنفيذ ما أسماه "الطرد الجماعي لليهود" من المستعمرات.واعتبر فدرمان أنه: "يجب ألا يفاجأ أحد بقيام اليمين بتجاوز الخطوط الحمراء عندما تقوم الحكومة بتجاوز هذه الخطوط من خلال مخطط طرد اليهود من غوش قطيف". وشكلت تصريحات وزير الأمن الداخلي (الإسرائيلي) بنية مجموعة يهودية متطرفة الإقدام على تفجير المسجد الأقصى وبناء ما يسمونه بهيكل سليمان المزعوم حيث قال لدينا معلومات مقلقة تفيد أن الأمر ليس مجرد تخريف بل أفكار عملية، زاعماً أن الحكومة (الإسرائيلية) تتخذ كافة الإجراءات لمنع حدوث هذا العمل. ولكن سرعان ما تبخرت هذه التصريحات حينما أكد نفس الوزير بأن (إسرائيل) لا يمكنها أن تمنع مثل إجراء هذا العمل مبرراً ذلك بإمكانية دخول أي متطرف إلى المسجد وتفجيره مثلما فعل (المستوطن الإسرائيلي) غولد شتاين بدخول الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل حينما أطلق النار على المصلين في صلاة الفجر بشهر رمضان واستشهد حينها العشرات من المواطنين الفلسطينيين.ولعلنا نتذكر حينما وقفت رئيسة الوزراء (الإسرائيلي) غولدا مائير وقالت بعد إحراق المسجد الأقصى عام 1969، بعدما سألها أحد الصحفيين عن ردها على مثل تلك الأعمال: "في اليوم الأول الذي أحرق فيه المسجد بكيت بشدة وفي اليوم التالي ضحكت".. فسألها الصحفي لماذا؟ فردت قائلة: "بكيت لأنني رأيت نهاية دولة (إسرائيل) خوفاً من ردة الفعل العربية والإسلامية، وضحكت في اليوم التالي لأنني لم أر أي مسلم أو عربي يتحرك"!!ولكن هل التاريخ سيعيد نفسه في حال إقدام (إسرائيل) على تدمير المسجد الأقصى؟والمتابع للأخبار يدرك تماماً أن الأمر يختلف كثيراً عما سبق فلم يكمل الوزير (الإسرائيلي) من إطلاق تصريحاته حتى بدأت التحذيرات العربية والإسلامية (لإسرائيل) إذا حاولت المساس بالمسجد الأقصى وخطورة حدوث مثل تلك الأعمال!! محطات عدائية: 7/6/1967: الجنرال موردخاي غور في سيارة نصف مجنزرة يستولى على الحرم الشريف في اليوم الثالث من بداية الحرب. 21/8/1969: اقتحم الإرهابي "دنيس دوهان" ساحات الحرم وتمكن من الوصول إلى المحراب وإضرام النار فيه في محاولة لتدمير المسجد، وقد أتت النيران على مساحة واسعة منه إلا أن المواطنين العرب حالوا دون امتدادها إلى مختلف أنحاء المسجد. 14/8/1979: حاولت جماعة "غورشون سلمون" المتطرفة اقتحام المسجد، إلا أن المواطنين تصدوا لها وأفشلوا المحاولة. وعمل المتطرف "مائير كهانا" وجماعته على تكرار المحاولة بدعم من قوات كبيرة من رجال الشرطة، إلا أن أكثر من عشرين ألف مواطن تصدوا لهم وخاضوا مع الجنود مواجهات ضارية للدفاع عن الحرم سقط خلالها العشرات من الجرحى.11/11/1979: أطلقت الشرطة (الإسرائيلية) وابلاً كثيفاً من الرصاص على المصلين المسلمين مما أدى إلى إصابة العشرات منهم بجراح.11/3/1979: المستشار القضائي للحكومة (الإسرائيلية) يصدر قراراً يسمح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى بعد التنسيق مع الشرطة (الإسرائيلية)!!13/1/1981: اقتحم أفراد حركة أمناء جبل الهيكل الحرم القدسي الشريف يرافقهم الحاخام "موشي شيغل" وبعض قادة حركة هاتحيا، وأرادوا الصلاة وهم يرفعون العلم (الإسرائيلي) ويحملون كتب التوراة. 31/8/1981: استمرار الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك يؤدي إلى تصدع خطير في الأبنية الإسلامية الملاصقة للسور الغربي. 11/4/1982: اعتداء آثم على المسجد الأقصى المبارك يقوم به أحد الجنود (الإسرائيليين) ويدعى "هاري غولدمان"، إذ قام الجندي المذكور باقتحام المسجد الأقصى، وأخذ يطلق النيران بشكل عشوائي مما أدى إلى استشهاد مواطنين وجرح أكثر من ستين آخرين. وقد أثار هذا الحادث سخط المواطنين، وأدى إلى اضطرابات عنيفة في الضفة الغربية وغزة وردود فعل عالمية غاضبة ضد الاحتلال (الإسرائيلي). 10/8/1990: ارتكبت القوات (الإسرائيلية) مجزرة داخل المسجد، مما أدى إلى استشهاد 22 مصلياً وإصابة أكثر من 200 بجراح.19/9/1990: قامت مجموعة من المتطرفين اليهود بجولة في ساحات المسجد الأقصى وذلك بمناسبة بدء السنة العبرية، وقام أحد اليهود بالنفخ في البوق الذي كان بحوزته بالقرب من باب الرحمة. 2/4/1992: تجمع حوالي خمسين عنصراً من المتطرفين الصهاينة عند مدخل المسجد الأقصى ورفعوا شعارات تدعو إلى إعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى. 28/1/1997: استمرار الحفريات (الإسرائيلية) من الجنوب الغربي للمسجد الأقصى باتجاه الغرب بارتفاع 6-9 أمتار. 1/4/1997: استغلت (إسرائيل) فرصة حفر مجار، فقامت بحفريات جديدة قرب حائط المبكى. 12/4/1997: جماعة يهودية تخطط لإقامة الصلوات في المسجد الأقصى. 24/4/1997: جماعة جبل الهيكل تعتزم الصلاة في محيط الحرم القدسي. 12/7/1998: متطرفون يهود يصلون في الحرم الشريف.27/9/1998: متطرفون يهود يحاولون دخول ساحات المسجد الأقصى المبارك بعد أن سمحت لهم الشرطة (الإسرائيلية) بذلك. 17/1/1999: القاضي السابق "مناحيم الون" يدعو إلى تقسيم الحرم القدسي، ويعتبر أن المسجد الأقصى هو الهيكل المزعوم. 24/1/1999: استغلال قبة الصخرة في حملة دعائية للسياحة في (إسرائيل) في إعلان نشرته وزارة السياحة (الإسرائيلية). 27/1/1999: كشف النقاب عن تخطيط أحد ناشطي اليمين الإسرائيلي "دميان فاكوبيتش" المتطرف حسب اعترافاته لتنفيذ عملية تفجير كبيرة تهدف إلى نسف المسجد الأقصى المبارك. 4/4/1999: الشرطة (الإسرائيلية) تسمح لتسعة عشر متطرفاً يهودياً من جماعة "أمناء جبل الهيكل" بدخول الحرم القدسي الشريف والتجول في ساحاته. 8/6/1999: تسلل أحد (المستوطنين) إلى ساحة المسجد الأقصى المبارك وقام بتصرفات استفزازية تسيء لقدسية المسجد وذلك على مرأى من الشرطة (الإسرائيلية) وقد قام حراس الحرم بإخراجه من المسجد. 21/7/1999: إصدار المحكمة العليا (الإسرائيلية) قراراً يسمح لما يسمى "أمناء جبل الهيكل" بالدخول إلى الحرم القدسي الشريف اليوم التالي.10/8/1999: قيام سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) بإغلاق نافذة في جدار الأقصى القديم، كانت قد فتحت لغاية التهوية ومعالجة الرطوبة. 31/8/1999: الكشف عن مخططات (إسرائيلية) لهدم القصور الأموية المحاذية للمسجد الأقصى المبارك، وتوسيع حائط البراق المسمى زوراً "المبكى" بقصد تهوية المكان وتخريب المعالم الإسلامية. 13/9/1999: الحكومة (الإسرائيلية) تبحث خططاً لفرض هيمنتها على الحرم القدسي الشريف مثل استبدال حراسة الشرطة بوضع أبواب ألكترونية وسياج مكهرب. 23/9/1999: دعوة ما يسمى "أمناء جبل الهيكل" اليهود، لاقتحام المسجد الأقصى المبارك في عيد المظلة لدى اليهود يوم الإثنين 27/9/1999.2/10/1999: الكشف عن قيام مجموعات يهودية متطرفة باستئناف محاولات بدأت بها منذ سنوات للاستيلاء على قطعة أرض في الحرم القدسي الشريف علماً بأنها مسجلة كوقف إسلامي. 3/10/1999: قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي "إيهود باراك" بافتتاح مدرج في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك بهدف قيام المتطرفين اليهود بأداء الطقوس الدينية الخاصة في هذا المكان. 15/2/2000: صحيفة (كول هعير) العبرية تكشف النقاب عن قيام وزارة الأديان بحفر نفق جديد تحت ساحة حائط البراق والمسماة زوراً (المبكى).28/9/2000: شارون يدنس ساحة المسجد الأقصى بتجوّله فيه، مما أدى إلى اندلاع الانتفاضة المتواصلة حتى اليوم.
منقول بتصرف
منقول بتصرف
تعليق