ملكة قتلت نفسها جوعاً حتى لا ترى بعينها مصرعها ... !!
من الملكات من قمن بشؤون دولاتهن كأحسن ما يقوم به الملوك العظام، بل ان منهن من قدن الجيوش وخضن معامع القتال والحروب واستعملن من سعة الحيلة وضروب الخداع ما يقصر عن إتيانه كبار الساسة والدهاة من الرجال.
وتعتبر «الزباء» أو «زنوبيا» من الملكات اللاتي خلدهن التاريخ ، فهي زوجة «اودنائس» الذي كان أميرا مطماعاً، على عدة قبائل من الصحراء، ساعده الجد فأصبح سيد الشرق ولقبوه «بقائد الشرق» وقد كسب بالفعل عدة انتصارات بمخالفته لروما ضد شاه العجم فرده بجيشه مرتين الى أصفهان قاعدة بلاده غير ان ابن أخيه ذبحه لسبب مجهول في وسط غزواته فانتقمت «زنوبيا» لزوجها، ولما كان أولادها الثلاثة صغارا ولا يصلحون لتولي الحكومة، فقد حكمت في أول الأمر باسمهم ثم أعلنت نفسها بعد ذلك ملكة على مقاطعات زوجها ووضعت تاج الملك.
وقد تضاربت أقوال المؤرخين عند كتاباتهم عن «زنوبيا» فقد ذكر بعضهم انها ابنة زعيم عربي اسمه «عمرو بن ضارب بن حسان» وزعم البعض الآخر انها يهودية. أما هي فكانت تزعم أنها من سلالة ملوك مصر المقدونيين.
وكانت «زنوبيا» في جمال «كليوبترا» الا أنها تفوقها في الخلق والحمية ... وكان ذكاؤها نادراً، وكانت تتحدث اللاتينية، واليونانية، والمصرية، كما كانت كتب «هومر، أفلاطون» معروفة عندها، وجمعت تاريخ الشرق ونسقته لنفسها، وكما كانت مشهورة بجمالها كانت مشهورة بشجاعتها ودهائها وبأسها، فكانت تتبع زوجها في الصيد ولا ترهب الحيوانات المفترسة أسدا كان أو نمرا ولما حكمت البلاد اتسم حكمها بالعدل وعاملت الرعية بالرحمة، فكانت اذا اضطرت ان توقع جزاء، أضفت في نفسها عوامل الرحمة كما انها اذا رأت محلا للعطف، قاومت عوامل الانتقام فيها، فكانت في الحالين إنما تصدر عن ارادة تخضع النفس أمامها للعقل، وهي في غير ذلك كانت تعطف على الرعية عطفها على الأمراء الصغار وكانت تقيم في قاعدة ملكها «بالميرا» فبلغت من العظمة والجمال والقوة في أيام ملكتها ما جعلها قبلة الشرق والغرب بها عمارات من المرمر، وحدائقها تخلب الأبصار .
وأضافت «زنوبيا» الى ممتلكات زوجها بلاد مصر فأصبحت مملكتها تمتد من الفرات الى البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك القدس وانطاكية ودمشق ولم يرض أمبراطور روما ان يعترف بها ملكة على ولايات زوجها فبعث اليها بجيش مرة بعد مرة فكانت تهزمه في كل مرة شر هزيمة.
وحين صار «أورليان المفترس» امبراطورا على روما أغضبه تجرؤ امرأة على مخالفة روما وتحديها لسلطانه، فحوّل جيشا كبيرا الى هذه الملكة التي اطلقت على نفسها «أوجينيا» وألبست أولادها ملايس ملوك الرومان الارجوانية.
وأرسل اليها رُسله يطلبون منها الإذعان فرفضت بشجاعة وقالت لهم «استمعوا الي وكما تسمعون انقلوا القول الى موفدكم، قولوا له اني كيفما أكون فقد كونت، وان الامبراطورية التي رفعتني الى العرش قد صاغها زوجي معي، انها ليست منحة ولكنها ميراث وغزو وتملك، ولو تخلى مرسلكم عن ممتلكاته او بعضها لمجرد السؤال سأتخلى عن مصر وعن شواطئ البحر الابيض المتوسط، قولوا له اني كما عشت ملكة، فان شاء الله سأموت ملكة».
وصرفت رسله ولم تنتظر حتى يأتي امبراطور الغرب الى بلادها فسارعت الى لقائه واصطدمت معه في معركتين عظيمتين قادت فيها الجيوش بنفسها ولكنها هزمت في الموقعتين، واضطرت للعودة الى حدود «يالميرا» وهناك أقامت تحصينات مهمة وعادت فنازلت «أورليان» من بروجها فهزمته في أول المعركة الا انه فرض الحصار على المدينة فلم تستطع الصمود، وفكرت الملكة في الفرار لتطلب المساعدة من الجوار حتى تستطيع انقاذ بلادها، وأخذت في تنفيذ الفكرة فامتطت جوادا وطارت به حتى وصلت الى شواطئ الفرات ولكنه اقتفى أثرها وأخذت أسيرة، وجيء بها الى امبراطور الرومان فسألها «كيف تجرأت على تحدي سلطة روما» فأجابته «انها احتقرت ان تعترف برجال كأورولس وجاللينس» سادة لها أما أورليان فهي تخضع له كغالب ومليك».
وقد اختلف المؤرخون في حياتها بعد الأسر، فقال بعضهم إنها قتلت نفسها جوعاً، حتى لا ترى بعينها مصرعها، ومصرع بلادها، وقال بعضهم ان الامبراطور وهبها داراً وحديقة عاشت فيها معززة مكرمة، وزوجت بناتها من اشراف العائلات الرومانية وصار ابنها الأصغر ملكا على جزء من أرمينيا.
وأيّا كانت نهاية «زنوبيا» فانها استطاعت بشجاعتها وقيادتها لبلادها ان يذكرها التاريخ كواحدة من أشهر الملكات في التاريخ حتى ماتت عام 260 للميلاد.
منقول للأمانة
من الملكات من قمن بشؤون دولاتهن كأحسن ما يقوم به الملوك العظام، بل ان منهن من قدن الجيوش وخضن معامع القتال والحروب واستعملن من سعة الحيلة وضروب الخداع ما يقصر عن إتيانه كبار الساسة والدهاة من الرجال.
وتعتبر «الزباء» أو «زنوبيا» من الملكات اللاتي خلدهن التاريخ ، فهي زوجة «اودنائس» الذي كان أميرا مطماعاً، على عدة قبائل من الصحراء، ساعده الجد فأصبح سيد الشرق ولقبوه «بقائد الشرق» وقد كسب بالفعل عدة انتصارات بمخالفته لروما ضد شاه العجم فرده بجيشه مرتين الى أصفهان قاعدة بلاده غير ان ابن أخيه ذبحه لسبب مجهول في وسط غزواته فانتقمت «زنوبيا» لزوجها، ولما كان أولادها الثلاثة صغارا ولا يصلحون لتولي الحكومة، فقد حكمت في أول الأمر باسمهم ثم أعلنت نفسها بعد ذلك ملكة على مقاطعات زوجها ووضعت تاج الملك.
وقد تضاربت أقوال المؤرخين عند كتاباتهم عن «زنوبيا» فقد ذكر بعضهم انها ابنة زعيم عربي اسمه «عمرو بن ضارب بن حسان» وزعم البعض الآخر انها يهودية. أما هي فكانت تزعم أنها من سلالة ملوك مصر المقدونيين.
وكانت «زنوبيا» في جمال «كليوبترا» الا أنها تفوقها في الخلق والحمية ... وكان ذكاؤها نادراً، وكانت تتحدث اللاتينية، واليونانية، والمصرية، كما كانت كتب «هومر، أفلاطون» معروفة عندها، وجمعت تاريخ الشرق ونسقته لنفسها، وكما كانت مشهورة بجمالها كانت مشهورة بشجاعتها ودهائها وبأسها، فكانت تتبع زوجها في الصيد ولا ترهب الحيوانات المفترسة أسدا كان أو نمرا ولما حكمت البلاد اتسم حكمها بالعدل وعاملت الرعية بالرحمة، فكانت اذا اضطرت ان توقع جزاء، أضفت في نفسها عوامل الرحمة كما انها اذا رأت محلا للعطف، قاومت عوامل الانتقام فيها، فكانت في الحالين إنما تصدر عن ارادة تخضع النفس أمامها للعقل، وهي في غير ذلك كانت تعطف على الرعية عطفها على الأمراء الصغار وكانت تقيم في قاعدة ملكها «بالميرا» فبلغت من العظمة والجمال والقوة في أيام ملكتها ما جعلها قبلة الشرق والغرب بها عمارات من المرمر، وحدائقها تخلب الأبصار .
وأضافت «زنوبيا» الى ممتلكات زوجها بلاد مصر فأصبحت مملكتها تمتد من الفرات الى البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك القدس وانطاكية ودمشق ولم يرض أمبراطور روما ان يعترف بها ملكة على ولايات زوجها فبعث اليها بجيش مرة بعد مرة فكانت تهزمه في كل مرة شر هزيمة.
وحين صار «أورليان المفترس» امبراطورا على روما أغضبه تجرؤ امرأة على مخالفة روما وتحديها لسلطانه، فحوّل جيشا كبيرا الى هذه الملكة التي اطلقت على نفسها «أوجينيا» وألبست أولادها ملايس ملوك الرومان الارجوانية.
وأرسل اليها رُسله يطلبون منها الإذعان فرفضت بشجاعة وقالت لهم «استمعوا الي وكما تسمعون انقلوا القول الى موفدكم، قولوا له اني كيفما أكون فقد كونت، وان الامبراطورية التي رفعتني الى العرش قد صاغها زوجي معي، انها ليست منحة ولكنها ميراث وغزو وتملك، ولو تخلى مرسلكم عن ممتلكاته او بعضها لمجرد السؤال سأتخلى عن مصر وعن شواطئ البحر الابيض المتوسط، قولوا له اني كما عشت ملكة، فان شاء الله سأموت ملكة».
وصرفت رسله ولم تنتظر حتى يأتي امبراطور الغرب الى بلادها فسارعت الى لقائه واصطدمت معه في معركتين عظيمتين قادت فيها الجيوش بنفسها ولكنها هزمت في الموقعتين، واضطرت للعودة الى حدود «يالميرا» وهناك أقامت تحصينات مهمة وعادت فنازلت «أورليان» من بروجها فهزمته في أول المعركة الا انه فرض الحصار على المدينة فلم تستطع الصمود، وفكرت الملكة في الفرار لتطلب المساعدة من الجوار حتى تستطيع انقاذ بلادها، وأخذت في تنفيذ الفكرة فامتطت جوادا وطارت به حتى وصلت الى شواطئ الفرات ولكنه اقتفى أثرها وأخذت أسيرة، وجيء بها الى امبراطور الرومان فسألها «كيف تجرأت على تحدي سلطة روما» فأجابته «انها احتقرت ان تعترف برجال كأورولس وجاللينس» سادة لها أما أورليان فهي تخضع له كغالب ومليك».
وقد اختلف المؤرخون في حياتها بعد الأسر، فقال بعضهم إنها قتلت نفسها جوعاً، حتى لا ترى بعينها مصرعها، ومصرع بلادها، وقال بعضهم ان الامبراطور وهبها داراً وحديقة عاشت فيها معززة مكرمة، وزوجت بناتها من اشراف العائلات الرومانية وصار ابنها الأصغر ملكا على جزء من أرمينيا.
وأيّا كانت نهاية «زنوبيا» فانها استطاعت بشجاعتها وقيادتها لبلادها ان يذكرها التاريخ كواحدة من أشهر الملكات في التاريخ حتى ماتت عام 260 للميلاد.
منقول للأمانة
تعليق