إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

** علـم الأركيولوجي**

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ** علـم الأركيولوجي**



    مدونة ليبية تعنى بالاثار والفنون القديمة
    كوردستان فردوس علماء الآثار




    الاركيولوجيا او علم الآثار علم حديث نسبيا" لايزيد عمره عن مائتي عام. ويعني بالكشف عن مخلفات الماضي ودراستها وتحليلها سواء أكانت هذه المخلفات مادية ام فكرية والتي تعكس تطور الحياة البشرية والمعارف والتقنيات عبر العصور.(( اننا نملك وسيلتين لمعرفة الماضي : اولاهما علم الآثار و ثانيهما علم اللغات والعلاقة بينهما وثيقة. حيث يهتم الاول بالاشياء المادية والثاني بالنصوص ان النصوص المحفورة او المنقوشة تتضمن كثيرا" من الاشارات والدلالات التي لايمكن لعالم الآثار ان يستغني عنها. فبعضها يسمح بالقاء الضوء على تاريخ الابنية الاثرية بشكل افضل، والبعض الاخر يقدم له معلومات عن نشاط بشري لم يبق له اي اثر مادي. وعالم اللغات بدوره يستفيد من نتائج دراسة وتحليل الآثار المادية المكتشفة والرموز التاريخية والفنية لحضارات الماضي. ويستعين علم الآثار بعدد من العلوم التطبيقية والانسانية، وفي مقدمتها علم الانثروبولوجيا الذي يعني بدراسة الهياكل العظمية المكتشفة لتحديد العرق او الاعراق التي تنتمي اليها تلك الآثار .



    اما الجيولوجيا والجغرافيا فانهما تساعدان على تحديد الوسط الطبيعي او البيئة التي مارس الانسان فيها نشاط عبر العصور. كما يستعين علم الآثار بعلوم اخرى عديدة مثل الطوبوغرافيا والاثنوغرافيا والفيزياء والكيمياء والذرة وغيرها.ان كل فئة من الآثار المكتشفة تجمع وتفحص وتحلل على حدة، لان لكل منها اساليب وطرقا" خاصة تختلف عن تلك التي تستخدم للفئات الاخرى (( الاواني الخزفية، التماثيل، الرسوم المحفورة والناتئة، الحلي والمصوغات وفئات اخرى كثيرة ))، بيد ان اللقى قد لاتكون ذات فائدة علمية بدون معرفة تسلسلها التاريخي وتحديد العصور او الحضارات التي تعزي اليها. ان مجموعة من الاواني الخزفية ( ذات نمط معين )، تقدم دلالات قيمة لتحديد الزمن الذي كان فيه موقع اكتشافها مسكونا".لقد كان الهدف الرئيسي من التنقيب عن الآثار في بداياته الاولى الحصول على اكبر عدد ممكن من اللقى الاثرية والقطع الفنية والكنوز المطمورة في باطن الارض، وباسرع وارخص الوسائل، اي عن طريق النبش والحفر العشوائيين دون برنامج علمي مسبق او الاهتمام بمواقع اكتشاف تلك الآثار او رسمها وتصويرها ودراستها لمعرفة تسلسل تواجدها الطبقي او الزمني ودون الالتفاف الى الدلائل الاثرية وتفسيراته.


    بيد ان الآثار المكتشفة سواء اكانت لقى او قطعا" فنية او ابنية او نصوصا" لاتاخذ قيمتها الحقيقية الا اذا تم ايصالها الى مكانها الصحيح في سلسلة الانماط والاساليب التقنية. وكان التنقيب في الماضي يعتمد في معظم جوانبه على الخبرة وقوة الملاحظة والقدرة على الاستنتاج الصحيح وباستخدام بعض الادوات البسيطة. بيد ان اساليب التنقيب قد تطورت كثيرا" بمضي الزمن وتم ابتكار الات واجهزة خاصة بالتنقيب عن الآثار من اهمها المثقب الآلي لاجراء تنقيب اختباري سريع قبل الشروع باعمال التنقيب المنظم الواسع وذلك لمعرقة ماهو مدفون في الموقع من بقايا بنائية ولقى آثرية. وجهاز المقاومة الكهربائية الذي يستخدم للتعرف على مكونات التربة غير المتجانسة من صخور وحجارة ومواد بناء اخرى. اما جهاز مقياس المغناطيسية فانه يساعد المنقب الآثاري في البحث عن القطع المعدنية المطمورة.


    وتستخدم أجهزة التصوير الشعاعي لمعرفة مادة الاثر وتحديد ابعاده الحقيقية بصرف النظر عن الصدأ او التراكمات الاخرى الموجودة عليه. والبحث الآثاري وفق الطرق العلمية الحديثة لايكتمل الا باجراء الفحوصات والتحليلات المختبرية مثل تحليل المواد العضوية المكتشفة ( العظام والجلود والقرون والخشب القديم المتفحم والحبوب…. الخ ) لتحديد اعمارها وازمانها باستخدام اجهزة متطورة، بالغة الدقة ( جهاز كاربون 14 المشع وجهاز تحديد نسب مركبات الفلور وغيرها من الاجهزة ).

    يتبين لنا فيما تقدم ان علم الآثار ليس علما" مكتبيا" أو وصفيا" بل علم ميداني في معظم جوانبه لان البحث الآثاري العلمي يبدأ بالمسح والاكتشاف ويمر عبر التنقيب وينتهي باجراء التحليلات المختبرية واستنباط النتائج ونشرها. وهنا تتوقف مهمة عالم الآثار وعندئذ يتدخل مؤرخ التاريخ القديم الذي يدرس نتائج البحث الآثاري لمعرفة ماضي الانسان ونشاطه عبر العصور المختلفة.ان الآمال المعقودة على قسم علم الآثار في كلية الآداب بجامعة صلاح الدين كبيرة وثمة مهمات جسيمة بانتظار خريجي هذا القسم،لان تدوين التاريخ القديم لاي شعب يعتمد في المقام الاول على دراسة وتحليل نتائج البحث الآثاري الذي يشكل التنقيب العلمي باستخدام الآلات والاجهزة الحديثة حلقته الاساسية. وعلى الرغم من ان كوردستان من اقصاها الى اقصاها زاخرة بآثار عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية حيث يقدر عدد المواقع الاثرية فيها بحوالي ( 3150 ) موقعا" في كوردستان العراق وحدها، الا ان التنقيبات لم تجر الا في مواقع محددة، فقلعة اربيل التي تقع عند اقدام جبال زاطروس، لم يجر فيها التنقيب لحد الآن.ويكاد يجمع المؤرخون الكورد والاجانب على ان العقبة الرئيسية التي تحول دون تدوين تاريخ الكورد القديم هي قلة التنقيبات الاثرية التي جرت في كوردستان بالقياس الى المناطق المجاورة لها.ومع ذلك فان بعض التنقيبات التي جرت في فترات متباعدة في كوردستان بالرغم من قلتها، قد كشفت عن حقائق مدهشة.ففي ربوع كوردستان تعلم الانسان الزراعة وتدجين الحيوان وبناء الاكواخ والمساكن البدائية التي هيأت له أسباب الاستقرار والعمل المنتج وادت في نهاية المطاف الى نشوء القرى الزراعية ومراكز المدن القديمة. وقد استطاعت بعثة اركيولوجية اجنبية في السنوات الاخيرة من اكتشاف اقدم قطعة قماش صنعها الانسان بواسطة الة نسج تعد النموذج البدائي الاول لمكائن النسيج الحالية في احدى قرى كوردستان الشمالية عند منابع نهر دجلة. وقد اثبتت الفحوصات المختبرية التي جرت في مختبرات الغربية ان عمر قطعة النسيج المكتشفة لا يقل عن تسعة الاف سنة، وانها من نسيج الكتان. كما اكتشفت بعثة اركيولوجية بولونية في اواخر الثمانينات قرية في محافظة دهوك يعتقد انها من اقدم القرى الزراعية في العالم وتحتوي على بيوت قوية البنيان، كما عثرت البعثة على قطعة نحت رائعة تمثل رأس طير وقطع فنية اخرى.ان ارض كوردستان زاخرة بالرموز التاريخية والفنية والاشكال الملموسة والمنظورة للحضارات القديمة وهي بحق – كما يقول الباحثون الآثاريون – فردوس علماء الآثار. ولاشك ان توسيع نطاق التنقيبات الاثرية سوف تكشف النقاب عن صفحات مهمة من تاريخ الكورد وكوردستان القديم .



  • #2
    تعريف الآثار


    إن كل ما خلفه نشاط إنساني في مكان ما خلال حقبة ما من الزمن هو أثر يخضع لدراسة علم الآثار
    ويتحرى الأثريون حياة الشعوب القديمة، وذلك بدراسة مخلفاتها. وتشمل تلك المخلفات أشياء مثل: المباني والقطع الفنية، والأدوات والعظام والخزف. وقد يقوم علماء الآثار باكتشافات مثيرة، مثل اكتشاف قبر يغص بالحلي الذهبية، أو بقايا معبد فخم في وسط الأدغال. ومع ذلك فإن اكتشاف قليل من الأدوات الحجرية أو بذور من الحبوب المتفحمة، ربما يزيح الستار بشكل أفضل عن جوانب كثيرة من حياة تلك الشعوب. واكتشاف أنواع الأكل التي كان النّاس يتناولونها في الأزمنة الغابرة، يجعلنا ندرك أوجه الشبه بين حياة أولئك القوم وحياتنا الحالية. وما يكتشفه عالم الآثار، بدءًا من الصروح الكبيرة وانتهاء بالحبوب، يسهم في رسم صورة عن معالم الحياة في المجتمعات القديمة.


    إن البحث الأثري هو السبيل الوحيد المساعد على استنطاق أوجه الحياة في المجتمعات التي وُجدت قبل اختراع الكتابة منذ خمسة آلاف عام تقريبًا. كما أن البحث الآثاري نفسه يشكِّل رافدًا مهمًا في إغناء معلوماتنا عن المجتمعات القديمة التي تركت سجلات مكتوبة.


    ويُعدُّ علم الآثار في القارة الأمريكية، فرعًا من الأنثروبولوجيا (علم الإنسان)؛ وهي دراسة الجنس البشري وتراثه الفكري والمادي. ويرى علماء الآثار في أوروبا أن عملهم هذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بميدان التاريخ، غير أن علم الآثار يختلف عن علم التاريخ من جهة أن المؤرخين يدرسون، بصورة رئيسية مسيرة الشعوب استنادًا إلى السجلات المكتوبة.


    يتطلع علماء الآثار إلى معرفة الكيفية التي تطورت بها الحضارات، وإلى معرفة المكان والزمان اللذين حدث فيهما هذا التطور. وكذلك يبحث هؤلاء ـ شأنهم شأن دارسي العلوم الاجتماعية ـ عن أسباب التغيرات الأساسية التي جعلت الناس في العالم القديم، يتوقفون عن الصيد ـ مثلاً ـ ويتحولون إلى الزراعة. ويطوِّر آثاريون آخرون نظريات تتعلق بالأسباب التي حدت بالناس لبناء المدن وإقامة الطرق التجارية. وبالإضافة إلى ذلك يبحث بعض علماء الآثار عن الأسباب الكامنة وراء سقوط المدنيات السابقة، كحضارة المايا في أمريكا الوسطى، وحضارة الرومان في أوروبا.



    علم الآثار هو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة كل ما خلفه لنا الإنسان من قبيح وجميل في مكان ما خلال حقبة ما
    كانت مسألة تحديد تعريف لعلم الآثار يشمل مفهوم دراسة القديم من الموضوعات التي أرقت المهتمين بذلك النوع من الدراسة ، وتبدأ تلك المسألة عندما كان العالم الفرنسي " جاك سبون" في القـرن السـابع عشر حائراً أمـام لفظين "أركيولوجي Larchaeologie للتعبير عن علم الآثار قاصدا ذلك العلم الذي يهتم بدراسة جميع الأشكال المادية والملموسة التي تحفظ لنا آثار النشاط البشري سواء أكانت هذه الآثار جميلة أم لم يهتم الإنسان بتجميلها ، فكان منه أن رجح استخدام كلمة أركيولوجي والتي اصطلح عليها ـ فيما بعد ـ في سائر اللغات الحديثة لتنسحب على ذلك العلم الذي يهتم بدراسة الحضارات القديمة مزدهرة كانت أم مندحرة،عظيمة كانت أم بدائية ، فإن كهفا أو كوخا بسيطا سكنه إنسان ، أو حفرة بسيطة دفن فيها موتاه هي أثر لنشاط كائن يدل على حضارة بعينها ، كما أن قصرا أو معبدا ضخماً زين أو مومياء حنطت أو رصعت وزينت هي أيضاً أثر يدلل على حضارة أخرى بمستوى آخر في حقبة زمنية تعكس مدى التقدم الذي حققه هذا الإنسان.
    مجمل القول :" إن كل ما خلفه نشاط إنساني في مكان ما خلال حقبة ما من الزمن هو أثر يخضع لدراسة علم الآثار " أي أن علم الآثار هو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة كل ما خلفه لنا الإنسان من قبيح وجميل في مكان ما خلال حقبة ما.


    واقع الأمر إن قوام ما خلفه لنا الإنسان بصفة عامة ينقسم إلى قسمين رئيسيين الأول منهما تلك المخلفات المادية الملموسة ، والثاني منهما هو تلك الكتابات والنصوص التي تركها لنا الإنسان ، لذا جاء علم دراسة الأشياء المادية وهو علم الآثار توأما لدراسة اللغة والنصوص والكلام والذي يصطلح عليه باسم فيلولوجي philology، ويأتي تلازم هذين العلمين لدراسة نواحي الحضارة المختلفة أمراً ضروريا فمن المستحيل دراسة العمارة الرومانية القديمة دونما الرجوع للكتاب الذي تركه لنا المهندس الروماني "فيتروفياس Vitrovius" بعنوان "عن العمارة " De Architectura" كما أنه يتحتم لدراسة النحت اليوناني الرجوع لما كتبه المؤرخ الروماني" بليني الأكبر" في كتابه التاريخ الطبيعي والذي خصصت فيه أجزاء للمعادن والفنون كما أدرج به جدولاً بالفنانين الإغريق القدامى وأعمالهم التي ذاع صيتها في العالم القديم.


    ويظهر التداخل بين علمي الآثار واللغة جليا في كثير من الأعمال الفنية والمعمارية التي تحمل نقوشا وكتابات كتلك التي تغطي جدران المعابد المصرية أو شواهد القبور أو اللخافات Ostraca التي دونت عليها كتابات بالحبر الملون أي أن المعبد هو أثر معماري لا تنفك طلاسمه إلا بقراءة الكتابات المدونة عليه وكذلك الحال بالنسبة لشواهد القبور وغيرها من الآثار التي تحمل نقوشاً أو كتابات فغالباً ما تفسر هذه الكتابات تاريخ الأثر أو الشخص الذي بناه أو الذي أهداه.


    ولا يقتصر علم دراسة اللغة على هذه النقوش فقط بل يشمل أيضاً علم الكتابات على قراطيس البردي المعروف اصطلاحاُ باسم البابيرولوجي Papyrologyوالذي يهتم بجوانب الحياة المختلفة من عقود وقوانين ومراسلات وتسجيلات وغيرها من مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأحياناً أخرى يلقي الضوء على مجالات الفنون والعمارة وغالباً ما كان يعثر على قراطيس البردي منفردة في المقابر أو المنازل أو المعابد وأحياناً كانت تلف بها المومياوات كغلاف مقوي لحمايتها وغالباً ما تكون البرديات غير ذات فائدة عند استخدامها كلفائف للمومياوات لكنها تبقى مصدراً للمعلومات الهامة للأثريين الآن.


    ويدخل علم دراسة النقوش في نطاق علم اللغويات (وعلم النقوش يعرف اصطلاحاً بعلم الأبيجرافي Epigraphy) وهو يهتم بدراسة أنماط الخط والكتابة وأشكال الحروف الهجائية وتطورها ومحاولات تجميل الخطوط المختلفة ولا يمكن لعالم الآثار أن يغفل هذا العلم بل هو في المقام الأول أحد وسائل التأريخ الهامة.

    إن التعبير عن علم الآثار بمصطلح "أركيولوجي archaeology" " صار أسيراً للمعنى الذي استخدمه الفرنسي جاك سبون في القرن السابع عشر حتى أنه صار يستخدم للتعبير عن دراسة القديم وصار موصولاً بأصله ويتعدى نطاق دراسة تاريخ الفنون ليشمل سائر نشاطات الإنسان وكافة مظاهر حضارته المختلفة ،ولعل تطور الحضارات واندحارها واختفاء الأعمال الفنية الجميلة فضلاً عن العوامل الطبيعية وفعل الزمن وعواديه ذات التأثير السيئ والمدمر أحياناً على الآثار فلا تترك مجالاً لدراسة تاريخ الفن بل تبقى الأطلال والخرائب مادة درسها علماء الآثار في مختلف المجالات.


    إن علم الآثار لا يقتصر على عمليات البحث والتنقيب بل يمتد إلى مجال النشر العلمي للمكتشفات الأثرية والدراسات المتخصصة التي تميط اللثام عن ماضي مجهول وتقدم معلومات جديدة من المادة القديمة ، وتعتبر عملية التسجيل العلمي الدقيق لمراحل الكشف الأثري أهم مراحل التنقيب وهي الذاكرة الحقيقية لهذا العمل، فإن علمية التنقيب هي في الواقع تدمير للطبقات لا يمكن إعادتها لشأنها الأول ولا تحتمل الخطأ ذلك لأن الخطأ يدمر حقبة من تاريخ أمة وحضارتها لذا فانه على الأثري أن يكون على دراية وعلم يؤهلانه للحفاظ على هذه الأمانة التي أودعتها الأمة إياه وتعتبر مهمة المنقب من أسمى وأجل الوظائف البشرية التي تستوجب النزاهة والخبرة.

    المصدر : مجلة الآثار

    تعليق


    • #3
      أهم المصطلحات التي تستخدم ضمن الأنثروبولوجيا



      فيما يلي ، أهم المصطلحات التي تستخدم ضمن الأنثروبولوجيا ، بما فيها تعريفها ، وتحديد فروعها الأربعة (الثقافية ، الطبيعية ، الأركيولوجية ، واللغوية) . وكل ذلك تبعاً لوجهة النظر الأمريكية ، خاصة أن مفاهيماً كـ : الثقافة ، التثاقف ، وغيرها ، هي من إنتاج أمريكي ، أو أن الأمريكيين قدموا لها أسساً متينة ، فتم اعتمادها عالمياً .
      ومن ثم ، هناك بعض الملاحظات الختامية التي ارتأيت ذكرها منعاً لأي التباس ، إضافة إلى توثيق ببليوغرافي (فيما يخص هذه المصطلحات) من المفيد الرجوع إليه ، وعدم الإعتماد فقط على ترجمتي هذه ، إذ هي أيضاً تبقى مجرد وجهة نظر .



      بعض المصطلحات :

      1. الأنثروبولوجيا :[6] (Anthropology) هي دراسة كل جوانب ومناحي حياة الإنسان . على سبيل المثال : كيف يعيش الناس ؟ كيف يفكرون ؟ ماذا ينتجون ؟ وكيف يتفاعلون مع بيئتهم ؟ كما تحاول الأنثروبولوجيا فهم المدى الواسع للتنوع الإنساني ، إضافة إلى المشترك بين البشر . ومن الأمثلة على بعض أسئلة الأنثروبولوجيين الأساسية :
      - متى ، أين ، وكيف تطور البشر ؟
      - كيف يتكيف البشر مع البيئات المختلفة ؟
      - كيف تطورت المجتمعات وتغيرت من الماضي القديم وحتى الحاضر ؟
      إن الأجوبة على مثل هذه الأسئلة يمكن أن تشرح لنا ماذا يعني كوننا بشراً ؟ كما يمكن لها أن تساعد في تعليمنا طرقاً لتقريب حاجات الناس عبر العالم ، وكيفية التخطيط لعيش المستقبل .

      2. الأنثروبولوجيا الثقافية:[7](Cultural Anthropology)تدرس الثقافة الإنسانية . كعلماء الآثار ، يدرس الأنثروبولوجيون الثقافيون الحرف ، الفنون ، المنازل ، الأدوات ، ونتاجات الثقافة المختلفة . كما يخصصون جهوداً وأبحاثاً كثيرة لدراسة نتاجات الثقافة غير المادية ، بما تتضمنه من رموز ، قيم ، معتقدات دينية ، وموسيقى .

      3. الأنثروبولوجيا الطبيعية :[8] (Physical Anthropology ) الفيزيقية ، أو البيولوجية ، هي فرع الأنثروبولوجيا الذي يهتم ويركّز على العلاقة بين البيولوجيا (Biology) والثقافة . وهي تدرس التطور الإنساني (Human Evolution) كالأركيولوجيا (Archaeology) ، لكنها تهتم تحديداً بالفسيولوجيا (Physiology) والتشريح (Anatomy) أكثر من اهتمامها بالثقافة .

      4. الأركيولوجيا :[9] (Archaeology) [أو علم الآثار] هي فرع الأنثروبولوجيا الذي يركز على المجتمعات والثقافات البشرية الماضية وليس الحاضرة . وتدرس (تحديداً) المصنوعات الحرفية كـ"الأدوات ، الأبنية ، الأوعية ..." أو ما بقي منها ، والتي استمرت بالتواجد للوقت الحاضر ، وأيضاً الأحافير الإنسانية . وتنظر إلى البيئات الماضية ، لكي يُفهَم مدى تأثير القوى الطبيعية كـ"المناخ والطعام المتواجد" [على سبيل المثال] على تشكيل الثقافة الإنسانية . يدرس بعض الأركيولوجيون الثقافات التي تواجدت قبل تطور الكتابة ، أي في فترة "ما قبل التاريخ" (prehistory) . إن الدراسة الأركيولوجية لحقبات تطور البشرية منذ التواجد البشري وحتى فترة تصل إلى عشرة آلاف عام قبل الميلاد [أي حتى بدء الثورة الزراعية] تدعى "باليوأنثروبولوجي" (Paleoanthropology) [علم الإنسان القديم] . أما دراسات حقبات زمنية أحدث ، من خلال البقايا المادية والوثائق المكتوبة ، تدعى الأركيولوجيا التاريخية .

      5. الأنثروبولوجيا اللغوية :[10] (Linguistic Anthropology) أو الأنثروبولوجيا الألسنية ، تركز على كيفية استخدام الناس للّغة ضمن ثقافة معينة . لا بد للأنثروبولوجيين الذين يرغبون بدراسة هذا الجانب ، من تدريب إضافي وأساسي في علم اللغة (أو الألسنيات) (Linguistics) . تتركز جهود الأنثروبولوجيون عادة على دراسة الشعوب التي لا تمك لغة مكتوبة ، أو أن الناطقين بها أقلية . ويعمدون إلى تطوير طرق لكتابتها ، وبذلك يمكن أن يتم تعلمها مجدداً وحفظها من الإندثار .

      6. الثقافة :[11](Culture) تتألف من كل الأفكار ، الأشياء ، وكيفية القيام بالأعمال التي أبدعتها الجماعة . تتضمن الثقافـة : الفنون ، المعتقدات ، العادات ، الإختراعات ، اللغة ، التقنيات ، والتقاليد ، وغيرها ... إن مصطلح الحضارة وإن كان شبيهاً ، إلا أنه يشير إلى أساليب حياة متقدمة وأكثر علمية .
      تنشأ الثقافة من اكتساب وتعلم طرق الأداء ، الشعور ، والتفكير ، ولا ترتبط بالطرق البيولوجية الفطرية الحتمية .
      على الثقافة أن تتواجد في مكانين في الزمن نفسه :
      *أ.عليها أن تتواجد في المحيط/البيئة على شاكلة أدوات/تقنيات وسلوك .
      *ب.كما عليها أن تتواجد في عقل الفرد كمجموعة من الأفكار لفهم وتقييم الأدوات والسلوك .
      إن الثقافات تختلف فيما بينها بطرق تأمين الحاجات المتشابهة ، مثلاً تختلف مؤسسة الزواج بشكل كبير بين الثقافات ، وإن كانت الحاجة واحدة [إنجاب الأطفال مثلاً] .

      7. الحضارة :[12](Civilization)هي أسلوب حياة ينشأ بعد أن يسكن الناس المدن أو في مجتمعات منظّمة كالدول . اشتقت الكلمة من الكلمة اللاتينية (Civis) والتي تعني المواطن في الدولة/المدينة .
      تتألف الحضارة من الفن ، العادات ، التكنولوجيا ، شكل الحكومة (والنظام) ، وكل شيء آخر الذي يؤسس أسلوب الحياة في المجتمع .
      من هذا المنظار تتشابه الحضارة مع الثقافة ، إلا أن الثقافة تشير إلى أي أسلوب حياة ، وتتضمن أسلوبي الحياة البسيط والمركب . بينما تشير الحضارة إلى أسلوب الحياة الذي يتميز بأنظمته الإجتماعية ، الحكومية ، والإقتصادية المعقدة/المركبة .
      لذا ، يمكن القول أن كل إنسان يعيش ضمن "ثقافة" ، لكن ليس بالضرورة ضمن "حضارة" . إن نشوء وارتقاء الزراعة كان له الأثر الكبير في تطور الحضارة .

      8. التثاقف:[13] (Acculturation) هي العملية التي تتغير بها السمات الثقافية لجماعة ما عند الإتصال بجماعة أخرى . ويستخدم هذا المفهوم أيضاً ، لوصف العملية التي يتعلم بها الأفراد ثقافة أخرى .
      قد يشكل التثاقف إشكالية ، عندما يحتار الأفراد بين ثقافتهم الأصلية والثقافة الجديدة . في العديد من الثقافات ، على سبيل المثال ، تعيش الفتاة في منـزل والديها إلى أن تتزوج ، لكن في دول أخرى [وثقافات أخرى] تترك الفتاة منـزل والديها قبل الزواج بفترة ، هذه الحالة ستسبب مشكلة لفتاة من عائلة مهاجرة ، إذ سينازعها أمرين ، أن تبقى في البيت أو أن تغادره !
      تحدث هذه الإشكالية أيضاً ، عندما تؤوّل - ويساء تفسير- أفعال معتمدة على نماذج ثقافية من وجهة نظر ثقافة أخرى . معظم الغربيين ، مثلاً ، يبتعدون عن بعضهم أثناء الكلام ، بينما العرب مثلاً ، يشعرون بالراحة في الوقوف بالقرب من بعضهم . كنتيجة لسوء الفهم هذا ، السلوك الذي يعتبره الغربيون مهذباً ، يفسره العرب كتحفظ ، والسلوك الذي يعتبره العرب ودوداً ، يبدو عدوانياً بنظر الغربيين .

      9. التعددية :[14](Pluralism) وهي اختلاف جماعة (أقلية) في بعض طرقها عن الجماعة الرئيسية في المجتمع (في اللغة ، المظهر ، الممارسات الثقافية ...) .

      10. الصهر الثقافي:[15] (Assimilation)هو العملية التي تصبح فيها جماعة إجتماعية/ثقافية جزءاً من جماعة إجتماعية/ثقافية أخرى . كمثال على ما سبق ، استقرار جماعات بشرية من دول مختلفة في أستراليا . معظم هذه الجماعات وبشكل تدريجي بدأت تتخلى عن أسلوب الحياة الذي كان معتمداً في موطنها ، وتبنت أسلوب الحياة الأسترالي ، فهم تعلموا اللغة ، وتبنوا العادات والتقاليد .
      ومن الممكن حدوث حالة الصهر الثقافي ، عندما ينتقل الناس من مكان في الدولة نفسها إلى مكان آخر . مثلاً ، أهل الريف في انتقالهم إلى المدينة ، يكتسبون أسلوب الحياة "المديني" . الجماعة "المنصهرة" ليس بالضرورة أن تتبنى أسلوب الحياة "الجديد" بشكل كلي . إذ يمكنها أن تحتفظ ببعض عاداتها القديمة ، أو تعدل ببعض الجديدة أثناء تبنيها .
      أحياناً ، يتوقف الصهر الثقافي أو تخف وتيرته ، لأن الأكثرية تمنع أي اتصال مع الأقلية . السود ، مثلاً ، كانوا يجبرون على البقاء في "معازل" (غيتو) . وفي حالات أخرى ، تتمسك الأقلية بطريقتها في الحياة ، وتمتنع عمداً عن الإتصال فالإنصهار مع الأكثرية .

      11. النسبوية الثقافية :[16] (Cultural Relativism) هي عندما يحاول الأنثروبولوجي فهم الثقافات الأخرى ، من وجهة نظر حامليها [أي أفراد الثقافة الذين يعيشون ضمنها] ، هذا يساعد الأنثروبولوجيين على فهم وإدراك لماذا يعيش الناس ضمن ثقافات أخرى كما يفعلون ؟ ينطلق الأنثروبولوجيون من افتراض هو أن الثقافة مؤثرة ومتكيفة لمن يعيش ضمنها . بمعنى آخر ، تقدم الثقافة المعنى لحياة أفرادها .



      تعليق


      • #4
        مشكوره اختي حواء على هذا الموضوع الجميل



        تعليق


        • #5
          موضوع رائع اخت حواء
          بارك الله فيك وزادك علما
          ان الله علم ما كان ومايكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان سيكون

          تعليق


          • #6
            سلمت اياديك على الموضوع الممتاز اخت حواء
            اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
            http://www.rasoulallah.net/

            http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

            http://almhalhal.maktoobblog.com/



            تعليق

            يعمل...
            X