“ابتعدت عن أكل الحرام ليبارك الله في صحتي وأولادي”.. بهذه الكلمات أوضح موظف مصري بسيط السبب الرئيس لرفضه رشوة قيمتها عشرة مليون جنيه (مليوني دولار) رغم أن راتبه الشهري لا يتجاوز 600 جنيه (100 دولار).
عبد الرحمن فتحي -الموظف في هيئة البريد المصري، الذي يتورع عن كسب مال حرام، فضلا عن إطعام أهله منه- فوجئ مؤخرا بعرض مغر من شخص لا يتورع عن نهب المال العام، لم يكن ليكلفه أكثر من تقديم معلومة بسيطة من أسرار عمله.
وبحسب صحيفة “الأهرام” المصرية، فإن محاميا يتولى إدارة إحدى الجمعيات الأهلية، عرض على عبد الرحمن صفقة تتضمن إبلاغ الأول بالشفرة السرية الخاصة بإيداع أموال البريد في البنوك، على أن يستغل المحامي ذلك في عمل إيداعات وهمية بمبلغ 40 مليون جنيه (7 ملايين دولار)، ويقوم بسحبها بعد ذلك مقابل حصول المعاون على عشرة ملايين جنيه.
لكن ضمير الموظف الشاب عبد الرحمن فتحي (29 عاما) الذي تربي في صعيد مصر، لم يسمح له بأن يقبل مالا حراما مهما كان حجمه؛ حيث تقدم ببلاغ للشرطة التي طالبته بمسايرة المحامي، حتى تم ضبطه وهو يحاول صرف شيك بمبلغ 750 ألف جنيه (150 ألف دولار) وعثر معه أيضًا على عدة شيكات أخرى.
زوجة تحرص على الحلال وردا على سؤال حول إذا ما كان قد فكر في قبول المبلغ، أكد فتحي أنه لم يتردد لحظة في رفض الرشوة، خاصة أن الله رزقه زوجة حريصة مثله على أن يكون مأكلهما من المال الحلال.
وعاد ليؤكد موقفه قائلا: “ليس معنى أن راتبي 600 جنيه أن ألجأ إلى الرشوة، ولو عرضت علي الرشوة ألف مرة لرفضتها”، ناصحا الشباب بتحقيق آمالهم عبر الكفاح والجهد.
وأوضح أنه رغم صغر سنه، فقد جرب هذا الكفاح في مشواره التعليمي؛ حيث لم يكتف بالحصول على تعليم متوسط، وإنما اجتهد حتى حصل على شهادة جامعية.
ويأتي موقف الموظف المصري الشريف، رغم تفشي الفساد بالدوائر الحكومية، وهو ما بدا واضحا في تقرير صدر مؤخرا لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء.
فقد أكد التقرير أن الفساد الإداري منتشر في جميع محافظات مصر دون استثناء، وأن ثلثي المواطنين المصريين أدركوا واقعه، أو تعرضوا لوقائعه-منقول-
ما شاء الله تبارك الله... نسأل الله عز وجل أن يعوضه بالحلال خيرا كثيرا يغنيه عما تركه من حرام.... اللهم بارك وزد في أمثال هذا البطل وخصلنا من الرشوة والواسطة والمحسوبية التي انتشرت في كل بلادنا الاسلامية كالسرطان.... آمين
تعليق