جبل العبلاء بالباحة ،،، منجم الذهب والتاريخ
محمد البيضاني - الباحة
العبلاء ذلك الجبل الأبيض الشامخ على ضفة وادي رنية بين محافظتي العقيق وبيشة، والذي يمثل مصدر جذب للسياح والمهتمين بالآثار لكثرة معالمه وما جاوره عمومًا في تلك المنطقة التي حملت اسمه. فما أن يؤمه زائر إلا ويلفت نظره شكل الجبل ولونه وتضاريسه المتميزة عن بقية جبال المنطقة وألوان وأشكال الحجارة المتكون منها والمتناثرة على سفوحه، فمنها الأبيض الأملس والشديد السواد والأحمر، فضلاً عن المعالم الرئيسية التي تثير الدهشة، ففي أعلى الجبل يوجد بئران عميقتان متجاورتان لا يعلم أحد مدى عمقهما، وتستوطنهما أعداد هائلة من الحمام.
“المدينة” زارت الجبل للاطلاع على ما يكتنزه من آثار، وبعيدًا عن هذا الموقع بحوالى 12 كيلومترا، وعلى الضفة الغربية لوادي «ابن النعا» هناك قرية حجرية تسمى لدى أهل المنطقة «دحلة القرى”، وبها العديد من الأبنية الحجرية، التي تحوي بداخلها عدة أواني مصقولة ومصنوعة من نفس أحجار المكان الموجودة به، حيث يرى كثير من المؤرخين أن العبلاء موطن حضارات وبها كنوز قامت عليها عدة مناجم قديمًا وحديثًا.
مدينة الكنعان
وطالب عدد من المهتمين بالآثار بدراسة أثرية لجبل «العبلاء» الأثري والذي يقع على ضفاف وادي «رنية»، حيث يجثم هذا الجبل ذو اللون الأبيض المشوب بالحمرة، محتضنا معدن الذهب وحارسا يعتلي مدينة «الكنعان» الأثرية.
و”العبلاء” منجم ذهب قديم يرى فيه الزائر الحفر الحمراء الغائرة في جوانبه حيث كان الناس قديما يستخرجون منه الذهب ويسحقونه ويستخلصونه بالطرق البدائية على رحى تعد لهذا الغرض وعلى مقربة من سفح الجبل تترادف صخرتان دائريتان يسميهما الناس هناك «رحى أبوزيد» ولعلهما كانتا تستخدمان لطحن الصخور التي تحتوي على معدن الذهب، كما يظهر في المناطق المستوية حول الرحى وأسفل جبل ومنجم العبلاء آثار مدينة قديمة جدا طمسها زحف الرمال، ولم يبق منها إلا ما يشبه أساسات المنازل.
رحى أبو زيد
ويقول عوضة الغامدي من أهالي بادية بني كبير عن المدينة الأثرية المجاورة لجبل العبلاء، كان آباؤنا وأجدادنا يطلقون على المدينة التي ما تزال أساساتها موجودة بنايا كنعان، ويقال إنها كانت أسواقا كبيرة يرتادها الناس من الجنوب ومن الطائف، أما الرحى فيطلق عليها رحى أبو زيد، والحقيقة أن الرحى ضخمة جدا لا يستطيع رفعها مجموعة من الناس اليوم وقديما ينسبون أي شيء ضخم وكبير إلى أبي زيد الهلالي. ويؤكد خالد الغامدي أن المكان يحتاج إلى دراسة أثرية خاصة من قبل متخصصين في هذا المجال لكشف أسرار هذه المدينة المطمورة والاستفادة منها سياحيا. ويضيف أن جبل العبلاء من الأماكن الأثرية الكثيرة التي تحتضنها الجزيرة العربية والتي لم تحظ بالعناية التي تستحقها من قبل الباحثين في الآثار. ويتمنى صالح غرم من هيئة السياحة القيام بأعمال ميدانية في الموقع من خلال إجراء حفريات.
تعليق