اكتشافات انطوان بوفي
ولعل من المناسب هنا بعد كل الذي طرحته , ان اشير الى صاحب الفضل الاول في التجارب التي اجريتها على نموذج الهرم والذي اقمت تجاربي على اساس اكتشافه المبدئي , الا وهو الفرنسي انطوان بوفي , وبوفي نمط من الناس على عكس حالي , يكفيه ان يعتمد على الحدس او التخمين او الالهام اكثر من اعتماده على الدليل العلمي الثابت , لقد كانت له تجاربه العديده على شوكة او قضيب البحث عن الماء , وهي خاصية يتمتع بها بعض الاشخاص الذين يستطيعون بواسطة هذه الشوكه او القضيب ان يتعرفوا على مجاري المياه القريبه من سطح الارض , وهي من القدرات القديمة المنتشره في كثير من انحاء العالم وبخاصة المناطق الصحراويه ويطلق العرب على الواحد من هؤلاء الناس اسم " قنقن" , وكذلك كان لبوفي تجارب عديده على استخدام البندول ومن خلال هذه التجارب توصل الى خاصية الهرم في تحنيط الاجسام وحفظها .
لقد قام انطوان بوفي بزيارة لمصر , ووصل الى الهرم الاكبر بالجيزة, بل ودخل الى حجرة دفن الملك التي تقع عند ثلث ارتفاع الهرم من الارض , ووجد بعض الحيوانات الصغيره المحنطه داخل تلك الحجرة, وبالتماعه ادراك حدسي مباغت , استنتج بوفي قدرة الهرم على التحنيط وعند عودته الى بلده , قام بصناعة نماذج مصغرة للهرم الاكبر بنسبة 1 الى 1000
لقد كان بوفي متاكدا تماما من ان تجاربه المجنونه حول قدرة الهرم على التحنيط ستنجح دون محاولة فهم اساس عملها , او الاعتماد على اساس علمي , او تكتيكي في الوصول الى النتائج . وقد اكتفى بالدليل الذي وصل اليه بندوله الشهير عند تقريبه من الهرم " وفيما يلي من حديث سنشرح كيفية صناعة نموذج الهرم وبندول بوفي , حتى يمككنكم اخوتي ان تجروا بانفسكم تلك التجارب التي اقنعت بوفي بالطاقه الخاصه التي يتمتع بها الهرم "
لقد نجح بوفي في تسجيل اختراع بندوله دون ان يقدم تفسيرا علميا لعمله , ذلك لان جهة تسجيل الاختراعات في فرنسا _ بعكس تشيكوسلوفاكيا _ تقبل تسجيل الاختراع دون تقديم تفسير علمي او تكتيكي بطبيعة عمله . والمكتشف الفرنسي يكفيه اثبات ان الاختراع الذي يتقدم به , لم يسبقه اليه احد اخر , دون ان يضطر الى تقديم ما هو ابعد من ذلك .
لقد سمعت عن انطوان بوفي لاول مرة , من خلال كتيب يضم بعض محاضراته حول " بندول بوفي المغناطيسي الخاص" وفي واحدة من هذه المحاضرات تكلم بوفي عن تجارب التحنيط باستخدام نموذج هرم خوفو المصنوع من الورق المقوى وقال انه استطاع ان يرصد نفس الاشعاعات التي رصدها في حجرة الدفن بهرم خوفو , في نموذجه الصغير , وذلك باستخدام بندوله وذكر بوفي ان نموذج الهرم الصغير عمل بشكل مقنع على تحنيط كل العينات العضوية الميته التي كان يضعها فيه كاللحم والبيض والحيوانات الصغيرة الميته.
الافكار السحريه
بعد قراءة هذه المحاضره , وجدت انه من السهل تجربة نفس الشيء للتاكد من صدق ما جاء في كتيب انطوان بوفي , فصنعت عدة نماذج مصغرة لهرم خوفو بارتفاع 30 سم مستخدما في ذلك ورقا مقوى يصل سمكه الى 3 ملم . وكانت دهشتي شديده عندما نجح هرمي الصغير في تحنيط لحوم البقر والخراف والبيض والزهور وبعض الضفادع والثعابين الصغيره والسحالي
بعد نجاح هذه التجارب المبدئيه اجريت اتصالا السيد انطوان بوفي ,انقل له نتائج تجاربي , وهكذا بدات بيننا صلة دائمه عن طريق التراسل , بالرغم من احساسي ان السيد بوفي يبدو بالنسبه لي " غارقا في الافكار السحريه الى حد بعيد" , اكثر من كونه عالما بالمعنى الصحيح .
واصلت تجاربي على التحنيط مستخدما العديد من الاهرامات ذات النسب المختلفه , لكن اغلب تجاربي كانت تجرى على اهرامات لها نفس نسب هرم خوفو.
وبحكم تخصصي العلمي , فكرت في مزيد من البحث عن القوى التي تعمل داخل الهرم لهذا واصلت تجاربي على نماذج الهرم , وقد تضمنت احى هذه التجارب وضع شفرة حلاقه من نوع جيد من الصلب داخل نموذج مصغر لهرم خوفو . وكنت اعتقد عندما بدات هذه التجربه , ان مجال الطاقه داخل الهرم سيفقد هذه الشفرة ارهافها , وانني بذلك ساحصل على دليل مادي على وجود وتاثير القوى التي تعمل في فراغ الهرم ... وهكذا بدات تجاربي على شفرات الحلاقه .
كانت المفاجأة الاولى , عندما ثبت لي ان افتراضي المسبق لم يكن سليما , ذلك ان الشفرة لم تفقد ارهافها عند وضعها في فراغ الهرم , بل لقد حدث العكس فاستطعت ان احلق ذقني بتلك الشفرة خمسين مرة بكفاءة عاليه وهكذا بدأت انظر لتاثير الهرم على شفرة الحلاقه نظرة مخالفه .
بدأت بعد ذلك تجاربي على شفرات الحلاقه الموضوعه داخل نموذج الهرم على اساس صحيح. كنت اعتمد على نماذج مصغرة لهرم خوفو يصل ارتفاع كل منها الى 15 سم , وكنت اضع شفرة الحلاقه داخله ليأخذ طولها اتجاه الشمال _ الجنوب المغناطيسي , وهي على وضع افقي بحيث ترتفع عن مركز قاعدة الهرم بنسبة الثلث من ارتفاعه, وقد حرصت على ان ياخذ سطحان جانبيان من اسطح الهرم نفس اتجاه الشمال – الجنوب المغناطيسي .
وفي اعقاب العديد من التجارب, وجدت ان الهرم الذي يبلغ ارتفاعه 8سم او حتى 7سم يمكن ان يؤدي عمله ويصل الى الغرض بنفس الكفاءة, وهذا هو الحجم الذي قامت احدى شركات البلاستيك بتصنيعه للاستخدام العام, وحتى يستفيد منه الجمهور في شحذ شفرات الحلاقه يوميا , ولقد شاع استخدام هذه النماذج في عديد من البلاد الاوروبية , ولقد تلقيت الاف الخطابات من اولئك الذين استخدموا الهرم لهذا الغرض . ولم يحدث ان شكا واحد منهم من ان الهرم لم يقم بمهمته
200 مرة
لقد كانت الخمس وعشرون سنة الماضية من حياتي زمنا كافيا للتجريب والملاحظه وهكذا اصبحت عملية حلاقة الذقن اليومية بالنسبة لي تجربة علمية متجددة .... بل لقد وصل بي الامر الى انني كنت ادرك حدوث اي تغير في الاشعه الكونية , من مجرد ملاحظة حالة الشفرى وانا احلق بها ذقني , وقد توصلت من خلال ممارستي اليومية ,الى ان مدى استخدام الشفرة التي تودع يوميا في جوف الهرم يتباين وفقا للشفرة نفسها .
فقد سجلت عدد مرات حلاقتي الجيده بعدد من الشفرات التي استخدمتها ووجدت ان صلاحية هذه الشفرات وعدد مرات استخدامها كانت على الوجه التالي : 100,111,165,170,200 مرة المهم انني خلال 25 سنة مضت لم استعمل اكثر من 68 شفرة حلاقه !
لقد اجريت اتصالاتي بالعديد من الناس الذين استخدموا نموذج الهرم في مختلف البلاد , في اوروبا والولايات المتحده الامريكيه وفي امريكيا الجنوبيه , وفي استراليا ونيوزيلاندا وفي ايسلندا كما ان اختراعي لقي رواجا واسعا في الاتحاد السوفييتي واثار اهتماما كبيرا في اوساط الباحثين , وعلى سبيل المثال , كتب العالم مالينوف في جريدة اوريكا السوفييتيه وفي مجلة كومسو مولوسكايا برافدا , موضوعا ملفتا حول ما سماه " الاختراع العجيب" وقد حاول كعالم طبيعي ان يقدم في مقالة تفسيرا علميا لما يقوم به الهرم , معتمدا على نظرية الكهرومغناطيسيه من حيث ارتباطها بالمجال المغناطيسي للارض وايضا من حيث ارتباطها بما يطلق عليه " قوى لورنتز"
هذه صورة من صور التاثيرات التي تحدث في جوف الهرم , يقدمها لنا واحد من الذين قضوا معظم حياتهم العلمية في دراسة الظاهرة , وقبل ان ننتقل الى سرد التاثيرات الاخرى للهرم , ساحاول فيما يلي ان اشرح للقاريء الطريقة التي يمكنه بها ان يصنع هرمه الخاص في منزله وان يجري تجاربه الخاصه حتى يكتشف بنفسه بعض الذي نتحدث عنه ....
تعليق