قراءه الاسماء المصريه القديمه
تمثل الأسماء أهمية خاصة بالنسبة للباحث فى مجال الأثار وللأثريين فى المناطق الأثرية والمتاحف وللمرشدين السياحيين ولغيرهم من هواة البحث فى الحضارة المصرية سواء كانت أسماء لألهة أو لملوك وأفراد الأسرة المالكة أو لأفراد من الشعب .
وإلى جانب الدور الذى تلعبه الأسماء فى تحديد نسبة الأثر لصاحبه وتأريخه ، فإنها تلقى الضوء بوجه عام على بعض المعتقدات الدينية والمناطق الجغرافية والعادات الاجتماعية والعلاقات الأسرية .. الأمر الذى يتضح من خلال ارتباط الأسماء بآلهة أو بمناطق بعينها أو تكون معبرة عن معتقدات معينة ، شأنها فى ذلك شأن الأسماء فى كل زمان ومكان والتى تعتبر بمثابة إحدى المرايا التى تعكس وجه هذه الأمة أو تلك .
وعادة ما تعبر الأسماء عن معان بعينها ، وأكثر الأسماء شيوعا تلك التى ارتبطت بأسماء آلهة ، وقد تأتى بعض الأسماء غريبة فى معانيها معبرة عن رغبة الذين اختاروا هذه الأسماء فى إبعاد الجسد نتيجة لتكرار حالات الوفاة وهو مايحدث حتى الآن فى مجتمعنا المعاصر .
وقد حمل بعض المصريين إلى جانب الأسماء الرسمية ، أسماء تقابل "أسماء التدليل" ، وعادة ماترد هذه الأسماء بعد الاسم الرسمى ومسبوقة بتركيب يعنى "اسمه الجميل" وعلى سبيل المثال :
Imm - htp rn.f nfr Issi
أمون - حتب ، إسمه الجميل ( اسم التدليل ) إسسى.
ويمكن تقسيم الأسماء من حيث عدد الوحدات المكونة لها إلى ستة أقسام على النحو التالى :
1 - أسماء مكونة من وحدة واحدة ( كلمة واحدة ) .
2 - أسماء مكونة من وحدتين .
3 - أسماء مكونة من ثلاث وحدات .
4 - أسماء مكونة من اربع وحدات .
5 - أسماء مكونة من خمس وحدات .
6 - أسماء مكونة من ست وحدات .
ولكى لا يقع القارىء فى الخطأ عند قراءة الأسماء ، فإنه يجب أن يراعى مجموعة من الضوابط :
1 - وضع الخلفية الدينية والمعتقدات فى الاعتبار على أساس أن معظم الأسماء ترتبط بآلهة .
2 - ضرورة الالتزام بقواعد اللغة المصرية عند قراءة الأسماء المكونة من أكثر من وحدة .
3 - ضرورة مراعاة أن الأسماء فى معظم الحالات لابد وأن يكون لها معنى.
أولا : أسماء مكونة من وحدة واحدة :
هذه الأسماء قد تكون لملوك مثل Ppy و Tti
، أو لأفراد مثل Nht
وهناك بعض الأسماء التى تبدو من حيث الشكل كوحدة واحدة ولكنها فى الواقع تمثل اختصاراً لأسماء ذات أكثر من وحدة ، ومنها على سبيل المثال اسمى الملكين سنفرو و خوفو :
واسم الملك سنفرو الذى يكتب Snfrw هو فى الواقع Snfr(.f)wi والذى يعنى "جملنى (الإله)"
أما اسم الملك خوفو والذى يكتب Hwfw هو فى الواقع
Hw.f wi والذى يعنى "يحمينى هو(الإله)"
أو يعنى فى قراءة أخرى Hnm hw.f wi
والذى يعنى "خنوم يحمينى"
ومن هنا فإنه يمكن الترجيح بأن الأسماء Ppy Tty
Tj انما هى أسماء مختصرة لأسماء كاملة .
ثانيا : أسماء ذات وحدتين :
1. آمون راض imn htp(w)
2. cnh Hwfw حياة خوفو
يتكون الأسم رقم 1 من مبتدأ (Imn) وخبر حال (htp.w) وهى القراءة السائدة . إلا أن السؤال الذى يطرح نفسه ، لماذا لا نقرأ هذا الاسم htp Imn وذلك طبقاً لقاعدة معروفة لدينا وهى أن أسماء الإلهة والملوك تقدم على ماعداها من أسماء فى الكتابة فقط . وعليه فإن هذه القراءة تعتبر صحيحة أيضاً ، وفى هذه الحالة تعامل الجملة على أنها إسمية تتكون من خبر مقدم صفة مشبهة (htp) ومبتدأ مؤخر (Imn) .
بالنسبة للاسم "عنخ - خوفو" فهو من ناحية القواعد يمكن أن يترجم أيضا " فليحيا خوفو" استنادا على استخدام صيغة sdm.f للتعبيرعن "التمنى".
ثالثا : الأسماء ذات الوحدات الثلاث :
هى أكثر الأسماء شيوعاً ، وعادة ماتكون إحدى وحداتها إسم لإله، والقاعدة العامة لقراءة هذا النوع من الأسماء تتطلب أن نضع فى الاعتبار تقديم إسم الإله على بقية وحدات الإسم من حيث الكتابة وعند القراءة يجب أن يقرأ اسم الإله فى موضعه الطبيعى .
أمثلـــلة :
Mn - k3w - Rc
Hc.f - Rc
يتضح من المثالين السابقين أن كل إسم منهما يتكون من ثلاث وحدات وأن اسم الإله رع هو أحد هذه الوحدات وأنه تصدر الاسم فى المكان بقصد التبجيل ، والقاعدة فى هذه الحالة أن يقرأ الاسم بداية من (2) وهى mn ، ثم (3) وهى k3w ثم تنتهى الخطوات بـ (1) وهم اسم رع أو الشمس .
وعليه فتكون القراءة Mn-k3w-Rc ويكون المعنى " فلتثبت قرائن رع" ، وتعامل من ناحية القواعد على أنها صيغة Sdm.f فى حالة التمنى . وينطبق نفس الشىء على الاسم الثانى الذى يعنى " فليشرق أى رع .
وتشذ عن القاعدة بعض الأسماء ذات الوحدات الثلاث والتى تتضمن أيضا إسم إله ، ومنها على سبيل المثال :
"آمون فى المقدمة" Imn-m-h3t
وفى هذه الحالة يصعب تطبيق قاعدة 2-3-1 لنقرأ M-h3t-Imn لأن الاسم سوف يعنى فى هذه الحالة " فى مقدمة آمون" وهو معنى لايعبر عن وضع الإله آمون ، ولهذا وجب أن نقرأ الإسم بما يتناسب مع مركز آمون فى العقائد الدينية ليكون الاسم Imn-m-h3t استناداً على أن الجملة إسمية ، يقع فيها "آمون " مبتدأ و " إم - حات " خبر ظرفى .
رابعاً : الأسماء ذات الوحدات الأربع :
وهى أقل انتشاراً من الأسماء ذات الثلاث وحدات ومن أبرز الأمثلة إسم الملكة حاتشبسوت .
Hnmt-Imn h3t-spswt
ويعنى الاسم : " خليلة ( أو المتحدة مع ) آمون ، ذُروة النبيلات"
خامساً: الأسماء ذات الوحدات الخمس :
ومن أمثلـــة هذه الأسماء ، اسم الملك أمنحتب الثانى أحد ملوك الأسرة 18 .
Imn-htp-ntr- hk3- w3st
ويعنى الاسم : "آمون راض ، الإله حاكم إقليم واست "
سادساً : الأسماء ذات الوحدات الست :
ومن أمثلة هذا النوع من الأسماء اسم الملك رمسيس الثانى
Wsr - m3ct- Rc- stp-n-Rc
"قوية عدالة رع - المختار من رع "
وسوف نتناول فى الصفحات التالية أسماء بعض الملوك التى نرى أنها الأكثر إنتشاراً قياساً بغيرها والتى توضح المنهج التى نتبعه فى قراءة الأسماء.
الأشكال التى ضمت أسماء الملوك :
سوف يلحظ القارىء أن أسماء ملوك الأسرات الأولى والثانية والثالثة كتبت داخل شكل هندسى مستطيل يعرف فى النصوص المصرية باسم " سرخ" Srh أى "واجهة القصر" أما أسماء الملوك ابتداء من عهد الملك سنفرو أول ملوك الأسرة الرابعة فقد كتبت داخل شكل يبدو أسطوانى استمر طوال العصر الفرعونى والعصرين اليونانى والرومانى وهو الشكل الذى يعرف باسم "خرطوش ".
أما "سِرْخْ" ، فهى شكل مستطيل يمثل واجهة قصر الملك فيما يبدو؛ وإن اختلفت التفاصيل المعمارية لهذه الواجهة من ملك لآخر ومن أسرة لأخرى ، ولعل مرجع هذا الاختلاف هو طبيعة تكوين اسم الملك وعدد العلامات المكونة له ، وإن اتفق جميعها على وجود خطوط أفقية وأخرى رأسية تحت اسم الملك .
وكان اسم الملك يشغل الجزء العلوى من "السرخ" ، وكان يعلو "السرخ" الإله حورس والذى كان الملوك يحكمون باسمه ، وفى عهد الملك " بر - ايب - سن" أحد ملوك الأسرة الثانية ، حل الإله "ست" محل الإله "حورس" ، وفى عهد الملك " خع - سخموى" من ملوك نفس الأسرة ، ظهر الإلهان معاً حورس وست .
وإن كان "السرخ" قد انتهى كشكل هندسى يرمز لواجهة قصر الملك الحاكم مع نهاية الأسرة الثالثة ، إلا أنه استمر طوال العصور المصرية يستخدم كأحد الرموز الدينية التى تتضمن فى بعض المناسبات ألقاب وأسماء الملوك .
ومع بداية الأسرة الرابعة يظهر ذلك الشكل الاسطوانى الذى تضمن أسماء الملوك . والمعروف أن كلمة rn التى تعنى " اسم " فى اللغة المصرية القديمة قد ظهرت بمخصص "خرطوش" فى حالة الإشارة إلى اسم ملكى ، وأصبحت rn بالتدريج تعنى " خرطوش ".
أما الكلمة الأجنبية Cartouche فقد كانت تشير إلى ذلك الشكل الأسطوانى ثم حرفت فى العربية إلى "خرطوش" على اعتبار أنها تشبه طلقة البندقية (الخرطوش) .
ومن الواضح أن الشكل الهندسى "للخرطوش" متطور عن العلامة الدائرية الشكل والتى تنطق “sn” وتعنى "يحيط" أو "هالة " والتى أصبحت من بين الرموز الدينية التى سجلت على اللوحات الجنائزية وفى بعض المناظر الدينية . ولما كان لهذه العلامة (sn) ما لها من قدسية معينة، فقد أراد المصرى أن يضمها أسماء الملوك ولعله كان يقصد أن الملك يحيط بالكون ويحيط به الكون فى نفس الوقت . ولما أدرك المصرى من الناحية العملية صعوبة أن يتضمن هذا الشكل الدائرى اسم الملك بشكل يحفظ للعلامات المكونة للإسم ترتيبها ، فقد رأى أن يطيل من العلامة لتبدو فى شكلها الأسطوانى المعروف . ولعل من أوضح الأمثلة التى تؤكد الصلة القوية بين علاقة " شن " و"الخرطوش" مانراه فى مقبرة "نفرتارى" حيث الإلهة "ماعت" تحمى اسم الملكة داخل "الخرطوش" الذى تتصل به علامة sn إتصالا مباشراً ، الأمر الذى يعزز ما نراه من أن "الخرطوش" ليس إلا تطورا عن هذه العلامة sn .
واستمرت "الخراطيش" تتضمن أسماء الملوك طوال العصر الفرعونى ، وان تضمنت "خراطيش" بعض الملوك البطالمة وبعض الأباطرة الرومان ألقابا للملوك إلى جانب أسماءهم وهو الأمر الذى لم يحدث إلا نادراً طوال الحضارة المصرية القديمة ( العصر الفرعونى ) .
وعندما إستقر الأمر على أن يكون لكل ملك اسمين أحدهما للميلاد والآخر للتتويج (الحكم) فقد أصبح لكل اسم لقب ، فلقب " سا - رع" أى "ابن الشمس" يعلو اسم الميلاد ، ولقب " نسو - بيتى" أى " ملك مصر العليا والسفلى " يعلو اسم الملك كحاكم .
وفى بعض الحالات كان لقب " نسو - بيتى " يستبدل بلقب " نثر نفر" أى "الإله الطيب" .
* * * * * * *
ولعل القارىء يتساءل قبل أن نفرغ من هذه المقدمة لماذا لم يستمر "السرخ" طوال التاريخ المصرى القديم ؟ ولماذا لم يستخدم "الخراطيش" منذ الأسرة الأولى ؟! . وسؤال آخر فى نفس المقام .. لماذا بدأت "الخراطيش" مع بداية الأسرة الرابعة ؟ .. هل هناك أسباب تاريخية أم دينية ؟ ، أم أن هناك من الأسباب الخاصة ما يتعلق بالملك سنفرو والذى فى عهده بدأ استخدام "الخراطيش" .
هذه التساؤلات تمثل أهمية خاصة فيما يتعلق بتقاليد الملكية فى مصر القديمة ، وكذلك التطور الإدارى والسياسى الذى حدث فى مصر مع بداية الدولة القديمة .
ولعل الأمر يتطلب - قبل أن ندلى برأينا حول هذه القضية - المزيد من الدراسات التى نرجوا أن تنال اهتمام المتخصصين فى علم المصريات .
أسماء بعض ملوك الأسرة الأولـــى
1 - الملك نعرمر
وهو الملك المعروف أيضاً باسم "مِنِى" كتب اسمه بعلامتين هى "نعر" والتى تمثل سمكة "القرموط" وعلامة "مر" والتى تمثل "وتد" . هذا ولايزال المعنى الدقيق لهذا الإسم مثار جدلٍ بين الباحثين فى علم المصريات .
2 - الملــك عحــا
كتب اسم هذا الملك بعلامة "عحا" التى تعنى " يحارب" أو "المحارب" وتتكون من درع ومقمعة ( دبوس القتال ) .
3 - الملك جـــر
كتب اسم هذا الملك بعلامة تمثل حزمة من نبات الكتان . ويصعب تحديد معنى هذا الاسم .
4 - الملك جــت
كتب هذه الإسم بعلامة الثعبان وهى علامة ذات حرف واحد (ج) بينما سقط حرف التاء على اعتبار أنه من الحروف القابلة للسقوط فى نهاية الكلمة .
وفى عهد هذا الملك ظهر أحد الألقاب الملكية الخمس وهو لقب "نبتى" أى "المنتمى للربتين "نخبت" و "واجيت" .
5 - الملك دن
يصعب تحديد معنى اسم هذا الملك . وفى عهده ظهر لأول مرة لقب "نسوبيتى" أى " ملك مصر العليا والسفلى".
6 - الملك عج - إيب
ويعنى اسم هذا الملك - فيما يبدو - " سليم القلب أو ( العقل) ".
7 - الملك سمرخت
ويعنى اسمه " سمير أو رفيق الجسد " وهو أول ملك يحصل على لقبى " نسو - بيتى " و "نبتى" معا .
8 - الملك قا-ع
يبدو من تركيب هذا الاسم أن علامة " قا" تمثل اختصارا للصفة "قاى" والتى تعنى " عال " ولعل معنى الإسم " عال الهمة " .
هذا ويلاحظ أن أسماء ملوك الأسرة الأولى تتكون إما من وحدة واحدة أو وحدتين ولم تظهر بعد الأسماء ذات الوحدات الثلاث .
الأسرة الثانيـــة :
1 - الملك حتب - سخموى
وهو إسم يعنى " فلترض القوتان" إشارة إلى إلهى الشمال والجنوب حورس وست .
2 - الملك بر - ايب - سن
حمل هذا الملك أول اسم ذى وحدات ثلاث ، كما أن الإله " ست" قد حل محل الإله " حورس" فوق "السرخ" ربما تعبيراً عن انحياز للأله "ست" على حساب الإله "حورس" ، ويمثل هذا الاسم مشكلة كبيرة ، فهل يعنى " الذى يخرج أو "ينزع" قلوبهم " إشارة إلى أعداء الملك ، وهل يمكن أن تكون "بر" اختصاراً لكلمة "برى" التى تعنى " بطل " ليكون معنى الإسم "زعيم ( بطل) قلوبهم أو عقولهم " .
3- خع - سخموى
وهو اسم يعنى "اشراق القوتين" أو " فلتشرق القوتان " . والواضح من وجود الإلهين "حورس" و"ست" فوق "السرخ" أن هذا الملك قد نجح فى تحقيق التوازن بين الإلهين وبالتالى بين الاقليمين .
الأسرة الثالثة :
الملك جـسـر
يعرف هذا الملك بالاسم "جسر" أى "المقدس" وهو الاسم الذى لم يعرف به قبل الأسرة الثانية عشرة . أما اسمه الكائن داخل "السرخ" ، فهو الاسم والذى عرف به إبان الأسرة الثالثة .
وقد تعددت قراءات هذا الاسم وبالتالى معانيه ، فهو يمكن أن يقرأ : "نترى- خت " أى " إلهى الجسد" أو "مقدس الجسد" على اعتبار أنه يعتبر من حيث قواعد اللغة تمييز ومميز ، وكذلك " خت نترى" أى " الجسد المقدس" على اعتبار أنهما صفة وموصوف ، وأيضاً " خت نتر" أى " جسد الإله" على اعتبار أنهما مضاف ومضاف إليه .
ويمكن أن يقرأ أيضا " نترى - ر - خت " أى " إلهى أكثر من (كونه) جسد" على اعتبار أن "نترى" صفة وحرف الراء أداة مقارنة و "خت" مقارن بـه ولعل الاحتمال الأخير للقراءة هو : إرى - خت - نترى". أى " ا
تمثل الأسماء أهمية خاصة بالنسبة للباحث فى مجال الأثار وللأثريين فى المناطق الأثرية والمتاحف وللمرشدين السياحيين ولغيرهم من هواة البحث فى الحضارة المصرية سواء كانت أسماء لألهة أو لملوك وأفراد الأسرة المالكة أو لأفراد من الشعب .
وإلى جانب الدور الذى تلعبه الأسماء فى تحديد نسبة الأثر لصاحبه وتأريخه ، فإنها تلقى الضوء بوجه عام على بعض المعتقدات الدينية والمناطق الجغرافية والعادات الاجتماعية والعلاقات الأسرية .. الأمر الذى يتضح من خلال ارتباط الأسماء بآلهة أو بمناطق بعينها أو تكون معبرة عن معتقدات معينة ، شأنها فى ذلك شأن الأسماء فى كل زمان ومكان والتى تعتبر بمثابة إحدى المرايا التى تعكس وجه هذه الأمة أو تلك .
وعادة ما تعبر الأسماء عن معان بعينها ، وأكثر الأسماء شيوعا تلك التى ارتبطت بأسماء آلهة ، وقد تأتى بعض الأسماء غريبة فى معانيها معبرة عن رغبة الذين اختاروا هذه الأسماء فى إبعاد الجسد نتيجة لتكرار حالات الوفاة وهو مايحدث حتى الآن فى مجتمعنا المعاصر .
وقد حمل بعض المصريين إلى جانب الأسماء الرسمية ، أسماء تقابل "أسماء التدليل" ، وعادة ماترد هذه الأسماء بعد الاسم الرسمى ومسبوقة بتركيب يعنى "اسمه الجميل" وعلى سبيل المثال :
Imm - htp rn.f nfr Issi
أمون - حتب ، إسمه الجميل ( اسم التدليل ) إسسى.
ويمكن تقسيم الأسماء من حيث عدد الوحدات المكونة لها إلى ستة أقسام على النحو التالى :
1 - أسماء مكونة من وحدة واحدة ( كلمة واحدة ) .
2 - أسماء مكونة من وحدتين .
3 - أسماء مكونة من ثلاث وحدات .
4 - أسماء مكونة من اربع وحدات .
5 - أسماء مكونة من خمس وحدات .
6 - أسماء مكونة من ست وحدات .
ولكى لا يقع القارىء فى الخطأ عند قراءة الأسماء ، فإنه يجب أن يراعى مجموعة من الضوابط :
1 - وضع الخلفية الدينية والمعتقدات فى الاعتبار على أساس أن معظم الأسماء ترتبط بآلهة .
2 - ضرورة الالتزام بقواعد اللغة المصرية عند قراءة الأسماء المكونة من أكثر من وحدة .
3 - ضرورة مراعاة أن الأسماء فى معظم الحالات لابد وأن يكون لها معنى.
أولا : أسماء مكونة من وحدة واحدة :
هذه الأسماء قد تكون لملوك مثل Ppy و Tti
، أو لأفراد مثل Nht
وهناك بعض الأسماء التى تبدو من حيث الشكل كوحدة واحدة ولكنها فى الواقع تمثل اختصاراً لأسماء ذات أكثر من وحدة ، ومنها على سبيل المثال اسمى الملكين سنفرو و خوفو :
واسم الملك سنفرو الذى يكتب Snfrw هو فى الواقع Snfr(.f)wi والذى يعنى "جملنى (الإله)"
أما اسم الملك خوفو والذى يكتب Hwfw هو فى الواقع
Hw.f wi والذى يعنى "يحمينى هو(الإله)"
أو يعنى فى قراءة أخرى Hnm hw.f wi
والذى يعنى "خنوم يحمينى"
ومن هنا فإنه يمكن الترجيح بأن الأسماء Ppy Tty
Tj انما هى أسماء مختصرة لأسماء كاملة .
ثانيا : أسماء ذات وحدتين :
1. آمون راض imn htp(w)
2. cnh Hwfw حياة خوفو
يتكون الأسم رقم 1 من مبتدأ (Imn) وخبر حال (htp.w) وهى القراءة السائدة . إلا أن السؤال الذى يطرح نفسه ، لماذا لا نقرأ هذا الاسم htp Imn وذلك طبقاً لقاعدة معروفة لدينا وهى أن أسماء الإلهة والملوك تقدم على ماعداها من أسماء فى الكتابة فقط . وعليه فإن هذه القراءة تعتبر صحيحة أيضاً ، وفى هذه الحالة تعامل الجملة على أنها إسمية تتكون من خبر مقدم صفة مشبهة (htp) ومبتدأ مؤخر (Imn) .
بالنسبة للاسم "عنخ - خوفو" فهو من ناحية القواعد يمكن أن يترجم أيضا " فليحيا خوفو" استنادا على استخدام صيغة sdm.f للتعبيرعن "التمنى".
ثالثا : الأسماء ذات الوحدات الثلاث :
هى أكثر الأسماء شيوعاً ، وعادة ماتكون إحدى وحداتها إسم لإله، والقاعدة العامة لقراءة هذا النوع من الأسماء تتطلب أن نضع فى الاعتبار تقديم إسم الإله على بقية وحدات الإسم من حيث الكتابة وعند القراءة يجب أن يقرأ اسم الإله فى موضعه الطبيعى .
أمثلـــلة :
Mn - k3w - Rc
Hc.f - Rc
يتضح من المثالين السابقين أن كل إسم منهما يتكون من ثلاث وحدات وأن اسم الإله رع هو أحد هذه الوحدات وأنه تصدر الاسم فى المكان بقصد التبجيل ، والقاعدة فى هذه الحالة أن يقرأ الاسم بداية من (2) وهى mn ، ثم (3) وهى k3w ثم تنتهى الخطوات بـ (1) وهم اسم رع أو الشمس .
وعليه فتكون القراءة Mn-k3w-Rc ويكون المعنى " فلتثبت قرائن رع" ، وتعامل من ناحية القواعد على أنها صيغة Sdm.f فى حالة التمنى . وينطبق نفس الشىء على الاسم الثانى الذى يعنى " فليشرق أى رع .
وتشذ عن القاعدة بعض الأسماء ذات الوحدات الثلاث والتى تتضمن أيضا إسم إله ، ومنها على سبيل المثال :
"آمون فى المقدمة" Imn-m-h3t
وفى هذه الحالة يصعب تطبيق قاعدة 2-3-1 لنقرأ M-h3t-Imn لأن الاسم سوف يعنى فى هذه الحالة " فى مقدمة آمون" وهو معنى لايعبر عن وضع الإله آمون ، ولهذا وجب أن نقرأ الإسم بما يتناسب مع مركز آمون فى العقائد الدينية ليكون الاسم Imn-m-h3t استناداً على أن الجملة إسمية ، يقع فيها "آمون " مبتدأ و " إم - حات " خبر ظرفى .
رابعاً : الأسماء ذات الوحدات الأربع :
وهى أقل انتشاراً من الأسماء ذات الثلاث وحدات ومن أبرز الأمثلة إسم الملكة حاتشبسوت .
Hnmt-Imn h3t-spswt
ويعنى الاسم : " خليلة ( أو المتحدة مع ) آمون ، ذُروة النبيلات"
خامساً: الأسماء ذات الوحدات الخمس :
ومن أمثلـــة هذه الأسماء ، اسم الملك أمنحتب الثانى أحد ملوك الأسرة 18 .
Imn-htp-ntr- hk3- w3st
ويعنى الاسم : "آمون راض ، الإله حاكم إقليم واست "
سادساً : الأسماء ذات الوحدات الست :
ومن أمثلة هذا النوع من الأسماء اسم الملك رمسيس الثانى
Wsr - m3ct- Rc- stp-n-Rc
"قوية عدالة رع - المختار من رع "
وسوف نتناول فى الصفحات التالية أسماء بعض الملوك التى نرى أنها الأكثر إنتشاراً قياساً بغيرها والتى توضح المنهج التى نتبعه فى قراءة الأسماء.
الأشكال التى ضمت أسماء الملوك :
سوف يلحظ القارىء أن أسماء ملوك الأسرات الأولى والثانية والثالثة كتبت داخل شكل هندسى مستطيل يعرف فى النصوص المصرية باسم " سرخ" Srh أى "واجهة القصر" أما أسماء الملوك ابتداء من عهد الملك سنفرو أول ملوك الأسرة الرابعة فقد كتبت داخل شكل يبدو أسطوانى استمر طوال العصر الفرعونى والعصرين اليونانى والرومانى وهو الشكل الذى يعرف باسم "خرطوش ".
أما "سِرْخْ" ، فهى شكل مستطيل يمثل واجهة قصر الملك فيما يبدو؛ وإن اختلفت التفاصيل المعمارية لهذه الواجهة من ملك لآخر ومن أسرة لأخرى ، ولعل مرجع هذا الاختلاف هو طبيعة تكوين اسم الملك وعدد العلامات المكونة له ، وإن اتفق جميعها على وجود خطوط أفقية وأخرى رأسية تحت اسم الملك .
وكان اسم الملك يشغل الجزء العلوى من "السرخ" ، وكان يعلو "السرخ" الإله حورس والذى كان الملوك يحكمون باسمه ، وفى عهد الملك " بر - ايب - سن" أحد ملوك الأسرة الثانية ، حل الإله "ست" محل الإله "حورس" ، وفى عهد الملك " خع - سخموى" من ملوك نفس الأسرة ، ظهر الإلهان معاً حورس وست .
وإن كان "السرخ" قد انتهى كشكل هندسى يرمز لواجهة قصر الملك الحاكم مع نهاية الأسرة الثالثة ، إلا أنه استمر طوال العصور المصرية يستخدم كأحد الرموز الدينية التى تتضمن فى بعض المناسبات ألقاب وأسماء الملوك .
ومع بداية الأسرة الرابعة يظهر ذلك الشكل الاسطوانى الذى تضمن أسماء الملوك . والمعروف أن كلمة rn التى تعنى " اسم " فى اللغة المصرية القديمة قد ظهرت بمخصص "خرطوش" فى حالة الإشارة إلى اسم ملكى ، وأصبحت rn بالتدريج تعنى " خرطوش ".
أما الكلمة الأجنبية Cartouche فقد كانت تشير إلى ذلك الشكل الأسطوانى ثم حرفت فى العربية إلى "خرطوش" على اعتبار أنها تشبه طلقة البندقية (الخرطوش) .
ومن الواضح أن الشكل الهندسى "للخرطوش" متطور عن العلامة الدائرية الشكل والتى تنطق “sn” وتعنى "يحيط" أو "هالة " والتى أصبحت من بين الرموز الدينية التى سجلت على اللوحات الجنائزية وفى بعض المناظر الدينية . ولما كان لهذه العلامة (sn) ما لها من قدسية معينة، فقد أراد المصرى أن يضمها أسماء الملوك ولعله كان يقصد أن الملك يحيط بالكون ويحيط به الكون فى نفس الوقت . ولما أدرك المصرى من الناحية العملية صعوبة أن يتضمن هذا الشكل الدائرى اسم الملك بشكل يحفظ للعلامات المكونة للإسم ترتيبها ، فقد رأى أن يطيل من العلامة لتبدو فى شكلها الأسطوانى المعروف . ولعل من أوضح الأمثلة التى تؤكد الصلة القوية بين علاقة " شن " و"الخرطوش" مانراه فى مقبرة "نفرتارى" حيث الإلهة "ماعت" تحمى اسم الملكة داخل "الخرطوش" الذى تتصل به علامة sn إتصالا مباشراً ، الأمر الذى يعزز ما نراه من أن "الخرطوش" ليس إلا تطورا عن هذه العلامة sn .
واستمرت "الخراطيش" تتضمن أسماء الملوك طوال العصر الفرعونى ، وان تضمنت "خراطيش" بعض الملوك البطالمة وبعض الأباطرة الرومان ألقابا للملوك إلى جانب أسماءهم وهو الأمر الذى لم يحدث إلا نادراً طوال الحضارة المصرية القديمة ( العصر الفرعونى ) .
وعندما إستقر الأمر على أن يكون لكل ملك اسمين أحدهما للميلاد والآخر للتتويج (الحكم) فقد أصبح لكل اسم لقب ، فلقب " سا - رع" أى "ابن الشمس" يعلو اسم الميلاد ، ولقب " نسو - بيتى" أى " ملك مصر العليا والسفلى " يعلو اسم الملك كحاكم .
وفى بعض الحالات كان لقب " نسو - بيتى " يستبدل بلقب " نثر نفر" أى "الإله الطيب" .
* * * * * * *
ولعل القارىء يتساءل قبل أن نفرغ من هذه المقدمة لماذا لم يستمر "السرخ" طوال التاريخ المصرى القديم ؟ ولماذا لم يستخدم "الخراطيش" منذ الأسرة الأولى ؟! . وسؤال آخر فى نفس المقام .. لماذا بدأت "الخراطيش" مع بداية الأسرة الرابعة ؟ .. هل هناك أسباب تاريخية أم دينية ؟ ، أم أن هناك من الأسباب الخاصة ما يتعلق بالملك سنفرو والذى فى عهده بدأ استخدام "الخراطيش" .
هذه التساؤلات تمثل أهمية خاصة فيما يتعلق بتقاليد الملكية فى مصر القديمة ، وكذلك التطور الإدارى والسياسى الذى حدث فى مصر مع بداية الدولة القديمة .
ولعل الأمر يتطلب - قبل أن ندلى برأينا حول هذه القضية - المزيد من الدراسات التى نرجوا أن تنال اهتمام المتخصصين فى علم المصريات .
أسماء بعض ملوك الأسرة الأولـــى
1 - الملك نعرمر
وهو الملك المعروف أيضاً باسم "مِنِى" كتب اسمه بعلامتين هى "نعر" والتى تمثل سمكة "القرموط" وعلامة "مر" والتى تمثل "وتد" . هذا ولايزال المعنى الدقيق لهذا الإسم مثار جدلٍ بين الباحثين فى علم المصريات .
2 - الملــك عحــا
كتب اسم هذا الملك بعلامة "عحا" التى تعنى " يحارب" أو "المحارب" وتتكون من درع ومقمعة ( دبوس القتال ) .
3 - الملك جـــر
كتب اسم هذا الملك بعلامة تمثل حزمة من نبات الكتان . ويصعب تحديد معنى هذا الاسم .
4 - الملك جــت
كتب هذه الإسم بعلامة الثعبان وهى علامة ذات حرف واحد (ج) بينما سقط حرف التاء على اعتبار أنه من الحروف القابلة للسقوط فى نهاية الكلمة .
وفى عهد هذا الملك ظهر أحد الألقاب الملكية الخمس وهو لقب "نبتى" أى "المنتمى للربتين "نخبت" و "واجيت" .
5 - الملك دن
يصعب تحديد معنى اسم هذا الملك . وفى عهده ظهر لأول مرة لقب "نسوبيتى" أى " ملك مصر العليا والسفلى".
6 - الملك عج - إيب
ويعنى اسم هذا الملك - فيما يبدو - " سليم القلب أو ( العقل) ".
7 - الملك سمرخت
ويعنى اسمه " سمير أو رفيق الجسد " وهو أول ملك يحصل على لقبى " نسو - بيتى " و "نبتى" معا .
8 - الملك قا-ع
يبدو من تركيب هذا الاسم أن علامة " قا" تمثل اختصارا للصفة "قاى" والتى تعنى " عال " ولعل معنى الإسم " عال الهمة " .
هذا ويلاحظ أن أسماء ملوك الأسرة الأولى تتكون إما من وحدة واحدة أو وحدتين ولم تظهر بعد الأسماء ذات الوحدات الثلاث .
الأسرة الثانيـــة :
1 - الملك حتب - سخموى
وهو إسم يعنى " فلترض القوتان" إشارة إلى إلهى الشمال والجنوب حورس وست .
2 - الملك بر - ايب - سن
حمل هذا الملك أول اسم ذى وحدات ثلاث ، كما أن الإله " ست" قد حل محل الإله " حورس" فوق "السرخ" ربما تعبيراً عن انحياز للأله "ست" على حساب الإله "حورس" ، ويمثل هذا الاسم مشكلة كبيرة ، فهل يعنى " الذى يخرج أو "ينزع" قلوبهم " إشارة إلى أعداء الملك ، وهل يمكن أن تكون "بر" اختصاراً لكلمة "برى" التى تعنى " بطل " ليكون معنى الإسم "زعيم ( بطل) قلوبهم أو عقولهم " .
3- خع - سخموى
وهو اسم يعنى "اشراق القوتين" أو " فلتشرق القوتان " . والواضح من وجود الإلهين "حورس" و"ست" فوق "السرخ" أن هذا الملك قد نجح فى تحقيق التوازن بين الإلهين وبالتالى بين الاقليمين .
الأسرة الثالثة :
الملك جـسـر
يعرف هذا الملك بالاسم "جسر" أى "المقدس" وهو الاسم الذى لم يعرف به قبل الأسرة الثانية عشرة . أما اسمه الكائن داخل "السرخ" ، فهو الاسم والذى عرف به إبان الأسرة الثالثة .
وقد تعددت قراءات هذا الاسم وبالتالى معانيه ، فهو يمكن أن يقرأ : "نترى- خت " أى " إلهى الجسد" أو "مقدس الجسد" على اعتبار أنه يعتبر من حيث قواعد اللغة تمييز ومميز ، وكذلك " خت نترى" أى " الجسد المقدس" على اعتبار أنهما صفة وموصوف ، وأيضاً " خت نتر" أى " جسد الإله" على اعتبار أنهما مضاف ومضاف إليه .
ويمكن أن يقرأ أيضا " نترى - ر - خت " أى " إلهى أكثر من (كونه) جسد" على اعتبار أن "نترى" صفة وحرف الراء أداة مقارنة و "خت" مقارن بـه ولعل الاحتمال الأخير للقراءة هو : إرى - خت - نترى". أى " ا
تعليق