عيوب الفِكر العلماني العربي
إنه لمن الضروري في نقض أي فكر غربي غريب عن مجتمعنا المعاصر، أن لا نغفل عن الكيفيات التي يراد بها تطبيقه في مجتمعاتنا العربية الإسلامية، ونؤمن إيمانا راسخا أنه بنقضنا للعلمانية في أصولياتها التطبيقية ، فإننا ننقض محور هذا الفكر في نسخته العربية إضافة إلى مذاهب فكرية متعددة أخرى تجعل من العَلمانية مرتكزا لها. ويكفيها تعريف سهل وبسيط حتى يتضح للقارئ عن أي مصطلح نتحدث، فالعلمانية هي منهج فكري قائم أساسا على معاداة الدين، وعلى فصله عن كل مناحي الحياة، في الاقتصاد والسياسة والاجتماع وغيره والمتعمق في دراسة العلمانية ومنظريها يستشف وجود تيارين فيها – المعتدل والمتطرف- على أن هذين التيارين يتفقان في الهدف ولكن يختلفان في التطبيق، والهدف هو محو الدين من المجتمع، لأنه في فكرهم سبب لتخلفه ومعوقا لبناء دولة الحداثة.
لكن الاختلاف في التطبيق هو أن المعتدل يقدم نفسه على أنه صديق الدين الضامن للحق في ممارسته لكنه بالمقابل يضع استراتيجيات إعلامية وتربوية للتخلص منه على المدى المتوسط والبعيد.
في حين ان المتطرف العلماني يضيق عليه وعلى أتباعه بسن القوانين الكفيلة بتحجيمه وتقزيمه وإضعافه تمهيدا للقضاء عليه في المدى القريب.
ويخطئ الباحثون في هذا الميدان حينما يعتبرون أن عدو العلمانية هي المسيحية فقط، بل كان ذلك في أول بروز لها ثم ما لبث منظروها أن رفعوا سقف طموحاتهم حتى يشمل ذلك كل دين، وهو ما نقرأه جليا في أعمال فيورباخ وماركس وغيرهما . وعلى هذا درج أهل العلمنة في بلادنا، فكانت لهم سقطات جسيمة تجاهلوها بحكم أن هذه السقطات هي في حد ذاتها عيوب في جوهر الفكر، ولا سبيل إلى تحسينها إلا برمي المذهب جملة وتفصيلا،
ويمكن تلخيص بعض هذه العيوب في نقاط إليك بيانها :
-يُتبع-
تعليق