بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..اخوتي اعضاء منتدانا الغالي بالفعل هذه المرة عجز لساني عن نطق الكلمات و عجزت اناملي على ضغط ازرار لوحة المفاتيح للكتابة ... اخي العزيز .. اختي الفاضلة انا متأكد انك عند قراءتك للأسطر التي مضت لا تعلم بعد على ماهية موضوعي و جوهره ... لكن بالفعل انه موضوع شائك ورد بخاطري ليلة البارحة اثناء ادائي لدوم عملي .. و ذلك لحادثة حصلت معي .. ..و قد ألمتني فعلا و قد تأسفت لحال شبابنا .. قبل ان ادخل في موضوعي سأعطيكم لمحة صغيرة للمشهد الذي حصل البارحة :
تأتي سيارة الاسعاف مسرعة في اتجاه الباب الرئيسي للمستشفى ... تتوقف وقد ضلَّ صوت صافرتها القوي الذي يشبه صوت الرعد يتردد على مسامعي ... نزل المسعف يحمل بين ذراعيه فتاة و دخل مسرعا ليضعها على سرير الأنعاش ... توجهنا مسرعين لمعرفة ما يحدث لكي نسعف الفتاة و اذ بها فتاة ذات التسعة عشر ربيعا قد تناولت دواء الفئران (اعزكم الله)فعلنا ما بوسعنا لكنها كانت قد فارقة الحياة
نأسف للإطالة لكن هنا أردت ان أتحدث عن ظاهرة الأنتحار ...
لعلمكم اخوتي انها ليست المرة الأولى التي اقابل فيها شخصا حاول الأنتحار او توفاه الله جراء اللانتحار .... لكن في الأسبوع الحالي تلقيت بحكم عملي حالتين لمحاولة الانتحار .. و الأثنتان لفتاتين ذوات التسعة عشر ربيعا الأولى نجت و الثانية توفاها الله لكن الذي حز في نفسي كيف لشخص مسلم يخشى ربه و يوحده ان يقدم على مثل هذا العمل .. في شهر ترفع فيه الأعمال لرب العالمين و عن حديث صحيح لأبو داود والنسائي وابن خزيمة من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم في شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم. والحديث حسنه الألباني....
اذن ملخص الكلام بعد ان اتممت عملي دخلت للأنترنت باحثا فيها عن ظاهرة الأنتحار و اذا بي اصدم فعلا لما وجدت و اليكم بعض مما وجدت :
في كل 40 ثانية هناك شخص ينتحر في مكان ما من هذا العالم! وفي كل عام هنالك مئات الآلاف من الأشخاص يموتون منتحرين في العالم. وفي كل عام يموت 873 ألف إنسان بعمليات انتحار مختلفة .
حقائق حول الانتحار:
حسب إحصاأت الأمم المتحدة فإنه في أية لحظة ننظر إلى سكان العالم نجد أن هنالك 450 مليون شخص يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية. إن أكثر من 90 % من حالات الانتحار يرتبط سبب انتحارهم باضطرابات نفسية وتحديداً الكآبة، أي فقدان الأمل الذي كان موجوداً لديهم
* يعدّ الانتحار السبب الثامن لحالات الموت في الولايات المتحدة الأمريكية.
* الرجال أكثر عرضة للانتحار من النساء بأربعة أضعاف تقريباً. ولكن محاولات الانتحار عند النساء أكثر.
* في 60% من حالات الانتحار يتم استخدام الأسلحة النارية مثل المسدس.
* تشير الدراسات إلى أن قابلية الانتحار لدى الشخص تكبر مع تقدم سنّه، ولذلك نرى بأن هنالك أعداداً معتبرة بين الذين يموتون منتحرين وأعمارهم تتجاوز 65 عاماً. وهؤلاء معظمهم من الرجال....
أرقام مرعبة!
ولكي لا يظن أحد أننا نبالغ في هذه الأرقام، فإننا نقدم إحدى الإحصائيات الدقيقة جداً والتي تمت عام 2002 في الولايات المتحدة الأمريكية وكان بنتيجتها:
* بلغ عدد المنتحرين أكثر من 31 ألف حالة. عدد الرجال منهم 25 ألف رجل، و6 آلاف امرأة.
* أكثر من 5000 شخص بين هؤلاء هم من المسنين الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً.
* أما عدد الشباب بين هؤلاء (15ء24 سنة) فقد بلغ 4000 منحراً.
وبناء على هذه الأرقام فإنه يمكن القول بأنه في أمريكا هنالك شخص يقتل نفسه كل ربع ساعة!!
وفي هذه الإحصائية تبين بأن هنالك 17 ألف إنسان قد قتلوا أنفسهم بإطلاق النار من مسدسهم.
وهنالك أكثر من 6 آلاف شخص فضَّلوا شنق أنفسهم.
* أكثر من 700 من هؤلاء ألقوا بأنفسهم من الطوابق العليا.
* وأكثر من 300 شخص رموا بأنفسهم في الماء فماتوا غرقاً.
ويمكن القول وسطياً بأنه في كل عام يُقتل 100 ألف شخص بحوادث مختلفة مثل حوادث السيارات وغيرها، وبالمقابل نجد أن 30 ألف شخص يقتلون أنفسهم، فتأمل هذه النسبة العالية جداً للذين يقدمون على الانتحار.
والعجيب في هذا التقرير أن هنالك 5 ملايين أمريكي حاولوا قتل أنفسهم!!!
إنها بحق ظاهرة تستدعي الوقوف طويلاً والتفكر في أسبابها ومنشئها، بل وكيفية علاجها خصوصا في عالمنا الأسلامي الذي يحرم قتل النفس ...
لقد حان الوقت اخوتي في الله لسؤال أنفسنا هذا السؤال ماذا عن كتاب الله تعالى عن هذة الظاهرة ؟
أمرنا أن نحافظ على أنفسنا ولا نقتلها فقال: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) [النساء: 29]. إنه أمر إلهي يجب ألا نخالفه.
و علاجها :
ضرورة بث الأمل لدى أولئك اليائسين المقدمين على الانتحار، وضرورة معاملتهم معاملة رحيمة..ولذلك فقد أتبع الله تعالى أمره هذا بخبر سار لكل مؤمن، يقول تعالى (إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء: 29]، إنه نداء مفعم بالرحمة والتفاؤل والأمل.
ولكن هل يكفي الحديث عن الرحمة والأمل؟ لا، لأن بعض الناس لا يستجيبون لنداء الرحمة، ولا بدّ من تخويفهم من عواقب الانتحار...
وهذه الطريقة ذات فعالية كبيرة في منعهم من الانتحار. وهذا ما فعله القرآن، يقول تعالى في الآية التالية مباشرة: (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) [النساء: 30]. وتأمل معي هذا العقاب الإلهي: (فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا) إنها بحق نتيجة مرعبة لكل من يحاول أن يقتل نفسه...
أخوتي في الله هذه كانت فقط لمحة من خواطر شاب مسلم يخاف الله اردت ان انقلها لكم من عين المكان و أتمنى من الله ان يحسن خاتمنا و يرزقنا و أياكم رزقا حلال ..
دمتم بود اخوكم رمزي والتاريخ
أتمنى ان تشاركوني خواطركم و أرائكم
تعليق