الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من لا يشرك به أحداً، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا دائمًا أبداً، أما بعد:
فإن أعظم نعمة يمن الله بها على عباده هي نعمة الإسلام قال تعالى: {...بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ...} [الحجر:17]، وقال تعالى {...فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا} [الجن:14]، وقال تعالى {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85]، فإن من لم يكن مسلمًا فهو كافر وهو في الآخرة من أهل النار.
ومن أصناف الكفار: النصارى، فقد أخبر الله عزَّ وجل بكفرهم في كتابه فقال الله تعالى:
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَم...} [المائدة:17].
وقال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ...} [المائدة:73].
وقال تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة:1].
وفي هذه الأيام يحتفل النصارى بأعيادهم الشركية، فيحتفلون بمولد المسيح عليه السلام وهم يفترون على الله الكذب بأنه ابن الله، ويتخذونه إلهاً مع الله تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.. ويا عجبًا؛ إله يُحتفل بمولده!
فما أصدق ابن القيم حين قال واصفاً النصارى: "أضل من الأنعام، وهم عار على جميع الأنام".
ومما يكون في أعيادهم عباد الصليب، قال ابن القيم عن هذا أيضاً: "إظهار الصليب بمنزلة إظهار الأصنام، فإنه معبود النصارى كما أن الأصنام معبود أربابها، ومن أجل هذا يسمون عباد الصليب" (انتهى).
وإن من المنكرات العظام مشاركة كثير من المسلمين للنصارى في أعيادهم وتهنئتهم بها.
وسبحان الله كيف يرضى مسلم موحد بمشاركتهم أو تهنئتهم بالشرك الأكبر بالله، فإن عيدهم قائم على الشرك الأكبر بالله وعلى نسبة الولد له سبحانه وتعالى.
لقد افترى النصارى على الله فِرية تكاد تتفطر السماء، وتنشق الأرض وتنهد الجبال من عظم إثمها وشدة قبحها، قال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا . لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا . تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا . أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا . وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا} [مريم:88-92].
وقال تعالى: {قل هو الله أحد . الله الصَّمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد} [سورة الإخلاص].
كيف نهنئهم بعيدهم المحدث ونحن نسأل الله في كل صلاة أن يجنبنا طريقهم: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:6-7]، فالضالون هم النصارى وكل من عبد الله على جهل.
فتحرم مشاركتهم في أعيادهم لقوله تعالى في وصف عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان:72]
جاء تفسير الزور بأعياد المشركين قال شيخ الإسلام: "وإذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عملُ الزور لا مجرد شهوده" (اهـ).
وتهنئة النصارى بهذا العيد منكر عظيم بل قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق؛ مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله، وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج المحرم ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه" (اهـ).
ويظهر هذا المنكر بوضوح في بلادنا في المستشفيات والشركات التي يكثر بها النصارى، فتجد بعض المسلمين يهنئون هؤلاء الكفار بأعيادهم، وهذه التهنئة محرمة كما سبق، وسواء أكانت التهنئة بعيد ميلاد المسيح أو برأس السنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كلام له عن أعياد الكفار: "إن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله سبحانه: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ...} [الحج:67]، كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد، وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد موافقةٌ في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر؛ بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع، ومِنْ أظهرِ ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهرِ شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه" (اهـ).
وقال أيضًا: "وأما العيد وتوابعه فإنه من الدين الملعون هو وأهله، فالموافقة فيه موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه" (اهـ)، فليس للمسلمين أعياد سنوية إلا عيدان اثنان هما (عيد الفطر، وعيد الأضحى) ولا يجوز إحداث عيد غيرها، قال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله: «يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا» (رواه البخاري ومسلم).
وعن أنس رضي الله عنه قال: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «ما هذان اليومان؟» قالوا: كنا نلعب بهما في الجاهلية، فقال رسول الله: «إن الله قد أبدلكما خيراً منهما: يوم الأضحى وعيد الفطر»" (شرح البخاري لابن الملقن:8/52، إسناده صحيح)، فدل هذان الحديثان على أن الأعياد من الدين، إذ لا عيد إلا بدليل من الشرع، وأن الأعياد من خصائص الأديان وأن الأعياد الشرعية ناسخة لكل عيد سواها سواء أسمي عيداً أم لا، فالعبرة بالحقائق لا بالأسماء.
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية سؤالاً هذا نصه وجوابه:
"هناك من المسلمين من يحتفلون بأعياد غير المسلمين وأعياد ما أنزل الله بها من سلطان، مثل عيد الأم، عيد شم النسيم، عيد رأس السنة. ما حكم من يحتفل بهذه الأعياد؟".
الجواب: "كل هذه أعياد بدعية لا يجوز الاحتفال بها ولا اتخاذها عيدًا، وليس في الإسلام سوى عيدين: عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعليه فعلى من نور الله بصيرته بمعرفة الحق في ذلك النصح والإرشاد برفق ولين لمن يقيم الاحتفال بهذه الأعياد البدعية، فإن أقلع عنها وإلا فهو مصر على بدعة يأثم بفعلها" (انتهى).
ولا تجوز متابعة احتفالاتهم عبر القنوات الفضائية لأنها داخلة في معنى شهودها، ولما فيها من المحرمات.
وإن من الخِذلان، واتباع سبيل الضالين احتفال بعض البلدان الإسلامية بهذه المناسبة الكفرية، بل ربما أنفقوا عليها أعظم مما ينفق النصارى أنفسهم، وهذا منكر عظيم وذلة، وتبعية مقيتة لعباد الصليب.
فيحرم على كل موحد التشبه بالنصارى أهل التثليث بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم» (صحيح الجامع:2831).
اللهم اهدنا وسددنا وجنبنا المحرمات والفتن ما ظهر منها وما بطن يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام..
والله تعالى أعلى وأعلم والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
فإن أعظم نعمة يمن الله بها على عباده هي نعمة الإسلام قال تعالى: {...بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ...} [الحجر:17]، وقال تعالى {...فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا} [الجن:14]، وقال تعالى {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85]، فإن من لم يكن مسلمًا فهو كافر وهو في الآخرة من أهل النار.
ومن أصناف الكفار: النصارى، فقد أخبر الله عزَّ وجل بكفرهم في كتابه فقال الله تعالى:
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَم...} [المائدة:17].
وقال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ...} [المائدة:73].
وقال تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة:1].
وفي هذه الأيام يحتفل النصارى بأعيادهم الشركية، فيحتفلون بمولد المسيح عليه السلام وهم يفترون على الله الكذب بأنه ابن الله، ويتخذونه إلهاً مع الله تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.. ويا عجبًا؛ إله يُحتفل بمولده!
فما أصدق ابن القيم حين قال واصفاً النصارى: "أضل من الأنعام، وهم عار على جميع الأنام".
ومما يكون في أعيادهم عباد الصليب، قال ابن القيم عن هذا أيضاً: "إظهار الصليب بمنزلة إظهار الأصنام، فإنه معبود النصارى كما أن الأصنام معبود أربابها، ومن أجل هذا يسمون عباد الصليب" (انتهى).
وإن من المنكرات العظام مشاركة كثير من المسلمين للنصارى في أعيادهم وتهنئتهم بها.
وسبحان الله كيف يرضى مسلم موحد بمشاركتهم أو تهنئتهم بالشرك الأكبر بالله، فإن عيدهم قائم على الشرك الأكبر بالله وعلى نسبة الولد له سبحانه وتعالى.
لقد افترى النصارى على الله فِرية تكاد تتفطر السماء، وتنشق الأرض وتنهد الجبال من عظم إثمها وشدة قبحها، قال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا . لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا . تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا . أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا . وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا} [مريم:88-92].
وقال تعالى: {قل هو الله أحد . الله الصَّمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد} [سورة الإخلاص].
كيف نهنئهم بعيدهم المحدث ونحن نسأل الله في كل صلاة أن يجنبنا طريقهم: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:6-7]، فالضالون هم النصارى وكل من عبد الله على جهل.
فتحرم مشاركتهم في أعيادهم لقوله تعالى في وصف عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان:72]
جاء تفسير الزور بأعياد المشركين قال شيخ الإسلام: "وإذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عملُ الزور لا مجرد شهوده" (اهـ).
وتهنئة النصارى بهذا العيد منكر عظيم بل قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق؛ مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله، وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج المحرم ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه" (اهـ).
ويظهر هذا المنكر بوضوح في بلادنا في المستشفيات والشركات التي يكثر بها النصارى، فتجد بعض المسلمين يهنئون هؤلاء الكفار بأعيادهم، وهذه التهنئة محرمة كما سبق، وسواء أكانت التهنئة بعيد ميلاد المسيح أو برأس السنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كلام له عن أعياد الكفار: "إن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله سبحانه: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ...} [الحج:67]، كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد، وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد موافقةٌ في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر؛ بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع، ومِنْ أظهرِ ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهرِ شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه" (اهـ).
وقال أيضًا: "وأما العيد وتوابعه فإنه من الدين الملعون هو وأهله، فالموافقة فيه موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه" (اهـ)، فليس للمسلمين أعياد سنوية إلا عيدان اثنان هما (عيد الفطر، وعيد الأضحى) ولا يجوز إحداث عيد غيرها، قال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله: «يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا» (رواه البخاري ومسلم).
وعن أنس رضي الله عنه قال: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «ما هذان اليومان؟» قالوا: كنا نلعب بهما في الجاهلية، فقال رسول الله: «إن الله قد أبدلكما خيراً منهما: يوم الأضحى وعيد الفطر»" (شرح البخاري لابن الملقن:8/52، إسناده صحيح)، فدل هذان الحديثان على أن الأعياد من الدين، إذ لا عيد إلا بدليل من الشرع، وأن الأعياد من خصائص الأديان وأن الأعياد الشرعية ناسخة لكل عيد سواها سواء أسمي عيداً أم لا، فالعبرة بالحقائق لا بالأسماء.
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية سؤالاً هذا نصه وجوابه:
"هناك من المسلمين من يحتفلون بأعياد غير المسلمين وأعياد ما أنزل الله بها من سلطان، مثل عيد الأم، عيد شم النسيم، عيد رأس السنة. ما حكم من يحتفل بهذه الأعياد؟".
الجواب: "كل هذه أعياد بدعية لا يجوز الاحتفال بها ولا اتخاذها عيدًا، وليس في الإسلام سوى عيدين: عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعليه فعلى من نور الله بصيرته بمعرفة الحق في ذلك النصح والإرشاد برفق ولين لمن يقيم الاحتفال بهذه الأعياد البدعية، فإن أقلع عنها وإلا فهو مصر على بدعة يأثم بفعلها" (انتهى).
ولا تجوز متابعة احتفالاتهم عبر القنوات الفضائية لأنها داخلة في معنى شهودها، ولما فيها من المحرمات.
وإن من الخِذلان، واتباع سبيل الضالين احتفال بعض البلدان الإسلامية بهذه المناسبة الكفرية، بل ربما أنفقوا عليها أعظم مما ينفق النصارى أنفسهم، وهذا منكر عظيم وذلة، وتبعية مقيتة لعباد الصليب.
فيحرم على كل موحد التشبه بالنصارى أهل التثليث بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم» (صحيح الجامع:2831).
اللهم اهدنا وسددنا وجنبنا المحرمات والفتن ما ظهر منها وما بطن يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام..
والله تعالى أعلى وأعلم والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
تعليق