إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تاريخ دخول الإسلام الى تونس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تاريخ دخول الإسلام الى تونس



    تاريخ دخول الإسلام الى تونس
    و شمال افريقيا

    في هذا الموضوع سذكر تاريخ دخول الإسلام الى تونس و شمال افريقيا اعتمادا على كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير باختصار كلامه قال في المجلد الثاني ، في ذكر أحداث سنة سبع و عشرين:

    وكان عبد الله { أي عبد الله بن سعد بن سرح }من جند مصر، وكان قد أمره عثمان بغزو إفريقية سنة خمس وعشرين، وقال له عثمان: إن فتح الله عليك فلك من الفيء خمس الخمس نفلاً. وأمر عبد الله بن نافع بن عبد القيس وعبد الله بن نافع بن الحرث على جند وسرحهما إلى الأندلس، وأمرهما بالاجتماع مع عبد الله بن سعد على صاحب إفريقية، ثم يقيم عبد الله في عمله ويسيران إلى عملهما. فخرجوا حتى قطعوا أرض مصر ووطئوا أرض إفريقية، وكانوا في جيش كثير عدتهم عشرة آلاف من شجعان المسلمين، فصالحهم أهلها على مال يؤدونه ولم يقدموا على دخول إفريقية والتوغل فيها لكثرة أهلها.
    ثم إن عبد الله بن سعد لما ولي أرسل إلى عثمان في غزو إفريقية والاستكثار من الجموع عليها وفتحها، فاستشار عثمان من عنده من الصحابة، فأشار أكثرهم بذلك، فجهز إليه العساكر من المدينة وفيهم جماعة من أعيان الصحابة، منهم عبد الله بن عباس وغيره، فسار بهم عبد الله بن سعد إلى أفريقية. فلما وصلوا إلى برقة لقيهم عقبة بن نافع فيمن معه من المسلمين، وكانوا بها، وساروا إلى طرابلس الغرب فنهبوا من عندها من الروم. وسار نحو إفريقية وبث السرايا في كل ناحية، وكان ملكهم اسمه جرجير، وملكه من طرابلس إلى طنجة، وكان هرقل ملك الروم قد ولاه إفريقية فهو يحمل إليه الخراج كل سنة. فلما بلغه خبر المسلمين تجهز وجمع العساكر وأهل البلاد فبلغ عسكره مائة ألف وعشرين ألف فارس، والتقى هو والمسلمون بمكان بينه وبين مدينة سبيطلة يوم وليلة، وهذه المدينة كانت ذلك الوقت دار الملك، فأقاموا هناك يقتتلون كل يوم، وراسله عبد الله بن سعد يدعوه إلى الإسلام أو الجزية، فامتنع منهما وتكبر عن قبول أحدهما.

    وانقطع خبر المسلمين عن عثمان، فسير عبد الله بن الزبير في جماعة إليهم ليأتيه بأخبارهم، فسار مجداً ووصل إليهم وأقام معهم، ولما وصل كثر الصياح والتكبير في المسلمين، فسأل جرجير عن الخبر فقيل قد أتاهم عسكر، ففت ذلك في عضده. ورأى عبد الله بن الزبير قتال المسلمين كل يوم من بكرة إلى الظهر فإذا أذن بالظهر عاد كل فريق إلى خيامه، وشهد القتال من الغد فلم ير ابن أبي سرح معهم، فسأل عنه، فقيل إنه سمع منادي جرجير يقول: من قتل عبد الله بن سعد فله مائة ألف دينار وأزوجه ابنتي، وهو يخاف، فحضر عنده وقال له: تأمر منادياً ينادي: من أتاني برأس جرجير نفلته مائة ألف وزوجته ابنته واستعملته على بلاده. ففعل ذلك، فصار جرجير يخاف أشد من عبد الله.

    ثم إن عبد الله بن الزبير قال لعبد الله بن سعد: إن أمرنا يطول مع هؤلاء وهم في أمداد متصلة وبلاد هي لهم ونحن منقطعون عن المسلمين وبلادهم، وقد رأيت أن نترك غداً جماعة صالحة من أبطال المسلمين في خيامهم متأهبين ونقاتل نحن الروم في باقي العسكر إلى أن يضجروا ويملوا، فإذا رجعوا إلى خيامهم ورجع المسلمون ركب من كان في الخيام من المسلمين ولم يهشدوا القتال وهم مستريحون، ونقصدهم على غرة فلعل الله ينصرنا عليهم، فأحضر جماعة من أعيان الصحابة واستشارهم فوافقوه على ذلك.

    فلما كان الغد فعل عبد الله ما اتفقوا عليه وأقام جميع شجعان المسلمين في خيامهم وخيولهم عندهم مسرجة، ومضى الباقون فقاتلوا الروم إلى الظهر قتالاً شديداً. فلما أذن بالظهر هم الروم بالانصراف على العادة فلم يمكنهم ابن الزبير وألح عليهم بالقتال حتى أتعبهم ثم عاد عنهم هو والمسلمون، فكل من الطائفتين ألقى سلاحه ووقع تعباً، فعند ذلك أخذ عبد الله بن الزبير من كان مستريحاً من شجعان المسلمين وقصد الروم فلم يشعروا بهم حتى خالطوهم وحملوا حملة رجل واحد وكبروا فلم يتمكن الروم من لبس سلاحهم حتى غشيهم المسلمون وقتل جرجير، قتله ابن الزبير، وانهزم الروم وقتل منهم مقتلة عظيمة وأخذت ابنة الملك جرجير سبية. ونازل عبد الله بن سعد المدينة، فحصرها حتى فتحها ورأى فيها من الأموال ما لم يكن في غيرها، فكان سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار وسهم الراجل ألف دينار.

    ولما فتح عبد الله مدينة سبيطلة بث جيوشه في البلاد فبلغت قفصة، فسبوا وغنموا، وسير عسكراً إلى حصن الأجم، وقد احتمى به أهل تلك البلاد، فحصره وفتحه بالأمان فصالحه أهل إفريقية على ألفي ألف وخمسمائة ألف دينار وعشرين ألف دينار، ونفل عبد الله بن الزبير ابنة الملك وأرسله إلى عثمان بالبشارة بفتح إفريقية؛ وقيل: إن إبنة الملك وقعت لرجل من الأنصار فأركبها بعيراً وارتجز بها يقول:

    يا ابنة جرجيرٍ تمشي عقبتك

    إن عليك بالحجاز ربتك

    لتحملن من قباء قربتك

    ثم إن عبد الله بن سعد عاد من إفريقية إلى مصر، وان مقامه بإفريقية سنة وثلاثة أشهر، ولم يفقد من المسلمين إلا ثلاثة نفر، قتل منهم أبو ذؤيب الهذلي الشاعر فدفن هناك، وحمل خمس إفريقية إلى المدينة فاشتراه مروان بن الحكم بخمسمائة ألف دينار فوضعها عنه عثمان، وكان هذا مما أخذ عليه.
    وهذا أحسن ما قيل في خمس إفريقية، فإن بعض الناس يقول: أعطى عثمان خمس أفريقية عبد الله بن سعد، وبعضهم يقول: أعطاه مروان بن الحكم. وظهر بهذا أنه أعطى عبد الله خمس الغزوة الأولى وأعطى مروان خمس الغزوة الثانية التي افتتحت فيها جميع إفريقية، والله أعلم.


    يتبع

  • #2

    عقبة بن نافع


    عقبة بن نافع بن عبد القيس القرشي الفِهْري من أكابر التابعين ومن القادة المتألقين، الذين صنعوا مجد الدولة الأموية، هذه الدولة الرائدة في تاريخ العرب والمسلمين. بدأ نجمه يظهر على مسرح الفتح العربي الإسلامي بالمغرب منذ أن كان في عمر الرابعة عشر (ويطلق المؤرخون العرب اسم المغرب على كل ما يقع غرب مصر)، حينما كلَّفه ابن خالته عمرو بن العاص بفتح عدد من الواحات الليبية مثل زويلة وفزان، وقد تم فتح هاتين الواحتين في الوقت، الذي أنجز فيه عمرو بن العاص فتح الساحل الليبي من بُرْقَةَ (بن غازي) في الشرق حتى صبراتة في الغرب. وحينما عاد عمرو بن العاص إلى مصر بسبب عدم موافقة الخليفة عمر بن الخطاب على متابعة الفتح بإفريقية (تونس اليوم) أو بما كان يسمى بالمغرب الأدنى، كُلِّفَ عقبة بن نافع بإدارة ما أُنْجِزَ فتحُه بليبيا. وحينما عينه معاوية بن أبي سفيان قائداً لعملية فتح المغرب سنة 50هـ/671م، كانت خبرته قد تراكمت في شؤون الحكم وفي معرفة طبيعة البلاد وأهلها، هذا إضافة إلى ثباته على مبدأ الصدق والوفاء لانتمائه العربي والديني.

    مثَّل عقبة بن نافع بداية مرحلة مهمة في تاريخ الفتح العربي الإسلامي بالمغرب، هي مرحلة الفتح المنظَّم، التي اتسمت بميل الفاتحين إلى الاستقرار بالمغرب وعدم العودة إلى مصر، وقد تُوِّجَتْ هذه المرحلة بفتح جميع مناطق المغرب الكبير وتحريره من السيطرة الأجنبية، التي مثلها البيزنطيون في مراحلها الأخيرة.

    تميَّز عقبة بن نافع من القادة السابقين، الذين جاؤوا فاتحين إلى المغرب في أنه كان يرى أن تحقيق الهدف في الفتح لن يحصل دون الاستقرار في كل المناطق المفتوحة، وهذا ما جعله يقرر فوراً قاعدة ثابتة، تكون محطاً لرحالهم. وقد تجسدت هذه القاعدة بمدينة القيروان، التي أنشأها في مكان مناسب لظروف الفاتحين في تلك الحقبة من الزمن، فقد اختارها لتكون بعيدة عن البحر، بما يمكنها من تحاشي الهجمات البيزنطية البحرية المباشرة، كما حرص أن تكون غير موغلة في الداخل، من أجل تحاشي هجمات المعارضين والمتربصين المغاربة، كذلك أرادها أن تكون قريبة من منطقة المراعي من أجل تربية المواشي والإبل. استتبع إنشاء القيروان نتائج على درجة كبيرة من الأهمية إذ لم يكد يتم تخطيطها سنة 55هـ/675 حتى ظهرت ولاية إفريقية، وبدأت أنظار العرب تتجه إليها، إذ أصبح لهم فيها عاصمة، أو مركز يتبعه الإقليم.

    في سنة 55هـ قام والي مصر مَسْلَمَةُ بن مُخَلَّد الأنصاري بعزل عقبة بن نافع عن ولاية إفريقية، ثم أعاده يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، الذي استلم الخلافة بعد أبيه، إلى ولاية إفريقية، فبادر من فوره إلى إنفاذ حملة عسكرية كبيرة إلى المغربين الأوسط والأقصى، فوصل إلى شاطئ المحيط الأطلسي، وقيل إنه دخل المحيط حتى بلغ الماء بطن فرسه، ورفع يده إلى السماء وقال: «يا رب لولا أن البحر منعني لمضيت إلى مسلك ذي القرنين مدافعاً عن دينك مقاتلاً من كفر بك».

    وكانت هذه الحملة الكبيرة قد انطلقت من القيروان إلى مدينة باغاتة في بداية جبال الأوراس بالجزائر، ومنها انطلقت سريعاً حتى وصلت إلى تَاهِرْتَ، وهناك تمكن عقبة بجيشه من هزيمة الروم وجميع المتعاونين معهم، مما ساعده على التوجه إلى المغرب الأقصى (المملكة المغربية اليوم)، فوصل إلى طنجة ثم إلى منطقة السوس الجنوبية، حتى واحة سجلماسة، التي عاد منها مرة أخرى إلى شمال المغرب الأقصى، ومن هناك إلى المغرب الأوسط عبر ممر تازا، ومنه تابع طريق العودة إلى القيروان، وحينما وصل إلى موقع (طبنة)، التي تبعد عن القيروان نحواً من 300كم، ترك لجنوده حرية العودة إلى ديارهم بالقيروان، ولم يبق معه 300 فقط، وفي هذه الفترة الحرجة هرب كسيلة لعنه الله، وسنحت له الفرصة للاتصال مع الروم بتهودة، التي كان عقبة قد قرر أن يفتحها، وفي الوقت نفسه جمع معظم أبناء قبيلته، واستطاع بغدره وحقده أن يباغت عقبة بتهودة. ورغم أن عقبة تأكد من عدم التكافؤ بين تلك القوات، التي استبقاها معه وبين قوات كسيلة، فإنه أصر على مواجهة الواقع بشجاعة وإقدام، وفضَّل ذلك على الهزيمة، فأمر جنوده بالنزول عن خيولهم وأمرهم بكسر أغماد سيوفهم تعبيراً عن الصمود حتى النهاية، وهكذا فقد قاتلوا حتى استشهدوا جميعاً وفي طليعتهم القائد عقبة بن نافع، فدفن بتهودة التي أصبحت منذ ذلك الحين تسمى (سيدي عقبة) إجلالاً وإكراماً وتعظيماً لشخصه ومقامه.

    وحينما استقرت الأمور وانتقلت الخلافة إلى عبد الملك بن مروان، أمر بتكليف زهير بن قيس البلوي بالتصدي لكسيلة لعنه الله وتحرير القيروان من سيطرته. وفي سنة 69هـ/688م، التقى البلوي مع كسيلة في معركة أسفرت عن هزيمة الكلب كسيلة الاسلامية بافريقية


    يتبع

    تعليق

    يعمل...
    X