المهدي المنتظر بين الروايات التاريخية والأحاديث النبوية الصحيحة
المهدي المنتظر بين الروايات التاريخية والأحاديث النبوية الصحيحة
"تاريخ الغرب الإسلامي أنموذجًا"
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد:
دواعي كتابة الموضوع:
كما أذيع في أحد البرامج التلفزيونية التي تفسر الرؤى: أن سائلة رأت أنها ترضع طفلا في القمر، فلما سألت الشيخ عن هذا، استحلفها على ذلك فحلفت، ثم بكى الشيخ، فلما سئل عن سبب بكائه قال: "إن المهدي المنتظر قد ولد في هذه الليلة!" لكن العلماء الأجلاء سرعان ما كذبوا تفسير هذا الحلم -ليس الرؤيا- بأدلة نبوية شرعية ألجمت أفواه المضللين!
ومن المضحكات المبكيات؛ اعتقاد "أحمدي نجاد" الرئيس الإيراني الحالي أنه، وبكل سياساته ووجوده أصلا، ليس إلا تمهيدًا لظهور المهدي، وأن هالة من النور كانت تحيط به في أثناء إلقاء خطابه في الأمم المتحدة..[3]!، كما نستحضر جميعًا ذهنية الضفة الغربية التي يدعي فيها "جورج بوش" بأنه المنقذ المنتظر، ويخبر في مكالماته الغريبة جاك شيراك -الرئيس الفرنسي السابق- عن اقتراب ظهور يأجوج ومأجوج!
وهنا صار كثير من الأسئلة والمسائل مطروحة للنقاش اليوم، ومنها قضية المهدي المنتظر.. ولا أغرب مما قرأت في بعض المجلات المغربية؛ مِن زعم شخص أنه المهدي المنتظر في مدينة قلعة السراغنة (مدينة وسط المغرب) حيث كان يرعب الناس ويضربهم، حتى قبضت عليه السلطات المغربية، فكفانا الله شره!
كما يَكثُر اليوم الحديث بخلط ممجوج بين المهدي المنتظر والمجددين انطلاقا من الحديث الذي رواه أبو داود والحاكم والطبراني بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله عز وجل يبعث لهذه الأُمة على رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها)، واستنادًا على الفهم الخاطئ لمثل هذا النص النبوي، وقلة العلم، وترأس الجهال في الفتوى، وحب الرياسة والحظوة أصبح كل حزب وكل جماعة تعد شيخها ومؤسسها هو المهدي المنتظر والمجدد الموعود، حتى أُصيبت الأُمة بتخمة المجددين والمهديين..!!![5].
وفي المقابل هناك موقف آخر يحرف الكلم عن مواضعه، وممن يمثل هذا التيار الدكتور المغربي المسمى محمد عمراني حنشي الذي ألف كتابه "المهدي اللامنتظر لا عند اليهود ولا عند الشيعة ولا عند السنة ولا عند البرتغال"؛ ليثبت -حسب زعمه استنادًا إلى مغالطات سياسية وعقائدية-أن المهدوية أسطورة غارقة في الموروث الوثني! تعود إلى ديانة "زرادشت" في التراث الإيراني، ويضيف "أسطورة أو خرافة المهدي المنتظر لا تثير الدهشة؛ لأنها أمر طبيعي ومتوقع في العديد من المنعطفات التاريخية، وخاصة المنعطفات المرتبطة بالتأزم واليأس..!".
ومن النقط الأخرى الأساسية التي وجهتني لكتابة هذه المقالة المتواضعة: التفكير في الاستعداد لقيام الساعة دون الاقتصار فقط على الدنيا وملذاتها؛ يدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل: متى الساعة؟ فقال: "ماذا أعددت لها" [رواه البخاري 3688]، أضف إلى ذلك إثبات أن خبر المهدي المنتظر من دلائل النبوة البعيدة عن التأويلات والتحريفات والتخريفات..
باب مهم للولوج:
وإذا تتبعنا فكرة المهدوية[7] في تاريخ الغرب الإسلامي في العصر الوسيط، وجدنا أنها كانت الطور النهائي والمرحلة الأخيرة، والتمهيد لـ"الانقلاب" السري ضد السلطة القائمة.. بعبارة أخرى: "المهدوية" -حسب المصادر التاريخية وليس المصادر الشرعية- العملاق المستعد ليخرج من قمقمه ليمحو أثر الظلم الذي يمارسه النظام القائم ليملأ الأرض عدلا بعدما ملئت جورًا!! من هنا نزلت على بني جنس العصر الوسيط المغربي قبعات متعددة من ألوان المهدوية يلبسها كل من يرفض أن يرى الإسلام -عقيدة وشريعة- عرضة للإهانة من قبل مؤسسات الدولة ويسعى أن ينتشل المجتمع من الغرق المحقق.. وأن المهدي المنتظر المغربي يتحين أي فرصة تكون فيها الأزمة السياسية خانقة متفلتة من الضوابط وخارقة للقوانين..!!
وتأسيسا لإشكالية الموضوع -الذي لا أقلل من قدره في هذا العصر كما ذكرت ذلك آنفا- لا بد من طرح الأسئلة التالية: هل المهدي يدخل في خانة المعتقدات الشرعية المسلم بها؟
أم هو صنيع الفرق الكلامية السياسية؟ أم المهدي المنتظر خاص بكل وطن من الأوطان ويظهر على إثر كل مرحلة عصيبة؟
أم هو إرث العقيدة الشيعية والصوفية خاصة وأنهما يسيران في خط متطابق والأقرب إلى الاندماج؟
أم هو بطل من أبطال التاريخ؛ الذي يقف حجر عثرة وعقبة كأداء أمام استمرار نفوذ الدولة القائمة وإحداث مجموعة من القلاقل والاضطرابات السياسية التي تؤدي في نهاية الأمر إلى انهيارها (كما فعل المهدي بن تومرت مع الدولة المرابطية)؟
أم هو من وحي أصحاب الفرق المذهبية التي تأثرت بمعتقدات أخرى؟
وهل كل منطقة جغرافية لها مهديها المنتظر تبعًا للظروف السياسية والدينية التي تعيشها في تلك الظرفية التاريخية؟!
ثم هل المهدوية أسطورة مبتكرة من طرف المؤرخين لإضفاء الشرعية على السلطة القائمة مع حيفها وتجبرها؟
أم هي عقيدة صهيونية نصرانية (جعلت الرئيس الأمريكي يؤيد الكيان الصهيوني الغاصب بدعوى حرب وخدعة هرمجدون)؟
أم هذا -بلا شك- جهل بتعاليم الإسلام الصافية البعيدة عن كل أشكال (الأدلجة)، وعدم التمكن من فهم مناطات الأدلة الشرعية التي تناولت الإيمان بالمهدي المنتظر -بصفاته التي أخبر عنها النبي الكريم- تصديقا وعقيدة صافية بعيدة عن كل غبش ولبس؟!
صحيح أن معالجة كل هذه القضايا والإشكالات مهمة، ولكن طرقها بكل تفاصيلها يحتاج إلى مجلد ضخم.. خاصة بعد ما سيطر على ألباب غالبية مدرسي التاريخ الإسلامي عمومًا وتاريخ الغرب الإسلامي خصوصًا أن المهدي المنتظر عقيدة شيعية تارة، وأسطورة خيالية تارة أخرى، بل الأدهى والأمر أن الحرب الخليجية الثالثة دفعت بالبعض إلى إلصاق الإيمان بالمهدي المنتظر بالثقافة الصهيونصرانية!
وبهذا الاعتبار لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.. وقبل الدخول في تفاصيل المصنفات التاريخية ومظانها، ومع انتشار ثقافة "الساندويتش" عند البعض (المختصرات)، وحتى لا يستمر ذلك الدجل والتخرص بين إخواننا؛ يكون من الأولى التطرق للرؤية الشيعية الرافضية ثم الشرعية السليمة على الهدي النبوي الصافي منذ بداية الموضوع، ومن ثم التطرق لسيرورتها التاريخية في بلدان الغرب الإسلامي التي تقلبت بين التوجهات التي ذكرتها آنفا (شيعية، أسطورية ميثولوجية، صهيونية نصرانية...) لأختم الموضوع بردود علمية لبعض العلماء الأجلاء .
"تاريخ الغرب الإسلامي أنموذجًا"
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد:
فهذه المقالة في نقد بعض الراويات التاريخية وغربلتها وإماطة اللثام عن انحرافاتها العقدية ونقضها؛ ذلك أن نقد هذه الراويات التي تزين المصادر التاريخية بالأباطيل والأفكار التي تمس جوهر العقيدة، ضروري كضرورة النار لتصفية الذهب، وكضرورة الجراحة لعلاج المريض.. ضرورة مراجعة المصادر التاريخية أضحى في الآونة الأخيرة آكد وأشد خاصة والزمن زمن الفتن! زمن سيطرة المعلومة وسرعة انتشارها! زمن يغلف الباطل بأنواع عدة من الدعم فيصبح حقا! زمن تفوق المادة على حساب الروح.. مع هذا لا ينبغي البتة الاستسلام لليأس أمام بهرجة الباطل اليوم! فإن العمل الجاد و مواصلة السير –بعد توفيق الله تعالى– كفيل بالتوصل إلى نتائج مرضية..!
دواعي كتابة الموضوع:
لم أكن بدعًا في اختياري لهذا الموضوع، لكن تجدده في الطرح والتناول في العالم العربي الإسلامي بله العالم الغربي بين النظرية والتطبيق.. مع ما تفيض به المصنفات التاريخية المغربية بطرف عقائدي مشبوه!.. ومع أن السنة في الغرب الإسلامي[1] راسخة رسوخ الجبال منذ القدم... فإن بعض عقائد وطقوس الشيعة (طقوس يوم عاشوراء، تشويه الاعتقاد بالمهدي المنتظر..) لتوالي دولهم ردحا من الزمن على منطقة الغرب الإسلامي (الدولة العبيدية (الفاطمية)، دولة الموحدين.. إلخ) صار في زعم بعض دارسي التاريخ من صميم المظاهر الدينية التي عرفوا بها، حتى ملئت مصنفاتهم بذكرها، وخطتها أقلام المفكرين والمثقفين في دواوينهم يسطرونها بمدادهم ويلوكونها بألسنتهم.. إذ يقول أحد شيوخ الزاوية التيجانية الصوفية بالمغرب -وهو في هذا لا يختلف كثيرًا عن العقيدة الشيعية-: "المهدي المنتظر حي يرزق في المغرب، ولدته بدوية بربرية، لكنه لم يتلق بعدُ الإذنَ بالإعلان عن نفسه"[2]!
كما أذيع في أحد البرامج التلفزيونية التي تفسر الرؤى: أن سائلة رأت أنها ترضع طفلا في القمر، فلما سألت الشيخ عن هذا، استحلفها على ذلك فحلفت، ثم بكى الشيخ، فلما سئل عن سبب بكائه قال: "إن المهدي المنتظر قد ولد في هذه الليلة!" لكن العلماء الأجلاء سرعان ما كذبوا تفسير هذا الحلم -ليس الرؤيا- بأدلة نبوية شرعية ألجمت أفواه المضللين!
ومن المضحكات المبكيات؛ اعتقاد "أحمدي نجاد" الرئيس الإيراني الحالي أنه، وبكل سياساته ووجوده أصلا، ليس إلا تمهيدًا لظهور المهدي، وأن هالة من النور كانت تحيط به في أثناء إلقاء خطابه في الأمم المتحدة..[3]!، كما نستحضر جميعًا ذهنية الضفة الغربية التي يدعي فيها "جورج بوش" بأنه المنقذ المنتظر، ويخبر في مكالماته الغريبة جاك شيراك -الرئيس الفرنسي السابق- عن اقتراب ظهور يأجوج ومأجوج!
وهنا صار كثير من الأسئلة والمسائل مطروحة للنقاش اليوم، ومنها قضية المهدي المنتظر.. ولا أغرب مما قرأت في بعض المجلات المغربية؛ مِن زعم شخص أنه المهدي المنتظر في مدينة قلعة السراغنة (مدينة وسط المغرب) حيث كان يرعب الناس ويضربهم، حتى قبضت عليه السلطات المغربية، فكفانا الله شره!
كما استغربت لمن ادّعى أن المهدي المنتظر سيظهر في سنة 2016م[4].
كما يَكثُر اليوم الحديث بخلط ممجوج بين المهدي المنتظر والمجددين انطلاقا من الحديث الذي رواه أبو داود والحاكم والطبراني بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله عز وجل يبعث لهذه الأُمة على رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها)، واستنادًا على الفهم الخاطئ لمثل هذا النص النبوي، وقلة العلم، وترأس الجهال في الفتوى، وحب الرياسة والحظوة أصبح كل حزب وكل جماعة تعد شيخها ومؤسسها هو المهدي المنتظر والمجدد الموعود، حتى أُصيبت الأُمة بتخمة المجددين والمهديين..!!![5].
وفي المقابل هناك موقف آخر يحرف الكلم عن مواضعه، وممن يمثل هذا التيار الدكتور المغربي المسمى محمد عمراني حنشي الذي ألف كتابه "المهدي اللامنتظر لا عند اليهود ولا عند الشيعة ولا عند السنة ولا عند البرتغال"؛ ليثبت -حسب زعمه استنادًا إلى مغالطات سياسية وعقائدية-أن المهدوية أسطورة غارقة في الموروث الوثني! تعود إلى ديانة "زرادشت" في التراث الإيراني، ويضيف "أسطورة أو خرافة المهدي المنتظر لا تثير الدهشة؛ لأنها أمر طبيعي ومتوقع في العديد من المنعطفات التاريخية، وخاصة المنعطفات المرتبطة بالتأزم واليأس..!".
ومن النقط الأخرى الأساسية التي وجهتني لكتابة هذه المقالة المتواضعة: التفكير في الاستعداد لقيام الساعة دون الاقتصار فقط على الدنيا وملذاتها؛ يدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل: متى الساعة؟ فقال: "ماذا أعددت لها" [رواه البخاري 3688]، أضف إلى ذلك إثبات أن خبر المهدي المنتظر من دلائل النبوة البعيدة عن التأويلات والتحريفات والتخريفات..
باب مهم للولوج:
بادئ بدء أشير في ضوء دراستي لهذا الموضوع الشائك؛ أنه إن كانت هناك فجوات أو ثغرات تحدث في حياة الأمم وفي حياة المجتمعات، وهي تحدث ولا شك في حياة كل أمة.. وإن لم يسجل تاريخها تسجيلا أمينا مفصلا موثوقا، فذلك بالفعل من طبيعة البشر؛ إن هو زاغ عن المنهج القويم منهج الحق الذي ارتضاه الله لعباده الله الصالحين..؛ لأن الإنسان كما قال أبو الحسن الندوي رحمه الله: "صاحب شعور، وصاحب عقلية، وصاحب تجارب، وصاحب أهواء وميول وشهوات، وصاحب غايات وأهداف، يواجه معارضات وصراعًا نفسيًّا، وفي بعض الأوقات صراعًا سياسيًّا وصراعًا اجتماعيًّا..، فإنه لا بد أن تحدث في كل مجتمع مهما بلغ من العلم الديني، والصلاح العلمي، ومن الفضيلة الخلقية مكانا ساميا -والفترة النبوية خير شاهد على ذلك- من هنا لملء تلك الثغرات لا بد من الاستنجاد بالعقيدة السليمة وحكمةِ حاملِيهِ وشارحيه"[6].
وإذا تتبعنا فكرة المهدوية[7] في تاريخ الغرب الإسلامي في العصر الوسيط، وجدنا أنها كانت الطور النهائي والمرحلة الأخيرة، والتمهيد لـ"الانقلاب" السري ضد السلطة القائمة.. بعبارة أخرى: "المهدوية" -حسب المصادر التاريخية وليس المصادر الشرعية- العملاق المستعد ليخرج من قمقمه ليمحو أثر الظلم الذي يمارسه النظام القائم ليملأ الأرض عدلا بعدما ملئت جورًا!! من هنا نزلت على بني جنس العصر الوسيط المغربي قبعات متعددة من ألوان المهدوية يلبسها كل من يرفض أن يرى الإسلام -عقيدة وشريعة- عرضة للإهانة من قبل مؤسسات الدولة ويسعى أن ينتشل المجتمع من الغرق المحقق.. وأن المهدي المنتظر المغربي يتحين أي فرصة تكون فيها الأزمة السياسية خانقة متفلتة من الضوابط وخارقة للقوانين..!!
وتأسيسا لإشكالية الموضوع -الذي لا أقلل من قدره في هذا العصر كما ذكرت ذلك آنفا- لا بد من طرح الأسئلة التالية: هل المهدي يدخل في خانة المعتقدات الشرعية المسلم بها؟
أم هو صنيع الفرق الكلامية السياسية؟ أم المهدي المنتظر خاص بكل وطن من الأوطان ويظهر على إثر كل مرحلة عصيبة؟
أم هو إرث العقيدة الشيعية والصوفية خاصة وأنهما يسيران في خط متطابق والأقرب إلى الاندماج؟
أم هو بطل من أبطال التاريخ؛ الذي يقف حجر عثرة وعقبة كأداء أمام استمرار نفوذ الدولة القائمة وإحداث مجموعة من القلاقل والاضطرابات السياسية التي تؤدي في نهاية الأمر إلى انهيارها (كما فعل المهدي بن تومرت مع الدولة المرابطية)؟
أم هو من وحي أصحاب الفرق المذهبية التي تأثرت بمعتقدات أخرى؟
وهل كل منطقة جغرافية لها مهديها المنتظر تبعًا للظروف السياسية والدينية التي تعيشها في تلك الظرفية التاريخية؟!
ثم هل المهدوية أسطورة مبتكرة من طرف المؤرخين لإضفاء الشرعية على السلطة القائمة مع حيفها وتجبرها؟
أم هي عقيدة صهيونية نصرانية (جعلت الرئيس الأمريكي يؤيد الكيان الصهيوني الغاصب بدعوى حرب وخدعة هرمجدون)؟
أم هذا -بلا شك- جهل بتعاليم الإسلام الصافية البعيدة عن كل أشكال (الأدلجة)، وعدم التمكن من فهم مناطات الأدلة الشرعية التي تناولت الإيمان بالمهدي المنتظر -بصفاته التي أخبر عنها النبي الكريم- تصديقا وعقيدة صافية بعيدة عن كل غبش ولبس؟!
صحيح أن معالجة كل هذه القضايا والإشكالات مهمة، ولكن طرقها بكل تفاصيلها يحتاج إلى مجلد ضخم.. خاصة بعد ما سيطر على ألباب غالبية مدرسي التاريخ الإسلامي عمومًا وتاريخ الغرب الإسلامي خصوصًا أن المهدي المنتظر عقيدة شيعية تارة، وأسطورة خيالية تارة أخرى، بل الأدهى والأمر أن الحرب الخليجية الثالثة دفعت بالبعض إلى إلصاق الإيمان بالمهدي المنتظر بالثقافة الصهيونصرانية!
وبهذا الاعتبار لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.. وقبل الدخول في تفاصيل المصنفات التاريخية ومظانها، ومع انتشار ثقافة "الساندويتش" عند البعض (المختصرات)، وحتى لا يستمر ذلك الدجل والتخرص بين إخواننا؛ يكون من الأولى التطرق للرؤية الشيعية الرافضية ثم الشرعية السليمة على الهدي النبوي الصافي منذ بداية الموضوع، ومن ثم التطرق لسيرورتها التاريخية في بلدان الغرب الإسلامي التي تقلبت بين التوجهات التي ذكرتها آنفا (شيعية، أسطورية ميثولوجية، صهيونية نصرانية...) لأختم الموضوع بردود علمية لبعض العلماء الأجلاء .
تعليق