إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تاريخ الصليب أصله الوثني، وعبادة الوثنيين له والوثن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    الفصل الرابع




    السراديب، للمسيو بيري mons. Perret


    السرداب
    catacomb والمقبرة cemetery هما كلمتان تأتيان من نفس الجذر، وتعنيان نفس الشيء، المهجع—المنامة dormitory، أي مكان النوم، صالة أو مكان يقسّم لعدد من الغرف للنزلاء. الإسم ذاته يقر بجلال الله، العقيدة المقدسة "النشور" (قيام الجسد من بين الأموات)؛-عقيدة عُلِّمت عن طريق كتب العهد القديم بسرية، ونقلت للنور في العهد الجديد بقيام يسوع المسيح من الأموات؛-وهي العقيدة التي وعظ بها الرسل باسم يسوع بين كل الأمم، وأقرت بكل صيغة من صيغ الإيمان البدائي عن طريق الكلمات: "أنا أؤمن بقيام الجسد"، أو "اللحم من الموت"،—عقيدة شوهها بوبيري Popery، وأضعفها المَطْهَر, وأنكرها العلم بوقاحة، ودعتها الفلسفة كذلك، على الرغم من أنها الإنجيل الخالد لله مخلصنا، مثبتة بكلمته المكتوبة، ومعروضة على كل من يمشى خلال ساحات مقابر القديسين والشهداء، بنفس ذات الإسم، حيث السراديب أو أماكن نوم الموتى، الذين سوف يستفيقون على الصوت المدوى لابن الله، وسيأتي كل أمرء، كلا من الصالحين وغير الصالحين (يوحنا 5: 25؛ أعمال 24: 15، كورنثيوس 15: 52).

    يبلغ عدد القبور في السراديب المحفورة تحت مدينة روما ستة ملايين قبر، تتوزع على كل جهة من الساحات التي هي غالبا غير متصلة، والتي إذا ما صفت على خط واحد قد تبلغ مسافة تزيد عن سبعمائة ميل (1126 كيلومتر)، وفقا لكلام لويس بيريه Louis Perret، الذي قضى أربع عشرة سنة في إكتشاف هذه السراديب ونسخ نقوشها. نشرت الحكومة الفرنسية عمله على نفقتها الخاصة في خمسة مجلدات ضخمة، ما أعطاه موافقة أفضل هئية كاثوليكية رومانية في مثل هذا الموضوع في العالم المسيحي. هذا العمل، مع ذاك للفارس دي روسي Cav. de Rossi، رئيس الإرساليين المعين من قبل البابا بيوس التاسع Pius IX للحفاظ على آثار وبقايا الفن المسيحي في روما، زودانا بأدلة غزيرة تصحيحا لآرائنا. لقد قدرا عدد النقوش القبرية من أعمال المسيحيين في روما بين سنتي 71 و600 ميلادية بحوالي 11,000؛ 6000 منها من السراديب، البقية من آثار وشواهد فوق الأرض. من بين تلك التي من السراديب، يعتقد أن 4000 منها تعود لتواريخ تسبق مجمع نيقيا سنة 325. من هذه 6000، هناك فقط 1250 نقش مؤرَّخ، ليترك تحديد عمر البقية تخمينا بحسب مقارنة تشابهها في الشكل ونمط الحروف مع تلك النقوش المؤرّخة. بين سنتي 71 و300، لم تحمل ثلاثين من تلك النقوش أي تواريخ. بين سنتي 325 و410، عندما أخذ Alaric روما، حمل كل نقش تاريخ نقشه، في كل السنين وليس أبكر من سنة 500؛ لكن تلك السنة لم تحمل أي نقش. من تلك السنة الى نهاية القرن الخامس، هناك 500 نقش مؤرخ؛ في النصف الأول من القرن السادس هناك حوالى 200 نقش، وفي النصف الأخير هناك 50. هناك سبعة نقوش فقط تعود للقرن السابع. ولم تظهر علامة شارة صليب الخشب حتى السنوات الأخيرة من القرن الرابع. إن اللفظة الإغريقية لاسم المسيح كانت مفضلة حصرا منذ أقدم تاريخ، الكامنة في شكل المونوغرام .





    الرموز المنقوشة فوق من نقش على قبر
    : المرساة هي رمز أملنا الذي هو في المسيح، القائم من الأموات "بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ" (رومية 1: 4)






    الرموز على هذا القبر
    (أنظر أعلى) قد تفسر كالتالي: السمكة تمثل الأحرف الأولى (ίχθύς، سمكة) من الكلمات، "Jesus Christ, Son of God, our Saviour يسوع المسيح، إبن الله، مخلصنا". يتبعه المونوغرام، ومعزيهم الذي ينتحب ناظرا للمسيح.

    يقول السيد بيري، "لقد صُعِقنا أثناء تجوالنا خلال السراديب بغياب كل الأمثلة التوضيحية الخاصة بالإستشهاد. فالمرء هناك لا يقابل صورة يسوع على الصليب" (مجلد 3، ص71). وإذا ما ظهرت صورة، يكون السيد بيري حذرا في إثبات أنها لا تمت لذلك العصر بأي صلة: "من الملاحظ أنه في العصر الأول (للمسيحية) لم يصور المسيحيين أمام أعين المؤمنين أي صورة ليسوع على الصليب. فقد كانوا راضين، إحتراما لضعف ووهن الأنفس، برسم الصليب عارٍ (بدون الجسد) في بداية الأمر، ولكنهم أحياناً يخفونه في المونوغرام؛ بعد ذلك، يظهر مزينا بالزهور، وبالأحجار الكريمة، والتيجان؛ وفيما بعد، يظهر الصليب مقترنا بحَمَلٍ مستلقٍ تحته. بدأ المسيحيون برسم التمثال النصفي للمخلص في القرن السادس، كالذي يمكن للمرء أن يراه على صليب الفاتيكان؛ وحتى الجسد بكامه، مع اليدان والقدمان المثقوبة بالمسامير" (مج3، ص91. أنظر كذلك Schaff’s Hist.، مج3، ص561). تمتع المسيحيون في القرن الثامن بعبادة هذا من ضمن صور وأوثان أخرى، فنما الشرير حتى سنة 1276؛ حيث أنشأ البابا إينوسنت الخامس Inocent V أعيادا إحتفالية قُدِّست لذكرى الرمح الذي ثقب جنب مخلصنا، وللمسامير التي ثبتته على الشجرة، ولتاج الشوك الذي غطى رأسه (Mosh. فصل 13، ص2، فصل 4) والآن، وفي هذا القرن التاسع عشر، يضعون كتابة على الرمح الأكثر وضوحا على جدار كاتدرائية القديس بطرس في روما، بالأحرف الكبيرة، "رمح لونجينيوس The Lance of Longinus"، الرمح الذي ثقب جنب فادينا. ومرة أخرى، "جزء من الصليب التي أحضرته الى هذه المدينة الامبراطورة هيلانة" (Burgon’s Letters، ص127). من الغريب أن الرمح، وفقا للكتابة، كان هدية من المحمديين للبابا.
    من السهل أن تشمئز من هذا الجنون، ومن ثم من بعضهم، ذوي الأعين المفتوحة، ليخوضوا مباشرة في هذا الجنون. لقد تسلمنا كتبنا المقدسة، والكهنوتية، وطقوسنا الدينية، من خلال هذا الفساد عينه. إنها كنيستنا التي أحدثت نموا الشر فيها. وحده مجد الرب يجعلنا مختلفين عن الورثة الشرعيين لهذا المقت الشديد، بنفس الكأس التي ثملت وتسممت به الكنيسة الكاثوليكية. وبينما نمجد الرب إلهنا لأجل خلاصنا، دعونا لا نوبخ إخوتنا الذين هم تحت عبودية الفرعون، بل لنصلي لأجلهم، كي يتحرروا من نير عبودية الأصنام ومن عبودية أب كل الأكاذيب. لذا، يجب علينا أن نضع علامة توضح كيف هي سرعة هذه العملية، المتكشفة في تاريخ الكنيسة الأولى، التي تعيد نفسها الآن على أرض أمريكا البروتستانتية. أولا، يأت الصليب في شكل المونوغرام، أو محاطا بدائرة، أو مقحما في الأحرف IHS، أو بطرق سرية أخرى، مطروقا ومخفيا عن الأعين العادية. تالياً، كل (الصلبان) المصنوعة من الذهب، والأحجار الكريمة، والرخام، أو الشمع تكلل بالغار. بعد ذلك، يأت "تمجيد الصليب"، بالزهور، والموسيقى المقدسة، والمواكب الفخمة، بين رعايا المائدة المقدسة. وما تبقى فقط للصورة هو أن تجهز بجسد بشري، الذي هو، في الوقت الحاضر من بين كل الأشياء، محتم القدوم، كما يتطاير الشرر لأعلى؛ بعد ذلك، ستُقبًّل وتُعبد.
    بدأت شارة صليب تاو tauبالضهور بين رموز الكنيسة الرومانية في فترة بابوية البابا داماسوس Damasus، الذي جعل نزاعه الدموي على الأسقفية مع أورسينوس Ursinus فترة حكمه فترة مشهورة، بين 367-385. لقد تطلب الأمر ثلاثة قرون أخرى قبل أن يصبح قلب الشعب أكثر صلابة وتحمل ليسمح بتعليق صورة مخلصنا على الصليب. لقد كان مجمع تروللو Council of Trullo، سنة 692، أول من يقر في القانون 82، "أن المسيح، الممثل على الصليب بشكل حمل، يجب، مستقبلاً، أن يكون مصورا بشكله البشري" (Rock’s Hierurg.، ص356).
    الآن، يتصدر وثن صليب الموت، ووثن تمّوز، عمود الرمزية والوثنية، باسم المسيح، كما كان الأمر منذ 1500 سنة مضت. لم يكن وثن الصورة، في أصله، أبداً رمزا للمسيح ولا لصليبه، بل كان وثنا للعبادة الشهوانية. والآن، أصبح "الصليب" متحولا من شارة الله الى شارة تمّوز،*—من المسيح الى ضد المسيح،—من نكران الذات الى الشهوانية،—من التخلى عن متع العالم الى إكتسابها،—من "ملكوته الآت على الأرض" الى "ملكوته الممتد على الأرض". وفى كلا الحالتين، تبقى الأسماء الأصلية-الصليب، والمسيح، والملكوت-لكن روحها يتغير تماماً. الشارة X (ki) تصبح T (tau)؛ والكنائس التي كانت "تبحث عن ذلك الأمل المبارك والظهور الممجد لله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح"، أمضت وقتا طويلا تبحث عن الكاهن الذي هو من المفترض أن يحكم مملكة هذا العالم المعصوم ببركة المسيح. كنائس كانت وكنائس تكون، لكن، ومثلما تغير الصليب X الى T، تغيرت الكنائس تماماً في صورة العبادة وطريقة الحياة؛ ومملكة البابا الآت، هي كشمس مزيفة أمام بريق جرم النهار السماوي. شمس لها نور حقيقي، لكنها دون شكل ومضلمة. وبينما كان الصليب الحرف الأول من المسيح، كان مجئ الرب في مجده هو الأمل للمسيحيين المظطهدين؛ لكن، بعد كل هذا، تحول الرمز والأمل تدريجياً من المسيح والتضحية بالنفس الى تمتيع النفس في إمبراطورية هذا العالم.


    تغير الشارة

    هناك ثلاثة أشياء تعاونت بشكل واضح لتعمل على تغيير شارة المسيح:-

    1. شهادتي الزور لكل من برنابا ونيقوديموس.
    2. الميل الطبيعي لدى الوثنيين لإعتناق الدين الجديد الذي يعتنقه الإمبراطور، والاحتفاظ بالرموز القديمة، والصور، والأعيـاد، تحت مسميات جديدة. إن الجهال فقط هم من إعتادوا عبادة عشتروت، أو عشتارت، باستخدام رمز تمّوز، وتعلموا عن طيب خاطر أن يعبدوا المسيح المصلوب بنفس الرموز والطرق.
    3. ثلاث عجائب مدوية الصوت وقعت منتصف القرن الرابع: الأولى، هيلانة تجد خشب صليب مخلصنا. والثانية، تكاثر ذلك الخشب في كل المعمورة. والثالثة، رؤيا المونوغرام، المدعوا بالصليب، الذي قيل أنه قد رآه قسطنطين وكامل جيشه، في كبد السماء منتصف النهار، بنور يفوق نور الشمس! آمنت كل أمم الإمبراطورية بهذه الأشياء وأكثر، وهي تشاهد المونوغرام وهو يحل محل النسور على الراية الإمبراطورية. فهم لم يدركوا بعدها ولا الآن، التغيرات التي طرئت على الجوهر، إذا ما هم إحتفظوا بالإسم. لقد إحتفظت روما، تحت الإمبراطورية، باسمها الجمهوري وأطاعت أباطرتها. لذا فقد إستخف العالم المسيحي بالحقيقة الجلية التي تقول أن المونوغرام الذي إتخذه قسطنطين شعارا لرايته، وذلك الشيء الخشبي الذي بجله، وأحبه، وحتى عبده تحت مسمى الصليب، لا يحمل أحدهما أي شبه بالآخر. ومع ذلك، فقد إتفق الجميع على إعتبارهما متشابهان شكلاً وإسماً—الصليب الوثني. كانت كل الأمم تألف هذه العلامة، وتؤمن بحكايا المعجزات المروية عن إكتشافه، ورؤياه الملوكية، وقصة تكاثره القدسي، وقواه العجائبية. لهذا، فقد إستولت الشارة الوثنية للصليب على مخيلتهم، في الوقت الذي كادت أن تختفي فيه شارة المونوغرام.

    يتفق كل مؤلفي القرنين الرابع والخامس مع بارونيوس وجيبون على أن قسطنطين قد إتخذ المونوغرام شعارا لرايته؛ وتظهر الالميداليات والنقود الإمبراطورية واللابروم الشكل الذي لا يقبل الجدل للمونوغرام، الذي لا يمكن إخفاءه ولا تزييفه؛ في الوقت الذي يقدم كل من دي روسّي، وبيريت، والبابا الحالي بيوس التاسع Pius IX والحكومة الفرنسية من آثار وسراديب روما، أدلة كثيرة تثبت، مهما يكون الإسم، أن الشارة الحقيقة للمسيح في الكنيسة الأولى كانت X، من كلمة Christ، ولم تكن علامة الشجرة الملعونة. لذلك، فالشارة المعروفة، ووثن وصورة الصليب لم تكن أصيلة المبدأ ولم تكن جديرة بالاحترام، ولم تكن مقبولة في بيت الرب. إنها شارة مزعومة أخذت إسم ومكان المونوغرام الحقيقي المسيح، أخفيت في عصور قديمة تحت الشكل المعروف والشائع في السراديب وعلى الشواهد التذكارية المسيحية القديمة، وإتخذها الإمبراطور قسطنطين شعارا يزين رايته ودروعه، بهدف إلزام الشجعان والعدد المتزايد من المسيحيين لأن يعززوا ويدعموا مخططاته الطموحة.
    [CENTER]
    [/CENTER]

    تعليق


    • #17
      .


      هل تمجيد وتبجيل صورة وثن الخشبة يرضي الله؟

      هل من الممكن أن يكون إلهنا المبارك نفسه راض وممتن للشجرة الملعونة؟ هل من الممكن أنه قد يَصنع وثنا الخشبة التي سُمِّر عليها بالمسامير، ثم رفع، وترك ليشرب الخل والصفراء حتى الموت؟ هل من الممكن أن تكون الخشبة مصدر سرور وبهجة في عينيه لأجل أتباعه ليصنعوا حلية على شكل الخشبة التي رفع عليها، وسط تهكم وسخرية كبار الكهنة والحكام من شعبه المختار؟ هل من الممكن أن تكون الخشبة بهجة وسرور ليسوع المبارك ليرى حوارييه ورسله يتمجدوا بوثن وصورة أداة تنفيذ حكم أبشع العقوبات، الأداة التي تحمل عليها الآلآم بصبر وبرآءة، مستخفاً بالعار الذي لحق به؟ لقد كان الصلب عاراً، وأيضاً كيف تمكن المتألم البرئ أن يستخف من العار؟ لقد كان الصليب شائنة، عار محرق. لماذا يقوم إنسان متعقل بصنع وثن على شكل هذه الأداة؟ يبجله ويحترمه ويحبه! يرفعه عالياً ويصنع الزينة والحلى على هيئته! ينحني أمامـه، ويقبله بشفتيه! إنه لشيء فظيع. أكان تاج الشوك المأخوذ من رأس مخلصنا المجروح، أو العود الذي ضربه به قضاة إسرائيل على خدِّه، أو المسامير التي دقت في يديه وقدميه لتقبته على الشجرة، أكانت حقاً قد أحضرت أمام أنظارنا، مع الحربة التي طعنت جنبه، كانت أدوات مبغوضة لكل محب ذا قلب. فها نحن نسمع عن "عَمَى إسرائيل القضائي". وما هو الداعي الذي يقود العالم المسيحي ليتباه ويتفاخر بأداة القيل التي "هكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ" (عبرانين 9: 28). ذلك أن أكثير الأشياء غرابة ستظهر علانية عندما نرجع هذه القضية الى قلوبنا. إفترض أننا نأخذ سلاحاً، نبجله بشرف، ونمجده، وحتي أننا نقوم بتقببله، سلاح يكون بأيدي وحشية، وبدون أدني إستفزاز، يذبح أعز صديق لنا ومحسن علينا—أخانا الأكبر—جارِّين إياه إلى موتٍ مخزٍ وعذاب أليم غير ملائم! لا، لا يقدر إنسان على هذا العناد بأحاسيسه، بينما يكون آخرون، تحت تأثير وهم الصليب، مذنبون يومياً بهذا الذنب. بحيث لا يمكن تصور أن مثل هذا التبجيل للأداة الشريرة قد يكون مقبولا عند أخينا الفقيد، ولا أن روحه الخالدة هي في بحث عنه. ألا يصرح بالأخرى قائلا، في حرقة وألم من السخط، بلغة المسيح، "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ، وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ. فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ" (متى 23: 29-31).



      حَمَلة هذا الصليب لا يُصلُّون له وقد يتجاوزون عنه


      ليس هناك لغة قوية كفاية للتعبير عما نحمله من سخط ونقمة على أخونا الحبيب لما يقوم به من أمور مخجلة وغير طبيعية
      . ولا يثبت ذلك الأمر أهمية أن يولى هذا الثناء والتقدير لوثن السلاح المميت، وأن يرفعه عالياً، ويطله بالذهب، ويرتديه كحلية تزينه وتزين منزله، وكذلك زينة لبيت الرب. لا يُهوِّن من الأمر تلك الإهانة التي تَتْبع إتخاذ هذا الوثن مندوباً لأبهة العبادة العلنية، وكذا من أجل بهجة الحياة وغرور الأزياء، أو لبيع سلعة ما لمجرد أنها مختومة بصورة هذا الوثن. لا؛ إن هذا الصنم الوثني هو صليب مزيف، الذي سيفر من أمامه الحواريون القديسين في رعب، ومع ذلك فقد بجله جمع غفير ممن جاء بعدهم. هذا صليب مُدّعٍ مشعول من اللؤلؤ، والذهب، والأحجار الكريمة، الصليب الذي يصلى حامله رجاء ألا يؤخذ بعيداً عنه، والذي يطمع فيه عامة الناس بشكل طبيعي، رجاء أن يمنحهم الله إياه! كم من عدم التقوى والعمى أن يُدعى هذا الوثن "صليبالمسيح"، الذي قال، "يَا أَبَا الآبُ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ، فَأَجِزْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ" (مرقس 14: 36). كانت كل أصنام الوثنيين مبغوضة في نظره. كم عدد أولئك المسيحيين، في العالم المسيحي، الذين حملوا "الصليب المجيد" في مسيرهم المهيب، مزينين به بيت الرب الحي ورافعينه فيه، لتمجيد اكثر الميتات بشاعة لابنه الحبيب على أيدى قتلة حسودين! كيف أعتبر ذلك من أفضل طرق هذا العصر وأفضل من تلك في القرن الثالث عشر، عندما أمر البابا "رأس الكنيسة الأول" بإقامة الإحتفالات تقديساً لذكرى أدوات التعذيب المختلفة التي إسهمت بمقتل إلههنا، وليحكم القارئ.



      "وَكَمَا سَمِعْتُمْ أَنَّ ضِدَّ الْمَسِيحِ يَأْتِي"


      ذلك أنه سيخرج
      من الامبراطورية الرابعة أو اللاتينية من صلب النبي دنيال، قرن صغير من القوة الفردية، ليعلن الحرب ضد القديسين، وأنه سيتغلب عليهم حتى يحين الوقت ليمتلك القديسون الملكوت
      (دانيال 7: 21)، وأن مخلوقا له قرنان شبه خروف، ويتَكلّم كتنّين، سيقوم، ويصنع آيات عظيمة، ويضلّ السّاكنِين على الأرض (رؤيا يوحنا 13: 16)، هي نبؤة مقدسة. لطالما إعتبر قسسة كبار، ولإكثر من ستة عشرة قرنا، ضد المسيح المذكور في 1 يوحنا 2: 18، وإنسان الخطية في 2 تَسَالُونِيكِي 2: 3، هما ذات الشخصية لتشابههما بقرن الوحش شبه الخروف. لأجل ذلك ستكون هناك ردة، متبوعة بظهور "إبن الجحيم ذاك الذي عاكس ورفع نفسه عن كل شيء يدعى الله، أو (رويباروما)  (أيّ جسم مرئي ذا وقار)، لذا فهو كإله جلس في هيكل، أو كنيسة الرب، مظهراً نفسه أنه هو الله"، هي نصوص مقدسة، النبؤة الرسولية، مبينة ومثبثة بكلّ التاريخ الإكليروسي، وبالأخبار اليومية. لا اقدر أن أغمض عيني أكثر من هذا على هذا الضلال والوهم المبين، ولمظاهر هذه القوة العجيبة، أكثر من تغاضي الكنيسة المعصومة والبابا نفسه عن مجىء ضد المسيح بشخصه، الذي سيدمر الكنيسة، والذي سيتدمر هو نفسه والعالم بأجمعه، بمجىء سيدنا يوم القرار العظيم، الذي هو مبدأ الإيمان عند طائفة الرومان الكاثوليك منذ البداية وحتى يومنا هذا.

      المسيح الكاذب، الذي تنبأ به الأنبياء، والمتوقع ظهوره عند كل الكنائس المسيحية، عندما يتهيأ أمام أعيننا، لن يبدو غريبا؛ ولن يكون الرائي أسير الوهم بينما يوجه الأنظار الى هذه الفتنة العظيمة؛ لأننا سنكون جميعا فيها، وظالعين في بعضها نوعا ما، في عهدنا والأجيال التي تلينا. لن يتمكن بشر، تحت ضغط هذه الفتنة نفسها، من الهرب وإتخاذ ملجأ أفضل من الفخ الذي ينصب للعالم، الجسد، والشيطان، المهرب الذي إتخذته روما العظيمة. فقد كانت كنيستها، حتى إعتلاء قسطنطين العرش، الأكثر تمحيصا وتنقيتا بالإضطهاد، وبعد ذلك الأكثر فسادا، ليس مباشرة، بإنتصارات الإنجيل. فقد تميز مجلس شيوخها الوثني، لأسباب الفخر والتكبر، بسلطان عظيم وثروة لا تحصى، إستمرت لجيلين إثنين، بعد أن تمكن قسطنطين من روما، الى الدين القديم، تحقيرا وإزدراء للدين الجديد، الذي إعترف بصلب اليهود لمؤسس هذا الدين، ولم يكن له صور وأوثان وبخور، ولا مذابح في طقوسه الدينية. لذا، فقد كان إيمان الكنسية مجروحا في عاصمة الإمبراطورية الرومانية، وفي طولها وعرضها، عن طريق مزيج مدنس من الأشياء والعادات الوثنية، التي تشربها الدين الجديد من الميثولوجيا القديمة، ودعمت بفخر وعظمة الأرستقراطية اللاتينية. وكان من الطبيعي أن تحذوا الأجيال اللاحقة حذو آبائها، سواء كانوا وثنيين أم مسيحيين—سواء في تعاليم الأناجيل، أو الميثولوجيا القديمة. نحن لا نبرّر فساد الردّة؛ لكننا ننظر بقلب حزين، سنحذّر الكلّ ولا ندين أحدا: "7لأَنَّهُ مَنْ يُمَيِّزُكَ؟ وَأَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ؟ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ، فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ؟" (1 كورنثوس 4: 7).
      ذلك اللغز الرضيع للظلم، الذي بدأ نموه يوم الحواريين، نما ببطئ، من القرن الربع إلى القرن التاسع، لكي تكون أمّا قوية وفوضوية وفخورة وجريئة، تزيّن بالذهب والعباءات الأرجوانية داكنة اللون، "وَعَلَى جَبْهَتِهَا اسْمٌ مَكْتُوبٌ"، بلغة واضحة وأحرف معروفة (رؤيا يوحنا 17: 5). رغم ذلك لا تتمكن أحد الأبصار من رؤيتها، وإذا رأتها، لا تتمكن من قراءة الأحرف بصورة صحيحة. بدأ من أيام بولس ويوحنا، لقد نما "ذلك الشرير"، رغم أن كثيرين لا يمكنهم رؤيته، فإن "صوته العظيم" مسموع، من القصر إلى القرية، في كافة أنحاء العالم المسيحي. أليس تحذير الكتاب المقدّس بلا فائدة على مثل هذا؟ لأنني "قُلْتُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ" (يوحنا 14: 29).
      يوجد هناك، أو لم يظهر لحدّ الآن، بهذا التوزيع على الأرض، مخلوق إستثنائي يرتفع خارجا من رأس الوحش الرابع، طبقا للكتاب المقدّس (دانيال 7: 7 و7: 20) له "قَرْنَانِ شِبْهُ خَرُوفٍ، وَكَانَ يَتَكَلَّمُ كَتِنِّينٍ، وَيَعْمَلُ بِكُلِّ سُلْطَانِ الْوَحْشِ الأَوَّلِ أَمَامَهُ، وَيَجْعَلُ الأَرْضَ وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ الأَوَّلِ الَّذِي شُفِيَ جُرْحُهُ الْمُمِيتُ، وَيَصْنَعُ آيَاتٍ عَظِيمَةً، حَتَّى إِنَّهُ يَجْعَلُ نَارًا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ قُدَّامَ النَّاسِ، وَيُضِلُّ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ بِالآيَاتِ الَّتِي أُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَهَا أَمَامَ الْوَحْشِ، قَائِلاً لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَصْنَعُوا صُورَةً لِلْوَحْشِ الَّذِي كَانَ بِهِ جُرْحُ السَّيْفِ وَعَاشَ. وَأُعْطِيَ أَنْ يُعْطِيَ رُوحًا لِصُورَةِ الْوَحْشِ، حَتَّى تَتَكَلَّمَ صُورَةُ الْوَحْشِ، وَيَجْعَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ لاَ يَسْجُدُونَ لِصُورَةِ الْوَحْشِ يُقْتَلُونَ. وَيَجْعَلَ الْجَمِيعَ: الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ، وَالأَغْنِيَاءَ وَالْفُقَرَاءَ، وَالأَحْرَارَ وَالْعَبِيدَ، تُصْنَعُ لَهُمْ سِمَةٌ عَلَى يَدِهِمِ الْيُمْنَى أَوْ عَلَى جَبْهَتِهِمْ، وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ، إِّلاَّ مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ اسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ اسْمِهِ. هُنَا الْحِكْمَةُ! مَنْ لَهُ فَهْمٌ فَلْيَحْسُبْ عَدَدَ الْوَحْشِ، فَإِنَّهُ عَدَدُ إِنْسَانٍ، وَعَدَدُهُ: سِتُّمِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ." (رؤيا يوحنا 13: 11-18).
      دعني لا أحاول التنبّأ بأحداث المستقبل، ولا أن أمنع لفت الإنتباه عن ما تكلم به الأنبياء، مقارنة بتاريخ الأمم التي تمر أمام أعيننا، الملك اللاتيني، الذي هو المخلوق ذا عشرة-قرون الذي تنبأ به دانيال، جرح في قلب وحدته (476 م)، ويعيش إلى الآن بقوانينه ولغته، بدينه، والكثير من الأتباع، بين البربرين الذين مزّقوه. في القرن السابع، راج وإزدهر أسقف روما. وفي القرن الثامن، تبرأ من ولائه للإمبراطور، فطرده، وبسط يده على حكومة روما. لقد أنعش الإمبراطورية الغرب المجروحة (800 م)، وتوّج شارلمان دي فرنسه Chaelemagneإمبراطورا عليها، الذي إنحدر ملكه بين ألمانيا والنمسا من ذلك التاريخ الى 1871. وبالرغم من ذلك، وفي 1810، تركته النمسا، وهو منتعش الآن في ألمانيا. هكذا قام الأسقف بصنع صورة الوحش الأول، الذي جرح بالسيف وعاش: ولألف سنة قام بتزويده بالطاقة لتنفيذ إرادته. أعطاه إشارة، أو علامة يتوجب علي كلّ مواطن أن يستلم، يمتلك، ويدافع، إذا كان سيمتلك حماية الشعار الملكي، وصانعه. حسب إرينايوس Irenaeus (180-200 م)، رقم الوحش، فوجده Lateinosتعني إنسان، ويساوي 666. إنّ اللغة الرسمية للحبر الرئيسي، صانع وملهم الصورة الإمبراطورية هو لاتيني، ويمكن للقارئ أن يحسب اسم ورقم الرجل بالأرقام اليونانية:-



      . . . . . . . . "والتي هي رقم الوحش، لأنها رقم الإنسان (Lateinos)، ورقمه 666"
      30+1+300+5+10+50+70+200
      إذا كان الوحش الذي "له قرنان كالخروف، وتكلم كتنين" هو لاتيني، إذا فالصورة التي صنعها "للوحش الذي جرح بالسيف ولا يزال يعيش"—والذي "جرح جرحا مميتا وشفي"،—هو العرش الامبراطوري الذي ينصب من جديد على يد البابوية في شخص شارلمان وخلفاءه (800 م)، وإسم المخلوق باللغة اليونانية هو Lateinos: الذي يحسب رقمه من اسمه، 666.


      مرة ثانية، إذا كان هذا اللاتني (الإنسان) هو ذلك المخلوق العجيب، عندها سيضع علامته "علي يدهم اليمنى، أو علي جباههم"، من يخدمه، يجب أن تكون واضحة لكلّ العيون. ولن يستطيع رجل أن يشتري أو يبيع، يتسلم منصب أو شرف أو كرامة في العالم اللاتيني، "عدا أنه يملك العلامة، أو اسم الوحش، أو عدد اسمه، على واجهة عمله أو يدعو بها، إعترافا بالقوّة الروحية والدنيوية للبابا، وبسلطة الإمبراطور والملوك المكرسين والمعترف بهم من قبل البابا، يقرأ في تاريخ أوروبا منذ بداية القرن التاسع إلى نهاية هذا القرن التاسع عشر؛ فقط ذلك أن الآن بدأ الملوك بكراهية، وتمزيق، وتعرية، وتدمير، وأكل لحم المخلوق، الذي أعطوه قوّتهم وجبروتهم، مع عدم إغفال ماضي القرون: "لأَنَّ اللهَ وَضَعَ فِي قُلُوبِهِمْ أَنْ يَصْنَعُوا رَأْيَهُ، وَأَنْ يَصْنَعُوا رَأْيًا وَاحِدًا، وَيُعْطُوا الْوَحْشَ مُلْكَهُمْ حَتَّى تُكْمَلَ أَقْوَالُ اللهِ. وَالْمَرْأَةُ (المخلوق) الَّتِي رَأَيْتَ هِيَ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي لَهَا مُلْكٌ عَلَى مُلُوكِ الأَرْضِ" (رؤيا يوحنا 17: 16-18). هذه الأشياء قد تنبّأ بها، ليس لجعلنا أنبياء؛ "وَقُلْتُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ. (رؤيا يوحنا 14: 29).
      لقد كان كل من إرينايوس Irenaeus، سايبريان Cyprian، أثاناسيوس Athanasius، ليو Leo، وغريغوري العظيم GregorytheGreat، وكل الإسماء المشهورة والمعروفة حتى القرن السابع، يفهمون وبشكل لا يخامره شك أن المسيح الدجال سيظهور داخل الإمبراطورية، ويحكمها، ويخرّب كلّ شيء، وسيهلك نفسه والعالم بمجيئ الرب للدينونة. الآن، سلالة رجل واحد حكمت العالم المسيحي لألف (1000) سنة؛ ورغم ذلك يعجز كثيرين اليوم، من ذوي الاسم والشهرة بيننا أن يريوه أو يميزوه، ولا أن يفهموا أن يأتي أو أنه قد أتى؛ ولا هم يبحثون وينتظرون مجيء ربنا يسوع المسيح له المجد. تبدو النبوءات على نحو مميز أنها قد تحققت بقدر ما أعتبر أن الوحش و"قرناه الصغيران" الذي تنبأ به النبي دانيال، وفي هذا الخروف ذا القرنين الذي يتكلم كتنين، ويخدع الذين يعيشون على الأرض. لكن أين هي علامة المخلوق، العلامة الفريدة علي اليد اليمنى، أو علي جبهة من يتبعه من الناس، الواضح لكلّ مشاهد؟ تلك العلامة التي لا يتمكن أيّ إنسان دونها أن يشتري أو يبيع، أو أن يقبل في شركة، أو أن يعتبر شريفا؟ تلك العلامة العجيبة التي يعرف بها كلّ أتباعه، ويميزون، الذين يشترون ويبيعون في أسواق هذا العالم، والذين بها هم أيضا يتبعونه إلى الخلود، "الذين يعبدون الوحش وصورته، والذين هم أبدا يستلمون علامة اسمه(رؤيا يوحنا 14: 11). ما قد يعنى، أن هذه هي علامة الإستيراد لسكان الأرض. لأنه، بينما كان الملاك يحمل "بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ"، إذ هناك "مَلاَكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ" يقول "بِصَوْتٍ عَظِيم:" "سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ"، "ثُمَّ تَبِعَهُمَا مَلاَكٌ ثَالِثٌ قَائِلاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْجُدُ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ، وَيَقْبَلُ سِمَتَهُ (علامته) عَلَى جَبْهَتِهِ أَوْ عَلَى يَدِهِ، فَهُوَ أَيْضًا سَيَشْرَبُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ الله" (رؤيا يوحنا 14: 9-10). وسكب قارورة غضبه الأولى على الأرض، فتقع "عَلَى النَّاسِ الَّذِينَ بِهِمْ سِمَةُ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِصُورَتِهِ" (رؤيا يوحنا 16: 2). هؤلاء زملاءنا الهالكين، مهما كان اسمهم أو لأي أمة قد ينتمون، وهذه التحذيرات أعطيت لتحذير الناس، لأنّنا قد نتمكن من الهرب بعد أن يقبض على "الْوَحْشِ وَالنَّبِيِّ الْكَذَّابِ مَعَهُ، الصَّانِعِ قُدَّامَهُ الآيَاتِ الَّتِي بِهَا أَضَلَّ الَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ" (رؤيا يوحنا 19: 20). كذلك، يمكن أن يطالنا نصيب من هذا، مثل "الَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلاَ لِصُورَتِهِ، وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ"، لأن "هؤُلاَءِ لَيْسَ لِلْمَوْتِ الثَّانِي سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ" (رؤيا يوحنا 20: 4-6).
      تلك القوة، المتوجة على "سَبْعَةُ جِبَال عَلَيْهَا الْمَرْأَةُ جَالِسَةً".."وَالْمَرْأَةُ الَّتِي رَأَيْتَ هِيَ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي لَهَا مُلْكٌ عَلَى مُلُوكِ الأَرْض" (رؤيا 17: 9-18). تلك القوة التي علامتها مشهورة، ورايتها معروفة عالميا، هي زهو كذب خشبة الصليب. بذلك الحكم الملكي الذي له "عُيُونٍ كَعُيُونِ الإِنْسَانِ فِي هذَا الْقَرْنِ، وَفَمٍ مُتَكَلِّمٍ بِعَظَائِمَ"—وله صوت تنين يهز أركان وأمم هذا العالم لألف سنة. لأن "ذلك الوحش" الذي "يُحَارِبُ الْقِدِّيسِينَ فَغَلَبَهُمْ، حَتَّى جَاءَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ" لكي "يُبِيدُهُ (الرَّبُّ) بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ." بذلك التدرج الذي خدع به أؤلئك ساكني الأرض، يجعل نارا تنزل من السماء لضرب معارضيه علي مرئ الناس. يهيمن بتلك السلطة الملكية "حَتَّى إِنَّهُ يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللهِ كَإِلهٍ، مُظْهِرًا نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلهٌ" وهو "الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ" ذلك أن "البابا الملك" الذي يفترض أنه لا يمثل هذه الشخصية فحسب، بل أنه هو "النَّبِيِّ الْكَذَّابِ"، ذلك يعني، أن كاهن ونائب الملك السيد المسيح - الملك الوحيد على أمم هذا العالم في مكان السيد المسيح. من قبل هذا الملك الذي "وَيَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ ضِدَّ الْعَلِيِّ وَيُبْلِي قِدِّيسِي الْعَلِيِّ، وَيَظُنُّ أَنَّهُ يُغَيِّرُ الأَوْقَاتَ وَالسُّنَّةَ، وَيُسَلَّمُونَ لِيَدِهِ": كل من المدن والممالك قد خضعتا تحت التحريم في أغلب الأحيان، وحرّمتا، تحت عقوبة الجحيم، ووضعتا في خوف مهلك، في أكلها أو شربها، صيام فقط! حرّمت الشراء أو البيع، الزواج أو التزويج، أو حتى عبادة الإله علنا، أو دفن الميت! كانت إنجلترا، فرنسا وألمانيا أحيانا، وإيطاليا الآن، وإنجلترا لسنوات، قد خضعت لهذا الحاكم الصلف وللحرمان، بوهمه العظيم، لأجل كلّ التعازي العامّة للإنجيل، ولأجل القاعدة القانونية لملوكهم. العلامة لا غنى عنها لهذا المخلوق الغامض والملك المستبد، السيئ السمعة عند كلّ قارئ للتاريخ الأوروبي. لكن ماهي العلامة؟ هل هي علامة حقيقية، أم خيالية؟ فإذا كانت حقيقية، أهي علي اليدّ اليمنى أو علي الجبهة، لا يمكن إخفائها، يجب أن تكون مرئية لكلّ إمرئ له عينان ترى. نحن لم نخترع شيء؛ ولا الرّدة، ولا أنسان الخطية، ولا المدينة الزانية التي هي مسكنه، ولا النبي الدجال، ولا العلامة، ولا عدد اسمه، ولا إسلوب نهايته. كلّ هذا مدوّن في الكتاب الحقيقة المقدّس؛ وماعدا الأخير، هم جميعا معروضون أمام العالم، في بلاط الأسقف المتوّج بالتاج-الثلاثي المشهور والروح-الرئيس للإمبراطورية اللاتينية.
      "فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ *لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ*" (متّى 24: 15). تكلّم الحقيقة بحبّ، لا تشتم النبي الدجال، ولا علامته، وما يتعلّق بأيّ فضاعة تكلّم عنها دانيال النبي، وربنا المقدس يحذّرنا، لست قادرا على فهم لماذا يجب على قرّاء الإنجيل، وإلى الأبد، أن يحذّروا لإحترام نسور جحافل تيتوس Titusخصوصا، الذي يعتبر فضاعة الخراب الذي يشير إليه ربنا هنا عادة. لا أستطيع فهم ما يقصد بهذا، ولا وجود لدليل يشير إليهم في سفر دانيال. لكن النبي يقول، أنه "عَلَى جَنَاحِ الأَرْجَاسِ مُخَرَّبٌ حَتَّى يَتِمَّ وَيُصَبَّ الْمَقْضِيُّ عَلَى الْمُخَرِّبِ" (دانيال 9: 27)، التي تترجم علي هامش الصفحة في الكتاب المقدس، "وعلى الشرفات ستكون أصنام المنبوذ." هذه "الشرفات" قد تشير إلى كنائس الأمم، التي أسست لصون الحقيقة، ولتعزيز الإنجيل؛ بينما "أصنام المنبوذ" قد تكون الصور والأوثان المنصوبة في كنائس المنبوذ؛ —المنصوبة في كلتا أورشليم اليهود، وفي كنائس الجنتايل.

      يحمل هذا التفسير تحذير الرّب إلى قلوب رسله، وفقا للمعايير الرومانية أو النسور التي نصبت حول أورشليم، أثناء حصارها وتخريبها على يد جحافل تيتوس Titus؛ وفي نفس الوقت مباشرة إلى قلوب الجنتايل في أزمانهم، قائلا، "*لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ*". وهكذا هو كذلك تطبيق فردي وشخصي للنصّ بالتوافق مع روح وإحساس الإصحاح بأكمله، الذي أنذرنا فيه ربنا، بسقوط وخراب أورشليم، نهاية هذه العالم، هذا الجيل الآثم الشرّير، وتلك السماوات. لكن سواء قبل هذا التفسير أو أستخف به، فهو من المؤكد أنه قد تكلّم دانيال النبي عنه في مكان آخر " نَحْوَ فَخْرِ الأَرَاضِي. وَتَعَظَّمَ حَتَّى إِلَى جُنْدِ السَّمَاوَاتِ، وَطَرَحَ بَعْضًا مِنَ الْجُنْدِ وَالنُّجُومِ إِلَى الأَرْضِ وَدَاسَهُمْ. وَحَتَّى إِلَى رَئِيسِ الْجُنْدِ تَعَظَّمَ، وَبِهِ أُبْطِلَتِ الْمُحْرَقَةُ الدَّائِمَةُ، وَهُدِمَ مَسْكَنُ مَقْدِسِهِ. وَجُعِلَ جُنْدٌ عَلَى الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ بِالْمَعْصِيَةِ، فَطَرَحَ الْحَقَّ عَلَى الأَرْضِ وَفَعَلَ وَنَجَحَ." (دانيال 8: 9-13). من هذه الفضاعة، "أظهر نفسه، أنّه معصوم وكان معصوما"، ربنا سيكون له رجال يحذرون. إنّ علامة هذا الملك الغامض على راية الإمبراطورية اللاتينية، بدلا من النسور الرومانية، هي الآن الصليب الوثني، الذي قاد سابقا، ويقود اليوم، إلى المكان المقدس، خصوصا في أمريكا، الرموز العصرية، عجائب الكذب، والإدعاءات المزيّفة لأمّ الفضاعة، سوية مع جيش متزايد من الأوثان والصور، الإنغماس الجسدي، جماهير قربانية، ورعد صاخب، الذي يُرسل كل الأمم، ليس للمطهر، المكان الذي ينقّى ويطهّر فيه أتباعه بالنار الملتهبة، عدا أؤلئك الذين يشترون خلاصهم بالذهب، بل يُرسل كلا من الملوك والأمراء والناس الذين يرفضون عصمته للهلاك حرقا بنار لانهاية لها، كما لو أنّه هو الله يتجلّى بشخصه، جالسا على العرش ويوزّع حُكما وعدالة في أجزاء أبديّة على كلّ الأرض.
      [CENTER]
      [/CENTER]

      تعليق


      • #18
        لطالما كان العالم المسيحي منذ فترة طويلة مفروضا عليه "رجسة الخراب" هذه، التي علامته، مثل أيّ وثن آخر، يدفع بنفسه بين قلب المصلّي وربّه، جاعلا من نفسه مستلم المشاعر الودّ تلك التي هي بسبب الله الحكيم الواحد الخفي. تحولت بسبب محبة آلام المسيح للتأمّل، لفخر هذا العالم، بشكل حلية رائعة أو بارزة. إنها تعزل مرتديها المتبختر عن المنقذ المتألم لأجلنا. إنها تكبح نور العقل عن تأمّل العار والآلام التي حملها المسيح المصلوب من أجلنا خلاصنا، وتصرفه إلى وثن أخرق، إلى معبود أخرس، إلى زهو كاذب.
        لذلك، لا يركع البروتستانت لوثن الصليب، ولا يحرقون له بخورا، ولا يقبّلونه، إذ ليس هناك عذر لتبجيل ومحبّة هذا الشيء، كما يُقرّ البعض أنهم يفعلون. قليلون هم من قاموا في القرن الرابع بعبادته؛ وما أن حلّ القرن التاسع كلّهم عبدوه.
        البروتستانت الأمريكان الآن متقدّمون جداً في عبادة هذه الأصنام أكثر مما فعل المسيحيين قبل خمسة عشر قرناً؛ وهناك الكثيرين ممن يمضون قدماً، تحت ضغط تقدّمه المعاصر، لإعتناق أسرار الأم (أم الإله)، والشرب من كأس رجسها، على ضفة البحر هذه وعلى الضفة الأخرى أيضا. بمشيئة الله وبنعمته، يُجنّب الشرّ، ويقدّس صليب آلام المسيح فى قلب إسرائيل المنغمسة في المعاصي بين كلّ الأمم، لربما يفقد الناس رجاء أن تأخذ الكنيسة إستراحة، أو لأجل يعقوب في أيّ بلد أو مملكة في هذا العالم، ولربما قد نعطي يقضة عند حجّنا الفاني لإعتناق وعد مدينة لها أساسات؛ للبحث عن بلاد أفضل— بمعنى آخر، سماوية،—ونستلم مملكة لا يمكن أن تُهدّد أو تزعزعّ، وميراثا مع إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، "إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ". "لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ."


        سيخضع تاريخ الصليب لفحص مقرّب؛ لكن لا شيء سيغيّر طرق عبادته عند العالم أو الكنائس. ذلك أن توقّع أسقف فيرمونت الراحل يحدث بسرعة، بمعنى: "ستنمو هذه الأعمال الطقوسية لتكون محببة بالتدريج، حتى تصبح هي النظام السائد. سيتبعه الصغار، والمتحمسون، والحساسون أكثر فأكثر. سيفضّله محبي الجمال والمجد، لأنه يعمل بالتأثير على الأذواق والمشاعر الطبيعية"، الخ. (Hopkin's Law of Ritualism). عبادة الأصنام "تنموا لتكون محببة بالتدريج". كانت الرموز في باديء الأمر محفوظة بشكل خاص في الحجرات. مثل هذه، كانت أوثان راحيل، التي رآها لابان بحنق بين خيام يعقوب. زحفت هذه الأوثان من البيوت الخاصّة "بالتدريج"—أولا، بالرسم— إلى الكنائس، حيث أصبحت ثابتة بالنقش والنحت؛ حيث لم تعبد بعد. ومتى ما أمّنت هذه الأوثان مقامها في الأماكن المقدّسة، لن تُعاد أبدا، لكنّها ستكسب "المحبة بالتدريج" بين الفضوليين، "الصغار، والحساسون؛ محبي جمال ومجد هذا العالم"؛ ومن على أماكنهم العالية يتمسكون صعودا بمذهب: النظر نحو الأشباه وتبجيل الصور. للتبشير بما للإنسان من "أذواق ومشاعر طبيعية" تُملي عليه الإستماع، تجربة طالما "أثبتها كثيرا عهود وأمم" (Homily 14).



        «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ


        إنّ صورة وثن الصليب هي الأولى في عائلة الأصنام التي في الكنائس
        . وأنت ترى أنه لما إجتمع اليهود في أورشليم "فَقَالَ لَهُمْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ قَيَافَا، كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ: «أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ شَيْئًا، وَلاَ تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ (يَسُوع) عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا!»." لانحتاج للكثير لكي نعجب أن كل طبقة من طبقات المسيحية لها نهاياتها الخاصة، متّفقة سوية أيضا لتمجيد صورة الوثن، ذلك الصليب الذي سَخِرَ به قدماء اليهود على يسوع. نحن من الجنس الآثم الذي قيل فيهم: "أنْكَرْتُمُ الْقُدُّوسَ الْبَارَّ، وَطَلَبْتُمْ أَنْ يُوهَبَ لَكُمْ رَجُلٌ قَاتِلٌ. وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ" "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ بِجَهَالَةٍ عَمِلْتُمْ، كَمَا رُؤَسَاؤُكُمْ أَيْضًا" "أَتَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاَءِ الْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ الْجَلِيلِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هذَا؟"، أَلأَنهم فعلوا هذه الأشياء! كلا؛ فنحن كلنا خطاة في دمه، "الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ" "فَلاَ نُحَاكِمْ أَيْضًا بَعْضُنَا بَعْضًا (سواء يهود أو جنتايل)، بَلْ بِالْحَرِيِّ احْكُمُوا بِهذَا: أَنْ لاَ يُوضَعَ لِلأَخِ مَصْدَمَةٌ أَوْ مَعْثَرَةٌ."


        لقد ولّى زمن كره إستعمال الصور والآوثان التي لاتقهر في الكنيسة الأولى بعد أن توقّف الإضطهاد، إلا أنه تم التسامح معهم لوقت طويل. يقول المؤرخ النزيه جيبون E. Gibbon: "في باديء الأمر سمح للصور والأوثان الموقّرة أن تـقود الجهال من العوام، وأن توقظ المرضى، وأن ترضى إجحاف المرتدّين الوثنيين. بتعاقب بطيئ لكن بشكل حتمي، إنتقل شرف الصليب الأصلي إلى النسخة"— نال الوثن الوقار بسبب القدّيس. طمح كثيرين لكسب ود الوثنيين، ومصالحتهم بالسماح لهم بتقديس أصنامهم ومبجليهم تحت اسم شهداء وقديسين. إلى هذا الحد تعاظم هذا الشرّ ونمى حتى أن الإمبراطورين، هما (فاليس Valens، 364 م، ثيودوسيوس Theodosius، 380 م)، كلّ منهما في زمنه، قد أصدرا مراسيما ضدّ عبادته. لكن تلك الفرامانات لم تبلغ، ولا مراسيم المجالس نفذت، ولا قوانين الأمراء نفعت، ولا أيّ وسائل أخرى، تستطيع أن تقاوم الشرّ، في الأماكن التي تتواجد فيها هذه الأشباه والصور والأوثان منتصبة على أعلى الكنائس.

        يرى المصلحون، مطيعي الكتاب المقدّس، "أَيُّهَا الأَوْلاَدُ احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الأَصْنَام"، أتروكوها كلها لتدمر في كلّ كاثدرائيات وكنائس ومصليات بريطانيا العظمى، التي كانت مليئة بالصور والأصنام، المنحوتة، والمطرزة، والمصورة، الذي أفسدت الأجيال السابقة. قالوا "تلك الصور التي لا يمكن أن تكون بدون أكاذيب يجب ألا تصنع، أو توضع لغرض أيّ إستعمال ديني، أو لتوضع في أيّ كنيسة". لقد رأوا أنّ نصب هذه الأصنام في أماكن العبادة تعطي سببا كبيرا لعبادتها. لقد أقتنعوا أنها "لا تلقّنهم أي درس مفيد، سواء عن الله أو القدسية"؛ لكن كما يقول أوغسطين، "إن لها من القوة الكثير كي تصرف روحا حزينة ثكلى عوض أن تقودها للحقيقة". لقد حان الوقت في إنجلترا، لطرح سؤال مهم، في الوقت الذي ينجر فيه العديد من الطبقات العليا والمتعلّمة، للوثن بشكل أقرب، والبعض يذهب إلى روما، والسؤال هو: "أَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاق لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ (كنيسة) اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ ... لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِسًا فَأَقْبَلَكُمْ" (2 كورنثوس 6: 14-17).

        يتبع...

        [CENTER]
        [/CENTER]

        تعليق


        • #19
          و ختاما :



          رموز





          الرمز أعلاه هو إختصار لإسم يسوع Jesus باليونانية (IHSOUS). لقد كتب العهد الجديد كاملا بالأحرف اليونانية الكبيرة، وكان عرفا إختصار الكلمات المألوفة. وعند كتابة اسم يسوع، كان يختصر، وكان الكتاب يستخدمون أول حرفين والحرف الأخير. العرف الإغريقي في إختصار كتابة الكلمات هو وضع الحرفين الأولين والحرف الأخير والإشارة للحذف برسم خط فوق الكلمة—لذا، فإن كلمة IHsouS مع إهمال أو حذف الأخرف "sou" تصبح: .
          لقد كان من السهل رسم خط عمودي للأسفل يتقاطع مع هذا الخط الأفقي، ولذا حصلنا على:
          ،
          وأخيرا على
          :
          .


          "Jesus Hominum Salvator" (=Jesus Saviour of Mankind) ("يسوع مخلص الجنس البشري")، و"IHave Suffered" (="أنا عانيت")، كلتاهما فكرتان مـتأخرتان وليس لهما علاقة بمعني الأحرف (IHS) الأصلية التي هي إغريقية الأصل، وكذلك الترجمات اللاتينية والانجلييزية، والتي كتبت بتاريخ متأخر.
          "Alpha and Omega" ("الألف والياء"="الأول والأخير"): وهما الحرفان الأول والأخير في الأبجدية اليونانية، ويستعملان للدلالة على البداية والنهاية (رؤيا يوحنا 1: 11)، ويستعملان كذلك رمزا للرب. هذان الرمزان يوضعان عادة قرب المبذبح وتشيران للحظور الحق للرب في القربان المقدس. وعند جمعهما مع Chi-Rho، أو وضعهما على جانب رأس المُخلٍّص، فإنهما يشيران لألوهيته.







          The Monogram of Christ ("مونوغرام المسيح") هو جمعٌ بين الحرفين الإغريقيين X و P (ينطقان chi-rho)، وهما الحرفان الأولين من إسم المسيح (كرايست Christ) عندما يكتبان باليونانية/الإغريقية. يسمى هذا الرمز Labarum ("لابروم") أو Banner Monogram ("مونوغرام الراية") لأن الإمبراطور قسطنطين Canstantine رسمها على رايته بعد أن رآه مصورا في السماء.
          أخذ صليب تاو Tau Cross إسمه من الحرف اليوناني T



          (tau) ("تاو"). لقد كان على صليب بهذا الشكل، الحية النحاسية، التي رفعت على سارية في البريّة لغرض إنقاذ الإسرائيليين بسبب عصيانهم (عدد 21: 7-9). هناك إمكانية أن المخلِّص قد صلب على صليب تاو Tau Cross؛ لكن يبدوا وكأن الشكل العالمي للصليب والتقليد كانا ضدّ هذا الإفتراض. إستعمل القدّيس أنتوني St. Anthony عكازا بهذا الشكل. ومن هذه الحقيقة دعى هي الصليب بصليب القديس أنتوني أيضا.
          يتحدث "صليب تاو" عن صليب العهد القديم، أما "الصليب اللاتيني" فهو صليب العهد الجديد.
          المثلث يرمز للمساواة ووحدة الآبّ والإبن والروح القدس، ويمثّل الرسم التالي، ليس الثالوث فحسب، بل الحمامة: هبوط الروح القدس.




          إحدى أكثر أدوات الثالوث إثارة هي دائرة بها مثلث يشكّل الجزء الداخلي، منقوشة على الأسلحة، منها نسخ هذا النقش: -


          الآبّ ليس الإبن؛ والإبن ليس الروح؛ والروح ليس الآبّ. ثمّ هناك خطّ يقود العين من اسم كلّ منهم إلى كلمة الله في المركز. الآبّ هو الله؛ والإبن هو الله؛ والروح هو الله.




          I. N. R. I. تعني ("يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ") (يوحنا 19: 19)، وهي الحروف التي نقشت على صليب ربنا فى موضع "جلجثة" الجمجمة Calvary. باللغة اللاتينية: "Jesus Nazarenus, Rex Judæorum"
          الدائرة: تعني أنه ليس له بداية ولا نهاية، ترمز للتمام والكمال والخلود.

          يجب عليك أن تحضر العبادة في الكنيسة، لأن (جَسَدِهِ ... هُوَ الْكَنِيسَةُ)، (1 كولوسي 1: 24)؛ (عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ) (1 ثيموثاوس 3: 15)؛ لأن (الْمَسِيحُ أَيْضًا (أَحَبَّ) الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا) (أفسس 5: 25).




          نهاية الكتاب

          و الحمد لله
          [CENTER]
          [/CENTER]

          تعليق


          • #20
            الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد :
            يا ابن بلدي ،النبي عيسى ابن مريم لم يصلب،وحبذا لو تناولت بحثك حول دين الحق ونبي الحق سيدنا ومعلمنا محمد صل الله عليه وسلم،أخي دعك من ترهات النصارى والصليب والصلبان.
            [CENTER][COLOR=#0000ff][FONT=Verdana][SIGPIC][/SIGPIC]


            [SIZE=4][B]{وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ } التوبة /75،76[/B][/SIZE][/FONT][/COLOR][/CENTER]

            تعليق


            • #21
              أخي أبو الرخاء , أشكر لك إهتمامك و أرجو أن تكون قد إطلعت على محتوى الكتاب.
              أخي العزيز إن تمعّنت في عنوان الموضوع فستجده متعلقا بدراسة تاريخ الصليب وعلاقته بالوثنية و ليس فقط من منظور ديني (كما أعتقد أنك فهمت) فالصليب رمز وثني بإمتياز من وجهة نظرنا نحن المسلمين.
              ثمة العديد من أشكال و رموز تناولها هذا الكتاب تعود للصليب.. عسا أن يجعل الله فيها خيرا للباحث عن الكنوز و الدفائن.
              أردت البدء بعرض رأي راهب (إن صحّ القول) منهم (أي المسيحيين) و هو مؤلّف الكتاب الأصلي
              هنري دانا وارد وهو داعية لمكافحة الماسونية والسبتيين, قبل التطرق إلى :

              قصة عيسى بن مريم ، عليه السلام



              [CENTER]
              [/CENTER]

              تعليق


              • #22
                الصليب :



                لقد كان الشكل التخطيطي الخارجي للسمكة رمزا منطقيا لأتباع الكنيسة الاولى . الاسماك ذكرت مرات عديدة في الاناجيل ، هذا ما كان يمكن توقعه لو كان يسوع ألقى أكثر تعاليمه في الجليل. الاناجيل التوافقية (مرقص و متى ولوقا) تقرر هذا ، مع ذلك لا يوافق هذا انجيل يوحنا . كانت الأسماك من الأغذية الأساسية في النظام الغذائي في الجليل .

                لقد كان الرمز بسيطا في رسمه وقد تم استعماله لكود سري بين المسيحيين زمن الاضطهاد الروماني . لو تقابل شخصان غريبان و كانا غير متأكدين من هوية بعضهما البعض المسيحية ، يقوم احدهما برسم قوس على الارض بهذا الشكل "
                ("، ولو قام الآخر بإكمال القوس بهذا الشكل "()" ، مكونا التخطيط الخارجي للسمكة يكون الآخر مسيحيا أيضا .

                والصليب أداة تعذيب وعقاب و إعدام مصنوعة من عمود خشبي يعلق عليه الشخص حتى يموت من الجوع والإجهاد. وقد تطور الصليب حتى أخذ الشكل المألوف في عصر الرومان فصار مكونا من عمود خشبي مثبتا في طرفه الأعلى خشبة مستعرضة لتشد عليها يدي المصلوب وتسمر بها, أو تربط بالحبال.

                استعمال الصليب
                كرمز كان مدانا بواسطة أب كنسي واحد على الاقل في القرن الثالث ، وذلك لأصوله الوثنية . الظهور الاول للصليب في الفن المسيحي كان على تابوت حجري بالفاتيكان في أواسط القرن الخامس . لقد كان صليبا يونانيا متساوي الاذرع ، ولم يكن يسوع مصور عليه. حيث أن المشهد الاول الخاص بالصلب الذي ظهر في الفن المسيحي لم يظهر قبل القرن السابع الميلادي .

                الشكل الاصلي لأداة الصلب هو ضرب من التخمين ، أحيانا يستعمل الرومان الصليب
                وأحيانا مجرد عمود بسيط . الاناجيل التي كتبت اصلا باليونانية استخدمت
                كلمة (stauros) لتشير لجهاز الاعدام .

                هذه الكلمة تم ترجمتها في الانجليزية "صليب" ولكن في الحقيقة هي تعني عود رأسي بدون آخر مستعرض . بعض الترجمات ترجمتها "عمود التعذيب"
                ويقول هيرمان فولدا صاحب كتاب "الصليب والصلب" أن وصف معاناة المسيح في آخر ساعات حياته تدل على صلبه على وتد وليس على صليب .


                بعض كتابات أباء الكنيسة الاولى تؤكد صلبه على عمود وكذلك بعض الاعمال الفنية الاولى . ثم إن عدم الوجود اللافت للصليب في الكنيسة الاولى يجعل استعماله اليوم عالميا أمرا لاذعا .
                معظم العلماء اليوم يوافقون ان
                ه مجرد اشارة فنية لحادث عاطفي ، ولم يكن شائعا قبل زمن الامبراطور قسطنطين .

                خلال القرنين الاول والثاني نجد أنه من النادر رؤية علامته في ايقونات الديانة المسيحية وصورها ، حيث انها تصور وسيلة مؤلمة للإعدام العلني.

                السمكة كانت هي الرمز للمسيحيين الاوائل . ولكن هناك بعض إشارات لبداية ارتباط اشارة الصليب
                المسيحية في أواخر القرن الثاني واوائل القرن الثالث حيث اشار كليمنت السكندري لهذه العلامة في بعض كتاباته على انها علامة الرب ، وهو يعني الصليب.


                من عصور قديمة في ايطاليا وقبل معرفة الناس لفنون الحضارات ، آمنوا بالصليب كرمز ديني و أداة للحماية وتم وضعه على القبور .
                عام 46 قبل الميلاد كان الاله جوبيتر مصور على العملة الرومانية ماسكا صولجان طويل آخره صليب . وكان عذراوات ديانة روما الوثنية يلبسون صليبا يتدلى
                من عقدهم كما تفعل راهبات الكنيسة الكاثوليكية اليوم .

                لم يكن الصليب مستخدما في التيار الغالب للمسيحية حتى زمن الامبراطور قسطنطين ، بعد 300 من كنيسة (مجتمع مسيحي) المسيح الاولى.
                وحسب قاموس فاين التفسيري لكلمات العهد القديم والجديد ، نجد ان شكله له أصول في بلاد الكلدانيين القديمة ورمز للإله تموز بهذا الشكل (T) المعروف بصليب تاو ، كذلك في مصر .



                ليس هناك اي دليل على ان كنيسة "الرب الحقيقية" استعملت الصليب لأي غرض . ولم بأمر الانجيل ياستعماله ، والاثريون لم يعثروا على أي استعمال للصليب
                قبل ذلك التاريخ . لم يبدأ استعماله
                (بشكل عام) حتى زمن قسطنطين ، وبعد 3 قرون بعد المسيح ، وبعد الزعم برؤيته في حلم ، اصبح مقبولا كرمز رسمي للمسيحية . بذلك اخذ موضعه ، وتحت هذا الشعار تغلب قسطنطين على خصمه قرب جسر ميلفيان في 28 اكتوبر عام 312 م.
                وحسب "الموسوعة الكاثوليكية" اصبح الصليب ر
                مز عيد الفصح في مجمع نيقية عام 325 م ، عندما قرر قسطنطين ان الصليب هو رمز الصلب وهو الرمز الرسمي للديانة المسيحية .




                يتبع ...


                [CENTER]
                [/CENTER]

                تعليق


                • #23
                  الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد :
                  حبذا لو اختزلت فكرة النصراني عوضا عن طرحها بتلكك الصفة،على كل حال تشكرعلى المجهود يا ابن الخضراء.تحياتي
                  [CENTER][COLOR=#0000ff][FONT=Verdana][SIGPIC][/SIGPIC]


                  [SIZE=4][B]{وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ } التوبة /75،76[/B][/SIZE][/FONT][/COLOR][/CENTER]

                  تعليق


                  • #24


                    استعمال الصليب كرمز للديانة النصرانية المسيحية هو بدعة لم يفعلها المسيح ولا تلاميذه ، ولم يلبسوا ابدا صليب في حياتهم من بعده.

                    طريقة الصلب


                    يمكننا أن نتعرف عليها عن طريق الاكتشافات الأثرية فقد كشف فريق من الأثريين صيف1968 أربعة قبور يهودية في "رأس المصارف" بالقرب من القدس، وكان أحدها يحتوي على صندوق به هيكل عظمي لشاب توفي مصلوبا ويرجع تاريخه إلى ما بين 7 و 66 ميلادي.
                    كما تدل عليه الأواني الفخارية من عصرالهيروديسيين ا
                    لتي وجدت في القبر ومنقوش على الصندوق اسم "يوحانان". وقد أُجريت أبحاث دقيقة عن أسباب وطبيعة موته، مما قد يلقي بعض الضوء على كيفية صلب يسوع المسيح.

                    كان ذراعا الرجل مسمرتين إلى خشبة الصليب. والأرجح أن ثقل الجسم كان يرتكز عند العجز على قطعة من الخشب بارزة مثبتة إلى قائم الصليب. وكانت الساقين منحنيتين عند الركبتين إلى الخلف، والكاحلان مثبتين بمسمار واحد إلى قائم الصليب. وقد ثبت من شظية وجدت من بقايا الصليب، أنه كان مصنوعاً من خشب الزيتون. وكانت الساقين مكسورتين بضربة عنيفة مثلما حدث مع اللصين الذين صلبا مع يسوع ؟؟


                    ويبدو أن طريقة الصلب كانت تختلف من منطقة إلى أخرىفي الإمبراطورية الرومانية
                    الواسعة. ويبدو أن العملية كانت من القسوة والفظاعة حتى استنكف كُتَّاب ذلك العصر من إعطاء وصف تفصيلي لها، فكانت تعتبر من أقصى وأبشع وسائل العقاب.


                    يقول المؤرخ ويل ديورانت مؤلف سلسلة "قصة الحضارة"، نقلاً عن الخطيب الروماني شيشرون أن الصلب يعتبر أقسى طرق الموت الرومانية وأكثرها ابتكارًا، فبعد أن يجلد المحكوم عليه يتحول إلى كتلة لحم متوهجة ثم يثبت على الصليب بمسامير في اليدين والرجلين ويترك على هذه الحالة حتى يموت؛ وربما تفعّن جسده أو قامت الحشرات والطيور بالاستيطان به، وقد كان الجنود عادة يقومون بتقديم الخل للمحكومين، وهو نوع خمر رخيص، حتى يسكر المحكوم فيخفف ذلك من آلامه.
                    هذا ما يتفق مع الأناجيل الأربعة التي تذكر أنه عندما قُدم الخل ليسوع، رفض أن يشربه، وذلك لأنه أراد أن يتحمل الألم، فوفق العقائد المسيحية، بآلامه رفع يسوع خطايا العالم.


                    موت المصلوب يتم بسبب الاختناق، حيث وبنتيجة الضغط المستمر على الحجاب الحاجز وعظم الرجلين، يعجز الجسم عن تحمل هذا الضغط بعد فترة معينة، فيموت واختناقًا، وغالبًا ما كان الجند يكسرون ساقي المصلوبين للتسريع في عملية الموت.

                    ‏كان
                    بيلاطس البنطي ؟ قد أمر أن تكسر أرجل المصلوبين تسريعًا لموتهم، وذلك حتى لا تبقى جثثهم معلقة في سبت الفصح العظيم حسب الشريعة اليهودية.
                    لكن الجند لم يكسروا ساقي يسوع لكونه قد مات واستعاض الجند عن ذلك، للتأكد من موته، بطعنه، فخرج الدم والماء، وربما كان الماء الخارج المذكور في إنجيل يوحنا كما يقترح عدد من الباحثين ومفسري "الكتاب المقدس" ، هو مصل الدم، فتأكد بذلك الجند من وفاته. ويعتقد المسيحيون أن ذلك إنما تم تحقيقًا لنبوءة زكريا بن برخيا : "سينظرون إلى ذلك الذي طعنوه"






                    [CENTER]
                    [/CENTER]

                    تعليق


                    • #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة abouerrakha مشاهدة المشاركة
                      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد :
                      حبذا لو اختزلت فكرة النصراني عوضا عن طرحها بتلكك الصفة،على كل حال تشكرعلى المجهود يا ابن الخضراء.تحياتي

                      الله يجازيك كل خير يا خويا .

                      ما طرحته كاملا إلا لإحتواءه على :

                      - عرض تاريخي لتطور المعتقد المسيحي
                      - عرض تاريخي لإنقسامات المسيحيين العقائدية و المذهبية
                      - كما ذكرت سابقا بيان لرموز للصليب على غرار المعهود منها في علم الإشارات


                      و من إجتهد و أصاب فله أجران و من لم يصب فله أجر واحد.. إن شاء الله ما يكون كان خير
                      [CENTER]
                      [/CENTER]

                      تعليق


                      • #26
                        شكرا لك على هذه المعلومات

                        تعليق

                        يعمل...
                        X