إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الامبراطورية الميدية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامبراطورية الميدية




    الامبراطورية الميدية
    …مرحلة التأسيس

    يقول البروفسور سايزأن ماد كاني مجموعة قبائل وعشائر كردية سكنت بلاد اشور امتد حكمها الى بحر قزوين ,ومن الناحية اللغوية تنتمي الغالبية من هؤلاء الماديين الى الهندو اوربين ,ومن الناحية العرقية والسلالية هم آريون
    يقول علماء لغات الشرق القديم الغربيون أن لغة ماد هي أساس اللغة الكردية الحالية, فاللغة الميدية تشكلت بامتزاج الايرانية مع الكوتية ,اللولوية ,الهورية.


    -أرض ميديا (ماد)كانت تقال لتلك الاراضي الجبلية الواقعة بين البحر الابيض المتوسط غرباً والأسود شمالاًوبحر قزوين شرقاً
    و بحيرتي اورمية ووان (سلاسل جبال طوروس في آسيا الصغرى وجبال آرارات و قارس والسلاسل الجبلية لجبال زاغروس الممتدة من الشمال الى الجنوب لحد السواحل الشمالية للبحر العربي
    وكانت تعيش في هذه الاراضي الاقوام الهورية,اللولوية الكوتية ,الكوتية ,الكاسية (كاشية),الكاردوخية ,عيلام


    يقول هيرودوت المؤرخ اليوناني الشهير
    تأسيس الامبراطورية:حيث ظهر من الشعب الميدي رجل ديوك يقال انه تولى منصب العمدة في قرية ميدية وقد كان يتصف برجاحة العقل والرزانة فكان رجالات الشعب وزعمائه يهرعون اليه في في الملمات فطبقت شهرته الديار ,وعرف بين قومه بأصالة الرأي وحسن التصرف , وأخذ القوم في بناء مدينة أطلق عليها آكباتانا او آكباتان وفي الروايات الآشورية (أمدانا ) وفي الروايات الهيخامنشية (هنك متان )و آكباتانا تعني محل الاجتماع وهي مدينة همدان الحالية في كردستان ايران ولم يكن لاكباتانا أي مثيل من ناحية الجمال والفن المعماري البديع والزينة في مبانيها ,واتخذ ديوك من آكباتانا عاصمة لحكومته وانصرف الى تجميلها وتحصينها حتى أضحت آية في الجمال منيعة الحصون وقد خلا عهده الزاهر من نار الحروب والقتال وقد بذل جهودا جبارة في توحبد القبائل الميدية المتناحرة ومما ساعده على ذلك انشغال ملك آشور (سنحريب)في حروب مع البابليين و العيلاميين فلم تتح له الفرصة لعرقلة هذه الجهود والوقوف في سبيل اتحاد هذه القبائل
    توفي ديوك بعد ان حكم(53)عاماً(648-701)ق.م.وبعد أن أسس الدولة الميدية حيث كان أول حاكم لها وكان استقلال ميديا في عهده ( 674)ق.م. وقد وقع ديوك أسيراًبيد الملك الآشوري سركون عام (715)ق.م.وقد خلفه في الحكم ابنه فرئورت (كشتريت)
    الذي حكم (22)عاماًالذي اتبع في بدء حكمه سياسة المجاراة والمهادنة مع الحكومة الآشوريه حتى امتد نفوذه وعظم بين الشعوب الآرية اذ كانت بعض الشعوب الآرية قد قدمت من الشرق وانضمت الى اقربائهم الميديين هذا الى جانب خضوع الشعب الفارسي الى السلطان الميدي (حيثكانت الأقوام الفارسية البدائية قد نزحت الى المنطقة في عصور متأخرة وسكنت في الصحارى والسهول الايرانية وكان الميديون يسمونهم بالبارس ويعني الحد أوالطرف أو الجانب بالميديm
    =

    كل هذه الوسائل جعلت الميديين يتحرشون بالاشوريين فامتنعوا عن دفع الجزية التي كانوا يدفعونها منذ القدم مضطرين للاشوريين
    ولكن الشوريين تملكتهم ثورة الغضب على الميديين وما لبثت نيران الحرب أن اندلعت بين الطرفين فاسفرت عن انكيار جيش فرائورت ومصرعه مع جل من كان يصحبه من الامراء عام (626)ق.م
    خلف فرائورت ابنه الصغير كياكسار,(كي كاوس -كيخسرو)كياكسار من أشهر ملوك ميديا حيث تسلم العرش وتاج ميديا منذ الصغر وكان قائداً محنكاً
    وملكاً جازماًاذ وجه اول اهتمامه الى الجيش فاعاد تنظيمه حتى أصبح من أحسن جيوش العالم لأنه راى أن الانتصار على الجيش الآشوري المنظم لا يكون على يد جيش من أفراد القبائل والعشائر المتباينةوالعادات المختلفة الطباع ولهذ ا أدخل اصلاحات هامة على أنظمته وفصل بين الخيالة والمشاة وسلح الآخرين بالقوس والنشاب والسيف , واحدث خيالة سريعة العدو استطاعت أن تقهر فيما بعد الفرسان الآشوريين
    وقد استمرت فترة حكم كياكسار 40 عاماً (585-625) ق م .وبمجرن أن فرغ كياكسار من اعداد جيشه وتسليحه على أحدث النظم


    =



    وبعد أن عقد محالفة مع ملك بابل (نبو بو لسر)لقينا جبهة متراصة ضد العدو المشترك آشور وفي طريقه صوب نينوى العاصمة الآشورية استولى على مدينة (ناربيخري ) ثم يمم شطر الجنوب حسب خطة موضوعة ليتصل بالجيش البابلي وفي طريقه استولى أيضاًعلى مدينة (آشور ) الشرقات حالياًعاصمة آشور القديمة وقد دمرها تدميراً , وما أن تم الاستيلاء عليها وفرغ الجيش الميدي من تدميرها حتى كان ملك بابل قد وصل حيث عقد مع كياكسار معاهدة جديدة عينت فيها الحدود المستقبلية بين دولتيهما وتوثيقاً للروابط السياسية بين الدولتين رؤي تعزيزها وتوكيدها بمصاهرة كريمة تمت بين الأسرتين المالكتين فتزوجت ابنة كياكسار( ميداس) وتقول بعض الروايات بأنها كانت حفيدته من نبوخذ نصر(بخت نصر) بخل ملك بابل والذي اصبح فيما بعد ملك بابل. وان حائق بابل المعلقة صممت من أجلها بتوجيه من زوجها
    ولن كياكسار لم يتطرق اليه اليأس في الاستيلاء على نينوى مهما كلفه الأمر ,ورغم أنها امتنعت عليه في هجومه الاول عليها فأعاد الكرةوشن هجوماً عاتياًثم ألقى عليها حصاراً منيعاً ولما رأى أن الاستيلاء على المدينة ما زال صعب المنال أخذ في تكوين جبهة قوية يستطيع بها قهرها فبدأ يساوم بعض القبائل السيتية التي كانت تشد أزر الآشوريين وتقف الى جانبهم ونجح في اغرائهم بنهب وسلب الغنائم فتآلبوا على الآشوريين وهرعوا اليه معلنين انضما مهم الى جانبه كما انضم اليه جيش بابل تنفيذاً للاتفاقية التي ابرمت بينهما وما أن أهل شهر مايو حتى بدأت نينوى تتعرض لاعنف هجوم شنه عليها الحلفاء ورغم انها امتنعت على هذا الجيش العرمرم في هجومين متتاليين الا انها لم تستطع الحفاظ على صمودها واضطرت مرغمة الى التسليم بعد ان دك الحلفاء حصونها وهكذا سقطت الامبراطورية الآشورية في أيدي الحلفاء شهر آب عام (612)ق.م وقد هزتهم نشوة الفرح لاستلائهم على هذه المدينة العظيمة ذاتاشهرة الخالدة والمجد التليد حيث بدأت السنة الكردية من هذا العام
    لم يطق الملك الآشوري (شن شار ايشكوم ) ابن (آشور بانيبال ) صبراً على فقدان قلب المملكة النابض فألقى نفسه في نار قصره واحرق نفسه ومن معه من خدم وحشم بالنار
    وبعد أن فرغ جيش الحلفاء من نهب المدينة ومن تدميرها أخذ الجيش البابلي يطارد قسماً من الاشوريين الهاربين من المدينة ويتعقب آثارهم حتى لجأت جماعة منهم بقيادة (آشور وباليت )الى حران (أورفة) حيث وضعوا هناك أساس حكومة جديدة لكن كياكسار أبى عليهم الاستقرار في اي مكان و آلى على نفسه الا أن يشتت شملهم ويقض مضاجعهم وقد وانته الفرصة عندما استنجد به (بنوبولاسار)ليلحق به ويمد اليه النجدة في حران فخف اليه على عجل وانضم اليه الجيش البابلي فاستطاع وبمهارته الفائقة وخططه الحربية السديدة
    الاستيلاء على حران آخر حصون الآشوريين وبذلك تحققت آمالهثن قفل راجعاًالى بلاده مكللاًبأكاليل النصر



    ثم اخذ الحلفاء بعد ذلك في تقسيم الغنائم والاسلاب وتوزيع الميراث بينهم , المستعمرة الآشورية في آسيا الصغرى أصبحت من نصيب الحكومة الميدية وكان خط الحدود بين ميديا و بابل ممتداً على طول نهر دجلة منالجنوب حتى مدينة دياربكر كما ان خطاً آخر كان يقصل بينها ممتدأ من دياربكر حتى نهرالفرات . الا ان القدر أبى أن يمضي كل عهده في ميادين القتال اذ ما يخرج من حرب الا ليخوض غمار حرب أخرى وكانت الحروب التالية بينه وبين الليديين التي تباينت الروايات في استقصاء أسبابها فتقول احدى الروايات أن بعض المجرمين من السيت قد لجأوا الى الحكومة الليدية واعتصموا بحماها ولما طالبت الحكومة الميدية بردهم اليها لم تجب الى طلبها اذ رفضت الحكومة الليدية تسليمهم لها فكانت هذه هي الشرارة التي أوقدت نيران الحرب بين الحكومتين ونجد رواية أخرى تعزو اسباب الحرب الى أن الحكومة الليدية قد تملكها الطمع في المستعمرات الآشورية التي كانت من نصيب الحكومة الميدية بعد الاستيلاء على نينوى مما ادى الى اندلاع نيران الحرب بين الدولتين والتحم الجيشان على شاطئ نهر (هالياس) ودارت رحى معركة حامية الوطيس وطويلة المدى في مطلع عام (591)ق م ولم تقف رحاها الا يوم (28 مايو من عام 585 )ق م وذلك بمعجزة فقد حدث خسوف كلي للشمس طيلة هذا اليوم فأيقن الطرفان أن هذه الظاهرة العجيبة ان هي الا علامة من عائم الغضب الالهي فرغب كل منهما بينه وبين نفسه في وضع حد لسفك الدماء دون طائل وما ان عرض نبوخذ نصر ملك بابل (سينيس)ملك كيليكيا وساطتهما لانهاء القتالوعقد الصلح حتى قبل الطرفان بارتياح وتوقفت العملية الحربية واتفقا على أن يكون نهر هالياس حداً فاصلاً بينهما ثم عزز هذا الصلح وتوج بمصاهرة ملكية بين الاسرتين المالكتين فتزوج استياك نجل كياكسار من آريانا كريمة ملك ليديا في سنة (585)ق م
    “لم يعمر كياكسار طويلاًبعد ابرام الصلح بل عاجلته المنية بعده بفترة قصيرة ,فخلفه على العرش ابنه استياك الذي عزف وأحجم طوال عهده الذي استمر 35 عاماً عن الاشتباك في الحروب مما ادى الى ظهور دولة الفرس وعلو شأنهم وتحفزهم للاستقلال و أحس رجالات ميديا بقوة فارس وهي ولاية ميدية تزداد شأناً يوماً بعد يوم .فكان يحكم فارس وقتذاك امراء أسرة اخميني الذين انتهزوا فرصة اخلاء الملك الى الراحة وبذلوا جهوداً جبارة للتخلص من سلطة الميديين وشرعوا في تكوين جبهة قوية ممتدة للوقوف بها في وجه ميدياوقد نجحوا في ضم اقوام آخرين الى جانبهم من الشعوب الخاضعة لميديا التي شنت عليها عصا الطاعة و اعلنت العصيان وكان بطل هذه المؤامرة التي اثارت هذه الشعوب على ميديا (كورش الثاني )او الكبير حيث كان من ضباط الملك الميدي استياك الا انه خان قائده وحمل لواء الحرب ضد الامبراطورية



    فزحف على رأس جيش جرار حيث التقى بجيش استياك واشتبكا في معركة حامية الوطيس دافع فيها استياك دفاع المستميت و أبلى فيها بلاء حسنا يحدوه الأمل في المحافظة على عرشه وعلى شرف اسرته واستمرت المعركة سجالاًبين الفريقين وكان النصر يتأرجح بين الكفين الا أن كبار القادة و العاملين في الجيش الامبراطوري لاستياك وقفوا ضده لانه لم يكن بامكانهم الحصول على الاموال عن طريق السلب والنهب ولعبت الخيانة دورها على يد زعيم احد البيوتات الميدية الكبيرة وكان يدعى (هارباك ) الذي قرر مصير الحرب بعد ان باع شرفه و اجرم في حق وطنه فتقدم الى العدو طائعاً مختاراً وانضم من معه من الجنود الى كورش عدو وطنه اللدود و بانضمامه الى جانب العدو وجه طعنة الى صدر استياك وجيشه حيث ضعفت روح الجيش المعنوية و أخذت تنتابه الهزائم متلاحقة لم يستطع امامها صموداً مما أدى الى اندلاع نيران ثورة جامحة في ميديا تمخضت عن خلع استياك عن العرش عام(550)ق.م , امر كورش بتعذيب ابنة استياك (امتيدا)وزوجها (استيبام)وولديها لذلك سلم استياك نفسه كي لا يعذبوا كثيراًَ من الذين يحيطون به و اهله ورجاله ,الا أن كورش امر بقتل استيبام صهر استياك و ولي عهده وتزوج من زوجته امتيدا .
    وهكذا كسب كورش المعركة واحسن معاملة هارباك الذي حسم المعركة لصالح أعداء وطنه الاخمينيين وانتهت الامبراطورية الميدية وقضي عليها بالزوال بعد أن حكمت خمسين عاماً بعد المئة و قامت على أنقاضها حكومة الاخمينين الايرانية .
    كانت هناك بعض المحاولات لاعادة شرف الامبراطورية الميدية والاسرة الحاكمة من قبل بعض الغيورين ومنهم(فرورتيش )الذي قاد الثورة ضد الفرس الاخمينين بعد سقوط الامبراطورية الميدية الا انه تم القبض عليه وقطع انفه واذنه ولسانه وفقأت عيناه ثم رمي بالسهام في اكباتانا, ومن الذين اعلنوا الثورة ضد الاخمينين(جيتران)الذي اعلن نفسه ملكاً بعد سقوط الامبراطورية لكن ثورته أخمدت و ألقي القبض عليه في أربيل (هولير)ووضعوه تحت وابل من السهام وقتلوه , وقد كان كل من فرورتيش وجيتران من نبلاء عائلة كياكسار .وهكذا تلاشت الآمال في اعادة ما يمكن اعادته وبالتالي النيل من الذين تسببوا في سقوط الامبراطورية

    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2012-12-15, 11:01 PM.
يعمل...
X