إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الألعاب الأولمبية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الألعاب الأولمبية



    الألعاب الأولمبية

    اليونان بلاد قديمة مفعمة بأسرار يجدر كشفها. .. فهي مسقط رأس الحضارة الغربية. وهي قبلة يؤمها السياح، إذ يأتي إليها سنويا تسعة زوار مقابل كل عشرة مواطنين يونانيين. يأتي البعض إعجابا بآلهة اليونان القدماء ، ويأتي البعض الآخر للكشف عن أسرارها القديمة وهي كثيرة جدا.
    ليس سرا على أحد أن الألعاب الأولمبية الشهيرة قد بدأت في اليونان. ولكن قلة يعرفون أنها بدأت قبل ألفين وسبعمائة عام. لهذا فإن زيارة مسقط رأس الألعاب الأولمبية أمر لا بد منه لجميع محبي الرياضة. الأغريق أخذوا الألعاب الأولمبية عن الفينيقيين سكان الساحل الشرقي للبحر المتوسط هواة الهجرة والترحال الذين بنوا أول ملعب في العالم ومزجوا بين الرياضة وإقامة الطقوس الوثنية. أي الأحتفال بمهرجانات عقائدية ورياضية معاً. كان الأغريق يقيمونها في أوليمبيا دائماً،ومرة كل أربع سنوات،



    والغريب أن البرنامج الرياضي لألعاب الأوليمبية القديمة لم يكن يتضمن سوى سباق واحد ! وكان سباق جري بطول الملعب وكان طولة 192 متراً و27 سنتيمتراً وكان أول فائز أولمبي هو
    كوربوس الذي كان طاهياً من ولاية إيلليس. وبمرور الأيام وكر الأعوام أضافوا مسابقات أخرى إلى الستاديون مما أضطرهم لمد فترة المهرجان الرياضي الديني إلى خمسة أيام. كانت ثابتة الموعد عندما يكتمل القمر في شهر يوليو. لم تشترك النساء في الألعاب الأولمبية عام 1896 لأنها كانت محرمة عليهن وممنوعة، فكانت الرياضة مقتصر على الرجال الذين كانوا يتبارون عراة. وأول مرة أشتركت المرأة في الدورة الثانية عام 1900 في باريس.



    تعتبر الألعاب الأولمبية أشهر الدورات الرياضية في التاريخ القديم. وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة
    أوليمبيااليونانية، والتي كانت مركزاً للعبادة. بدأت في سنة 776 قبل الميلاد. وكانت تقام كل 4 أعوام على شرف زوس كبير آلهة اليونان وزوجته هيرا، وتدوم لمدة 7 أيام.
    يعتقد أن
    هرقل أنشأ 6 رياضات. بلغ عدد المباريات في القرن الخامس قبل الميلاد 13 مباراة، 10 منها للكبار والباقي للأولاد. الرياضات العشرة هي: 4 سباقات مختلفة في العدو، المصارعة، الملاكمة، سباق الخيول، سباق العربات، والخماسي.



    أما بالنسبة للرياضات الثلاثة للأولاد فهي:
    العدو، والمصارعة، والملاكمة،كرة القدم، اليد، الطائرة، وكل هذه الرياضات تندرج تحت الألعاب الأولمبية.


    كانت الألعاب في اليونان القديمة تقدر عاليا جدا حتى يمكن القول أن ابن أثينا الذي يفوز في سباق العربات مثلا كان يعود إلى مدينته بطلا متوجا. بالغار، يحصل على طعام مجاني لبقية حياته، ومقعد مميز في المسارح المحلية حتى يعامل وكأنه أسطورة محلية. من الأسرار الأولمبية أن الشيء الوحيد الذي لم يحصل عليه الفائز حينها هو الميدالية الذهبية. بل كان إكليل الزيتون أهم ميدالية يحصل عليها. وكان البطل الرياضي كشأنه على مر التاريخ يختار المرأة التي يحب. ولكن هذا كان يحدث بعيدا عن مسرح الأولمبياد إذ كانت المرأة تمنع من مشاهدة الألعاب تحت طائلة الإعدام.



    لم تكن ردة فعل المرأة تجاه ذلك الخوف والرعب من القرار، فهناك قصة شهيرة عن امرأة تنكرت بزي الرجال كي تدخل إلى الملعب لمشاهدة ابنها في السباق. وعند فوزه رفعت ذراعيها تحيه فسقط زيها التنكري فاكتشف أنها امرأة، ما أدهش كل الحاضرين من الرجال. من حسن الحظ أنها بُرئت تقديرا لزوجها الذي كان بطل رياضي معروف أيضا.
    اتبعت هذه الألعاب القديمة برنامج تقليدي.


    فقد خصص اليوم الأول للتضحيات. ثم تبدأ الألعاب الجدية. والتي كانت الملاكمة الشعبية من أبرزها. حيث كان المتبارون يلفون أصابعهم بالجلود للتخفيف من وقع اللكمات، إلا أن هذا لم ينقذ الكثيرين من الموت.
    كان سباق الجياد والعربات يقتصر على الأثرياء وحدهم، إذ كان على كل من المتبارين أن يملك جواد خاصا به. وأخيرا الألعاب الخماسية التي كانت تتألف من العدو والقفز الطويل والرماح ورمي القرص والمصارعة.
    لا يحصل الخاسر على أي شيء. بل تلحق به السخرية والازدراء. بل تؤكد السجلات القضائية أنها كانت تسمح للناس بمهاجمة الخاسرين في السباق.



    يحق للزوار التجول في مناطق تمرن الرياضيين السابقين التي كانت تسمى جمنازيوم وهي عبارة يكثر اليوم استعمالها. كان الرياضيون في الجوار يقسمون بالولاء للقواعد الأولمبية التي تنص على عدم القتال والرشوة واستعمال المخدرات. وإذا نكث الرياضي بعهوده يلحقه الخزي والعار. تكمن ذروة الرحلة إلى أوليمبيا في الملعب نفسه، حيث يمكن رؤية خطي البداية والنهاية ومواقع الحكام في آن معا. ماذا عن الأسرار الكامنة وراء طول الملعب؟ يقال أنها حددت من قبل البطل الأسطوري هرقل الذي قاسها بستمائة من قدميه. لا شيء ينجز في اليونان القديمة دون مباركة إلهية. فكانت الألعاب الأولمبية تتم إجلالا لألهة الإغريق سيوز، حيث يمكن رؤية بقايا معبده العظيم. في الداخل ينبلج تمثاله الذي كان يعتبر من عجائب الدنيا السبع، فقد صنع من الذهب والعاج وبلغ ارتفاعه سبعة وثلاثين قدم، أي سبعة أضعاف الحجم الطبيعي.



    وقد كان التمثال مرغوبا إلى حد أن البعض في العالم القديم كانوا يعجزون عن رفع أيديهم عنه. تقول الأسطورة أن الامبراطور كاليغولا أمر بجلب تمثال سيوز إلى روما، وعندما وصل رجاله لنقل التمثال انفجر التمثال بالضحك فجأة حتى أخاف الرومان فلاذوا بالفرار. إلا أن إمبراطور روماني آخر سبب مزيدا من الأذى وهو الإمبراطور المسيحي ثيودوسيوس الذي منع الألعاب الأولمبية عام ثلاثمائة وثلاثة وتسعين باعتبارها مناسبة وثنية. وبعد ألف وخمسمائة عام من ذلك أعيد الاعتبار للألعاب الأولمبية في أثينا تقديرا للإعجاب المنبعث باليونان القديمة. وهذا سر أولمبي آخر يقول أن أولى الألعاب الأولمبية المعاصرة شملت لعبة إضافية هي المراتون.



    يقال أنها جرت إحياء لذكرى جندي كان يعدو حاملا نبأ انتصار يوناني إلى أثينا. وقد أطلق على الألعاب لقب مراتون تيمنا بالموقع التي شهد المعركة وما تلاه من عدو لمسافة ستة وعشرين ميلا. ولكنه عندما وصل إلى أثينا انهار ومات.
    وما زالت روح هذه الألعاب التي توحد بني البشر قائمة حتى الآن. وما زالت الشعلة الأولمبية تشتعل كل أربع سنوات كما في العصور القديمة، وإذا صادف وجود المرء هناك يمكنه رؤية بريق الماضي ساطعا، تكفي جولة في الجوار لملاحظة الترابط القائم بين الماضي والحاضر. لم تكن الرياضة وسيلة الترفيه الوحيدة في اليونان القديمة، فقد كانوا يحبون الضحك والبكاء في المسارح.



    يعتبر مسرح إبيداوروس من أفضل المسارح التي يتم الحفاظ عليها في أعالي تل هادئ من غابات الصنوبر، وهو يتسع لأربعة عشر ألف شخص، كما تعتبر شروطه السمعية الأفضل في العالم.
    يعتبر مسرح إبيداوروس فريد جدا من حيث شروطه السمعية، إلى حد أصبح من الشائع الذهاب إلى موقع الأوركسترا بهدوء لرمي قطعة نقدية للتأكد من وصول الصوت إلى جميع أرجاء المكان، والمميز في المسرح هو أنك تسمع ذلك في كل مكان. من المدهش أنهم توصلوا إلى طريقة لإسماع الجميع كل شيء، إنها مسألة مدهشة.جادة إبيداوروس هي المفضلة لدى الجميع لأنها تبعد ساعتين بالسيارة عن أثينا. لكن في إبيداوروس ما هو أبعد مما تراه بالعين المجردة. فبالقرب من المسرح يوجد بقايا أشهر مركز طبي في العالم القديم. كان الناس يأتون إلى هناك للتداوي من كل ما يصيبهم. أما رئيس الأطباء فلم يكن إلا الآلهة أسكليبيوس، إله الشفاء.



    أما أساليبهم فلم تكن تقليدية بمقاييس اليوم.
    كانوا يعتمدون على أدوية فولكلورية متعددة. فكانت الكلاب مثلا تتسكع في المشفى مثلا، لإغذا كان المريض مصابا بالجرح كانوا يشجعونه على السماح للكلاب بلعق جرحه. وقد تبين أن في لعاب الكلاب مادة تساهم في شفاء الجروح. أي أنه لم يكن أسلوبا غير علاجي بالكامل. قد تجد بين الآثار معبد مميز يمضي فيه المرضى ليلتهم، حيث يقوم أسكليبيوس بجولة عليهم. يبدو نظريا أن أسكليبيوس يظهر في ملامح أفعى هي رمز التجدد. أما في الواقع فهي أفعى غير سامة تطلق في غرفة المرضى لتوزع لعاقها الشافي. كانت الأفعى تمنح المرضى نوعا من الإيمان بتجربة التداوي، أما من جهة أخرى فهناك مجموعة من أدوات المعاينة والجراحة المشابهة جدا لتلك التي تتوفر اليوم في المستشفيات. تشهد على قدرات أسكليبيوس مجموعة من أجزاء الجسم المتناثرة في المكان، والتي قدمها المرضى الشاكرين ممن تم شفاءهم هناك. وإلى جانب هذه الهدايا الفاتنة التي خلفتها شعائر التداوي يوجد كذلك ميراثا كبيرا من المصطلحات الطبية المعاصرة.



    كان لأسكليبيوس أبنائه الذين سمي أحدهم هايجيا، والآخر كلاين، والثالث باناسيا. أما هذا الاسم الأخير فهو يعني باللغة اليوناني علاج لكل شيء. أما كلاين فتعني المعاينة أو التشخيص، وهايجيا تعني النظافة الوقائية.
    والأهم من هذا ما يعرف بالقسم التقليدي الذي ينطق به الأطباء حتى هذا اليوم، وهو يعود إلى التقاليد اليونانية، كما يوجه إلى الآلهة أسكلبيوس شخصيا. كل ما في إبيدوروس اليوم للترفيه. ففي أمسيات الصيف تقام في المسرح أعمال من الكوميديا والتراجيديا التي يتبرع فيها الممثلين بأقنعتهم الشهيرة والمفيدة. المدهش في المسرح هو أن المرء يستطيع الوقوف وسط الأوركسترا أو في قاع المسرح ويكفي أن يهمس حتى يسمع صوته في أرجاء المسرح. وهذا رائع بالنسبة للسمع ولكنه لا يساعد على رؤية الشخص، إلا إن كان لديه منظار أوبرا الذي لم يكن لدى الإغريق. ولكن يبدو أن الأقنعة كانت تتولى دور التعبير عن ملامح الوجه التي تكمل ما يقال. أي أن المشاهد في أعلى المسرح سيعلم بتفاصيل ما يجري.



    يمكن للزائر في النهار أن يتولى بطولة العرض المسرحي. لا أحد يعرف ما هو العرض الذي سيتبعه، أو من سيكون من بين المشاهدين.
    يبدأ الكثيرون زيارتهم لليونان برحلة إلى بعض من أشهر جزرها. إنها أشبه بالجواهر الطافية على وجه البحر. ألف وأربعمائة جوهرة من الزمرد. ولكن كريت أشدها حبسا للأنفاس. إنها أكبر الجزر اليونانية، والأجمل على الإطلاق. يزورها الآلاف سنويا للتمتع بمناظرها الخلابة، وشواطئها الغناء ونعيم العيش في المتوسط. ولكن كريت تخبئ سرا داكنا من ماضيها القديم. دُفن السر في كنوسوس على بعد بضعة أميال من الجزيرة العاصمة. تعتبر كنوسوس اليوم ثاني أكثر المناطق زيارة في اليونان، وذلك لما فيها من مبان خيالية أعيد ترميمها. وهي تصور ما كانت عليه الحياة هناك قبل آلاف السنين. كان هناك في الماضي قصرا هائلا لمملكة عظيمة قادها طاغية اسمه ماينوس. وقد عرف أتباعه بلقب ماينونز، وهم من البحارة الذين حكموا غالبية أرجاء المتوسط. وقد كانوا بتقدمهم ينتمون إلى حضارة اليونان العريقة التي تنافس مصر القديمة. التصميم الغريب للقصر هو جل ما يدهش الزوار، وذلك لما فيه من غرف ومتاهات بمختلف الأشكال والأحجام. أما سبب بنائه على هذا النحو فهو سر دفنه الدهر.



    ولكن الأساطير تتحدث عن أهداف شريرة.
    تقول الأساطير أن زوجة ماينوس خانت زوجها مع ثور وأنجبت وحشا نصفه انسان ونصفه ثور عرف باسم مينوتاور. سعى ماينوس لإخفاء عاره بجعل البناءين يشيدون متاهات يعجز مينوتاور عن الخروج منها. لا شك أن قصر كنوسوس يشبه المتاهات فعلا، لأنه يشكل أحجية رهيبة من الممرات والسلالم والمعابر الداكنة.



    وليس من الصعب أن يرى المرء كيف يمكنه الضياع فيها.
    وكان ماينوس يطلب من سكان أثينا إشباع رغبات مينوتاور بإرسال سبعة شبان وسبع فتيات سنويا. وفي إحدى السنوات خرج معهم شاب أثيني اسمه ثيسيوس أقسم بأن يقتل مينوتاور. وقد وعد والده الملك أنه إذا عاد منتصرا سيرفع شراعا أبيضا. عند وصول تيسيوس إلى كريت قدمت له أريادن ابنة ماينوس كبة من الخيوط ليجد سبيلا له خارج المتاهات.
    ما أن دخل تيسيوس إلى وكر مينوتاور حتى استل خنجره وذبح فيه الوحش.
    أصيب الملك مينوس بالحنق والغضب ما أجبر تيسيوس وأريادن على الفرار. ولكن المأساة تعقبتهما. فحين عاد تيسيوس إلى وطنه نسي رفع الشراع الأبيض إشارة النصر. كان أبيه أجيوس على الشاطئ ينتظر عودة ابنه، فشاهد زورقا يرفع شراع أسودا يدخل المياه، فاضطرب ورمى نفسه في مياه البحر الذي عرف بعده باسم بحر إيجه، تيمنا باسم أجيوس. ولكن هل هذه قصة حقيقية؟ بعد الخوض عميقا في متاهات القصر يجد المرء نفسه في فناء رئيسي، يعتقد الكثيرون أنه ساحة لألعاب الثيران لدى أبناء البلاط. تنتصب في الطبقة العلوية نسخة عن لوحة جصية عثر عليها عالم الآثار السير آرثر إيفانز، وهي تصور شابا وامرأة يجرؤان على القفز فوق ثور.




يعمل...
X