إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمبراطورية الأشكانية البارثية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمبراطورية الأشكانية البارثية

    الإمبراطورية الأشكانية البارثية

    الأشكانيون أو الأشقانيون أو الأرشكيون (بالفارسية الوسطى: Ashkâniân) (بالإنكليزية: Arsacid) هم السلالة المؤسسة للإمبراطورية البارثية التي حاربت السلوقيين ثم الرومان وبقى سلطانها خمسا وسبعين وأربعمائة سنة (249 ق م- 226 م)، ويسمى أول ملوكها أرشك وينسب، كدأب الفرس في وصل الأسر الحديثة بالقديمة، إلى كيقباد أو كيكاوس.
    تختلف الروايات في عدد ملوكهم ومدّة حكمهم بين أحد عشر وعشرين ملكا، وبين 266 و 523 سنة. وقد ذكر البيروني روايات مختلفة في عددهم وسنيهم ثم انتهى به التحقيق إلى أن أصح الروايات ما في كتاب الشابورقان أن ما بين الاسكندر إلى أردشير 537 سنة.
    و ذلك قريب جدا من الحقيقة. وقد بين العلامة المسعودى سبب هذا الاختلاف في مدة دولة الأشكانيين فيما يأتى:
    « وبين الفرس وغيرهم من الأمم في تاريخ الاسكندر تفاوت عظيم. وقد أغفل ذلك كثير من الناس. وهو سرّ ديانى وملوكى من أسرار الفرس لا يكاد يعرفه إلا الموابذة والهرابذة وغيرهم من ذوى التحصيل منهم والدراية، على ما شاهدناه بأرض فارسوكرمان وغيرهما من أرض الأعاجم.
    و يقول مؤرّخو العرب والفرس أن الأشكانيين كانوا أعظم ملوك الطوائف الذين نبغوا في بلاد الفرس بعد الاسكندر، وأن هؤلاء كانوا يقرون بزعامتهم، وأن ملوك الطوائف كانوا زهاء تسعين.
    و في كارنامك أردشير بابكان أنهم كانوا أربعين ومائتين.

    و كانت إيران إذ ذاك قسمين: أحدهما خاضع للأشكانيين بغير واسطة. وفيه أربع عشرة ولاية.
    و الثاني في سلطان ملوك يقرون بزعامة الأشكانيين. وبعضهم يسيطر على ملوك أصغر منه أيضا.
    و الأشكانيون كانوا تورانيين، وكانوا يتأثرون الحضارة اليونانية.
    و كأنه من أجل هذا لم تعن بهم القصص الفارسية عنايتها بالأسر الفارسية. بل سلبتهم بعض وقائعهم وأسمائهم لتحلى بها وقائع البيشداديينوالكيانيينفقارنوكوذرزكيووبيجن ليسوا إلا من أمراء الأشكانيين.
    و يقول الفردوسى بعد ذكر ملوكهم:« كان قصيرا أصلهم وفرعهم فلم يحدّث أهل التجارب بتاريخهم. ولم أسمع عنهم إلا الاسم ولا رأيتهم في كتاب الملوك».
    إن بدايات تاريخ البارثيين غامضة بسبب قلة المصادر. ولكنها بدأت تزداد مع ارتفاع شأنهم بعد قيام ميتراداتس الأول (171-138ق.م) بحملة نحو الغرب احتل إبانها مقاطعة ميدية وأجزاء من بلاد الرافدين، واحتل عام 141ق.م مدينة سلوقية دجلة.
    تعزّزت السيادة البارثية على بلاد بابل خلفاً للسلوقيين في عهد أرطبان الثاني «أرتبانوس» عند اليونان (128-124ق.م)، وشهدت مملكتهم ازدهاراً واتساعاً في عهد ميتراداتس الثاني (123-88ق.م)، وصار الفرات منذ عام 66ق.م حدّها الغربي مع الامبراطورية الرومانية.
    شهدت المملكة مرحلة ضعف في أواخر عهد ميتراداتس الثاني، فاستغل ذلك ديكران ملك أرمينية (95-55ق.م) وسيطر على مناطق لهم. ولكنهم استعادوا قوتهم في عهد أفراط الثالث «فرآتس» (70- 58ق.م)، وتحالفوا مع الرومان على ديكران وهزموه. ولكن تحالفهم مع الرومان لم يدم طويلاً بسبب الخلاف حول مناطق النفوذ، ودارت رحى معركة بين الطرفين قرب حرّان (الرها Edessa) انتهت بإبادة الجيش الروماني والاتفاق على جعل الفرات حدّاً بينهما.



    مرت المملكة البارثية في المرحلة التالية بحالة اضطراب وضعف، سببها الصراع داخل السلالة الحاكمة وظهور تيارات معارضة لها. وقد انعكس ذلك في كثرة تبدّل الملوك واستقلال سلوقية دجلة سبع سنوات (36-42) وتعرض الحدود الشرقية إلى اعتداءات، واستقلال بعض المناطق.
    استمر ذلك في القرن الثاني الميلادي، واستفاد الرومان منه. فقد انتزع تراجان مدينة دوراـ أوروبوس (الصالحية) منهم عام 113، وسيطر على بابل وسلوقية دجلة وطيسفون (115/116)، لكن خليفته هادريان تخلّى عنها في مطلع حكمه (117).
    قاد الرومان إبان حكم ماركوس أوريليوس Marcus Aurelius حملةً على البارثيين في أرمينية (162/163ق.م)، وأوصلوا إلى الحكم أسرة موالية لهم، ثم ساروا مع الفرات إلى بلاد بابل واحتلوا سلوقية دجلة في أواخر عام 165 وخربوها ثم انسحبوا منها. وفي عام 198 دمّر سبتيموس سيفيروس Septimius Severus مدينة طيسفون، وتوزعت قواته في بلاد بابل. وفي العام التالي عقدت بين الطرفين معاهدة سلام.
    ظهرت بوادر نهاية المملكة البارثية في الجانب الآخر (الشرقي) منها، ففي إقليم فارس ـ الذي كان يتمتع منذ قرون بحالة شبه مستقلة عن المملكة البارثية ـ نهضت أسرة من سلالة ساسان، وتمردت منذ نحو 220، ووجهت حملات مؤثّرة إلى مناطق المملكة المركزية، وكانت خاتمتها الفاصلة في تاريخ إيران[ر] حملة خريف 224. وفي 226 توّج الساساني أردشير نفسه على العرش في طيسفون وأنهى السيادة البارثية في بلاد بابل.
    امتدت المملكة البارثية من الفرات غرباً حتى الهند شرقاً، إذ تمكنت من بسط نفوذها على الممالك الهندية ـ السكيثية. ولكنها كانت تواجه تهديداً مستمراً من قبل شعوب السهوب الشرقية في آسيا الوسطى وخاصة من قبل الساكا السكيثية والقبائل التوخارية (الطخارية)، وقد سقط بعض الملوك الفرثيين قتلى إبان المعارك معها.



    عدّ البارثيون أنفسهم ورثة الأخمينيين وادعوا الانتساب إليهم، واتبعوا في مملكتهم نظاماً مزيجاً من التقاليد الإيرانية والهلنستية، لكن السلطة المركزية كانت ضعيفة ومهلهلة، وذلك أن الأسر الأرستقراطية الإقطاعية الكبيرة كانت تتحكم باختيار الملك وتتوارث أهم الوظائف والقيادات. قُسمت المملكة إلى مقاطعات كبيرة يحكمها قواد عسكريون وولايات يحكمها ولاة (ستاربة). بينما كانت المدن الإغريقية تتمتع بحكم ذاتي يحد منه وجود ضابط وقاض ملكي. أما عن عواصم البارثيين فكانت أولاها هيكاتومبيلوس الواقعة في خراسان، ثم انتقلت إلى اقباتان (همذان) في ميدية، وصارت منذ القرن الأول ق.م طيسفون الواقعة على نهر دجلة.
    كان البارثيون يتكلمون اللغة البهلوية (البارثية) وهي إحدى اللهجات الإيرانية الشمالية. ولكنهم استعملوا اللغة الإغريقية في مراسلاتهم مع المدن الإغريقية. واستخدموا علوم الإغريق وأساليبهم الإدارية. كما استخدموا التقويم السلوقي إلى جانب تقويمهم البارثي، الذي يبتدئ من تأسيس السلالة الأرشاقية في عام 247ق.م.
    اعتنق البارثيون الديانة المزدكية الإيرانية الشعبية، لكنهم كانوا متسامحين مع الديانات الأخرى.

    وكان الباثيون قد ظلوا عدة قرون يحتلون الإقليم الواقع جنوب بحر الخزر بوصفهم رعايا الملوك الأخمينيين ثم الملوك السلوقيين. وكان هؤلاء البارثيون من العنصر السكوذي- التوراني أي أنهم من جنس الشعوب الضاربة في الجنوب الشرقي من روسيا وفي بلاد التركستان.

    ولنا بقية مع الامبراطورية الپارثية


يعمل...
X